رئيس الوزراء: مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها
مدبولي يعلن أمام معبر رفح خطة لتنمية سيناء باستثمارات 400 مليار جنيه
حابي – قال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها أو على حساب طرف آخر، مضيفًا: “وهي رسالة ينبغي أن تكون واضحة للجميع”.
وأكد مدبولي، في مؤتمر صحفي عقده أمام منفذ رفح البري، أن هذه القضية لن تحل سوى بالحل الذي أقره العالم أجمع وهو “حل الدولتين”؛ فهذا هو الحل الشامل الذي سيضمن السلام في المنطقة، وأي حلول أخرى مهما كانت محاولات فرضها، سيظل معها عدم الأمان وعدم الاستقرار لكل الدول في المنطقة.
وأضاف رئيس الوزراء أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على رفض استهداف وسقوط الضحايا من المدنيين الأبرياء من أي جانب؛ التزاما بكل ما تنص عليه القوانين الدولية في هذا الشأن، داعيا دول العالم في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة في قطاع غزة، لأن يكون المنظور عادلا، يُدين سقوط الضحايا من الجانبين، دون النظر لأفضلية جانب على حساب آخر، واعتبار الجميع سواء.
وشدد مدبولي على رفض مصر لسياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها سكان قطاع غزة من المدنيين، مشيرا إلى أن مصر تتحرك منذ اللحظة الأولى للأزمة على المستويات كافة؛ لبحث كيفية حلحلة وحل هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، من حجم دمار وضحايا كبير، فهدفها الرئيسي التعامل مع الأزمة الإنسانية.
وتوجه رئيس الوزراء بالشكر إلى قيادات المجتمع المدني داخل مصر وخارجها، والحكومات التي حرصت منذ اللحظة الاولى على تقديم مساعدات لأهالي غزة، مؤكدا حرص مدبولي حرص مصر على إيصال كل هذه المساعدات.
وتابع: “أتوجه بالشكر للمتطوعين وكل الزملاء من القطاع المدني، الوطني أو الدولي، لأنني أعرف أنهم يبيتون هنا على مدار الـ24 ساعة، وهدفهم دخول هذه المساعدات لأهالينا في غزة، كما أشكر المسؤولين كافة من جهات الدولة الذين يعملون ليل نهار لتنفيذ هذا الهدف”.
الأزمة الإنسانية لابد أن تتوقف
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن الأزمة الإنسانية الراهنة، والمتمثلة في المأساة والخسائر المدنية الكبيرة، لابد لها أن تتوقف، مؤكدا أن هذه القضية لن تجد حلا مهما علت وتيرته أو هدأت، إلا بحل الدولتين الدائم الذي أقره العالم كله.
ولفت مدبولي إلى أنه لن يكون هناك استقرار في هذه المنطقة دون أن يتبنى العالم هذا الحل والذي تم اقراره من الأمم المتحدة وكل دول العالم، مؤكداً أن هذا الموقف تتبناه مصر منذ اليوم الأول للأزمة، وأنه برغم فداحة الحدث وحجم الضحايا من الأبرياء المدنيين، يظل الحل لهذه الأزمة التي ستظل موجودة في المنطقة هو الحل الدائم والعادل الذي أقر به العالم من قبل.
الحل الشامل والعادل
وتابع: لذلك مرة أخرى فنحن كدولة من هذا المنبر، حريصون كل الحرص على دعوة العالم مرة أخرى لتبني هذا الحل الشامل والعادل الذي يضمن الاستقرار وعدم تكرار مثل هذه المأساة الإنسانية.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر تحملت عبء القضية الفلسطينية على مدار عقود وعقود، منذ عام 1948، مشيرا إلى أن ذلك ليس من قبيل التباهي بهذا الأمر وإنما هذا هو الواقع، فمصر تتحمل عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وضحت بأغلى الأرواح، وساهمت بعشرات الألوف من الشباب على مدار العقود الماضية السابقة الذين استشهدوا على هذه الأرض وهم يدافعون عن القضية الفلسطينية.
وأضاف أنه في كل المعتركات الدبلوماسية الأخرى كانت مصر دائمًا داعمة لهذه القضية، وعلى البعد الاقتصادي دائمًا حريصون على مساعدة أشقائنا في فلسطين ودعمهم الدائم.
خطة تنمية سيناء
وأوضح مدبولي أنه حرص الإعلان عن خطة تنمية سيناء خلال وجوده اليوم في المحافظة مع مجموعة الوزراء، لافتا إلى أن هذه المنطقة عانت من الإرهاب على مدار السنوات العشر الماضية كما عانى رجال القوات المسلحة والشرطة وأهل سيناء من هذا الإرهاب البغيض، مضيفًا: “فخلال هذه الفترة لم يكن يمر أسبوع إلا ونرى حادثا يُستشهد خلاله أحد أفراد القوات المسلحة أو أفراد الشرطة أو من أهالي شمال سيناء”.
400 مليار جنيه
وتابع: “نجحنا والحمد لله في القضاء على الإرهاب، ومع ذلك بالتوازي مع محاربة الإرهاب عملنا على تنمية شمال سيناء”، مشيرًا إلى أن اليوم هو تدشين لانطلاق عملية التنمية الكبرى في شمال سيناء باستثمارات ستتجاوز 400 مليار جنيه لتحقيق تنمية شاملة ومتكاملة للمنطقة لخدمة أهالي شمال سيناء وأهل مصر جميعًا.
وجدد رئيس الوزراء، في ختام المؤتمر، الدعوة التي أطلقتها القيادة السياسية، ودعمها جميع المصريين بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها أهل غزة وأن يتوقف النزاع والدمار الذي لن يؤتي ثماره أبدًا على المدى القصير أو البعيد، وأن ننظر جميعًا لحل هذه القضية الأزلية بأسلوب عادل يحقق مصلحة كل الأطراف.