حابي – التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمد شاكر المرقبي، لاستعراض مشروعات الطاقة المتجددة، ومستجدات مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأكد رئيس الوزراء، فى مستهل اللقاء، اهتمام الدولة بالمشروعات التي يتم تنفيذها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، والعمل على إتاحة المزيد من التيسيرات لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية لتنفيذ تلك المشروعات والتوسع في القائم منها.
كما لفت إلى ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم على هامش مؤتمر المناخ، وخاصة فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر.
وخلال اللقاء، قدم وزير الكهرباء عرضا حول موقف مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، القائمة والجاري تنفيذها، مشيرا إلى أن استراتيجية قطاع الكهرباء في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة تستهدف الوصول إلى نسبة 20% من إجمالي القدرات المركبة بالشبكة عام 2022.
وأشار الدكتور محمد شاكر إلى أن مشروع مجمع “بنبان” للطاقة الشمسية، يُعد من أهم المشروعات المنفذة في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، حيث يعتبر أكبر محطة طاقة شمسية فى مكان واحد على مستوى أفريقيا والشرق الاوسط، كما يحتل الترتيب الرابع على مستوى العالم، ضمن أكبر محطات شمسية تنتج طاقة كهربائية، حيث تنتج 1465 ميجاوات، وتتسع لقدرات تصل إلى 2000 ميجاوات، وتوقيع 32 اتفاقية شراء الطاقة بإجمالي القدرات المنتجة.
كما لفت إلى دور القطاع الخاص المحوري للاستثمار في هذا المجال، مضيفا أن حجم الاستثمارات في مجمع “بنبان” يصل إلى ملياري دولار، وساهم في توفير نحو 10 آلاف فرصة عمل، كما ساهم في الحد من انبعاثات الغازات الضارة بواقع مليوني طن سنويا.
وفيما يتعلق بمشروعات طاقة الرياح، أوضح وزير الكهرباء أن إجمالي القدرات المركبة من طاقة الرياح يصل إلى 1625 ميجا وات، وهي ناتجة من المشروعات المنفذة عن طريق هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في كل من الزعفرانة وجبل الزيت، هذا إلى جانب المشروعات المنفذة من جانب تحالفات أجنبية.
وأشار إلى أن من بين تلك المشروعات، محطات الرياح برأس غارب، المنفذة من جانب تحالف (إنجي، أوراسكوم، تويوتا) باستثمارات تصل إلى 380 مليون دولار، وتصل قدرتها إلى 250 ميجاوات، وكذا محطات الرياح لشركة “ليكيلا باور” باستثمارات تقدر بـ320 مليون دولار، وقدرة 250 ميجاوات.
ونوه وزير الكهرباء بالموقف الخاص بالمشروعات الجاري تنفيذها باستثمار أجنبي مباشر لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة (شمس – رياح)، والتي يصل حجم الاستثمارات بها إلى نحو 4.4 مليار دولار، موضحا أنه بنهاية عام 2025 سيبلغ إجمالي القدرات المركبة من الطاقات المتجددة 10000 ميجاوات.
وتناول الوزير الدراسات الخاصة بزيادة المساحات الإضافية لمشروعات طاقة الرياح، مشيرا في هذا الصدد إلى البيانات التحليلية للرياح على مستوى الجمهورية الموضحة من خلال برنامج أطلس الرياح العالمي، وما تم التوصل إليه من نتائج لتحديد عدد من المناطق والمساحات الإضافية لإنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح، والقدرات المتوقع انتاجها.
واستعرض الوزير موقف العروض المقدمة من جانب عدد من الشركات العالمية المتخصصة لتنفيذ المزيد من مشروعات طاقة الرياح ذات قدرات كبيرة، لخفض استهلاك الغاز الطبيعي، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذا الصدد.
وتناول الوزير الجدول الزمني لدخول قدرات 18 جيجاوات من طاقة الرياح، من خلال عدد من المشروعات التي تم توقيع اتفاقيات بشأنها على هامش مؤتمر المناخ (COP27)، حيث سيتم تنفيذها من جانب مجموعة من التحالفات العالمية.
كما أشار إلى الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا بالمملكة العربية السعودية مع شركة “أكوا باور” لإنتاج 10 جيجاوات طاقة متجددة (شمس – رياح).
ولفت شاكر في هذا الصدد إلى ما يتم من تنسيق وتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وبخاصة المركز الوطني لتخطيط استخدامات اراضى الدولة، وذلك لسرعة تخصيص الأراضي اللازمة لتنفيذ الاتفاقيات التى تم توقيعها، وإتاحتها للشركات والتحالفات لبدء إجراء الدراسات والقياسات اللازمة لبدء تنفيذ المشروعات المتفق عليها.
وتطرق الوزير إلى جهود دعم وتعزيز التعاون الدولي مع عدد من المؤسسات في مجالات بناء القدرات ونقل المعرفة لتخطيط توليد ونقل الكهرباء في ظل الزيادة الهائلة في الطاقات المتجددة ودمجها علي الشبكة الكهربائية.
كما استعرض الدكتور محمد شاكر المرقبي، خلال اللقاء، مستجدات مشروعات انتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD؛ لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، وكذلك الجدول الزمني لإعدادها.
وأشار إلى الإعلان عن الإطار العام لمخرجات الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون خلال مؤتمر المناخ (COP27)، ومن المتوقع إصدار الاستراتيجية بنهاية العام الجاري.
وتناول الوزير الملخص التنفيذي للاستراتيجية، مشيرا إلى قدرة مصر على إنتاج الهيدروجين الأخضر الأقل تكلفة في العالم، حيث يمكن أن تستفيد مصر من قدرتها التنافسية لتحقيق خطة طموحة والوصول إلى 8% من السوق العالمي للهيدروجين.
وأشار شاكر إلى التعاون مع الشركات العالمية في مجال إنتاج الهيدروجين، وكذلك مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في هذا الشأن، كما استعرض العوائد التي يمكن لمصر الاستفادة منها وفقا للاستراتيجية، حيث من المتوقع أن يتضاعف اقتصاد الهيدروجين بمعدل سبع مرات تقريبًا بحلول عام 2050، الأمر الذي سيوفر حصول مصر على نسبة كبيرة من السوق الدولية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي لمصر في حدود 10- 18 مليار دولار أمريكي.
وتابع أنه من المتوقع أن يتم استحداث أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة فى حال زيادة استخدام القدرات المحلية في صناعات الهيدروجين وسلاسل القيمة المحلية، كما ستؤدي زيادة الهيدروجين المنتج محليًا إلى زيادة أمن الطاقة لمصر، مع اعتماد أقل على واردات البترول.
وتطرق وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، خلال اللقاء، إلى فعاليات الهيدروجين الأخضر على هامش مؤتمر المناخ COP 27، والتي تضمنت توقيع الاتفاقية الإطارية لمشروعات إنتاج الهيدروجين مع 9 مطورين، وكذلك افتتاح المشروع التجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات تنفيذ شركة اوراسكوم، سكاتك Scatec النرويجية، وشركة فرتيجلوب Fertiglobe بمشاركة صندوق مصر السيادي، وذلك بحضور الرئيس السيسي.
وتضمنت فعاليات الهيدروجين الأخضر في المؤتمر، افتتاح مشروع تطوير وتنفيذ تقنية مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي لعدد 1 توربينة غازية بمحطة توليد كهرباء شرم الشيخ من خلال شركة General Electric.