وكالات – واجه البريطانيون في أغسطس الماضي واحدة من أكبر الزيادات الشهرية في أسعار الوقود منذ 23 عاما في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، وهو ما يهدد بعودة معدلات التضخم للارتفاع من جديد.
أظهرت بيانات الاتحاد البريطاني للسيارات “آر إيه سي”، أن متوسط تكلفة ملء خزان الوقود بالكامل ارتفعت بمقدار 4 جنيهات إسترلينية (5.05 دولار) خلال شهر أغسطس، في حين ارتفع الديزل بنحو 4.5 جنيه، وهي أكبر زيادة في الأسعار منذ أكثر من عقدين.
وذكر تقرير “آر إيه سي” المتخصصة في أبحاث السوق، إلى زيادة سعر لتر البنزين الخالي من الرصاص بمقدار 7 بنسات تقريباً، بينما ارتفع سعر لتر الديزل بمقدار 8 بنسات خلال شهر أغسطس.
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة الحادة في أسعار الوقود ناجمة عن ارتفاع أسعار النفط بسبب قرار دول “أوبك +” خفض إنتاج النفط.
وتلقت أسعار النفط الكثير من الدعم بعد قرار السعودية وروسيا، الثلاثاء، تمديد خفض إنتاج النفط بشكل طوعي لمدة 3 أشهر إضافية حتى نهاية العام، وهو ما دفع خام برنت فوق مستوى 90 دولارا للبرميل، للمرة الأولى منذ 18 نوفمبر.
تأتي الزيادة الجديدة في أسعار الوقود لتضيف أعباء جديدة على المواطنين في بريطانيا، وتهدد بعودة التضخم للارتفاع، بعد انخفاضه في يوليو الماضي إلى أدنى معدلاته السنوية منذ فبراير 2020، مسجلا 6.8%.
وكان معدل التضخم في بريطانيا وصل إلى أعلى مستوياته في 41 عاما، خلال شهر أكتوبر الماضي، عند مستوى 11.1%، مدفوعا بالزيادات الكبيرة في أسعار الطاقة، قبل أن يتراجع بشكل تدريجي مع نزول الأسعار.
وعلى الرغم من التراجع لا تزال بريطانيا تحتفظ بأحد أعلى معدلات النمو في الأسعار في غرب أوروبا إذ لم يتجاوزها في التضخم سوى أيسلندا والنمسا في يوليو.
وفي محاولة للسيطرة على التضخم المرتفع، رفع بنك إنجلترا المركزي، أسعار الفائدة 14 مرة كان آخرها في أغسطس الماضي بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 5.25% وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل عام 2008.