حابي – قال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إن الوقت حان لأن ينظر العالم أجمع إلى احتياج قارة إفريقيا لأن تكون لها الأولوية خلال الفترة المقبلة، أو على الأقل في غضون العقد أو العقدين المقبلين في جميع المشروعات التنموية.
وأضاف مدبولي أن إفريقيا تحتاج إلى حجم هائل من التمويل، نحو 3 تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، للتعامل مع قضايا التغيرات المناخية وأهداف التنمية المستدامة، و100 مليار دولار سنويا لمشروعات البنية الأساسية.
جاء ذلك خلال مشاركة مدبولي في جلسة الحوار الرئاسي رفيع المستوى حول هيكل النظام المالي العالمي المتغير، ودور المؤسسات التنموية متعددة الأطراف، التي عقدت خلال فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية بمدينة شرم الشيخ، المنعقدة خلال الفترة من 22 إلى 26 مايو 2023.
وقال رئيس الوزراء إن البنك الإفريقي للتنمية ينظر إليه في ربوع القارة بأنه ذراع قوي لدفع عجلة التنمية في إفريقيا، ودعم تأمين تمويل المشروعات التنموية، مضيفًا أن البنك ليس بوسعه أن يمول بمفرده تلك المشروعات التنموية، مع وجود هذا الحجم الهائل من التحديات التي تواجهها دول القارة، لكنه يستطيع بكل قدراته وإمكاناته أن يلعب دورا مهما للغاية في تحقيق الشراكة مع باقي مؤسسات التمويل الدولية في الخروج بمبادرات وبرامج جديدة تخدم التنمية في القارة.
وأشار مدبولي إلى النموذج “الناجح” الذي يؤديه البنك الإفريقي للتنمية بأن يضمن تمويل الدول الإفريقية في تأمين تمويل ميسر، مثلما حدث في النموذج المصري من خلال دعم إصدار سندات وضمان مصر في هذا الشأن، فهي تجربة شديدة الأهمية، كما يمكن للبنك الدخول بقوة في مبادرات مثلما حدث في مصر.
وأضاف أن مصر بدأت في تطبيق برنامج ومنصة “نوفي” بعد انتهاء مؤتمر التغيرات المناخية COP27، والتي تركز على مشروعات المياه والغذاء والطاقة، ومساعدة البنك الإفريقي للتنمية في تدبير التمويل اللازم لتنفيذ تلك البرامج؛ لذا فهو نموذج ناجح يمكن للبنك أن يكرره من خلال مبادرة إقليمية، أو مبادرة قارية.
كما أكد رئيس الوزراء أن هناك دورا قويا يمكن أن يلعبه البنك الإفريقي للتنمية في الفترة القادمة، لتأمين احتياجاتها من التمويل الميسر بصورة جزئية مع باقي المؤسسات العالمية، وأن يساعد هذه الدول في تنفيذ أولوياتها من مشروعات في التنمية المستدامة ومساعدتها كذلك في مقاومة التغيرات المناخية.
وعبر مدبولي عن اعتقاده بأن على الدول الإفريقية أن تنظر بصورة واقعية في أن تحقيق تقدمها ونموها سيكون من خلال الاعتماد على بعضها البعض بقدر الإمكان؛ فكلما استطاعت تحقيق الاكتفاء في تعزيز التجارة، والصناعة، والزراعة والبنية الأساسية، كانت لديها القدرة على تحقيق التنمية المستدامة بصورة أكبر من تطلعها لمساعدة مؤسسات التمويل الدولية، رغم الأهمية الشديدة لهذه المؤسسات.
وأكد رئيس الوزراء أهمية تحالف دول القارة الإفريقية معا؛ من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.