طيران الإمارات وفلاي دبي تطلبان شراء طائرات بوينج بقيمة 50 مليار دولار
رويترز – أعلنت اثنتان من شركات الطيران في دبي يوم الاثنين تقديم طلبيات لشراء طائرات بوينج 777 إكس تزيد قيمتها على 50 مليار دولار مع احتدام المنافسة مع شركات إقليمية ناشئة على شراء الطائرات التي تسافر إلى مقاصد بعيدة وسط توقعات بنمو قطاع السفر الدولي.
وتقدمت شركتا طيران الإمارات وفلاي دبي المملوكتان لحكومة دبي لشراء 125 طائرة بوينج عريضة البدن خلال افتتاح معرض دبي للطيران. في حين لا تزال شركة تصنيع الطائرات إيرباص الأوروبية في انتظار طلبية لشراء طائرات من إنتاجها تماثل إلى حد بعيد طراز بوينج.
وتتضمن طلبيات يوم الاثنين شراء 55 طائرة من الطراز 777-9 الذي يضم 400 مقعد و35 من الطراز 777-8 الأصغر.
وطلبت طيران الإمارات خمس طائرات أخرى من الطراز بوينج 787 دريملاينر بينما طلبت فلاي دبي 30 طائرة من نفس النوع في أول طلبية لها لشراء طائرات المسافات الطويلة.
وقال رئيس طيران الإمارات وفلاي دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إن هذه الطلبيات تمثل مجتمعة استثمارات كبيرة تعكس التزام دبي بمستقبل الطيران.
ولقطاعي الطيران والسياحة أهمية بالغة في اقتصاد دبي الذي يفتقر إلى الثروة النفطية التي تتمتع بها العديد من الدول المجاورة. وتهدف الحكومة إلى زيادة حجم الاقتصاد خلال العقد المقبل إلى مثليه.
وقال مسؤولون في قطاع الطيران إن الطلبيات زادت المنافسة بين شركات الطيران مع قيام السعودية بتوسيع أسطولها ووضع شركات الطيران في تركيا والهند خططا لإبعاد حركة نقل الركاب عن منطقة الخليج.
وقال الرئيس التنفيذي لإير ليز كورب ستيفن إف. أودفار هيزي بعد إعلان طيران الإمارات وفلاي دبي “يريدان الإشارة إلى وجود مشكلة واضحة (في القطاع) وإلى قدرتهما على لعب دور كبير”.
يتزايد الطلب على أكبر الطائرات في القطاع والتي تهيمن على النشاط بالمنطقة بعد مرحلة انكماش دوري طويلة أعقبها التأثير السلبي الكبير لكوفيد-19 على السفر لمسافات طويلة.
وتشير تقديرات مسؤولين بالقطاع إلى أن شركات الطيران حول العالم تتفاوض خلف الكواليس لشراء عدد يتراوح بين 700 و800 طائرة جديدة، منها عدد يتراوح بين 200 و300 من أكبر الطائرات في العالم بينما تسعى لاستئناف خططها تجديد أساطيلها التي تأجلت خلال فترة الجائحة.
لكن الرئيس التنفيذي لإير ليز كورب تساءل عما إذا كان هناك مجال لتشغيل كل هذا العدد من الطائرات. وقال “تحتدم المنافسة بينهم على نفس عدد الركاب”.
وظهرت الخطوط الجوية التركية على جدول المشاركين في معرض دبي للطيران يوم السبت. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الشركة تجري محادثات لشراء ما يصل إلى 355 طائرة إيرباص.
وقالت إيرباص “توصلت إيرباص والخطوط الجوية التركية إلى اتفاق من حيث المبدأ حول طلبية كبيرة لطائرات تجارية… جاري التصديق على الاتفاق وسيتم إعلانه في الأيام المقبلة”.
ووصف مصدر في منطقة الشرق الأوسط احتمال تقديم طلبيات تركية بأنه “خطوة جريئة” تزيد من حدة المنافسة في هذا المعرض.
حجوزات أقل
يبدو أن هناك طلبيات مهمة أخرى قيد الإعداد، ولكن من غير المرجح أن يتم التنافس عليها علنا في دبي.
وقالت شركة طيران الرياض، أحدث شركة طيران سعودية، إنها لا تزال تجري محادثات مع شركات تصنيع الطائرات لتقديم طلب لشراء طائرات ضيقة البدن.
وقال صالح عيد مساعد مدير عام مجموعة الخطوط السعودية لإدارة أسطول الطائرات لقناة الشرق التلفزيونية يوم الاثنين إن المجموعة تعتزم طلب شراء نحو 150 طائرة ضيقة البدن للخطوط السعودية وذراعها للرحلات منخفضة التكلفة طيران أديل.
وشهد معرض دبي للطيران في السنوات السابقة موجة من إعلان شركات، مثل طيران الإمارات وغيرها من شركات الطيران الخليجية، عن طلبيات لشراء طائرات.
وأنشأت السعودية شركة طيران الرياض في إطار خطط لتحويل المملكة إلى مركز رئيسي للطيران، وهو القطاع الذي تهيمن عليه دبي والدوحة القطرية.
وتنظم دبي هذا المعرض، الذي يقام كل عامين، في وقت يشهد حربا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الأسلحة وإغلاق المجال الجوي الذي يجعل الرحلات أطول وأكثر تكلفة لبعض شركات الطيران.
وقالت شركة تحليلات السفر فوروارد.كيز يوم الجمعة إن حجوزات الطيران انخفضت في جميع أنحاء العالم منذ السابع من أكتوبر.
وقالت إن الحجوزات إلى مقاصد الشرق الأوسط تراجعت 26%.
وقال دانييل سيلك مدير شركة بوليتيكال فيوتشرز للاستشارات التي مقرها كيب تاون “هناك أدلة إحصائية كافية، على الأقل على المدى القصير، توضح أن هناك انخفاضا كبيرا في مبيعات التذاكر للمقاصد في المنطقة”.
ويرجح محللون أن تعزز الحرب في غزة الطلب على الأسلحة، علاوة على زيادة شهدتها الثمانية عشر شهرا الماضية مع عكوف الولايات المتحدة وحلفائها على إعادة تسليح أوكرانيا ضد روسيا. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون عدد صفقات الأسلحة الكبرى في المعرض قليلا.
