حابي – عقد البنك التجاري الدولي (CIB) جلسة نقاشية بعنوان “التحالف المصرفي لخفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر (NZBA): دراسة فرص خفض الانبعاثات الكربونية للبنوك في البلدان النامية”، خلال فعاليات يوم إزالة الكربون بمؤتمر المناخ COP 27.
واستهدفت الجلسة تبادل الرؤى بين قادة القطاع المصرفي حول تعزيز دور التحالف المصرفي (NZBA) في دعم البنوك الإفريقية لتوجيه محافظها التمويلية نحو المشروعات الهادفة إلى إزالة البصمة الكربونية، بما يساهم في رسم مستقبل للنمو الاقتصادي المستدام بالدول الإفريقية.
وبحسب بيان للبنك التجاري الدولي، فإن (NZBA) تحالف مصرفي دولي “يتولى مسئولية الالتزام بمواءمة المحافظ التمويلية والاستثمارية بالبنوك مع أهداف التحالف المتمثلة مع جهود خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2050”.
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوض البنية التحتية والمعلوماتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي، أن التمويل أهم الأركان الرئيسية لعملية التحول إلى مستقبل خال من الانبعاثات الكربونية على المستويين العالمي والإقليمي.
وأوضحت أن انخفاض مستويات التمويل الحالية للتخفيف من التغيير المناخي والتكيف مع تأثيراتها، يشكل تحديًا كبيرا للدول النامية لتنفيذ أجندة خفض الانبعاثات الكربونية مستقبلا.
وقاد البنك التجاري الدولي مناقشات، خلال الجلسة، سلطت الضوء على التمويل الخاص بإفريقيا باعتبارها من أقل المساهمين في الانبعاثات الضارة، غير أنها في الوقت نفسه الأكثر تضررًا بالتغير المناخي.
وأوضح البنك التجاري الدولي أن الدول الإفريقية تحظى بوفرة في الموارد المتجددة، مما سيسهم في تعزيز نموها المستدام إذا أتيحت لها الفرص التمويلية اللازمة لدفع عجلة التحول نحو الطاقة النظيفة والتكيف مع التغير المناخي.
وعقّبت الدكتورة أماني أبو زيد مؤكدة أهمية دور التحالف المصرفي في توجيه التدفقات التمويلية نحو إفريقيا؛ نظرًا لاحتياجها الشديد، رغم انخفاض التمثيل المصرفي الإفريقي في الاتحاد.
وأشارت إلى وجوب وضع شروط وأحكام التمويلات المناخية المستهدفة، لإعطاء الأولوية للمناطق الأشد احتياجًا، مؤكدة أن إفريقيا ينبغي أن تتصدر قائمة الأولويات للتحالف المصرفي على المديين القريب والمتوسط، نظرًا للتحديات التنموية الكبيرة التي تواجهها.
وركزت الجلسة أيضًا على سبل سد الفجوة بين البنوك الإفريقية والتحالف المصرفي التابع للأمم المتحدة لخفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر من خلال تحديد الاحتياجات.
ووفق البيان، تشمل تلك الاحتياجات على سبيل المثال: بناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، ومراعاة أفضل الممارسات المطبقة في القطاعات المختلفة لإزالة الكربون من القطاعات ذات الكثافة الكربونية والتحديات الخاصة التي تواجه الدول الإفريقية.
كما ناقشت الجلسة الطرق التي يمكن من خلالها لكل من التحالف المصرفي التابع للأمم المتحدة لخفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر وتحالف جلاسجو المالي من أجل صافي انبعاثات صفر لتقديم حلول مُخصصة لدعم جهود البنوك الأفريقية الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون.
وقالت الدكتور داليا عبد القادر، رئيس قطاع التمويل المستدام في البنك التجاري الدولي وممثل إفريقيا في اللجنة التوجيهية بالتحالف المصرفي (NZBA) إن مؤتمر الأطراف COP 27 يركز بشكل كبير على تمكين إفريقيا من التعامل مع التحديات وفرص تغير المناخ، وإزالة الكربون، باعتبارها ركائز محورية للنمو المستدام، لاسيما وأن إفريقيا تحظى بوفرة في الموارد والطاقة ومصادر الطاقة المتجددة.
وأضافت: “ينبغي اتخاذ مسارات جديدة تساهم في تعزيز دول البنوك الأفريقية على المشاركة القوية في النهوض الاقتصادي بإفريقيا، وإرساء دعائم اقتصاد قوي قادر على التكيف مع تغير المناخ، سعيًا إلى رسم مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة”.
وأشارت عبد القادر إلى أن المشروعات منخفضة الكربون في إفريقيا هي البوابة الرئيسية لإطلاق التمويلات الخاصة العالمية، وأن “تمثيل CIB لإفريقيا في تحالف (NZBA)، يطرح العديد من الفرص لدفع عجلة النمو المستدام بدولنا الإفريقية”.
وخلال الجلسة، أكدت ويندي دوبسون، رئيس الخدمات المصرفية العالمية للشركات بمجموعة ستاندرد بنك، ضرورة وجود منظومة أكثر شمولا للمؤسسات المالية الإفريقية لتحقيق التنمية المستدامة الإقليمية وتطلعات النمو،
وأضافت أن مؤتمرCOP 27 يشكّل لحظة حاسمة لإعادة التأكيد على الالتزامات العالمية لدعم الانتقال العادل للطاقة في إفريقيا.
وأوضحت أن مجموعة ستاندرد بنك تدرك تمامًا أن هذا التوجه يصب مباشرة في تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في دفع النمو المستدام والشامل عبر إفريقيا.
من ناحيته، سلط دانيال حنا، الرئيس العالمي للتمويل المستدام في بنك باركليز، الضوء على الضرورة الملحة لتعاون المؤسسات المالية للتغلب على التحديات الانتقالية، والدور المحوري الذي تلعبه البنوك في دعم التحول المناخي.
وأوضح أن بنك باركليز كان من أوائل البنوك التي التزمت بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر وتطوير منهجية مبتكرة لكيفية قياس الانبعاثات الممولة أطلق عليها المسار الأزرق (BlueTrack).
وأضاف أن هذه القضية تمثل تحديًا وفرصةً مشتركة، وهي ما يعكس التعاون الوثيق لبنك باركليز مع التحالف المصرفي ومع المؤسسات الأخرى لمشاركة خبراتنا والاستفادة من الآخرين حتى يتمكن قطاع التمويل من إحراز تقدم بوتيرة سريعة.