حابي _ التقى برنامج حابي بودكاست مع رجل الصناعة المهندس هاني برزي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إيديتا للصناعات الغذائية ورئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، في حوار موسع، استهدف إلقاء الضوء على رحلة برزي منذ بدايتها، وحتى الآن.
لمشاهدة اللقاء كاملا.. رحلة هاني برزي رئيس شركة إيديتا في الحلقة الثالثة من حابي بودكاست
كانت جريدة حابي قد دشنت مؤخرًا الموسم الأول من برنامج «حابي بودكاست» تحت عنوان الرحلة، ويستهدف هذا الموسم استكشاف المحطات المهمة في مسيرة عدد كبير من رموز مجتمع الأعمال بمختلف القطاعات الاقتصادية، وتقديم خلاصة تجاربهم إلى الأجيال الجديدة.
أكد برزي أن رحلته لم تكن بالسهولة التي يتخيلها الكثيرون، وأن انتقاله في بداية الرحلة من مجال الصناعة إلى التجارة أكد له أنه ليس بالتاجر الناجح، وأنه يجد نفسه كرجل صناعة في المقام الأول. وكشف برزي عن إعداد خطة خمسية تفصيلية لشركة إيديتا تنتهي بنهاية 2027، وأن هذه الخطة ترسم إلى حد كبير مستقبل الشركة وتوسعاتها وأهدافها.
ورغم تأكيده على تلقيه أكثر من عرض للاستحواذ على شركته، إلا أنه متمسك بها ولم يفكر في التخارج منها مهما كانت المغريات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن تجربة التوسع في المغرب قابلة للتكرار في أسواق أخرى، وأن توسيع أعمال إيديتا يأتي في مقدمة أولوياته.
وإلى نص الحوار
أحمد رضوان: أهلًا وسهلًا بحضراتكم في لقاء جديد من حابي بودكاست، نحاور اليوم المهندس هاني برزي رئيس مجلس إدارة شركة إيديتا ورئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، أحد النماذج الناجحة في مجتمع الأعمال، ونستهدف من خلال هذا الحوار وضع نقاط رئيسية في رحلته وكيفية الاستفادة منها.
نحن سعداء للغاية بهذا اللقاء، ونأمل أن يكون الحوار ثريًّا ومفيدًا لكل مشاهدي ومستمعي حابي بودكاست.
في البداية، نود أن نتعرف على نظرتك للاقتصاد المصري في الوقت الراهن، بصفتك رجل أعمال في قطاع مؤثر للغاية وهو الصناعات الغذائية، ومن المستهدف الرهان عليها في زيادة التصدير؟ وما هي رؤيتك للتحديات الأساسية التي من المهم تجاوزها؟ ومدى حالة التفاؤل أو التشاؤم على خلفية تواجدك في أكثر من سوق خارج مصر؟
هاني برزي: أحب تصنيفي كرجل صناعة، وأميل للتخصص، ونشأت وسط أسرة صناعية من الدرجة الأولى.
أحمد رضوان: ألا تفكر في الاستثمار في مجالات أخرى بخلاف الصناعات الغذائية؟
هاني برزي: قطعًا لا، أنا أحب التخصص، وفي الدخول بقطاعات أخرى ستكون مع شريك متواجد في نفس هذا التخصص، أحب العمل في الصناعة والصناعات الغذائية بصفة خاصة.
بالنسبة للوضع الاقتصادي، بالتأكيد صعب، وبدأت تحدياته منذ عام 2016 بشكل تراكمي، بجانب ارتفاع معدلات التضخم نتيجة تخفيض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، وعندما بدأت الأوضاع تتحسن جاءت جائحة كورونا بتبعاتها واسعة المدى على العالم أجمع وليس فقط مصر.
توفير الحلول لكبح جماح التضخم أولوية قصوى
وبعد بوادر التعافي من التبعات الاقتصادية للجائحة ودوران عجلة الإنتاج من جديد في عام 2020، قامت الحرب الروسية الأوكرانية، فتراكمت وتلاحمت جميع هذه الأحداث، وأثرت مما لا شك فيه بالمنظومة العالمية، كما تأثرت مصر ولكن بشكل أكبر بالمقارنة مع أي دولة أخرى.
لو نظرنا لمعدلات التضخم في أوروبا وأمريكا عندما وصل إلى7%، كانت هناك مخاوف كبيرة من الركود وبدأ كل من الفيدرالي الأمريكي والبنك الأوروبي في تشديد السياسة النقدية من خلال رفع أسعار الفائدة، في المقابل معدل التضخم في مصر بلغ 40%.
تصاعد وتيرة ارتفاع التضخم إلى نحو 40% ينذر بتبعات سلبية على الأوضاع المعيشية والاستقرار الاجتماعي
التضخم في أمريكا وأوروبا نشأ نتيجة صعود أسعار الغاز والبترول والطاقة بشكل عام، أما التضخم في مصر أثر على الطاقة والبترول إلى جانب الانخفاض الشديد في سعر الجنيه المصري أمام الدولار والعملات الأجنبية، وأؤكد أن التأثير في مصر كان مضاعفًا قياسًا بأي دولة أخرى في العالم.
بالطبع الوضع صعب، وعلى قطاع الصناعة خصوصًا، بعد قرارات حظر الاستيراد إلا عن طريق الاعتمادات المستندية، وأرى أنه قرار قاسم، لأنه تسبب في حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتلاه خروج الأموال الساخنة من مصر بنحو 22 مليار دولار، وفي الوقت نفسه حدثت مشاكل كبيرة للغاية في الجمارك وتكدست البضائع في الموانئ، بما زاد من حدة الأزمات.
التضخم في مصر أثر على الطاقة والبترول إلى جانب الانخفاض الشديد في قيمة الجنيه المصري
أحمد رضوان: هل هناك اختلاف طرأ على الوضع الاقتصادي؟
هاني برزي: الوضع لم يختلف ولكن باتت هناك حالة من التأقلم والتعايش معه، ففي البداية كان عنصر المفاجأة هو المسيطر، أما اليوم تم إدراك الإجراءات الاقتصادية المتخذة في استيراد السلع الأساسية واستخدام العملة.
ضعف قدرة الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر على الاستمرار مع انخفاض ملاءاتها المالية
لكن المشكلة أن الوضع الاقتصادي سيضعف من قدرة الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر على استمرار أعمالهم، خلال الفترة القادمة، وسط ضعف ملاءتها المالية، فيما يعول عليها في تشغيل عدد كبير من القوى العاملة، فضلًا عن تغذيتها للمصانع الكبيرة والأسواق أيضًا، كما تمتلك قوة عمل ضخمة.
أما الشركات الكبيرة المصدرة ستستطيع التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة، بدعم من امتلاكها قدرات وإمكانيات تؤهلها للتأقلم وتوفيق أوضاعها لدوران عجلة إنتاجها.
الشركات الكبيرة المصدرة تستطيع التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة بدعم من امتلاكها قدرات وإمكانيات تؤهلها للتأقلم
ياسمين منير: ما هي توصياتك لمساندة الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في امتصاص الآثار السلبية للأوضاع الاقتصادية القائمة؟
هاني برزي: أرى أنه لا بد أن يكون هناك شفافية للوقوف على مستجدات الوضع الراهن، إلى جانب توفير الدولة حلولًا لكبح جماح التضخم كأولوية قصوى، حيث يتعين التحكم في معدلاته، فتصاعد وتيرة ارتفاعه إلى نحو 40% ينذر بتبعات سلبية على الأوضاع المعيشية والاستقرار الاجتماعي.
لا بد من ضخ تدفقات نقدية كبيرة وتشجيع الاستثمار في الصناعة والتجارة وتقديم حوافز جديدة لاستعادة جذب الاستثمار الأجنبي
لا بد من ضخ تدفقات نقدية كبيرة، وتشجيع الاستثمار في الصناعة والتجارة، فضلًا عن تقديم حوافز جديدة تجذب الاستثمار الأجنبي ليعود بقوة، ويتعين أيضًا تنشيط السياحة بشكل فعال فمصر من ضمن مقوماتها الأساسية السياحة، بجانب ضرورة العمل على زيادة أعداد السائحين والتي تقدر بنحو 12 مليون سائح، بشكل يتناسب مع مقومات مصر السياحية.
هناك دول تحقق عائدات سياحية أكبر من مصر بالرغم من ضعف مقوماتها، في حين أن من المفترض أن تجذب مصر نحو 80 مليون سائح، وأرى أن مقومات جذبهم تتحقق بتواجد بنية تحتية قوية وثقافية مختلفة.
يتحتم أن تغير مصر مسارها لضمان تحركها بشكل فعال، المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، غيرت فكرها بشكل كامل واتجهت نحو الانفتاح، لأن هذا هو الحل بأن تصبح دولة سياحية.
الانفتاح السعودي سيؤثر على مصر.. وإذا استمرت السياسات القائمة لن نستطيع أن نكون دولة سياحية أو صناعية
أود أن أنبه إلى أن الانفتاح السعودي سيؤثر بالسلب على مصر لو تمسكنا بنفس الفكر المتبع الآن، ولن نستطيع أن نكون دولة سياحية أو صناعية.
رضوى إبراهيم: نود أن نعود للصناعة مرة أخرى.. «إيديتا» لها تجربة حديثة للتواجد في المغرب، كيف يمكن من خلال هذه التجربة التعرف على الحوافز التي تم تقديمها من المغرب، لجذبكم للتواجد بها، وأن يصبح جزءًا من صادرات الشركة من هذا السوق، وما هي الحوافز التي يسهل تقديمها في السوق المحلية رغم الأزمات التي تؤثر عليها حاليًا ولا توجد لها حلول في المدى المنظور؟
هاني برزي: المغرب يمتلك رؤية واستراتيجية، وقد طالبت مرارًا وتكرارًا، وآخرها في المؤتمر الاقتصادي، بأن تكون لدينا استراتيجية واضحة للصناعة، وأن تكون مستقرة لمدة 10 سنوات مع عدم تغيرها حتى مع تعاقب الوزرات، إلا طبقًا للمتغيرات الإقليمية أو الاقتصادية، وبحيث تكون هذه التعديلات في أضيق الحدود.
أطالب باستراتيجية للصناعة واضحة ومستقرة لمدة 10 سنوات ولا تتغير إلا طبقًا للعوامل الإقليمية والاقتصادية
المغرب لديه استراتيجية للصناعة والزراعة والتصنيع الزراعي الصناعي، وتمتاز بوضوحها واستقرارها، وكان هذا أحد المخرجات التي طالبت بها في المؤتمر الاقتصادي بإطلاق استراتيجية للصناعة، وسط تعهد دولة رئيس الوزراء بالإعلان عنها خلال 3 أشهر، ولكن حتى هذه اللحظة لم تخرج استراتيجية الصناعة المصرية للنور.
أيضًا يتمتع المغرب باستقرار اقتصادي وثبات في سعر الصرف والعملة، بجانب إحكام السيطرة على التضخم تمامًا، فضلًا عن تشجيع ودعم الدولة للصناعة من خلال تواجد مناطق صناعية متكاملة تغطي جميع احتياجات المصنعين.
كما يدعم المغرب المستثمرين الأجانب من خلال منحهم مساندة ومنحة لا ترد، وفقًا لمجموعة من الاشتراطات، وعلى المستوى الشخصي أنا رُحب بي للغاية في المغرب، وقد قابلت وزير الصناعة السابق والحالي، وأنا سعيد جدًّا بهذه التجربة في دولة تربطها بمصر علاقات قوية.
سعيد جدًّا بتجربتي في المغرب وفخور بافتتاح مصنع لنقل خبرات المصريين للدولة الشقيقة وأرغب في تكرارها بدولة أخرى
وأنا فخور جدًّا لافتتاح مصنع مصري في المغرب العام الماضي، لنقل خبرات المصريين للدولة المغربية الشقيقة، وأرغب في أن أكرر ذلك في دولة أخرى.
رضوى إبراهيم: ما هي الحوافز التي قدمت إليك في المغرب، وترى أنه من السهل تطبيقها في مصر؟
هاني برزي: أول شيء هو المناطق الصناعية المرفقة، فلم يكن هنا في مصر وفرة في الأراضي الصناعية المرفقة على مدار سنوات، ولا توجد منطقة صناعية نستطيع العمل بها.
أسعار الأراضي الصناعية في مصر وصلت لمرحلة مجحفة جدًّا
الأرض التي حصلنا عليها في المغرب كانت عبر حق الانتفاع، أما أسعار الأراضي الصناعية في مصر وصلت لمرحلة مجحفة جدًّا، وأي شخص يفكر في مشروع، يطرح سؤالًا كيف سأجني عائدًا على هذا الاستثمار، خاصة عند شراء أرض، فهي ليست مكونًا يدر أموالًا بل تندرج تحت بند تكلفة الاستثمار، إضافة إلى قيمة المعدات والماكينات المستخدمة داخل تلك المصانع.
في المغرب كانت أسعار الأراضي بسعر مناسب جدًّا بمنطقة صناعية مرفقة، إضافة إلى وجود محطة معالجة صرف صناعي، تخدم الجزء البيئي.
إجبار المصانع الجديدة على إنشاء محطات معالجة يجعلها تنفق أموالًا بلا عائد إضافي
وفي مصر عند التقديم على مشروع، يتم إجبارك على إنشاء محطة معالجة داخل مصنعك، ما يجعلك تضع أموالك في أوجه إنفاق لا تحقق عائدًا إضافيًّا، بجانب أنه يدفعك للتركيز على تفاصيل ليس لديك أي خبرة بها، فلا يمكنني كشركة أو كمصنع تشغيل محطة معالجة صرف صناعي، بالتالي سأكون مضطرًّا لجذب عناصر خارجية لتشغيلها.
على الجانب الأخر في المغرب، فهذا متوفر بشكل تام، كما أن العمالة الجيدة متوفرة، إلى جانب أن التضخم وسعر العملة مستقران.
أحمد رضوان: الاستقرار المصاحب للتضخم في المغرب مرتبط أيضًا بحجم الأعباء التي يتحملها المستثمر، والتي قد تكون محدودة مقارنة بمصر، حيث نفاجأ بإضافة أعباء جديدة بصورة شبه دورية.
هاني برزي: طالبنا بذلك من قبل وتحدثنا للحكومة «كفاية كده» فكل يوم نضع أعباء على المستثمر، فالحكومة تنقل المشكلة التي تواجهها إلى المستثمر.
طالبنا الحكومة بالكف عن وضع الأعباء ونقل المشاكل التي تواجهها إلى المستثمر
المستثمر مثل الدولة، كل منهما عليه التزامات يريد الوفاء بها، ولا تتوقف على المستهلك فقط، بل هناك أجور ورواتب للعاملين.
أحمد رضوان: إذا خرجنا من صورة الصناعة إلى إطار أوسع، هل ترى أن هناك سياسة اقتصادية واضحة لمصر؟ هل يمكننا القول إن مصر دولة تراهن على القطاع الخاص؟ أم أنها دولة رأسمالية؟ أو تريد اقتصادًا حرًّا؟ أم أننا حتى اليوم لا نملك القدرة على قراءة السياسة الاقتصادية للدولة بوضوح؟
هاني برزي: لا توجد دولة في العالم تريد بناء اقتصاد قوي تستغني عن القطاع الخاص، فهو ركيزة أساسية لنجاح اقتصاد أي دولة، وهذا لا خلاف عليه، كون أن هذا الاتجاه تسير عليه مصر حاليًا أم لا، فإن الإجابة معروفة وهي لا.
لا توجد دولة في العالم تريد بناء اقتصاد قوي وتستغني عن القطاع الخاص
هناك معوقات على القطاع الخاص، وتوجد منافسة ليس من المفترض أن تكون معه، ولا يتوافر التشجيع المطلوب أن يحصل عليه المستثمر.
القطاع الخاص هو المورد الأساسي للموازنة العامة للدولة سواء من خلال الجمارك أو الضرائب سواء كانت على الدخل أو على الأرباح التجارية أو دمغة أو قيمة مضافة، وغيرها، فهو ركيزة أساسية للدولة، فيجب عليها بالتالي تشجيعه ولا تكون عائقًا أمامه في نموه.
القطاع الخاص ركيزة أساسية للدولة وعليها تشجيعه.. لا أن تكون منافسًا وعائقًا أمام نموه
خلال الفترة الأخيرة كان هناك توجه بدخول الدولة في بعض المجالات، ولكن أعتقد من وجهة نظري أن وثيقة ملكية الدولة أظهرت الوعي بتلك المشكلة، وأنا حضرت مناقشتها في أكثر من اجتماع.. والسؤال هو: هل تم تنفيذها؟
أعتقد أن الصياغة شيء والتنفيذ شيء آخر، فأنا دائمًا أتحدث بصراحة لأني مصري وعشت في هذا البلد وعملت به، وأحقق استثماراتي داخله، ولدي عمالة، ويهمني أن تتقدم دولتنا وتكون في مصاف الدول التي يجب أن تكون عليه وتستحقه، لكن إذا استمر الفكر في هذا المسار لن نتغير.
لا نريد الحديث عن المشكلات فالجميع يعلمها لكننا نريد الحلول، وكأنك تذهب إلى عدد من الأطباء، وأجمعوا على إصابتك بصداع نصفي، فأنا لا أحتاج إلى التشخيص فقط بل أريد «الروشتة» التي يوجد بها كيف أعالج هذا الصداع النصفي.
الحلول لا تتخذ بالسرعة الواجبة.. ويجب علينا التفكير بشكل استراتيجي للخروج من الكبوة الحالية
على سبيل المثال، أجرينا دراسات مع أجهزة وجهات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات دولية أخرى، جميعهم أعطونا تقريبًا نفس الروشتة، لكننا نريد الحلول ثم نبدأ بتفعيلها.
ياسمين منير: في تقديرك ما أسباب عدم قدرتنا على تفعيل تلك الحلول، أو تطبيق وثيقة سياسة ملكية الدولة التي تم إعلانها، هل ذلك مرتبط بالأجواء الاقتصادية وتغيرات العملة والتضخم، أم أنه له علاقة بأمور أخرى؟
هاني برزي: في تصوري أن الأمر يحتاج إلى حكومة قوية ووزارات لديها الحرية في التصرف والعمل على تنفيذ تلك الحلول، فهي لن تنفذ من تلقاء نفسها.
لا بد ألا نبقى في الوضع الاقتصادي الراهن والمشاكل لن تحل، فجميع الدول لديها تحديات اقتصادية، وليست مصر وحدها التي لديها مشاكل.
اليونان كانت على حافة الإفلاس.. وبالاعتماد على حكومة تكنوقراط قلبت الموازين في 3 سنوات
بصفتي رئيس مجلس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري اليوناني، اليونان منذ عدة سنوات كانت على حافة إعلان إفلاسها بسبب الديون، إلا أن مجيء حكومة تكنوقراط، حكومة الحزب الديمقراطي الجديد في اليونان قلبت الموازين في 3 سنوات.
اليونان اليوم يزورها سنويًّا ما يزيد على 35 مليون سائح، وهي دولة يتراوح عدد سكانها بين 10 إلى 12 مليون مواطن، وجغرافيتها عبارة عن جزر منتشرة في أماكن متفرقة، كما أن الموسم السياحي بها ليس 12 شهرًا، هذا بجانب التطور الذي شهده الاقتصاد والصادرات وقطاعات أخرى، وليست السياحة فقط.
الحلول لا تتخذ بالسرعة الواجبة، ويلزم علينا التفكير بشكل استراتيجي للخروج من تلك الكبوة.
وتيرة التخارجات تحتاج إلى أن تتغير.. ويجب ألا نرى إجراءات تسير عكس ما تم الإعلان عنه
رضوى إبراهيم: يجب أن تكون هناك نقطة بداية على الطريق الصحيح.
هاني برزي: بالضبط، نقطة بداية ويتم تنفيذها، ويجب أن نسير من على المسار من الألف إلى الياء، أما ما يحدث فعليًّا، فهو أننا لا نكمل المسار، فيأتي وزير يسير من أ إلى ج ووزير آخر يعود إلى ب، فلا أحد يكمل المسار إلى نهايته.
وثيقة ملكية الدولة أظهرت الوعي بالمشكلة.. لكن التنفيذ شيء آخر
رضوى إبراهيم: على خلفية وثيقة ملكية الدولة، كان القطاع الصناعي له نصيب الأسد من التخارجات المحتملة، وبالفعل رأينا تخارجات تمت حتى لو لم تتم بالأسلوب المتوقع عبر الطرح بالبورصة أو استقطاب رجال أعمال ومشاركات متنوعة بين المستثمر المحلي والأجنبي، ولكنها تمت.
هل ترى أننا قمنا بترتيب قائمة الأولويات بشكل منضبط أم لا؟ وهل هناك قطاعات أخرى أهم للدولة التخارج منها مثل الصناعات الغذائية؟
هاني برزي: كما أكدت في البداية، الصورة ليست واضحة بشكل كامل أمامي، التخارجات التي تمت، آخرها الشرقية للدخان، وبعض الفنادق والشركات الأخرى وقطاع الأسمدة.
الأمر يحتاج إلى حكومة قوية ووزارات لديها الحرية في التصرف والعمل وتنفيذ الحلول
أعتقد أن الوتيرة يجب أن تتغير بعض الشيء، ويجب تنفيذ الوثيقة التي تم إصدارها، وألا نرى إجراءات تسير عكس ما تم الإعلان عنه، فعلى سبيل المثال بعد طرح شركة طاقة عربية في البورصة المصرية، وجدنا بعد فترة مساهمة عامة فيها، فنجد الكلام وعكسه.
المستثمر الأجنبي الذي يراقب وضع السوق المحلية وقراراتها، سيرى ما يحدث على أنه عدم مصداقية، وبالتالي سيتردد في اتخاذ أي قرار استثماري. بالتأكيد نحن كمستثمرين محليين نثق في الدولة المصرية لأننا نفهم طبيعة الوضع المحلي، ولكن المستثمر الخارجي ليست لديه الصورة التي نراها.
المستثمر الأجنبي يراقب وضع السوق المحلية وسيرى ما يحدث على أنه عدم مصداقية ويتردد في اتخاذ قرار الاستثمار
قطاع الصناعات الغذائية يعمل بانتظام ولم يتأثر حتى في ظل أزمة 2011، وإذا دخلت متجرًا ستجد المنتج المصري موجودًا بجودة عالية، إضافة إلى أنه شهد نموًّا كبيرًا ولا يواجه عجزًا يؤثر على تحديد السعر أو يخفضه، فهذا ليس بالأمر الصحيح.
أحمد رضوان: كيف ترى شكل المنافسة داخل قطاع الصناعات الغذائية؟ فخلال العامين أو السنوات الثلاث الماضية، رأينا مؤسسات شبه حكومية دشنت مجمعات للصناعات الغذئية، لكن في أرض الواقع لا أعتقد أنني رأيت منتجات رائجة؟ هل هناك منافسة قوية مع الدولة في هذا القطاع؟
هاني برزي: بالفعل هناك منافسة كبيرة، مثل صناعة المكرونة ومنتجات الألبان والعصائر والحلاوة والعصائر، وكل ذلك يعد منافسة مع القطاع الخاص.
كمستثمرين محليين نثق في الدولة المصرية.. لكن المستثمر الخارجي لديه صورة مختلفة
أحمد رضوان: في مواجهة ذلك، هل ترى أسماء جديدة تظهر في القطاع الخاص؟
هاني برزي: لا أرى أسماءً جديدة في القطاع الخاص. هناك مشكلة تتعلق بالتكلفة، فأنت كمستثمر تضخ استثمارات عالية جدًّا، وفي الحقيقة أنهم يدشنون مشروعات ضخمة ومكلفة، وفي النهاية سيكون البيع بسعر غير مجد.. فماذا تجني كعائد على الاستثمار؟
الدولة ستكون مضطرة لضخ استثمارات بصورة مستمرة، لسد العجز الناتج عن ذلك.
الصناعات الغذائية تعمل بانتظام وشهدت نموًّا كبيرًا ولا تواجه عجزًا يؤثر على تحديد السعر أو يخفضه
على سبيل المثال أن تبيع منتجا تكلفته جنيه، بسعر 50 قرشًا، فسد هذا العجز لن يتم إلا من خلال ضخ الدولة أموالًا جديدة.
أحمد رضوان: هل ذلك المثال واقعي، هل بالفعل قد يصل الوضع إلى خفض سعر المنتج النهائي عن قيمة التكلفة إلى النصف؟
هاني برزي: هناك منتجات تخرج للمستهلك بشكل مجاني، منها التغذية المدرسية، وهذه تكون من خلال موازنة الدولة التي لن تكفي ذلك، خاصة أن الموسم الدراسي يستغرق ما بين 5 إلى 6 أشهر، وباقي العام يجب على تلك المؤسسة الاستمرار في الإنتاج والعمل.
فكما أكدت، هذه ليست لديها جدوى اقتصادية، بالعكس ستستمر على الوضع وستظل الدولة تسدد مقابل استمرارها. أما في حال تشجيع القطاع الخاص فالمسألة ستختلف تمامًا، لأنه سيوفر موارد للدولة وليس العكس.
لا أرى أسماءً جديدة في القطاع الخاص.. هناك مشكلة تتعلق بالتكلفة
ياسمين منير: عبر رحلتك الطويلة في الاستثمار والأعمال، مررت بالعديد من الموجات الاقتصادية المختلفة، وظروف مضطربة خلال فترات متباينة، وأيضًا فترات رواج، ودائمًا ما يقال إن الاستثمار الغذائي من القطاعات التي لا تتأثر بشكل كبير بالتقلبات الاقتصادية، هل يمكنك توضيح كيف تعاملت مع هذه التقلبات باختلاف فتراتها؟
ـ هاني برزي: نحن كجيل اعتدنا على المشاكل، فنحن لم نشهد فترة استقرار إلا خلال أعوام قليلة في فترة ما قبل الثورة، وتحديدًا بين عامي 2006 وحتى 2010، وعلى الرغم من وجود أزمة عالمية لم يكن لدينا مشكلة، فقد مررنا بكل شيء.
وتيرة التحديات أصبحت أسرع.. ما يتطلب سرعة في التحرك لحلها
مشكلة الفترة الحالية تكمن في أن وتيرة التحديات أصبحت أسرع، ما يتطلب سرعة في التحرك لحلها، وفي الفترات السابقة كانت المشكلة تحدث على فترات، لكن أنا مررت بفترات أزمات متعددة بدءًا من أول تطبيق لضريبة المبيعات في أواخر الثمانينيات وتأثيرها، ثم فترة تخفيض الجنيه، تليها فترة التحول من السوق السوداء إلى سوق صرف مستقر والإرهاب وحرب الخليج، ومؤخرًا فترة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وما زال لدينا المقدرة لاستكمال الطريق والعمل بنفس القدرة والكفاءة ومضاعفة حجم أعمالنا.
رضوى إبراهيم: رحلة حضرتك بها أكثر من محطة مختلفة، من ضمنها الشركة العائلية وشركة أخرى بالشراكة مع مستثمر أجنبي، وأخرى بالشراكة مع عدد من المساهمين بعد الطرح في البورصة، بناء على هذه الرحلة، ما أفضل نموذج للعمل في مصر في الوقت الحالي، بالتزامن مع الأزمات الحالية وتوقعاتنا للمستقبل؟
ـ هاني برزي: لا يمكنني القول إن هناك نموذجًا أفضل من الآخر، فكل نموذج حسب الفترة التي تمر بها الشركة، الشركة العائلية كان من الأفضل لها التواجد حتى حجم معين، وبعدها يجب تحول الغالبية العظمى للعمل المؤسسي مع وجود الحوكمة لفصل دخل العائلة عن دخل وعوائد الشركة.
لدينا المقدرة لاستكمال الطريق والعمل بنفس القدرة والكفاءة ومضاعفة حجم أعمالنا
أما الشراكة مع مستثمر أجنبي فهي جيدة ولا شك في قدرتها على تبادل الخبرات الجيدة في مرحلة معينة خصوصًا إن كان كل شريك يستطيع إضافة خبرات جديدة، فاليوم الشريك الأجنبي يأتي إلى مصر بخبرته ونحن بخبراتنا في البلد وعلاقاتنا ومعرفتنا بالسوق المصرية نستطيع خلق شراكة متكافئة لذلك لا يوجد قالب ثابت.
وأنا شخصيًّا بدأت في شركة عائلية والتي كانت بالشراكة مع شركة عائلية لمدة 10 سنوات، ثم قمت بتأسيس شركة إيديتا مع شريك أجنبي بحصة أقلية ثم تخارج هذا الشريك، وهذه الشركات عندما وصلت إلى حجم معين كان من الواجب للحفاظ عليها والحفاظ على الحوكمة، أن يتم تحويلها إلى شركات مطروحة في البورصة المصرية، لذلك أنصح الشركات الكبيرة بالطرح في البورصة المصرية للحفاظ على الاستمرارية، ولا يمكنني التأكيد أن هناك مرحلة أفضل من الأخرى، فكل مرحلة لها ظروفها الخاصة ومميزاتها وعيوبها.
الشراكة مع مستثمر أجنبي جيدة ولا شك في قدرتها على تبادل الخبرات المفيدة في مرحلة معينة
رضوى إبراهيم: حضرتك تحدثت عن مرحلة تخص نمو الشركة، برأيك ما النموذج الأفضل للعمل في مصر الآن؟
هاني برزي: الحقيقة أنه على الرغم من الظروف الحالية فإن البلد مليء بالفرص، حتى في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
في 2011، لم نتوقف عن العمل، وتوسعت الشركة، وكان الرهان على مصر كبيرًا، وكان لدي قناعة بأن حال البلد سيستقر، بالنسبة للوضع الحالي، نموذج العمل يتوقف على حجم المشروع، وأتمنى أن تزيد أعداد الشركات المصرية، وأن نجذب شركات أجنبية وتضيف للمنتجات المصرية تكنولوجيا أكثر وقيمة مضافة، وأعتقد أن هذا نموذج جيد جدًّا، وأشجع المستثمرين على العمل لوجود العديد من الفرص لكن المشكلة هي العمل دون أسس، فيجب تأسيس الشركات بشكل سليم.
أتمنى زيادة أعداد الشركات المصرية وجذب شركات أجنبية تضيف للمنتجات تكنولوجيا حديثة وقيمة مضافة
أحمد رضوان: كم التعديلات والتغيرات التي تحدث على مستوى الرسوم والضرائب وغيرها من الأعباء، وإلغاء إعفاءات بصورة مفاجئة، أو العكس، ربما تحديات تعوق تأسيس الشركات.
هاني برزي: من يريد العمل سيستطيع التغلب على العقبات، ومن يريد العمل في مصر يجب أن يقبل بالوضع الحالي.
ياسمين منير: ذكرت أن هناك العديد من الفرص في السوق المصرية، وأن الأزمة الاقتصادية تسببت في الضغط على بعض الكيانات بالذات ذات الحجم المتوسط والصغير.. هل تفكر في الاستحواذ على مثل هذه الشركات في السوق المصرية سواء صناعات غذائية أو تكميلية، وهل يمكن الدخول في شراكات مع مستثمرين أجانب باعتبار أن لديك علاقات خارجية وعلى دراية بشهية المستثمر؟
هاني برزي: الاستحواذ جزء من استراتيجية شركتنا وقد استحوذنا في وقت قريب على شركة في نفس مجال عملنا، لذلك أنا لا أفكر في الاستحواذ على شركات في قطاع آخر، كما أني لن استحوذ على شركة تعمل في مجال نشاط تكميلي أو مواد خام لأني ضد العمل في غير مجال تخصصي، وفي حال كانت هناك فرصة للاستحواذ سنقوم بذلك.
الاستحواذ جزء من استراتيجية شركتنا.. لكن لا نفكر في العمل خارج مجالنا
بالنسبة للدخول في شراكة مع مستثمر أجنبي لا أعتقد ذلك إلا في حال أنه سيضيف لي شيئًا ليس متوفرًا لدي، كما أن الشراكة ستكون بعيدة عن إيديتا لأنها تمتلك كل المقومات التي عملنا عليها خلال السنوات الماضية ليكون لديها التكنولوجيا الخاصة بها، فنحن لدينا إدارة تطوير وأبحاث خاصة كبيرة. في إيديتا يعملون على تطوير المنتجات والبحث عن أفكار لمنتجات جديدة مع تحديث منتجاتنا الموجودة بالفعل، وكذلك تعديل المواد الخام التي نستخدمها لتتطابق مع التطورات العالمية من اشترطات صحية وخلافه واشتراطات هيئة سلامة الغذاء المصرية، وفي حال وجود مستثمر لديه مقومات جديدة سنفكر في الأمر.
أتمني إنشاء ممر اقتصادي من مصر إلى جنوب إفريقيا وتنفيذ خط القاهرة كيب تاون
رضوى إبراهيم: هل يوجد في خطتكم توسع جديد بعد المغرب أم تكتفي بالتواجد في السوقين المصرية والمغربية؟
هاني برزي: إيديتا انتهت من استراتيجية استعنا فيها بأحد المكاتب العالمية، وتتضمن خطة تبدأ من أوائل السنة الحالية وحتى سنة 2027، لتشمل بعض المخرجات التي نريد تحقيقها من هذه الاستراتيجية والتي تعبر عن خطة الشركة من ناحية النمو والاستدامة بعد وصولها إلى هذه المرحلة من النمو وعدد العمالة الكبير، وهل تحتاج الشركة إلى تغيير الهيكل الإداري مع وجود استثمار خارج الدولة والتطلع للتواجد في شركات بدول أخرى، هل يستطيع الوضع الإداري الحالي للشركة إدارة هذه الاستثمارات الجديدة، فمن السهل إنشاء المصنع لكن الصعب هو الاستمرار والاستدامة في ذلك، كما تشمل الاستراتيجية تحديد الدول المستهدفة لوضع استثمارات بها، وبناء عليه لن تقوم الشركة بدخول شراكات لا تتوافق مع مخرجات استراتيجيتنا.
أشجع المستثمرين على العمل لوجود العديد من الفرص لكن يجب تأسيس الشركات بشكل سليم
أحمد رضوان: كيف ترى الاستثمار في السعودية؟
هاني برزي: السعودية من الدول المهمة، وبصورة عامة عندما نفكر في الاستثمار ننظر للوضع الاقتصادي والمالي للدولة وكذلك الاستقرار السياسي والتشريعي فيها، كما نبحث مدى رواج منتجاتنا في هذه الأسواق، وأيضًا حجم السوق.
السوق السعودية كبيرة وواعدة لكن لها صعوباتها بجانب التنافسية القوية جدًّا
أحمد رضوان: هل تنظر للسوق من حيث حجمها أم تعتبرها بداية تنطلق منها لأسواق أخرى، خصوصًا بعد الحديث الأسبوع الماضي عن إنشاء ممر اقتصادي يربط الهند ثم الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وأوربا، وفي اعتقادي أنه سيكون حديث الشهور المقبلة؟
هاني برزي: أتمنى إنشاء ممر مثله من مصر وحتي جنوب إفريقيا، أتمنى أن أتمكن من إرسال سيارات إلى المغرب محملة بالمنتجات، وتنفيذ خط القاهرة كيب تاون، والذي سينعكس على زيادة قيم الصادرات، وبالعودة إلى السؤال الموجه حول الاستثمار في السوق السعودية أرى أنها سوق كبيرة وواعدة، وهي دولة مركزية ومحورية في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه السوق لها صعوباتها، بجانب التنافسية القوية جدًّا، فعندما نبحث عن سوق جديدة فإننا ننظر إلى عوامل كثيرة منها أيضًا عدد السكان.
لا يمكنني القول إن هناك نموذجًا للعمل في مصر أفضل من الآخر.. الأمر مرتبط بالفترة التي تمر بها الشركة
أحمد رضوان: هل تقصد أنك تستهدف التواجد في أسواق للبيع فيها وليس للانتقال منها لأسواق أخرى؟
هاني برزي: نستهدف أسواقًا نبدأ البيع فيها ثم نصدر لأسواق أخرى، إنما الهدف الأساسي هو أن نبيع في هذه السوق، لأن كل دولة تحاول الحفاظ على اقتصادها وحماية الصناعة الداخلية، وعلى سبيل المثال بالنظر للسعودية التي كانت تعتمد في أغلب منتجاتها على الاستيراد، فإنها بدأت تدرك أن النفط منتج غير دائم، ما دفعها لتقليل المعوقات والتحول إلى دولة صناعية وجذب استثمارات صناعية وسياحية أيضًا.
أحمد رضوان: بشكل عام أي الدول الإفريقية التي ترى أنها جاذبة للاستثمار؟
هاني برزي: دول غرب إفريقيا مثل الكوت ديفوار. هناك العديد من المشاكل في دول إفريقيا منها عدم توافر الكهرباء وغياب الاستقرار السياسي وعدم توفير العملة، كما أن أغلب هذه الدول حديثة فالاستثمار فيها ليس سهلًا، لذلك فإن إنشاء ممر يربط بين القاهرة وهذه الدول سيحدث نقلة كبيرة في الصادرات المصرية.
من يريد العمل يستطيع التغلب على العقبات.. ومن يعمل في مصر يجب أن يقبل بالوضع الحالي
ياسمين منير: هل الأسواق الأوروبية يمكن أن تكون على أجندتكم؟
هاني برزي: كاستحواذ فقط.
أحمد رضوان: وماذا عن أمريكا اللاتينية والبرازيل؟
هاني برزي: هذه الأسواق بعيدة عنا إلى حد كبير؛ ويجب أن نتحرك خطوة تلو خطوة، لذلك حينما يكون لديك طموح لا بد من وضع أهداف يمكن تحقيقها وليست بعيدة المدى، وأول تجربة لنا كانت في المغرب، ولذلك يجب أن نتعلم منها وندرس أخطاءها أولًا، وما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت.
أنصح الشركات الكبيرة بالطرح في البورصة المصرية للحفاظ على الاستمرارية
رضوى إبراهيم: من الواضح أن الدول الإفريقية تتصدر اهتمامات حضرتك وتخطط لدخولها… هل تفضلون الدخول عن طريق شراكة مع مستثمر محلي باعتبار أنه يمكن أن يكون مفتاحًا لتجاوز الأزمات من باب خبرته بأساليب العمل في دولته أم تفضل دخول إيديتا بمفردها؟
هاني برزي: أفضل الدخول بمفردي، وفي حال وجود شريك أجنبي يكون بحصة بسيطة.
رضوى إبراهيم: كم تبلغ هذه الحصة؟
هاني برزي: أقلية، لا بد أن أكون صاحب الحصة الحاكمة كما في المغرب فنحن نمتلك الحصة الحاكمة.
أفضل دخول أسواق إفريقيا بمفردي.. وفي حال وجود شريك أجنبي يكون بحصة بسيطة
أحمد رضوان: نريد الدخول في تفاصيل رحلتك… ما هي أهم النقاط الجوهرية التي تتذكرها كلحظة قررت فيها ترك شيء ما كنت تحبه جدًّا لأجل مسيرة العمل، ما هي اللحظات التي دائمًا ما تستعيدها ذاكرتك ولا تسطيع نسيانها وكانت مؤثرة في رحلتك حتى لو لحظات على المستوى الشخصي؟
هاني برزي: ذكرت في بداية الحديث أنني نشأت في بيت صناعي، وجاءت مرحلة معينة في حياتي بعد الدخول في شراكة مع إحدى الشركات متعددة الجنسيات، ولأسباب عدة كان يجب التخارج من شركتي العائلية وأترك الإدارة لهم، لم يكن الأمر هينًا حينها، فقد أصبحت بلا عمل وكنت في بداية حياتي المهنية.
أحمد رضوان: كم كان عمرك وقتها؟
هاني برزي: في أواخر العشرينيات أو بداية الثلاثينيات، وكان لا بد من إيجاد عمل لذلك اتجهت إلى التجارة، ووقتها وقعت مصر اتفاقية التجارة الحرة وقررت الدخول للتجارة من خلال الاستيراد للاستفادة من خبرة 9 سنوات في مجال التوزيع.
لن أستحوذ على شركة تعمل في مجال نشاط تكميلي أو مواد خام لأنني ضد العمل في غير مجال تخصصي
بدأت في الاستيراد وكانت نقطة فارقة في حياتي المهنية لإيجاد عمل جديد أستطيع من خلاله نسيان الفترة الماضية، ومجال جديد لم أدخله من قبل، ويمكنني البناء فيه بمفردي، وبعدها بنحو 3 سنوات فشلت، واكتشفت أني لم ولا أصلح أن أكون تاجرًا فمنذ بداية حياتي وأنا أعمل في الصناعة.
بعدها بعدة سنوات جاءت الفرصة للدخول مرة أخرى إلى الصناعة وحينها لم أتردد لحظة، ودخلت وأنا أعلم هدفي الذي أريد تحقيقه وقتها جيدًا، ومدرك أيضًا كم الصعوبات التي سأواجهها، ولكن قررت الدخول والتغلب على جميع العقبات، «فنحن موجودون لحل المشاكل في حال الاقتناع الكامل بما نصنعه».
عندما نفكر في الاستثمار ننظر للوضع الاقتصادي والمالي للدولة وكذلك الاستقرار السياسي والتشريعي
وأنا دائمًا أكرر أن معادلة النجاح سهلة جدًّا بالنسبة لي فهي بمفهومي الشخصي «عمل شاق وبعض الحظ» فهذان يساويان نجاجًا في معتقدي، فأنا الحمد لله جاءت لي مرحلة كان فيها الحظ حليفي واشتغلت وقتها بجهد كبير جدًّا.
واستطعت الانتقال من مرحلة شاب في بداية حياته يترك شركته العائلية التي يتمتع فيها بالاستقرار ولديه مصنع بجانبها، إلى حياة دون عمل، ثم إلى مرحلة الدخول في التجارة لمدة 3 سنوات واجهت فيها صعوبات عديدة، ثم مرحلة عدم الإحباط من الفشل الذي تحقق في هذا المجال، وتغلبت عليه وفي النهاية تمكنت مرة أخرى من الدخول في الصناعة وأسست في النهاية شركة جديدة.
عملت بالتجارة 3 سنوات واكتشفت أنني لا أصلح أن أكون تاجرا
كل هذه المراحل كانت فارقة في حياتي، ولا سيما حينما اكتشفت أنني لا أصلح أن أكون تاجرًا، كما أني حاصل على بكالوريوس الهندسة، وأيضًا لم أقتنع أني ولدت لكي أكون مهندسًا.
أحمد رضوان: هل مارست الهندسة على مستوى العمل؟
هاني برزي: لا لم أمارسها ولكن الشهادة موجودة دائمًا في مكتبي، فأنا لم أفضل أن أكون تاجرًا ولم أولد لأصبح مهندسًا، فكنت دائمًا أمتلك موهبة الإدارة والتسويق والبيع والابتكار، وفي النهاية كل إنسان لديه موهبته الخاصة به.
حصلت على بكالوريوس الهندسة ولم أقتنع أنني ولدت لكي أكون مهندسًا
ياسمين منير: ماذا عن الجيل الثالث، هل تؤهله للعمل في المجال الصناعي وشركة إيديتا، أم تشجعه أن يكون له حلم مستقل وتجربة خاصة؟
هاني برزي: لا يمكن أن تفرضي نهائيًّا على الجيل الثالث الاستمرار في ما تم إنجازه وتحقيقه، فالاستمرار في نفس الطريق يجب أن ينبع من رغبتهم وقبولهم، وأنا تمكنت من تأسيس الجيل الثالث بصورة جيدة وأعطيته التعليم الجيد.
ابنتي لم تعمل في شركتي في بداية حياتها المهنية بل ذهبت لشركات أخرى للتعلم والتمرس، والآن عادت للعمل معي بمحض إرادتها دون ضغط مني للعمل بالشركة.
كنت دائمًا أمتلك موهبة الإدارة والتسويق والبيع والابتكار
وأمنياتي هي دخول الجيل الثالث في شركتي وإكمال مسيرتي، وكما أن الموارد البشرية بالشركة أعدت برنامجًا مخصصًا للجيل الثالث لتعليمهم كيفية الدخول وإدارة شركة كبيرة بحجم إيديتا. فأنا أقوم بتأهيلهم أولًا بأول ولكن ليس فرضًا، فكل إنسان لديه موهبته وطموحاته الخاصة ولا أستطيع إجبارهم على العمل معي، فلو أنهم يمتلكون الرغبة والفرصة للعمل خارج الشركة، سوف أقف بجانبهم وأشجعهم.
رضوى إبراهيم: ما هي النصيحة التي تلقيتها في بداية حياتك المهنية، وكان لها تأثير كبير في تحقيق ما وصلت إليه الآن، وترى أنه من المهم توجيهها للأجيال القادمة من باب المساعدة في نقل الخبرات؟
هاني برزي: لا أريد أن أقول إن هناك أشخاصًا قدموا لي النصح، ولكن هناك من أعطاني توجيهًا معينًا، وهنا لا أعني أني لا أستمع بالعكس أحب أن آخذ نصائح، أحيانًا أعمل بها وأحيانًا أخرى لا وفي النهاية القرار يكون لي.
كرجل صناعة ليس لدي رغبة في تقلد المناصب التنفيذية العامة وأستطيع خدمة الدولة من موقعي الحالي
وكما ذكرت لا تقلق حينما تبدأ وتفشل، وفي الحقيقة أكثر الداعمين لي كان والدي، وأقول إنه رجل مغامرات في مجال الأعمال والصناعة.
أحمد رضوان: هل والدك هو أكثر شخصية مؤثرة في حياتك؟
هاني برزي: بالطبع، فلا جدال في ذلك، وحتى الآن هو المرجع الأساسي لأي مشكلة أواجهها، فلا بد أن أعرضها عليه وأستمع إلى نصيحته.
وهنا أستطيع أن أقول نصحية للناس ولكن نصحية تم توجيهها لي منذ الصغر «إياك من اليأس بعد الفشل، فلا بد من الاستمرار في المحاولة والوثوق في النجاح طالما توفرت لديك الإرادة والرغبة».
نستهدف أسواقًا نبدأ البيع فيها ثم نصدر إلى أسواق أخرى
فالحياة مستمرة ولا بد من أن يمتلك كل شاب طموحًا يسعى لتحقيقه، فأنا بدأت وكان عمري 25 عامًا وغيري قد يبدأ في وقت مختلف، وفي النهاية الكل سوف يصل طالما توفرت الإرادة والرغبة في النجاح.
أحمد رضوان: أريد أن أطرح سؤالًا افتراضيًّا… ما الذي يجعلك تقدم على قرار التخارج من إيديتا؟
ياسمين منير: كانت هناك تجربة عائلية بالفعل وتم التخارج منها فكل شيء وارد؟
هاني برزي: كل مرحلة ولها ظروفها التي تحكمها، فأنا لا أريد التحدث عن هذه التجربة، وبطبيعتي لا أندم على شيء، فالقرار الذي اتخذ للتخارج في مرحلة سابقة، كان بناء على أسباب ووضع معين.
أتمنى استمرارية انتماء الشركة إلى عائلة برزي وليست هناك نية للبيع أو التخارج نهائيًّا
أما الآن، أنا لا أحتاج إلى التخارج، شركة إيديتا مدرجة في البورصة، ولم أقم ببيع سهم واحد منها، فنحن كعائلة كان الهدف الأساسي هو تخارج الشريك الأجنبي الذي كان موجودًا معنا وأحد صناديق الاستثمار، فهدف العائلة تسهيل تخارج هذه الشركات والشركاء الأجانب، والهدف الثاني تحويل الشركة للعمل المؤسسي وأن تتمتع بدرجة أكبر من الحوكمة.
وفي الوقت نفسه في حال رفض الجيل الثالث الدخول في الشركة يمكننا الحصول على إدارة محترفة وهذا الجيل يظل في مجلس الإدارة، إنما استمرارية الشركة منتمية إلى عائلة برزي كشركة إيديتا أتمنى أن تظل مستمرة، وليس هناك أي نية للبيع نهائيًّا أو التخارج.
«إيديتا» لديها وضع تنافسي جيد في السوق.. ولا أكترث بالإغراءات المقدمة لشرائها لأنني بالفعل لا أريد بيعها
أحمد رضوان: أقصد الاحتمالات أو الأسباب التي تجعلك تتخذ قرار التخارج، البعض قد يفضل التخارج عند تلقي عرض مغرٍ، وآخرون يبحثون عن التخارج في أوقات الظروف الصعبة.
هاني برزي: المال ليس كل شيء، وحينما تصل لمرحلة معينة يكون هدفك ليس جمع الأموال ولكن الوصول لمرحلة إرضاء الذات والسعادة بما تصنعه من خلال تنمية الأعمال وتوسعة الشركة، مثلما قررنا التوسع في المغرب، وأصبحت الشركة الآن تقوم بالتصدير إلى 17 دولة، فهذا هو الهدف.
معادلة النجاح بمفهومي الشخصي «عمل شاق وبعض الحظ»
هناك العديد من الناس يوجهون لي سؤالًا: متى ستخرج إلى المعاش، وإجابتي أنني سأقرر ذلك حينما أذهب إلى الشركة وأشعر بالضيق والتعب من العمل، كحالة التلميذ الذي يذهب للمدرسة رغمًا عنه، وطالما أجلس على مكتبي وأنا سعيد بما أقدمه وبإمكاني العمل والإنجاز، سوف أستمر في العمل.
رضوى إبراهيم: المستثمر الصناعي لديه انتماء كبير لكيانه ولقطاعه، على عكس طبيعة فكر رجال الأعمال ذوي الاستثمارات المتنوعة، الذين يبحثون عن المكاسب في أي مجال، خاصة إذا تأثر نشاطهم الأساسي وتراجعت الأرباح.. ما تفسيرك لذلك؟
هاني برزي: رجل الصناعة مختلف عن رجل الأعمال، لأنه يعمل على تأسيس كيانات قوية توفر من خلالها منتجات مختلفة، وإيديتا لديها وضع تنافسي جيد في السوق، وأنا لا أكترث بالإغراءات والعروض المقدمة لشراء الشركة، لأنني بالفعل لا أريد بيعها.
تلقينا عروضًا من شركات كبيرة للاستحواذ على إيديتا وتم رفضها دون الخوض في تفاصيلها او مناقشتها
أحمد رضوان: هل تلقيت عروضًا جادة لبيع الشركة؟
هاني برزي: تلقيت عروضًا بالفعل.
أحمد رضوان: وهل هذه العروض من قطاع خاص أم كيانات حكومية؟
هاني برزي: بالطبع قطاع خاص.. وتلقينا عروضًا من شركات كبيرة للاستحواذ على إيديتا، خاصة أن تلك الخطوة تمثل أسرع وسيلة لتحقيق النمو وزيادة الأرباح، إلا أنني رفضت جميع العروض المقدمة دون الخوض في التفاصيل أو مناقشتها، لأنه لا يوجد ما يستدعي ذلك.
يجب أن تخرج الحكومة من دائرة المشاكل إلى مرحلة وضع خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ الفوري
أحمد رضوان: ما هي خططك الشخصية وأحلامك خلال الفترة المقبلة؟
هاني برزي: أحلامي هي التمهيد للمرحلة العمرية المقبلة من حياتي، مع البدء في تنفيذ الإستراتيجية التي وضعتها لـ “إيديتا” خلال الـ 5 سنوات المقبلة، والتي تستهدف التوسع في أنشطتها في أكثر من مجال.
الشركة لديها حاليًا 7 مصانع، 6 منها في مصر والسابع بالمغرب، وأسعى جديًّا للاستحواذ على شركات جديدة بهدف توسيع النشاط وزيادة فرص العمل، يبلغ عدد العاملين بـ «إيديتا» حاليًا 7500 عامل وموظف، ومتوقع أن يصلوا إلى 8 آلاف خلال الفترة المقبلة، وأنا مهتم دائمًا بإتاحة فرص عمل أكثر عبر الاستمرار في الخطط التوسعية للشركة وأتمنى أن تجتاز مصر الأزمة الاقتصادية الحالية مع تحسن الأوضاع، وأن تكون مصر في أحسن حال.
سعيد للغاية لوجود شركات مصرية على خطى «إيديتا» سواء من حيث كفاءة الإنتاجية أو حجم الأعمال
وأنا سعيد للغاية لوجود شركات مصرية على خطى «إيديتا» سواء من الكفاءة الإنتاجية وحجم الأعمال وأتمنى أن يكون في مصر ألف شركة مثل إيديتا.
ياسمين منير: لدي سؤال افتراضي خاص بالشأن العام.. لديك تمثيل مؤثر في اتحاد الصناعات والمجلس التصديري ومؤخرًا النشاط الرياضي. فيما يتعلق بالشأن السياسي هل هناك تفكير في الانضمام إلى حزب أو القبول بحقيبة وزارية حال تم العرض؟
هاني برزي: لا.. وأعتقد أنني ليس لدي دور في العمل التنفيذي العام حاليًا، حيث إن مساهمتي تقتصر على تقديم المشورة بالمحافل والمؤسسات التي أنتمي إليها مثل غرفة الصناعات الغذائية والمجلس التصدير بالإضافة إلى صندوق دعم الصادرات وكذلك مجلس وجمعيات الأعمال وهي المنابر الرئيسية التي أستطيع من خلالها إبداء الرأي كممثل للقطاع الخاص.
على الدولة دعم القطاع الخاص والتعاون معه في إطار الشراكة الفاعلة بعيدًا عن الشعارات والمؤتمرات
أما العمل التنفيذي العام الحكومي فهو لا يتوافق مع طبيعتي ورؤيتي الشخصية والتي تمثل فكر القطاع الخاص من حيث حرية الحركة وسرعة اتخاذ القرار.
ياسمين منير: معنى ذلك أن رجل القطاع الخاص يفضل أن تعكس قراراته رؤيته فقط؟
هاني برزي: ليس بشكل مطلق، خاصة أن المدير الناجح يجب أن يعمل مع فريق عمل مميز ويتمتع بأفكار متجددة وأن يستمع لكل الآراء قبل اتخاذ القرار، وعلى المستوى الشخصي أفضل الاستماع لآراء فريقي المتخصص في القرارات المطروحة قبل التنفيذ، والرأي الحاسم للأغلبية في نهاية المطاف، وبالتأكيد بعض القرارات تحتاج أن تتخذ بصورة منفردة.
وكرجل صناعة ليست لدي رغبة في تقلد المناصب التنفيذية وأستطيع خدمة الدولة من موقعي الحالي، وهناك أناس آخرون أصلح مني لتلقد تلك المناصب ولديهم خبرة في ذلك.
أحمد رضوان: في ختام هذا اللقاء، ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها إلى أسرتك وفريق عملك وشركتك وكذلك إلى الحكومة؟
هاني برزي: الرسالة التي أريد توجيهها إلى أسرتي الكبيرة «إيديتا »، وهي أنني مسؤول عن كل العاملين بالمصانع وأشعر بالظروف ومناخ العمل الذي يعملون فيه والضغوط الملقاة على عاتقهم، وأنا سعيد بامتلاك «إيديتا» فريق عمل قوي قمت ببنائه على مدار السنوات الماضية، وأعتبرهم الأفضل في قطاع الصناعات الغذائية.
ليس لدي دور في العمل التنفيذي العام حاليًا.. والعمل الحكومي لا يتوافق مع طبيعتي ورؤيتي الشخصية
وبالنسبة لأسرتي الصغيرة «عائلتي» بالطبع زوجتي هي الأساس والداعم الأكبر لي حيث قامت بتوفير المناخ المناسب للعمل، لا سيما أنني أقضي غالبية الأوقات في مكتبي، في حين تفرغت هي لرعاية الأبناء.
وللأسف الشديد لا أمتلك ذكريات كثيرة مع أبنائي وهم في سن صغيرة، ولكن حاليًا الحمد لله رزقت بـ 4 من الأحفاد ولا أتوانى عن قضاء أوقات ممتعه معهم خاصة أنهم يمثلون مصدر السعادة لي، وكل فرد في الأسرة لديه دور مهم في استقرارها، ومن المهم أن تتوازن الحياة مع العمل قدر المستطاع.
رضوى إبراهيم: وبالنسبة للحكومة؟
هاني برزي: كان الله في عونها، في ظل المشاكل الكثيرة والهموم الحالية، خاصة أن مصر بلد كبير وشعبه تخطى الـ 100 مليون نسمة، ويجب على الحكومة عدم التعمق في المشكلات والأزمات المتلاحقة، وأن تخرج من دائرة المشاكل إلى مرحلة وضع خطط إستراتيجية قابلة للتنفيذ الفوري تسهم في الخروج من الكبوة التي نعاني منها جميعًا.
ويتحتم على الدولة دعم القطاع الخاص والتعاون معه في إطار الشراكة الفاعلة بعيدًا عن الشعارات والمؤتمرات، وذلك في إطار آليات تنفيذية حقيقة، وأرى أن هناك رغبة واضحة لتنفيذ تلك الخطوة، إلا أن الظروف الراهنة حالت دون تحقيق ذلك ونريد جميعًا العبور من تلك الأزمة في أسرع وقت.
رضوى إبراهيم: نشكر حضرتك جدًّا على هذا اللقاء الجميل
هاني برزي: خالص الشكر لكم.
أحمد رضوان: شكرًا جزيلًا على هذه الفرصة، وإلى لقاء جديد من حابي بودكاست.