معرض الصين الدولي للاستيراد حافز لإعادة بناء إجماع عالمي حول التعاون والتعددية
شينخوا-على مدى السنوات الخمس الماضية، أصبح معرض الصين الدولي للاستيراد السنوي رمزا لانفتاح الصين عالي المستوى ورمزا لمساعيها المستمرة لبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
اجتذبت النسخة السادسة من معرض الصين الدولي للاستيراد، المقامة في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر الحالي في شانغهاي، حضورا من 154 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، بما في ذلك الدول الأقل نموا والدول النامية والدول المتقدمة. والتزمت حوالي 200 شركة بالمشاركة في المعرض للعام السادس على التوالي.
وفي قاعة العرض الخاصة بالدول، وضمن الدول المشاركة البالغ عددها 69 دولة، هناك 16 دولة من الدول الأقل نموا. وسوف تعرض مجموعة متنوعة من منتجاتها الزراعية والحرفية.
تبلغ مساحة العرض حوالي 367 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن تشارك فيه 289 شركة من الشركات المدرجة على قائمة “فورتشن 500” والشركات الصناعية الرائدة، وكلاهما عدد يفوق ما تم تسجيله في النُسخ السابقة.
تشير مشاركة المزيد من الدول والشركات متعددة الجنسيات في المعرض إلى ثقة العالم الكبيرة في اقتصاد الصين الذي شهد نموا في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.2 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من العام.
ويعكس توسع هذا الحدث أيضا رغبة عالمية في استكشاف سوق الصين الهائلة، التي يحركها الطلب القوي وإمكانات الاستهلاك الكبيرة الناتجة عن نجاح الصين في الحد من الفقر واحتضانها واحدة من أكبر فئات الطبقة الوسطى في العالم.
فعلى سبيل المثال، تُعَد الصين إلى حد كبير أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، إذ إنه في عام 2022، جرت أكثر من 60 في المائة من مبيعات السيارات الكهربائية العالمية هناك، كما أن أكثر من نصف جميع السيارات الكهربائية التي تسير على الطرق في جميع أنحاء العالم موجودة حاليا في الصين.
وهذا يفسر لماذا تختار العديد من الشركات العالمية إطلاق أحدث منتجاتها وأكثرها نجاحا خلال معرض الصين الدولي للاستيراد، والتي تم تصميم العديد منها لتلبية احتياجات المستهلكين الصينيين بشكل أفضل.
وفي هذا الصدد، قال فومثام ويتشاياتشاي، نائب رئيس الوزراء التايلاندي، إن “معرض الصين الدولي للاستيراد يدفعنا إلى تحديد فرص التصدير التي تتماشى مع متطلبات الصين، ما يعود بالفائدة على تايلاند في نهاية المطاف”.
هذا ليس كل شيء. لقد تجاوز معرض الاستيراد كونه مجرد معرض تجاري. فقد أصبح بمثابة نافذة للعالم للاطلاع عن قرب على نمط التنمية الجديد للصين وفهمه بشكل أفضل، حيث تعزز الأسواق المحلية والخارجية بعضها البعض، مع اعتبار السوق المحلية الدعامة الأساسية.
وقد أكدت الصين أن جعل السوق المحلية الدعامة الأساسية لا يعني أن البلاد ستطور اقتصادها مع إغلاق الباب، وهي حقيقة أكدها المعرض. إن المعرض يجسد الكيفية التي يعمل بها النمط الجديد. فمن خلال الاستفادة الكاملة من إمكانات السوق المحلية، يمكن الربط بين الأسواق المحلية والخارجية والاستفادة منها على نحو أفضل لتحقيق تنمية قوية ومستدامة.
علاوة على ذلك، أصبح معرض الصين الدولي للاتيراد منفعة عامة دولية يتقاسمها العالم، ويعمل كمنصة رئيسية للمشتريات الدولية، وترويج الاستثمار، والتبادلات الثقافية، والتعاون المفتوح.
وفي هذا السياق، قالت جوسي تشانغ، رئيسة شركة ((بربري تشاينا))، إن “معرض الصين الدولي للاستيراد يتيح منصات جديدة حافزة للشركات والشركاء العالميين لتوطيد العلاقات وتبادل الأفكار عالية الابتكار وإقامة علاقات دائمة مع بعضهم البعض”.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه العالم يتعافى من الجائحة ولا تزال فيه الرياح المعاكسة ضد العولمة قوية، أثبت هذا الحدث التزام الصين بجعل كعكة السوق العالمية أكبر، وتعزيز الآليات العالمية لتقاسم المنافع واستكشاف سبل جديدة للتعاون الدولي.
ويُعد المعرض حافزا لإعادة بناء إجماع عالمي حول السعي إلى اقتصاد عالمي مفتوح، وتعزيز التعاون المربح للجميع، ودفع تحقيق تعددية حقيقية.
وقد قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، إن المعرض “يُشكل فرصةً كبيرة لزيادة التبادل التجاري الدولي في ظل عالم أكثر انفتاحا ومسعىً لتعزيز التجارة الدولية والعولمة الاقتصادية”.