المالية: الاقتصاد المصري قادرا على مواجهة التحديات وتوفير الاحتياجات التمويلية الخارجية

بعد خفض تصنيف «فيتش» مع نظرة مستقبلية مستقرة

أكد الدكتور محمد معيط ، وزير المالية ، قدرة الاقتصاد المصري واستمراريته في توفير الاحتياجات التمويلية الخارجية على نحو يعكس ما يتمتع به من مرونة كافية ، في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المترتبة على التوترات الجيوسياسية ؛ بما تفرضه من ضغوط بالغة الشدة على موازنات مختلف الدول بما فيها مصر، في ظل صعوبة الوصول للأسواق المالية الدولية وارتفاع تكلفة التمويل بزيادة معدلات الفائدة.

نحصل على 5 مليارات دولار سنويًا بشروط ميسرة من البنوك التنموية متعددة الأطراف

E-Bank

ولفت معيط إلى إمكانية حصول مصر على نحو 5 مليارات دولار سنويًا بشروط ميسرة من البنوك التنموية متعددة الأطراف، الأمر الذي يشير إلى ثقة هذه المؤسسات الدولية في المسار الاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة المصرية للتعامل المتوازن مع الأزمات العالمية المتتالية، بسياسات مالية أكثر قدرة على تحقيق الانضباط المالي، وخفض معدلات الدين والعجز للناتج المحلي، والحفاظ على تسجيل فائض أولي بشكل مستدام، جنبًا إلى جنب مع المضي في تنفيذ إصلاحات هيكلية تعزز النمو الاقتصادي من خلال إفساح المجال بشكل أكبر للقطاع الخاص باعتباره قاطرة التنمية الشاملة.

حددنا مصادر توفير احتياجاتنا التمويلية الخارجية حتى نهاية العام المالي الحالي المقدرة بـ 4 مليارات دولار

وقال الوزير، تعليقًا على قرار «فيتش» بخفض التصنيف الائتماني السيادي لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية من «B» إلى «-B» مع نظرة مستقبلية مستقرة على المدى الطويل، إن الحكومة المصرية حددت مصادر توفير الاحتياجات التمويلية الخارجية حتى نهاية العام المالي الجاري المقدرة بـ 4 مليارات دولار.

تابعنا على | Linkedin | instagram

نجحنا في إصدار «الباندا» والطرح الثاني من «ساموراي»

وأضاف “خاصة مع استهداف الاستمرار في تنويع الأسواق الدولية، وبعدما نجحنا في العودة مجددًا للأسواق اليابانية، ونفذنا الإصدار الدولي الثاني من سندات الساموراي بقيمة 75 مليار ين ياباني، تعادل نحو نصف مليار دولار، بتسعير متميز للعائد الدوري بمعدل 1.5% سنويًا، بأجل 5 سنوات، وإصدار سندات دولية مستدامة بسوق المالية الصينية «الباندا»، التي تخصص لتمويل مشروعات بنحو 3.5 مليار يوان صيني بما يعادل نحو نصف مليار دولار”.

سددنا 52 مليار دولار التزامات خارجية خلال العامين الماضيين

وأوضح وزير المالية أنه تم تسديد 52 مليار دولار التزامات خارجية خلال العامين الماضيين رغم التحديات الاقتصادية العالمية بالغة القسوة.

تدفقات الاستثمارات الأجنبية بلغت العام المالي الماضي 10 مليارات دولار

وأشار إلى أن تدفقات الاستثمارات الأجنبية بلغت خلال العام المالي الماضي 10 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 12 مليار دولار هذا العام مع التوسع في تنفيذ برنامج «الطروحات الحكومية» الذي يستهدف تمكين القطاع الخاص وتشجيعه على زيادة مساهماته في النشاط الاقتصادي والتنموي؛ بما يوفر المزيد من فرص العمل والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين والخدمات المقدمة إليهم.

قناة السويس حققت إيرادات 10 مليارات دولار العام الماضي.. وترتفع إلى 12 مليار دولار هذا العام

وقال إن قناة السويس سجلت إيرادات 10 مليارات دولار في العام المالي الماضي، ومن المستهدف أن تزيد إلى 12 مليار دولار هذا العام، كما أن الإصلاحات الهيكلية بالقطاعات المختلفة ساعدت فى التغلب على تداعيات الأزمة الإقليمية.

المالية العامة للدولة قادرة على التعامل مع تداعيات التضخم وارتفاع معدلات الفائدة

أشار معيط إلى أن المالية العامة للدولة استطاعت أن تحقق أداءً قويًا بشكل يؤكد قدرتها على التعامل الإيجابي المرن مع تداعيات التضخم وارتفاع معدلات الفائدة، على نحو انعكس في نجاح الحكومة المصرية في تحقيق الانضباط المالي رغم شدة الضغوط الاقتصادية العالمية، وهذا ما استندت إليه مؤسسة «فيتش» في تغيير النظرة المستقبلية من سلبية إلى مستقرة، حيث تم تحقيق فائض أولى 1.6% من الناتج المحلي خلال 2022/ 2023 مقارنة بفائض أولى 1.3% من الناتج المحلي في 2021/ 2022، ونستهدف 2.5% هذا العام.

مؤشرات الدين العام للناتج المحلي تتحسن بزيادة الإيرادات ورفع كفاءة الإنفاق

وتابع: “بلغ العجز الكلي للموازنة 6% من الناتج المحلي خلال 2022/ 2023 مقارنة بـ 6.1% في 2021/ 2022، موضحًا أن مؤشرات الدين العام للناتج المحلي تتحسن خلال السنوات المقبلة مع تعظيم جهود زيادة الإيرادات العامة للدولة ورفع كفاءة الإنفاق، والالتزام الكامل بسياسات ضبط الأداء المالي؛ تحقيقًا للمستهدفات في ظل هذه الظروف العالمية الاستثنائية”.

وأوضح وزير المالية أن نجاح الحكومة المصرية في تطوير الإدارة الضريبية بالتوسع في الحلول التكنولوجية والأنظمة الرقمية أسهم في زيادة الإيرادات الضريبية بنسبة 27.2% السنة المالية الماضية و34% خلال الربع الأول من هذا العام.

530 مليار جنيه قيمة مخصصات الدعم والحماية الاجتماعية

وأشار إلى أن الدولة تعطي الأولوية للتوسع في مد مظلة الحماية الاجتماعية بالتوازي مع الاستمرار في تنفيذ أجندة الإصلاحات الهيكلية للتعامل بشكل مرن مع التداعيات السلبية للآثار الناجمة عن التحديات الداخلية والخارجية الراهنة، على نحو يسهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين، وقد بلغت مخصصات الدعم والحماية الاجتماعية بموازنة العام المالي الحالي 530 مليار جنيه بمعدل نمو سنوي 20%.

كجوك: الاستمرار في مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية

من جانبه أكد أحمد كجوك ، نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أن الحكومة المصرية تمضي في مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية للتعامل مع الأزمات العالمية غير المسبوقة، التي تواجه الاقتصاد المصري بصفة عامة ، وتلك التي أشار إليها تقرير «فيتش»، من خلال تهيئة بيئة أعمال جاذبة لاستثمارات القطاع الخاص في المشروعات التنموية، ترتكز على بنية تحتية متطورة.

وأشار إلى نجاح الدولة في التخارج من عدد من الأنشطة الاقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار، ضمن برنامج «الطروحات» خلال الربع الأول من العام المالي الحالي؛ بما يساعد على زيادة تدفقات النقد الأجنبي، لتغطية احتياجات الاقتصاد المصري.

وكان تقرير «فيتش» قد أشار إلى زيادة مخاطر التمويل الخارجي لمصر، في ظل تزايد تكلفة التمويل ومعدلات الفائدة وتراجع سعر الجنيه أمام الدولار بالتزامن مع وقت سداد الالتزامات الخارجية، وارتفاع مؤشرات الدين الحكومي.

الرابط المختصر