الرئيس الصيني: مكافحة كورونا تدخل مرحلة جديدة

رويترز – دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت إلى بذل مزيد من الجهد وتعزيز الوحدة مع دخول البلاد “مرحلة جديدة” في نهج مكافحة الجائحة، وذلك في أول تصريحات عامة يدلي بها بشأن كوفيد-19 منذ غيرت حكومته سياستها قبل ثلاثة أسابيع، مخففة إجراءاتها الصارمة التي شملت الفحوص الجماعية والإغلاق.

وأدى التغير المفاجئ في الصين هذا الشهر، انتقالا من سياسة “صفر كوفيد” التي التزمت على مدار ثلاث سنوات إلى التعايش مع الفيروس، إلى تفجر موجة من الإصابات على مستوى البلاد.

E-Bank

كما أدى إلى تراجع في النشاط الاقتصادي وأثار قلقا دوليا ودفع دولا إلى فرض قيود على المسافرين القادمين من الصين، أحدثها بريطانيا وفرنسا.

وجاء هذا التحول في أعقاب احتجاجات غير مسبوقة على سياسة الرئيس شي، شكلت أقوى إبداء للتحدي خلال رئاسته المستمرة منذ نحو عشر سنوات وتزامنت مع أرقام نمو قاتمة لاقتصاد البلاد البالغ حجمه 17 تريليون دولار.

وقال شي، في خطاب أذاعه التلفزيون بمناسبة العام الجديد، إن الصين تغلبت على صعوبات وتحديات غير مسبوقة في المعركة ضد كوفيد وإن سياساتها “تم تحسينها” عندما استدعى الوضع والوقت ذلك.

وأضاف شي “منذ تفشي الجائحة … واجهت غالبية الكوادر والجماهير، وخاصة العاملين في المجال الطبي، والقاعدة العمالية المصاعب وواصلوا عملهم بشجاعة”.

وأردف قائلا “في الوقت الحالي، تدخل الوقاية من الجائحة والتصدي لها مرحلة جديدة، إنه لا يزال وقت النضال، والجميع مثابر ويعمل بجد، والفجر أمامنا. لنعمل بجد أكبر، فالمثابرة تعني النصر، والوحدة تعني النصر”.

دفعت ليلة رأس السنة في الصين الكثيرين إلى اللجوء إلى الإنترنت للتعبير عن آرائهم، وبعضها انتقادي، حول سياسة صفر كوفيد الصارمة وتأثير وقفها. وكان من بينهم سكان بمدينة ووهان، بؤرة ظهور المرض قبل ثلاث سنوات تقريبا.

وعبر هؤلاء عن أملهم في عودة الحياة الطبيعية في عام 2023 على الرغم من زيادة الحالات منذ رفع القيود.

وقالت تشين مي (45 سنة) إنها تأمل ألا تشهد ابنتها المزيد من الاضطرابات خلال الدراسة.

وأضافت “عندما لا تستطيع الذهاب للمدرسة ويمكنها فقط تلقي الدروس عبر الإنترنت، فإنها بالتأكيد ليست طريقة مجدية للتعلم”.

عبر عدد كبير من السكان في أنحاء البلاد عن آمال مماثلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما وجه آخرون انتقادات.

فقد انتقد الآلاف من مستخدمي منصة ويبو الصينية الشبيهة بتويتر إزالة مقطع فيديو نشره موقع (نت إيز) المحلي جمع فيه قصصا من الحياة الواقعية من عام 2022 أثارت اهتمام المواطنين.

وسلطت العديد من القصص الواردة في الفيديو، والذي لم يعد متاحا بحلول يوم السبت على منصات التواصل الاجتماعي المحلية، الضوء على الصعوبات التي واجهها المواطنون نتيجة سياسة صفر كوفيد الصارمة.

واجتذب وسم على ويبو يتعلق بالفيديو ما يقرب من أربعة ملايين تعليق قبل أن يختفي من المنصات بحلول ظهر السبت. ولجأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسوم جديدة للحفاظ على تدفق التعليقات.

ويشير اختفاء مقاطع الفيديو والوسوم إلى أن الحكومة الصينية لا تزال ترى الحديث حول تعاملها مع الجائحة قضية حساسة سياسيا.

ضغط هائل على المستشفيات

أدت موجة الإصابات الجديدة لضغط هائل على المستشفيات ودور إقامة الجنائز في أنحاء البلاد، مع وجود صفوف من عربات نقل الموتى خارج محارق الجثث مما أثار قلق السكان.

وأعلنت الصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، تسجيل وفاة واحدة جديدة بفيروس كورونا يوم الجمعة، مثل اليوم السابق، وهو رقم لا يشبه إطلاقا تجربة الدول الأخرى بعد إعادة الفتح.

وقالت شركة البيانات الصحية (إيرفينيتي)، التي تتخذ من بريطانيا مقرا، يوم الخميس إن نحو 9000 شخص في الصين يموتون على الأرجح يوميا بسبب كوفيد-19. وأضافت أن الوفيات التراكمية في الصين منذ الأول من ديسمبر كانون الأول وصلت على الأرجح إلى 100 ألف، بينما بلغ إجمالي عدد الإصابات 18.6 مليون.

وقال رئيس مركز الأمراض المعدية الوطني تشانغ ون هونغ لصحيفة الشعب في مقابلة نُشرت يوم السبت، إن مدينة شنغهاي وصلت إلى ذروة من الإصابات في 22 ديسمبر، مضيفا أن هناك الآن نحو عشرة ملايين حالة.

وتابع قائلا إن هذه الأرقام تشير إلى أن حوالي 50 ألف شخص في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 25 مليونا، سيحتاجون لدخول المستشفيات للعلاج في الأسابيع القليلة المقبلة.

وقال عامل خارج عيادة الحمى بالمستشفى المركزي في ووهان لرويترز إن عدد المرضى انخفض يوم السبت مقارنة بارتفاعه خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وأضاف العامل الذي كان يرتدي زيا واقيا “هذه الموجة أوشكت على الانتهاء”.

وقال صيدلي تقع صيدليته بجوار المستشفى إن معظم الناس في المدينة أصيبوا بالعدوى وتعافوا.

واستطرد “كبار السن هم الذين يمرضون الآن بشكل رئيسي”.

وفي أول مؤشر على الخسائر التي لحقت بقطاع التصنيع العملاق في الصين من التغيير في سياسة كوفيد، أظهرت بيانات يوم السبت انكماش نشاط المصانع للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر كانون الأول وبأسرع وتيرة فيما يقرب من ثلاث سنوات.

الرابط المختصر