العربية نت _ تشهد الحرب في غزة اليوم الاثنين، يوماً جديداً من القتال العنيف وحرب الشوارع بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما يسقط المزيد من الضحايا المدنيين من سكان القطاع.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد تلفزيون فلسطين اليوم بمقتل عشرة أشخاص في قصف إسرائيلي على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
وقال التلفزيون إن من بين القتلى نازحين من مدينة خان يونس. وبين القتلى ستة من عائلة واحدة وثلاثة من عائلة أخرى.
استهداف المستشفيات
كما نقل تلفزيون فلسطين عن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة قوله إن المستشفى استقبل ما يزيد على 40 قتيلاً منذ صباح اليوم، جرى انتشال جثثهم من تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف الإسرائيلي.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قال في وقت سابق اليوم إن الطائرات الإسرائيلية شنت غازات في محيط مستشفى الأمل بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف الهلال الأحمر أن القصف المدفعي الإسرائيلي ما زال مستمرا على المناطق الشمالية لمقر الجمعية، والتي تؤوي 13 ألف نازح، بالإضافة إلى استمرار القصف على وسط خان يونس.
قصف متواصل على خان يونس
من ناحية أخرى، أفاد تلفزيون فلسطين أن مجمع ناصر الطبي جنوب غزة استقبل 32 قتيلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية جراء غازات شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وفي وقت سابق من اليوم كانت وسائل إعلام فلسطينية قد ذكرت، فجر اليوم، بأن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مخيم جباليا شمال قطاع غزة وسط قصف إسرائيلي مدفعي عنيف يستهدف المخيم. وقبلها أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنّ 38 شخصاً قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف رفح ومخيّمي المغازي والنصيرات في قطاع غزة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن غارات إسرائيلية استهدفت محيط مستشفى الأمل في خان يونس.
اشتباكات عنيفة تدور في محيط مخيم جباليا
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت عن ارتفاع أعداد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع لنحو 18 ألف قتيل، فيما أصيب أكثر من 49 ألفاً و500، هذا بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف وتركهم بلا مأوى بعد أن تهدمت منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، وأجبروا على النزوح.
يأتي ذلك فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن القوات الإسرائيلية اغتالت القائد الجديد لكتيبة الشجاعية التابعة لحركة حماس، عماد قريقع.
نحو 18 ألف شهيد
وأعلن أدرعي في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا) تصفية قريقع في غارة جوية نفذتها مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وذكر أدرعي أن مقتل قريقع يأتي بعد اغتيال سلفه وسام فرحات، قائد كتيبة الشجاعية السابق، في الثالث من ديسمبر. هذا ولم يصدر أي تعليق من كتائب القسام على إعلان الجيش الإسرائيلي حول اغتيال قريقع.
وتزامنا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي منذ بداية العملية العسكرية في غزة.
مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي
وردا على سؤال لوكالة “فرانس برس”، أوضح الجيش أنّ حصيلة الجنود القتلى ارتفعت إلى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشف عن هويتهم الاثنين. وقبلها،
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 3 من عناصره في معارك غزة أمس الأحد. وأضافت أن الثلاثة ضباط احتياط، ولقي اثنان منهم حتفيهما جنوب غزة. وذكرت الصحيفة أن ضابط احتياط رابعا قتل في حادث سيارة بجنوب إسرائيل.
هذا وقصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق متفرقة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت وسائل الإعلام الفلسطينية إن الطيران الإسرائيلي شن غارات عنيفة استهدفت مناطق شرق مدينة غزة ومخيم المغازي والشجاعية ومخيم جباليا بقطاع غزة.
وتحول قطاع غزة الاثنين، إلى مسرح لغارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة، بعد تهديد حركة حماس بأن ما من أسير لديها سيغادر القطاع “حياً”، إذا لم تستجب إسرائيل لمطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى.
قتال عنيف بالأحياء
وتحدث الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن إطلاق صواريخ من غزة. وكان الجيش أفاد الأحد بحصول “قتال عنيف” في أحياء بمدينة غزة وخان يونس.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في أكتوبر في الأراضي الإسرائيلية أسفر عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختُطف حوالي 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزا هناك.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا معظمهم نساء وأطفال، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا.
لا يوجد مكان آمن
وفي قطاع غزة يضطر السكان إلى العيش في منطقة تكتظ بشكل متزايد، وحيث النظام الصحي “ينهار” وفقا لمنظمة الصحة العالمية، مع استمرار ارتفاع حصيلة القتلى.
في غزة يحوّل القصف أحياء بكاملها أنقاضا ويحاول السكان يائسين الهروب من الاشتباكات إلى الجنوب.
وشردت الحرب 1.9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع، وفق الأمم المتحدة.
وطلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين في غزة التوجه إلى “مناطق آمنة” لتجنب المعارك.
وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، التي لم يتم تجديد تأشيرتها في إسرائيل إن “إعلانا أحاديا من جانب قوة احتلال بأن الأراضي التي ليست فيها بنية تحتية أو أغذية أو مياه أو رعاية صحية (…) هي +مناطق آمنة + لا يعني أنها كذلك”.
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا على الأقدام.
رفح مخيم ضخم للنازحين
وقد تحولت رفح على الحدود مع مصر إلى مخيم ضخم للنازحين، حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن النظام الصحي في غزة منهك، وقد اعتمدت المنظمة قرارا يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية للقطاع المحاصر.
ولا تزال إمدادات الغذاء والدواء والوقود التي تصل إلى القطاع غير كافية إلى حد كبير، وفق الأمم المتحدة ولا يمكن نقلها خارج رفح.
وبعد فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التصويت على “وقف إطلاق نار إنساني” بسبب عرقلة واشنطن مشروع قرار في هذا الاتجاه عبر استخدامها حقها في النقض (الفيتو)، من المقرر أن تجتمع الجمعية العامة بعد ظهر الثلاثاء لمناقشة الوضع في غزة.
1.3 مليون نازح لجأوا إلى 154 من منشآت للأونروا
هذا وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) اليوم إن نحو 1.3 مليون نازح فلسطيني لجأوا إلى 154 من منشآت الوكالة في محافظات قطاع غزة، الخمس، بما في ذلك الشمال ومدينة غزة.
وأضافت أن من بين أولئك النازحين لجأ ما يزيد عن 1.1 مليون إلى 97 منشأة تابعة للأونروا في محافظات الوسطى وخان يونس ورفح.
وقالت الأونروا إن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص، أو أكثر من 85% من السكان، نزحوا في جميع أنحاء قطاع غزة مشيرة إلى أن بعضهم اضطر للنزوح عدة مرات.