شريف الصياد: قوة مصر تكمن في توافر الأيدي العاملة الماهرة قليلة التكاليف
اجتذاب النشاطات كثيفة العمالة أولوية قصوى.. والتكنولوجيا تلعب دورا مهما في بعض الصناعات
شاهندة إبراهيم _ أكد المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية ورئيس مجلس إدارة شركة تريدكو المتخصصة في المكونات المغذية لتصنيع للسيارات، أهمية دور التكنولوجيا في بعض الصناعات ولكن ليس جميعها، مشيرًا إلى أن كل دول العالم تتقدم بوتيرة متسارعة في هذا الإطار، وتسبق مصر في استخدام التكنولوجيا بشكل كبير.
وعبر الصياد، عن أسفه تجاه تأخر مصر في استخدام التكنولوجيا، وقال: “لا أنادي بالتقليد لأنه خطأ كبير جدًّا ولكن لا بد من محاكاة الجزء الذي ينفعنا”.
وحول مدى استخدام التكنولوجيا في صناعة الأجهزة المنزلية والسيارات، قال إن هذه الصناعات ليست متقدمة تكنولوجيًّا بالشكل الكافي، بل إنها تقليدية وقديمة إلى حد ما، مدللًا على ذلك بأنها خرجت من أوروبا لاحتياجها إلى أيد عاملة كثيرة، وحاليًا نادرًا ما تجد مصانع أجهزة منزلية في أوروبا.
وفي نفس السياق، اعتبر رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، أن هذه النقطة المتمثلة في الأيدي العاملة هي محور قوة لمصر، مشيرًا إلى أن الأيدي العاملة المصرية تتميز بمهارتها وتوافرها أيضًا، كما أن تكلفتها بسيطة.
ونادى بتبني الصناعات التي ليست في حاجة لتقدم تكنولوجي، مشيرًا إلى أن بعض الصناعات لا تحتاج إلى التكنولوجيا بشكل كبير، بينما تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، مؤكدًا أهمية الاهتمام بمثل هذه الصناعات، اعتمادًا على قوة مصر المتمثلة في توافر الأيدي العاملة والفنيين في جميع التخصصات والموارد البشرية على مستوى المديرين ذوي الكفاءة العالية.
وأوضح الصياد في تصريحاته لجريدة حابي، أن التكنولوجيا لا تقتصر فقط على استقدام ماكينات حديثة أو روبوتات، لأنه من الممكن أن تكون تكلفتها عالية جدًّا، فضلًا عن ارتفاع مصاريف الصيانة والتشغيل أيضًا، وقال: “بدلًا من أن يوفر الروبوت 3 عمال ستكون تكلفة العمال أرخص”.
وأضاف: عند حساب التكلفة في أوروبا مثلًا، فإن تكلفة الأيدي العاملة غالية جدًّا، ولذلك فإن استخدام روبوت مثلًا في منطقة ما يوفر أجر عامل أو عاملين وفقًا لتكلفتهم العالية، أما في مصر فإن الدراسات توصلت إلى أن تكلفة العامل ما زالت أرخص بكثير جدًّا من التوجه لهذا النوع من التكنولوجيا.
وتابع: قطع غيار الروبوتات غالية جدًّا، كما أن التكلفة المبدئية للروبوت مرتفعة، بالإضافة إلى مصاريف تشغيله والاحتياج لفني متخصص في التشغيل، وكذلك ارتفاع تكلفة إصلاح أعطاله.
وأشار الصياد إلى أهمية التحول الرقمي من خلال العمل بنظام ERP لتجميع عمل المصنع كله في برنامج واحد على الحاسوب الآلي، بحيث يسهل القدرة على ربط الإنتاج بالجودة، وصرف الخامات من المخازن وفقًا لخطط المبيعات، وقال: “هذا هو التحول الرقمي المطلوب، وهو مناسب جدًّا لأن تكلفته بسيطة، وفي الوقت نفسه يمكن بالفعل ربط المصنع كله بصورة رقمية”.
وشدد على أن نظام ERP يعد من أكبر التحولات الرقمية، نظرًا لأنه يغير مناخ العمل في الشركات بشكل كامل، بدعم من عملها ببرامج حديثة مما يؤدي إلى حدوث تغير ملحوظ في مستوى الأفراد.
ويرى أن المعوقات التي تحول دون قيام التكنولوجيا بدور فاعل في الصناعة، يأتي على رأسها ارتفاع التكلفة المبدئية لأي منتج تكنولوجي، سواء يتم البحث عن قطع غيار أو مصاريف الصيانة التي تتسم بارتفاعها بشكل كبير، نظرًا لأن أغلب هذه الخدمات تكون مستوردة وغير متوافرة محليًّا، بالإضافة إلى عدم توافر الفنيين الذين يستطيعون إدارة وتشغيل الروبوتات أو الماكينات الحديثة.