حوار مع باولو جيما، رئيس لجنة الدراسات 5( WP2) لقطاع قياس الاتصالات
س1: كيف تساهم طاقة كثافة الكربون في الشبكة في حساب التكلفة الحقيقية لانبعاثات الكربون؟ وما ودورها في تحقيق طاقة نظيفة ومستدامة؟
عند التحدث عن تكلفة انبعاثات الكربون فيجب ان ندرك أنها ليست أمراً بسيطاً بشكل عام، حيث يحدد معيار ITU-T L.1333 مؤشر أداء رئيسي يسمى NCIe لشبكة تبحث عن عدد الأطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه الشبكة لإدارة تيرابايت من البيانات. وباستخدام هذا المعيار، فانه يمكن إلقاء نظرة على مؤشر الأداء الرئيسي لأي نوع من الشبكات والتفكير في كيفية تحسينها، حيث يمكن تحسين مؤشر الأداء الرئيسي في الشبكة من خلال؛ زيادة كفاءة الشبكة وتقليل استهلاك الطاقة، والانتقال إلى طاقة متجددة نظيفة يمكن إنتاجها في الموقع ليتم استهلاكها. فمن خلال اتخاذ هذه الإجراءات من الممكن تقدير تحسين الشبكة فقط بالنظر إلى كيفية تطور NCIe.
س2: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في الحفاظ على استدامة شبكات الطاقة وتحقيق الإدارة الذكية لها؟
تمثل شبكة الطاقة قاعدة كبيرة لتحقيق استدامة أي دولة، وذلك من حيث كفاءة إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها، فإدارة الطاقة تعد نقطة مهمة جداً للمستقبل. ويرتبط ذلك بتنفيذ الشبكة الذكية، حيث يمكن للشبكة الذكية أن تقوم بإدارة شبكة الطاقة بكفاءة؛ بما في ذلك استهلاك الطاقة بهذه الطريقة، وسيكون من الممكن إدارة الإنتاج بطريقة مستدامة بجانب توزيع وتخزين واستخدام الطاقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وذلك لأن كمية البيانات التي يجب إدارتها ستكون كبيرة جدًا ومعقدة. وبفضل الذكاء الاصطناعي، من الممكن الانتقال إلى إدارة أفضل للشبكة مما يقلل من فقد الطاقة، باستخدام مصادر متجددة وحلول تخزين الطاقة بطريقة أكثر كفاءة.
س3: ما هو دور الابتكارات التكنولوجية الحديثة في تطوير مختلف قطاعات الصناعة والمساعدة في تحقيق حياة أكثر استدامة؟
تلعب الرقمنة دورًا كبيرًا في حياتنا وفي تقليل انبعاث القطاعات المختلفة، وهو ما نطلق عليه “إزالة الطابع المادي”، ومثال بسيط على ذلك هو الانتقال من الورق إلى الأرشيف الرقمي الكبير، مثل البيانات الموجودة في كل الجهات الحكومية وغيرها من المؤسسات في الماضي والتي تم جمعها على الورق فقط، ويمكن رقمنتها، مما يسمح بتوفير الورق والمساحة وما إلى ذلك. هذا الاتجاه ينطبق على جميع الخدمات التي يمكن تقديمها عبر الإنترنت، وتتطلب شهادة أو معلومات عبر الإنترنت، وهي مثال جيد على توفير طاقة أكثر استدامة لتوفير حياة أفضل للمواطن.
وبالانتقال إلى قطاع آخر، ويمكن تخيل نظام يستخدم الرقمنة للتحكم في تدفق جميع المياه في المبنى، وتحسين التوزيع، والتحقق تلقائيًا من الخسائر وما إلى ذلك، وتحسين الاستخدام، خاصة في قطاع مثل الزراعة، حيث تكون الإدارة الأفضل للمياه مهمة للغاية. لا تهتم الاستدامة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون فقط، بل تهتم أيضًا بالجوانب الأخرى مثل الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية بالكامل.
س4: ما هي أوجه التعاون بينك وبين شركائك من مزودي خدمات الاتصالات لتسهيل عملية التحول الأخضر؟
يعتبر التعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات جزءًا أساسيًا لدينا، ويتكون الاتحاد من (الإدارة، الشركة، الأكاديمية، إلخ). ويلعب الاتحاد الدولي للاتصالات مع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا ًكبيراً لتحقيق الانتقال الأخضر، وذلك من خلال إيجاد حل متفق عليه حول كيفية قياس المعلمة مثل NCIe وSEE وتحديد حل مثل حل تشغيل 5G في ITU-T L.1210 أو معايير أخرى.
وهناك تساؤل مهم وهو كيف يمكن أن يحدث هذا؟ الإجابة هي ان هذه النتائج ممكنة فقط إذا توافرت حالة من التعاون الجيد بين الأعضاء، لتحقيق التوافق في الآراء بين جميع المشاركين.
ولدينا أيضًا شريك خارجي، مثل المؤسسات القياسية الأخرى التي نتعاون معها لتجنب التعارض أو عدم التوافق مع المعايير. بموجب هذا، أود الإشارة إلى التعاون مع المعهد الأوروبي لمعايير الاتصالات (ETSI) فقط، ومن خلال هذا التعاون سنكون قادرين على نشر أو العمل على 35 معيارًا متوافقًا تقنيًا بين المنظمتين القياسيتين.