وزير السياحة: إطلاق منتج القاهرة الثقافي الجديد رسميا في بورصة برلين الشهر المقبل
نمو حركة السياحة الوافدة 5% خلال 40 يوما الأولى من العام الجاري
حابي – قال وزير السياحة والآثار، أحمد عيسى، إن معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر شهدت نموا خلال الأربعين يوما الأولى من العام الجاري بنسبة 5% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023.
جاء ذلك خلال فعاليات افتتاح برجي الرملة والحداد بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة والمعروفة بقلعة الجبل، بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما وتطويرهما.
وأشار عيسى إلى أن افتتاح هذين البرجين إضافة جديدة لزيارة القلعة واستكمالا للجهود التي تبذلها الوزارة لإطلاق منتج “القاهرة الثقافي الجديد” (Cairo City Break)، والذي سيعلن عنه لأول مرة بشكل رسمي خلال بورصة برلين السياحية (ITB) بألمانيا في مارس القادم.
وأكد على أن الوزارة تعمل خلال الفترة الحالية على إعداد هذا المنتج ليجعل من مدينة القاهرة مقصدا سياحيا قائما بذاته يمكن من خلاله زيارة العديد من الأماكن السياحية والأثرية بها من خلال تقديم 6 تجارب سياحية متنوعة ومختلفة تتضمن العديد من الأماكن السياحية والأثرية سواء فرعونية أو قبطية أو إسلامية، بما يساهم في زيادة أعداد الليالي السياحية بمدينة القاهرة.
وأشار إلى أن السائح يأتي حاليا إلى القاهرة لقضاء في المتوسط ما بين 3 إلى 4 أيام ولكن من خلال هذا المنتج ستمتد مدة زيارته لها إلى 12 يوما.
وأضاف: مع افتتاح هذين البرجين، ومن قبلهما بعدة أشهر افتتاح جامع سليمان باشا الخادم المعروف باسم سارية الجبل، ومع حجم التطوير الضخم في الخدمات السياحية المقدمة بالقلعة، ستتلقى ما تستحقه من حجم في عدد ساعات الزيارة، إذ ستصل مدة زيارتها إلى 3 ساعات على الأقل، والتي لا تتعدي حاليا أكثر من ساعة واحدة، وهو ما سيسهم في زيادة أعداد الليالي السياحية بالقاهرة على الأقل ليلة واحدة بالنسبة للسائحين الوافدين إليها، ومن ثم تقديم زيارة ثقافية متميزة.
وأشار إلى أن منتج القاهرة الثقافي الجديد سيضاف للمنتجات السياحية الرئيسية التي تركز عليها الوزارة خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى استكمال خلال الأشهر القليلة المقبلة تطوير وبناء تجارب سياحية مختلفة للسائحين الزائرين لتقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين السياحة الثقافية المتميزة والسياحة الترفيهية، الأمر الذي يساهم في زيادة عدد الليالي السياحية للقاهرة ككل.
وعن حجم الاستثمار في منطقة القلعة، أضاف عيسى أن المجلس الأعلى للآثار خصص ما يزيد عن 300 مليون جنيه لهذه المنطقة خلال العام المالي الحالي بتمويل ذاتي، بالإضافة إلى ما يقدمه القطاع الخاص من تمويل ممثلاً في الشركة المسئولة عن تشغيل الخدمات بمنطقة القلعة.
وتابع: ستكون هناك ميزانية إضافية من الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي للتسويق للقلعة وما تشهده من تطوير خلال بورصة برلين السياحية في ضوء الترويج لمنتج القاهرة الجديد.
وأشار الوزير إلى أن منتجات Short City Break من المنتجات السياحية الأسرع نمواً في العالم وخاصة بالنسبة للسائحين الذين يرغبون في البرامج السياحية القصيرة، لافتاً إلى أن هذا المنتج سيشهد نمواً في مصر خلال السنوات المقبلة ولا سيما مع توافر وتكامل العناصر الثلاث الرئيسية المكونة لجانب العرض لهذا المنتج وهم الطيران من خلال التعاون المشترك مع وزارة الطيران المدني، والمنشآت الفندقية اللازمة، وبناء تجربة سياحية متميزة.
وأوضح عيسي أن النمو في الطلب على هذا المنتج يحتاج نمواً آخر في أعداد الغرف الفندقية وخاصة في القاهرة والتي يوجد بها حوالي 30 ألف غرفة فندقية فقط، داعياً القطاع السياحي الخاص للاستثمار الفندقي بصورة أكبر مما يسرع من وتيرة افتتاح الغرف الفندقية الجديدة ولاسيما في ظل الحوافز الجديدة غير المسبوقة التي تقدمها الدولة المصرية لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي لاسيما الفندقي.
وعن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، أشار السيد الوزير إلى الأعمال تجري على قدم وساق وسيتم الإعلان عن موعد الافتتاح في أقرب وقت ممكن.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه من المقرر ضم البرجين لمسار الزيارة بالقلعة إلى جانب المزارات الجديدة التي افتتحت في الآونة الأخيرة من بينها مسجد سليمان باشا الخادم المعروف باسم سارية الجبل، والأعمال الجارية بمشروع ترميم مسجد الناصر بن قلاوون والذي سيفتتح قريبا، لافتا إلى دخول البرجين ضمن تذكرة دخول القلعة.
أما عن أعمال ترميم البرجين، فأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنها تتضمن أعمال الترميم الدقيق وتنظيف الأحجار واستبدال الأحجار التالفة وصيانة السلالم الحجرية وعمل أسوار لسهولة الزيارة وحماية الزائرين، وعمل حماية للمزاغل وصيانة الأرضيات الحجرية.
فيما أوضح المهندس أحمد الشابوري، الرئيس التنفيذي لشركة القلعة لإدارة الأصول والمنوطة بتقديم وتشغيل الخدمات بالقلعة، أن مشروع تطوير وتشغيل الخدمات بالقلعة بدأ منذ عام وثلاثة أشهر بعمل مخطط عام ينقسم إلى ثلاثة مراحل بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، وهي أعمال ترميم ورفع كفاءة المباني الأثرية الموجودة بالقلعة، وفتح مزارات أثرية جديدة لضمها لمسارات الزيارة بالقلعة، وتقديم وتشغيل الخدمات وتحسين التجربة السياحية بها بما يساهم في زيادة عدد ساعات الزيارة بالقلعة ما يأتي في ضوء الهدف الاستراتيجي للوزارة وهو زيادة أعداد الليالي السياحية بالقاهرة وإطلاق منتج القاهرة الثقافي.
وأشار إلى إن افتتاح برجي الرملة والحداد بمنطقة محكى القلعة والتي لم تكن مفتوحة للزيارة من قبل، وافتتاح جامع سليمان باشا الخادم المجاور لهما منذ بضعة أشهر مع تقديم بعض الخدمات بالمنطقة يعتبر أحد التجارب السياحية بالقلعة والذي سوف ينعكس بشكل كبير على زيادة عدد ساعات الزيارة بها.
وعن تاريخ البرجين وتخطيطهما، قال الدكتور أبو بكر عبد الله، المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن برج الرملة يبلغ ارتفاعه 20.80 م، وهو على هيئة ثلاثة أرباع دائرة ويتكون من طابقين وسطح مكشوف سماوي.
وأشار إلى أن كل طابق يتكون من قاعدة يتعامد عليها ثلاثة أذرع بكل ذراع مزغل. وقد جرت توسعته في عصر السلطان العادل الأيوبي بحيث تحولت المزاغل إلى فتحات أبواب تفضي إلى حجرات مستطيلة مغطاه بأقبية وتنتهى كل حجرة بفتحة مزغل.
أما عن برج الحداد يعد من أضخم أبراج القلعة، وهو على هيئة ثلاثة أرباع دائرة، وكان في الأصل برج نصف دائرة من أبراج صلاح الدين الأيوبي، وتمت عليه إضافات في عصر السلطان العادل الأيوبي حتى أخذ هذا الشكل.
ويتكون البرج من قاعدة متعامدة الأضلاع بوسطها درقاعة مغطاه بقبو متقاطع لها ثلاثة أذرع ذات تنتهى بفتحات مزغليه ثم تحول مزغلين إلى بابين يؤديان إلى ممر على هيئة نصف دائرة مغطى بأقبية متقاطعة.
ويتميز برج الحداد عن سائر أبراج القلعة وجود أربع سقاطات، وهي شرفات حجرية بارزة عن جدار البرج تحملها كوابيل حجرية وأرضيتها مفرغة.