حابي – أجمع المشاركون في جلسة “”ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي: ديمقراطية الوقود الرقمي”، ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وافريقيا CairoICT”23، على أهمية تأثير تكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على زيادة الإنتاجية وتسريع دورة حياة بيئة العمل عبر تشكيل الأدوار وتحسين المهام في قطاعات الأعمال المتنوعة واستخدامات التكنولوجيا الحياتية.
وفي بداية الندوة، التي أدارها الدكتور أشرف عبد الوهاب رئيس قطاع التحول الرقمي بشركة SAP في مصر، قال رئيس قطاع خدمات استشارات الحوسبة و الذكاء الاصطناعي بشركة هواوي شمال إفريقيا، ريدي شين، إن تبني التكنولوجيا البازغة مثل الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة حتمية لا غنى عنها لمواكبة تطورات المستقبل الرقمي.
ونوه بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تحل محل البشر، ولكنها تهدف إلى تطوير الإنتاجية وتحسين طاقات البشر، وهو ما يتماشى مع الهدف الحقيقي للتكنولوجيا بشكل عام.
وأكد أهمية ما يعرف بـ”نزاهة التكنولوجيا”، حيث يجب معرفة دور التكنولوجيا دون تحيز في استخدام أي تقنيات، وذلك بكل المناطق الجغرافية، موضحا دور وزارة الاتصالات في التعاون مع شركته وكل الشركات في الاستفادة من الحلول والخدمات الجديدة بشكل نموذجي وفعال.
وشدد ريدي على ضرورة الوضع في الاعتبار دور أدوات الذكاء الاصطناعي في تشكيل الأدوار، وتحسين المهام، بجانب التأكيد على تقليل المخاطر، فضلا عن تحسين مهارات العاملين بمجالات قطاع التكنولوجيا والاتصالات.
وبيّن في الوقت ذاته التزام الشركات بمحاولة ترشيد نفقات استخدام التقنيات التوليدية إلى الحد المعتدل المتناسب مع محاولة تحسين منح الفرص إلى المستهلكين، لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مجالات حياتهم لتبني مناهج التقنية المتقدمة، فهو غير قاصر على العاملين بمجال الدعم الفني أو العلماء بل كل الأفراد المعنيين بالتطور ومعايشة التكنولوجيا.
من جانبه، استعرض أحمد عاصم، رئيس النظم السحابية وتكنولوجيا المعلومات بشركة “إي فينانس” لتكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية الفارق بين استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الابتكاري ونظيره التقليدي.
وأشار مشيراً إلى الأدوات التقنية التقليدية مثل محرك “سيري” – أداة ابل للذكاء الاصطناعي – التي يقتصر دورها على مهام محددة، مقارنة بأدوات محركات البحث التوليدي للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT والذي ينافس البشر في الإنتاجية والابتكار، مثل إنتاج النصوص وتغيير مقاطع الفيديو وصياغة الوثائق وخلق الأفكار، وغير ذلك مما يحتاج لقدرات وكفاءات خاصة.
وطالب عاصم – خلال كلمته بالجلسة – الشركات، خاصة المعنية بانتاج الحلول الرقمية، بأهمية تسريع وتيرة الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحسين سبل الإنتاج من حيث السرعة والوقت والجودة وتطوير مستوى التجربة، وتحقيق نقلة نوعية في الأهداف المنشودة على مستوى قطاع الأعمال، ومن ثم مجالات الاقتصاد المرتبطة بما يخدم كافة أطراف المنظومة العملية.
وأكد عمر سلطان رئيس الخبراء التقنيين بشركة “هيڤ تكنولوجي” للاستشارات التقنية أن اعتماد البشر على استخدام مئات آلاف من البيانات والوثائق كان يحتاج قديما إلى العمل ساعات كثيرة، لافتاً إلى أن تلك المهمة اليوم تحولت إلى توطين ادوات الذكاء الاصطناعي التقليدي مثل كتابة الأكواد ومقترحات العمل، وغيرها مما سهل وسرّع دورة حياة بيئة العمل.
وأكد أهمية دور تحليل التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فهذه الأدوات لم تكن موجودة منذ عام واحد، فمع تحول المؤسسات والمنظمات للاعتماد عليها، أصبح من الواجب اتباع أفضل النهج لاستخلاص افضل النتائج و تحسين مستوى التجربة.
ونوه سلطان خلال حديثه بالجلسة إلى أن الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي يجب تركيزها في رفع كفاءة العمل، وزيادة مجال تطوير التطبيقات، مضيفا أن شركته تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في نموذج أعمالها، حيث ساهم انتهاج ذلك الطريق على زيادة في الإنتاجية بنسبة 60%، كما ساعد على التطور وتهيئة بيئة عمل الشركة.
وضرب أحمد الغوباري، مسؤول الشراكات في شركة سيسكو شمال إفريقيا، مثالا على التطور التكنولوجي في العمليات الحسابية منذ القدم بالاعتماد على الورق والقلم، ثم باستخدام الآلات الحسابية الإلكترونية، ثم كيفية تنفيذها في أقل من ثانية.
وتابع بأن ذلك لم يتسبب في اختفاء دور العنصر البشري على مر الزمان ولكن أدى إلى تطوره بشكل نوعي.
وكشف الغوباري عن مثال آخر في حياته العملية بشركة سيسكو وهو استخدام تطبيق الفيديو ويبكس، أداة الشركة لحضور الاجتماعات أونلاين، والذي يحفظ كل التفاصيل والوثائق التي يتم تداولها خلال الاجتماع بشكل تفاعلي، وهو ما لم يكن يتم سابقا، مبينا أن الذكاء الاصطناعي يمكن الشركة من إعادة إنتاج تلك المقاطع إلى أشكال جديدة بجودة عالية، ساعدت على زيادة الإنتاج وتقليل مستوى الأخطاء.
وكشف أحمد عيسى مدير قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شركة لينك ديفيلوبمنت عن أن عدد مستخدمي روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي ChatGPT سجل خلال أول يوم عمل نحو مليون مستخدم، بينما وصل بعد أول شهر من العمل إلى 100 مليون مستخدم متسائلا:”كيف يمكن لهذا الرقم استخدام ادوات التكنولوجيا وليس محرك ذكاء اصطناعي فحسب؟”.
وخلال كلمته شرح عيسى أن مستخدمي ادوات الذكاء الاصطناعي ومنها ChatGPT ينقسمون إلى 3 فئات: الأولى، وتستخدمه لمهام كتابة رسائل البريد الإلكتروني وتلخيص المحتويات، وترجمة النصوص فيكون ناتج الاستفادة تحسين مستوى العمل والإنتاج.
بينما تستخدمه الفئة الثانية في عمل التصميمات الخاصة بالمنتجات عبر جوانب ابتكارية بالمؤسسات ورفع درجة الابداع، أما الفئة الثالثة، فتستخدمه في محاولة الوصول إلى حلول للتحديات المختلفة من خلال تغيير كيفية تفاعل البشر مع التقنيات، بدلا من ملئ البيانات بشكل تقليدي.
وأضاف أن التكنولوجيا تستخدم لعمل ذلك بشكل تلقائي، وكذلك الارتقاء لمرحلة جديدة وهي سؤال البشر عن استفسارات إنسانية، وبالتالي يمثل نقلة في طبيعة التفاعل البشري إلى حيث زادت قدرات البشر الفكرية وتحسين معارفهم.