وكالات _ لا يتوقف عدّاد الموت عن الدوران في تركيا وسوريا منذ أن هز الزلزال المدمّر أرضهما، فجر الاثنين الماضي، حيث يواصل عمال الإنقاذ، اليوم الخميس، في أجواء البرد الشديد، جهودهم بحثا عن ناجين تحت الأنقاض، مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور 3 أيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص في كلا البلدين، وسط تحذيرات رسمية من أن العدد سيرتفع.
ويعثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، حيث يعمل رجال الإنقاذ في سباق مع الزمن لانتشال ناجين محتملين محاصرين تحت أنقاض آلاف المباني التي انهارت بفعل الزلزال.
وفي تركيا ، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ أن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى أكثر من 12,873 قتيلا، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا الزلزال في سوريا ارتفعت إلى أكثر من 3550 قتيل.
كما أصيب نحو 63 ألف شخص بجروح في تركيا، وأكثر من 5000 في سوريا، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة.
من جهتها، قدرت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ 23 مليونًا “عدد المتضررين بالزلزال بينهم نحو خمسة ملايين من الأكثر ضعفًا”. وفي المناطق التي لم تصلها مساعدات، يشعر الناجون بالعزلة.
بدورها، ناشدت المعارضة السورية جميع الدول والمنظمات إرسال مساعدات لشمال غربي البلاد.
أما السلطات التركية، فهدمت المنازل المتصدعة في غازي عنتاب بعدما أخلتها.
يأتي ذلك في وقت أجبرت الانتقادات المتزايدة في تركيا، الرئيس رجب طيب أردوغان على الاعتراف بـ”ثغرات” في استجابة الحكومة.
وأقر الرئيس أردوغان بوجود “ثغرات” في الاستجابة للزلزال الذي ضرب بلاده وسوريا، مضيفاً خلال زيارة لمحافظة هاتاي (جنوب تركيا) الأكثر تضرراً والواقعة على الحدود السورية “بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه”.
فيما دان الانتقادات الموجهة لجهود الحكومة بعد الزلزالين، وقال للصحافيين “هذا وقت للوحدة والتضامن. في وقت مثل هذا لا أستطيع تحمل من يقومون بحملات سلبية لمصالح سياسية”.
وقال إنه ليس من الممكن الاستعداد لمثل هذه الكارثة، لكن الحكومة ستسرع في إزالة الأنقاض وبناء المساكن.
وأضاف أردوغان: “نشر بعض الأشخاص المضلِّلين وغير الشرفاء تصريحات كاذبة مثل “لم نرَ جنوداً أو شرطة”.
جاء ذلك بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي التركية برسائل أشخاص يشكون من قلّة جهود الإنقاذ والبحث عن الضحايا في مناطقهم، خصوصاً في منطقة هاتاي.
وبدأت المساعدات الدولية منذ الثلاثاء بالوصول إلى تركيا حيث تم إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال.
وعرضت عشرات الدول مساعدتها على أنقرة، من بينها دول من الاتحاد الأوروبي والخليج والولايات المتحدة والصين وأوكرانيا التي أرسلت رغم الغزو الروسي، 87 عامل إنقاذ.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إنه في هذه الظروف “بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي”، معلنة استضافة مؤتمر للمانحين مطلع مارس في بروكسل لجمع مساعدات دولية للدولتين.
في سياق متصل، قالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل فرقا من الخبراء وترسل طائرات محملة بإمدادات طبية لتركيا وسوريا.
وأضاف تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في إفادة لوسائل الإعلام، الأربعاء، أن المنظمة سترسل وفدا رفيع المستوى، لتنسيق جهود الإغاثة إضافة إلى ثلاث رحلات جوية تحمل دعما طبيا واحدة في طريقها بالفعل إلى إسطنبول.
بدورها، قالت الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن الاحتياجات الصحية المطلوبة هناك ضخمة.
يشار إلى أن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا فجر الاثنين، بلغ قوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، مدمّراً آلاف المباني، ومخلفاً آلاف الجرحى والمشردين والقتلى.