شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة وشركة مايكروسوفت بشأن التعاون في إعادة تصور الخدمات والمنصات الرقمية الحكومية باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز الإنتاجية ومواجهة التحديات المجتمعية، بالإضافة إلى التعاون في تعزيز الابتكار وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والشراكة فى حوكمة الذكاء الاصطناعي، على النحو الذى يسهم فى تسريع ريادة مصر فى مجالاته في المنطقة، وبما يتماشى مع استراتيجية مصر الرقمية والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.
وقع مذكرة التفاهم المهندس رأفت هندى نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون البنية التحتية، وميرنا عارف المدير العام لمايكروسوفت مصر.
وتشمل مجالات التعاون وفقا لمذكرة التفاهم؛ حوكمة الذكاء الاصطناعي، ونشر الوعي بين كافة فئات المجتمع حول هذه التقنيات واستخدامها بشكل مسئول. كما سيتم التعاون فى الاستفادة من برامج مهارات الذكاء الاصطناعى مايكروسوفت بمصر، ودعم برامج التدريب الحكومية المستمرة من خلال توفير برامج الذكاء الاصطناعى ذات الصلة، كذلك سيتم التعاون في تحديد استخدام خدمات Azure AI فى تطبيقات الخدمات الحكومية.
جاء ذلك خلال فعاليات قمة “الذكاء الاصطناعي | مسيرة مصر نحو أفق جديد” التى استضافتها شركة مايكروسوفت تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى قصر عابدين التاريخى، وبحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وإلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر.
هذا وقد شهدت القمة تسليط الضوء على كيفية استفادة المؤسسات فى جميع أنحاء الدولة من القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعى لتسريع الابتكار وتحسين الإنتاجية وإطلاق العنان للإبداع ونشر حلول رائدة لمعالجة التحديات الرئيسية التى تواجه المجتمعات، إلى جانب استعراض الدور المحورى لهذه الابتكارات الحديثة فى تسريع التحول الرقمى في مصر.
وفى كلمته خلال القمة؛ أوضح طلعت جهود الدولة فى مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي فى 2019 والذى يضم مختلف أجهزة الدولة المعنية بهذا المجال، كما تم وضع أول استراتيجية للذكاء الاصطناعى فى مصر والتى تضمنت مجموعة من العناصر بالغة الأهمية.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مصر ليست بمعزل عن مواكبة الحراك الدولى فى مجال الذكاء الاصطناعى؛ مشيرا إلى تقدم ترتيب مصر 46 مركزا خلال الثلاثة أعوام الماضية فى مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي الصادر عن البنك الدولى.
وأوضح أنه سيتم طرح حوار مجتمعي حول المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي داخل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة المقبلة للاستفادة من أراء الخبراء والمتخصصين؛.
أضاف أن محاور الاستراتيجية تستهدف إطلاق المزيد من برامج بناء القدرات فى مجال الذكاء الاصطناعي، والاستمرار فى بناء منظومات باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، ونشر الوعى المجتمعى حول هذه التكنولوجيات.
ولفت إلى أن وزارة الاتصالات تتعاون مع وزارة التعليم العالى فى توسيع قاعدة المهارات فى مختلف تخصصات الذكاء الاصطناعى لإعداد كوادر بهذا المجال؛ منوها إلى أنه يوجد فى مصر حاليا مجموعة من الكليات والجامعات التى تركز على هذا التخصص، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية التى يتم من خلالها تدريس علوم الذكاء الاصطناعى.
وأضاف أنه تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقي الذى يستهدف بناء مجموعة من الحلول باستخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى لتحقيق آثر تنموى ومجتمعى واقتصادى فى مختلف المجالات مثل الزرعة والرعاية الصحية؛ داعيا إلى تضافر الجهود بين القطاع الحكومى والشركات العالمية والشركات المحلية ومؤسسات المجتمع المدنى لرفع الوعى المجتمعى حول أهمية وإمكانيات الذكاء الاصطناعى وتسليط الضوء على ما يستطيع أن يقدمه وما يعجز عنه، وما يحيط به من مخاطر.
ولفت طلعت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدى أحدث نقلة نوعية فى قدرات الذكاء الاصطناعي؛ مشيرا إلى أهمية عدم الاكتفاء فقط بجلب التكنولوجيات الحديثة ولكن تطويعها لتحقيق أثر ايجابى تنموى للمجتمع.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، أن الوزارة أطلقت في ديسمبر الماضى منصة “حافز” للدعم المالى والفنى للقطاع الخاص وهى أول منصة حكومية مصرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تربط شركاء التنمية الدوليين والقطاع الخاص، حيث يأتى إطلاق المنصة لمواكبة التطور التكنولوجى فى مجال الذكاء الاصطناعي وفى اطار دعم وزارة التعاون الدولى لمشاركة فعالة من القطاع الخاص فى التنمية.
ولفتت أن المنصة تعمل على سد الفجوة المعلوماتية بين مختلف شركات القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين فيما يتم تقديمه من آليات مالية وغير مالية بالإضافة إلى الفرص الداعمة للأعمال الضرورية لنموها ونجاحها؛ مضيفة ان المنصة تعد مثالا بسيطا على آفاق إمكانيات الذكاء الاصطناعى فى تمكين الحكومة من تقديم خدمات أفضل وأسرع للمواطنين؛ مؤكدة على أهمية التعاون الدولى متعدد الأطراف وتبادل الأفكار والخبرات بين كافة الشركاء لتحقيق مستقبل أفضل مدعوم بتطورات التكنولوجيا والابتكار.
وفي كلمتها؛ أكدت ميرنا عارف المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر التزام الشركة بتوظيف الذكاء الاصطناعى لتمكين مستقبل رقمى أكثر ازدهارا فى مصر.
وقالت “ندرك فى مايكروسوفت القوة الهائلة التى تمتلكها تقنيات الذكاء الاصطناعى وقدراتها على تحويل حياتنا وواقعنا، ومن هذا المنطلق نركّز على تطوير ابتكارات الذكاء الاصطناعى بشكل مسؤول لتمكين الأشخاص من رفع مستوى إنتاجيتهم وتعزيز فرص التقدّم، وتحقيق الرضا فى أعمالهم ووظائفهم”.
وتابعت: “سنواصل العمل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعاون الدولى لتوفير الوصول إلى أحدث الابتكارات فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال خدماتنا السحابية الموثوقة وتمكين الأفراد والشركات فى جميع الصناعات من الحصول على الأدوات والموارد التى يحتاجونها لتوظيف الذكاء الاصطناعى لتطوير حلول وتطبيقات خاصة بهم ودفع الابتكار ودعم نمو الاقتصاد الرقمى فى مصر.”
كما شارك الدكتور شريف فاروق رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد في جلسة نقاشية ضمن فعاليات قمة الذكاء الاصطناعى؛ حيث تناولت الجلسة سبل الاستفادة من الفرص التى تتيحها تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى فى تنمية أعمال المؤسسات. وذلك بمشاركة مسئولين من القطاع الخاص والبنوك.
واستعرض الخبراء ضمن فعاليات القمة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعى، واستخداماتها فى مختلف المؤسسات بجميع الصناعات لاستخراج وتحليل البيانات القيمة وإطلاق الإمكانات الكاملة لعملياتها. كذلك استعرضت مايكروسوفت خدماتها المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعى وتجارب المساعد الافتراضى Copilot وأوضحت دورها في تمكين مختلف المؤسسات وعبر كافة القطاعات من إنشاء حلول ذكية مبتكرة لمواجهة تحديات الأعمال الرئيسية وتحفيز الابتكار.
حضر فعاليات القمة المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى، والمهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، والدكتورة هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتورة هبة صالح رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والدكتور أحمد خطاب مدير المعهد القومى للاتصالات، وعدد من قيادات وزارة الاتصالات، ونخبة من المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والمتخصصين الرائدين فى مجال تكنولوجيا المعلومات والمطورين والشركات الناشئة.