حابي – قال ناجي أنيس، نائب رئيس شركة بنية لحلول تكنولوجيا المعلومات، إن تطور خدمات الأقمار الصناعية مؤخرا ساهم في انخفاض تكلفة إنتاجها من 200 مليون دولار إلى 30 مليونا، بجانب زيادة سعات القمر نفسها من 20 و30 جيجا حتى وصلت إلى 4 تيرا، علاوة على تحول حركة القمر الصناعي للاعتماد على الكهرباء والإشارات والرموز بعد أن كانت تعتمد قديما على الوقود.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «اتصالات الأقمار الصناعية – مكملة للخطط الوطنية» ضمن فعاليات مؤتمر Cairo ICT 2022.
واستعرض أنيس تاريخ تطور عمل الأقمار الصناعية وصولا إلى الاستفادة منها في تحسين جودة خدمات الاتصالات، وكيفية الحصول على أقصى استفادة ممكنة بأقل اﻷسعار.
وأوضح أن الأقمار الصناعية شكلت قديما وسيلة للحصول على خدمات الاتصالات بشكل مكلف وبطيء عبر تنفيذ خطوات كثيرة.
وأشار أنيس إلى أن التطور الذي حدث في إنتاج اﻷقمار يكشف مستوى الفروق الإنتاجية المتعددة بين الطراز الحديث والقديم.
كما لفت إلى 4 مراحل لعمل اﻷقمار الصناعية بداية من اﻹطلاق ثم عملية التصنيع ومرورا بعملية وصول الإشارة، وأخيرا عملية الاستفادة من الخدمات.
واستشهد أنيس خلال حديثه بأقمار شركة «سبيس إكس» العالمية، قائلًا إنها تشهد تطورا هائلا ساهم في تقليل التكلفة الكلية النهائية وبالتالي انخفاض تكلفة الخدمات المقدمة من خلالها مثل الاتصال بالإنترنت الهوائي السريع.
وأكد ليث حمد، نائب الرئيس للشؤون الحكومية والتنظيمية وعضو مجلس الإدارة لدى المشروع المشترك بين ون ويب ونيوم، أن شركته تتخصص في عمل التغطية المحلية والإقليمية في البلاد المختلفة عبر الفئات العديدة من الأقمار الصناعية لتقديم خدمات الاتصالات.
ولفت إلى أن جغرافية التغطية للشركة تبدأ من مدار الأرض القريب، حيث يكون القمر الصناعي أقرب إلى الأرض وبالتالي يرتفع معدل اﻹتاحة والاستجابة للتغطية.
وأوضح ليث أن متوسط سرعة الحوسبة السحابية على اﻷقمار الصناعيه تصل إلى 120 ميجا، وهو ما يعد معدلا مرتفعا مقارنة بمحطات الاتصالات أو موجات الميكرويف.
واستعرض تطور التكنولوجيا خلال الوقت الحالي حيث أصبحت تقوم بتقديم جميع خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية عكس فترة التسعينات، والتي لم تكن وصلت لمستوى التحديث الحالي، بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة وقتئذ.
وتابع: “لكن التقدم الرقمي ساهم في إتاحة الفرصة لتصنيع مئات اﻷقمار بتكلفة قليلة بجانب تقديم خدمة متميزة وقيمة مضافة، وهو الأمر الذي زاد من أهميتها خاصة للقطاع التجاري للاستفادة بها في المناطق النائية، وضخ استثماراته سواء في الفضاء أو الأرض دون الحاجة للاعتماد على موجات الميكرويف أو كابلات الألياف الضوئية أو حتى محطات المحمول”.
وقال كمال أنطون، مدير مبيعات شركة هيوز، إن كل 10% زيادة في الاتصال بخدمات اﻹنترنت يسهم في زيادة دخل الفرد بالناتج المحلي الإجمالي نحو 1.5%، مشيرا إلى دور الأقمار الصناعية في تحقيق قوة الاتصال ورفع القدرات الرقمية خاصة للأماكن النائية.
وأوضح كمال أن تكلفة محطات كابلات الفايبر تتراوح بين 25 ألف دولار إلى 70 ألف دولار، وهو ما يمثل ارتفاعا في التكلفة مقارنة بتكلفة الأقمار الصناعية، والتي لا تتجاوز ألفي دولار تكلفة الاستثمار الأولي مع نفقات تشغيل تتراوح بين 120 و190 دولارا لكل ميجابايت حسب النطاق الجغرافي.
وأشار إلى أن شركة هيوز تمتلك شبكة للأقمار الصناعية في العالم تغطي أكثر من 1,2 مليار عميل فردي وتجاري للشركات الكبيرة والحكومات، لافتا إلى أنها تقدم حلول اتصال متكاملة بين تكنولوجيا الأقمار الصناعية والتقنيات الأرضية.
وقال حسين عطيفة، مدير عام ses لخدمات الاتصال والشبكات، إن شركته بدأت أعمالها منذ 33 عاما، مضيفًا أن لديها 8 آلاف عميل في سوق الفيديو بالإضافة إلى مليون مشترك في العالم.
وأوضح أن سوق الأقمار الصناعية ينقسم إلى جزءين: اﻷول خاص بالفيديو والثاني خاص بالشبكات، مؤكدا أن السوق تشهد منافسة متكاملة بين مقدمي الخدمات بما فيها الاتصالات والإنترنت والدعم وغيرها مما يسهم في تنمية حجم السوق الذي ينتظر فرصة واعدة خلال الفترة المقبلة.