التمويل الإفريقية تدرس تمويل مشروع للأسمدة الفوسفاتية بالشراكة مع الحكومة

الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بالمؤسسة: ندرس تمويل المشروعات التي يروج لها الصندوق السيادي المصري

رنا ممدوح _ كشف سامح شنودة، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية ، عن اعتزام المؤسسة ضخ استثمارات بأكثر من مليار دولار داخل مصر خلال الفترة القادمة، تتوزع بين مشروعات للحكومة والقطاع الخاص. وأعلن عن ضخ نحو 300 مليون دولار حتى الآن في أكثر من مجال.

أوضح شنودة في حوار مع جريدة حابي، أن المؤسسة عادة ما ترصد استثمارات سنوية تتراوح بين 1.5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات لا تتوزع حسب البلاد، إنما تذهب للفرص الاستثمارية المتاحة.

E-Bank

ساهمنا في شركة إنفينيتي بغرض التوسع في إفريقيا

وقال إن المؤسسة حاليًا تدرس تمويل عدد من المشروعات بأكثر من مجال، أحدهم في مجال تصنيع المواد الأولية كالفوسفات بالشراكة مع الحكومة المصرية لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وبالنسبة للقطاع الخاص ساهمت المؤسسة مع شركة إنفينيتي المالكة لخمس محطات طاقة شمسية في منطقة بنبان في أسوان بغرض التوسع في إفريقيا.

منحنا تمويلًا لشركة محلية بقطاع الغاز للاستحواذ على مشروعات داخل مصر

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأوضح الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية ، أنها منحت تمويلًا لشركة محلية تعمل بقطاع الغاز، بغرض الاستحواذ على مشروعات داخل مصر.

انضمام مصر إلى المؤسسة كأول مساهم سيادي يعزز دوافعنا للاستثمار

وأشار شنودة، إلى أن انضمام مصر كأول مساهم سيادي في شمال إفريقيا يعزز من دوافع المؤسسة للاستثمار في مصر بمجالات مختلفة، ومساعدة الشركات المصرية في التوسع داخل إفريقيا.

ومنذ أيام أعلنت مؤسسة التمويل الإفريقية عن انضمام مصر إليها كأول مساهم سيادي من شمال إفريقيا، مما يزيد من تنوع المساهمين في المؤسسة.

وقال الدكتور محمد معيط وزير المالية تعليقًا على ذلك: «إن مساهمة مصر تعد شهادة ثقة في قدرة مؤسسة التمويل الإفريقية لإحداث تأثير تحويلي في مصر وإفريقيا بشكل عام، ونتطلع إلى تعزيز شراكتنا مع المؤسسة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية قيد الإعداد».

وأضاف أن المؤسسة تستهدف تقليل اعتماد الدول الإفريقية بما فيها مصر على تصدير المواد الأولية دون خطوات للتصنيع، وتابع: نستثمر بصفة عامة في المجالات التي لها علاقة بالمناخ وتحويل المواد الأولية إلى منتجات صناعية قابلة للتصدير.

التركيز على تحويل المواد الأولية إلى منتجات صناعية قابلة للتصدير

وطرح مثالًا على ذلك: «إن مصر تمتلك وفرة في الغاز، وفي حالة قيامها بتصديره كمادة أولية يؤدي إلى وجود عائد بالدولار دون قيمة مضافة، ولكن في مؤسسة التمويل الإفريقية هدفنا تعظيم فوائد المادة الخام لتدخل في تصنيع الأسمدة على سبيل المثال».

ودلل أيضًا على رؤيته بمجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، والتي تحتاج إلى ست خطوات لتصنيعها، تبدأ باستخراج المادة الأولية من الدول الإفريقية إلى الصين، ثم تقوم الصين بالخطوة الثانية حتى السادسة، والتي تمثل نحو 75% من تكلفة إنتاج البطاريات، ثم تقوم بتصديرها إلى أوروبا وأمريكا.

نستهدف الاستثمار في إنجاز نصف الخطوات المطلوبة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية

وقال الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية: «من ضمن خططنا في الاستثمار، القيام بنصف الخطوات المطلوبة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، حيث إن استخراج المادة الأولية فقط يمثل 6% من قيمة السيارة».

وتابع: عمل المؤسسة لا يتوقف على إنتاج منتج ناجح فقط، بل نعمل على التأكد من وجود منظومة كاملة تعمل على نقل المادة الأولية إلى المنطقة الصناعية، ثم قطع شوط في خطوات التصنيع، يليه استثمار في مجال النقل المسؤول عن توصيل المنتج إلى الموانئ تمهيدًا لتصديره.

وأكد شنودة حرص المؤسسة دائمًا على التواصل مع صندوق مصر السيادي، حيث تدرس حاليًا تمويل بعض المشروعات التي يروج لها، وهناك محادثات قائمة بخصوص عدد من المشروعات في مجالات الطاقة المتجددة ( رياح – طاقة شمسية) والنقل.

ولفت إلى أن «التمويل الإفريقية» هي مؤسسة دورها يتمثل في ضخ استثمارات خلال الأزمات التي تشهدها الدول، وتابع: هناك عدد من الدول الإفريقية كانت تواجه تحديات في استيراد المواد الزراعية خلال التطورات الاقتصادية الأخيرة التي واجهتها دول العالم أجمع، وقامت المؤسسة بدورها عن طريق الاستثمار بمجال الأمن الغذائي، لتوفير الحبوب والأسمدة بالإضافة إلى الاستثمار في تخزين ونقل تلك المنتجات.

وقال الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية، إن عدة دول أيضًا واجهت تحديات تخص البترول، ونتج عن ذلك ضخ استثمارات من قبل المؤسسة في 8 محطات لتكرير البترول، منها ثلاث محطات تعمل بالفعل وخمس تحت الإنشاء، للاستفادة من القيمة المضافة، وتقليل احتياج الدول للعملة اللازمة لاستيراد المنتج المكرر، مثل البنزين والسولار.

ميزانية المؤسسة وصلت إلى 10.5 مليارات دولار بنهاية 2022

وكشف شنودة عن أن حجم ميزانية مؤسسة التمويل الإفريقية وصل بنهاية عام 2022 إلى 10.5 مليار دولار. وقال إن المؤسسة حققت أداء باهرًا خلال العام الماضي، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهت القارة الإفريقية، ولكنها كانت من أكثر السنوات التي ارتفعت فيها الإيرادات بنسبة نمو أكثر من 50%.

وتطرق الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية إلى قطاع الهيدروجين الأخضر، وأوضح أنه يستحوذ على اهتمام المؤسسة منذ ظهوره في ظل استحداثه لتكنولوجيا جديدة. أضاف إن الهيدروجين الأخضر يعتمد بصورة كبيرة على الطاقة المتجددة.

وأشار شنودة إلى أن كلًّا من مصر والمغرب وبعض بلاد شمال إفريقيا لديها مساحات شاسعة من الأراضي التي تتوافر بها الطاقة الشمسية، مما يؤهلها لأن تكون من أوائل الدول المصدرة للهيدروجين الأخضر في المستقبل.

وتابع: هناك عاملان رئيسيان في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهما تكنولوجيا التصنيع وتكنولوجيا النقل التي تعتمد على الخلط مع سائل الأمونيا، وأوضح أن هذا يضع صعوبات في النقل إلا في حالة مد أنابيب في البحر المتوسط وصولًا إلى أوروبا. وأشار إلى أن هذه الأنابيب تتواجد حاليًا في المغرب والجزائر، ومنها إلى إسبانيا.

اتفاقية MOU مع الحكومة المصرية لبدء تنفيذ مشروع للهيدروجين الأخضر مع شركتي إنفينيتي ومصدر الإماراتية

وأشار إلى أن المؤسسة عقدت شراكة حاليًا مع شركة إنفينيتي ومصدر الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة، وأعلن أنه خلال مؤتمر المناخ cop27 تم توقيع اتفاقية إم أو يو مع الحكومة المصرية لبدء تنفيذ مشروع للهيدروجين الأخضر مع شركتي إنفينيتي ومصدر الإماراتية.

وقال شنودة، إن مؤسسة التمويل الإفريقية تعد من أكبر المؤسسات في إفريقيا التي تركز على تقليل انبعاثات الكربون، وذكر أن إفريقيا تمتلك نحو 14% من غابات العالم، معلقًا: «ما يقال إن العالم له رئتان، الأولى في أمريكا الجنوبية والأخرى في إفريقيا».

وأشار إلى أن المؤسسة تعمل على تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال غابتين مملوكتين لها، وتعتزم إدارتهما بصورة مستدامة.

وتابع: شحن المراكب لنقل المواد الأولية من إفريقيا إلى الصين لتصنيعها تمهيدًا لتصديرها إلى أوروبا وأمريكا، يعد من أكثر مصادر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ولفت إلى أن المؤسسة تستهدف تعدين المواد الأولية، وتصنيع المواد النهائية داخل إفريقيا ثم تصديرها خارجيًّا.

وأكد الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية، أن هذه الخطوة تساهم في توظيف المزيد من العمالة داخل إفريقيا، وتوفير التكنولوجيا الحديثة مع العملة الصعبة، تزامنًا مع ذلك تنخفض الانبعاثات من خلال تقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد.

نستهدف جمع 750 مليون دولار في صندوق ICRE بنهاية العام الجاري

وصرح شنودة، بأن الاكتتاب ما زال مفتوحًا في صندوق ICRF التابع للمؤسسة والخاص بكل ماهو مناخ، وقال: «نستهدف جمع نحو 750 مليون دولار بنهاية العام الجاري، و2 مليار دولار خلال عامين».

وأوضح أن خطط الصندوق تتركز على دعم استراتيجية المؤسسة بالاستثمار في البنية التحتية عن طريق حمايتها من الكوارث المناخية مثل الأعاصير، وغيرها من التقلبات المناخية.

وكشف الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية، عن أن الاستثمار في البورصة المصرية ليس من ضمن اهتماماتها، وذكر أن المؤسسة تفضل القيام بتأثير واضح، فهي ليست مستثمرًا ماليًّا، بل استراتيجي.

نهتم بالاستحواذ على حصص في شركات الطروحات الحكومية

وأكد شنودة، على وجود اهتمام من المؤسسة للاستحواذ على حصص من الشركات المطروحة ضمن برنامج الطروحات الحكومية، والبالغ عددها 32 شركة في حال كانت الحصة مؤثرة، وأرجع ذلك إلى أن قائمة الشركات المعلنة تضمنت قطاعي الحاويات والنقل، وهما من أبرز اهتمامات المؤسسة.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء قد أعلن الشهر الماضي عن قائمة تضم 32 شركة، تمهيدًا لطرحها طرحًا عامًّا في البورصة أو لمستثمر استراتيجي أو كلاهما، وتضمنت القائمة شركتين في قطاع الحاويات، هما بورسعيد ودمياط لتداول الحاويات، وواحدة في مجال السفن وهي الرباط لأنوار السفن.

وتابع: تمتلك المؤسسة حصصًا فى خمسة موانئ من خلال شركة تمتلك إدارة متخصصة في الموانئ، فنحن لسنا مستثمرين ماليين فقط، إنما استراتيجيون أيضًا، وأعلن أن المؤسسة تدرس كل فرصة في مجال الحاويات والموانئ، واقتناص حصص من برنامج الطروحات الحكومية مرهون بسيناريو الطرح المنتظر إعلانه.

نعتزم الاستثمار في تكرير مادتي الكوبالت والليثيوم الداخلتين في صناعة بطاريات السيارات

وكشف الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية، عن خطط تخص قطاعي الصناعات الثقيلة والنقل، وأوضح أن المؤسسة تستهدف تكرير مادتي الكوبالت والليثيوم المتواجدتين في إفريقيا بنسبة 40%، واللازمتين لتصنيع بطاريات السيارات.

وأعلن شنودة عن أن المؤسسة عقدت اجتماعات مع رئيس جمهورية زامبيا منذ أيام للدخول في مشروعين هناك مع القطاع الخاص لتكرير مادة الكوبالت، وإنتاج الكوبالت سولت وهو أحد مواد تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

شراكة في مشروعين لتكرير الكوبالت مع القطاع الخاص بدولة زامبيا

أضاف أن المؤسسة تمتلك منجمين لمادة البوك سايت، وهي المادة الخام للألومنيوم في غرب إفريقيا، وأشار إلى أن هذا يمثل خطوة أولى للاستثمار في الألومنيوم.

وتابع الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بمؤسسة التمويل الإفريقية: إن المنجنيز كذلك أحد المجالات التي نستثمر بها، حيث تمتلك المؤسسة منجمًا في غرب إفريقيا.

نمتلك منجمين للمادة الخام للألومنيوم في غرب إفريقيا وواحدًا للمنجنيز

وكشف شنودة عن أن المؤسسة بصدد إنشاء مصنع لتكرير المنجنيز في غرب إفريقيا، مضيفًا: «على الصعيد المحلي نجري محادثات ما زالت في طور البدايات مع الحكومة المصرية للاستثمار في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية».

بصدد إنشاء مصنع لتكرير المنجنيز في غرب إفريقيا

وتابع : منذ أن تأسست المؤسسة عام 2007 استثمرنا حتى الآن أكثر من 11.5 مليار دولار أمريكي في مشاريع في 36 دولة في أصول البنية التحتية عالية الجودة، التي توفر الخدمات الأساسية في قطاعات البنية التحتية الأساسية للطاقة والموارد الطبيعية والصناعات الثقيلة والنقل والاتصالات.

بدأنا أولى الخطوات للاستثمار بقطاع التكنولوجيا

واختتم: فيما يخص قطاع الاتصالات والتكنولوجيا فهي من ضمن اهتمامات المؤسسة أيضًا، ولكن أولوياتنا في لفترة الحالية تتركز على التكنولوجيا التي تجذب أغلب استثمارات شريحة الشباب في الوقت الراهن، وأوضح أن المؤسسة مهتمة بتمويل الشركات الناشئة التي تخطت الحصة الأكثر من مخاطرها، وبدأت أول استثمارات في مجال التكنولوجيا في يناير 2023.

 

الرابط المختصر