في موسمه الأول – الرحلة.. وبالتزامن مع شهر المرأة: عبير لهيطة ضيف اللقاء السابع من حابي بودكاست

بالتزامن مع شهر المرأة، استضاف برنامج حابي بودكاست – الرحلة، في حلقته السابعة المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل – ايجيترانس، في حوار شهد إلقاء الضوء على رحلتها منذ فترة التعليم وحتى تربعها على واحدة من أكبر شركات النقل واللوجيستيات في مصر والمنطقة.

اضغط لمشاهدة اللقاء كاملا

E-Bank

كشفت عبير لهيطة خلال الحوار عن سلسلة واسعة من التحديات التي مرت بها على مدار فترة عملها، وكيفية مواجهتها لهذه التحديات، كما رسمت خريطة خطط شركة ايجترانس وتوسعاتها خلال الفترة المقبلة، وقدمت رؤيتها للتحديات الاقتصادية المخلتفة.

وإلى تفاصيل اللقاء

أحمد رضوان: أهلًا وسهلًا بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج حابي بودكاست، أجدد تعريف الموسم الأول من البرنامج الذي يتحدث عن رحلة إحدى الشخصيات المهمة والمؤثرة في الاقتصاد المصري، وبما أننا في شهر المرأة يسعدنا استضافة المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب لشركة إيجيترانس.

تابعنا على | Linkedin | instagram

دعينا في البداية قبل الدخول في تفاصيل رحلتك، نحاول أخذ نظرة عامة عن رؤيتك للاقتصاد المصري في هذه المرحلة.. ما هي رؤيتك لوضع السوق بعد القرارات الأخيرة المتخذة من قبل الحكومة والبنك المركزي؟ وكيف تخططين للفترة القادمة بناءً على الوضع الحالي؟

المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل – ايجيترانس

عدم معرفة التوجه الاقتصادي تسبب في توقف خطط الشركات

عبير لهيطة: بالطبع كان الاقتصاد المصري يمر بفترة عصيبة جدًّا خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن أكثر عامل أثر على الجميع وليس فقط المشكلة نفسها، هو عدم معرفة التوجه أو متى سنخرج من المشكلة، مما تسبب في توقف خطط العديد منتظرة وضوح الصورة.

القرارات الأخيرة نقطة مهمة.. لكنها ليست الحل الكامل

وأعتقد أن القرارات الأخيرة والمشروع الأخير الذي تم الإعلان عنه بدخول استثمارات كبيرة في الاقتصاد، نقطة مهمة ولكن لا أستطيع القول إنها حل، وإنما هي بداية تفاؤل لدوران عجلة الاقتصاد من جديد.

التعويم يتيح المقدرة على التخطيط ويجذب المستثمرين

أيضًا قرار التعويم سيوحد سعر صرف العملة في السوق، مما يتيح المقدرة على التخطيط أمام الشركات مع وضوح الرؤية، بجانب تشجيع المستثمرين على دخول السوق المصرية وعودة تحويلات المصريين بالخارج، أي إن أمورًا كثيرة سيبدأ وضعها على الطريق، ولكن هذه خطوة.

ضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد ووجود مصادر مستدامة للعملة

وأرى أن الأساس هو ضرورة حدوث إعادة هيكلة لشكل الاقتصاد مع وجود مصادر مستدامة للعملة، وأن تكون استخدامات العملة سليمة ومبنية على التخطيط الدقيق، وجذب استثمارات بغرض خلق فرص عمل وإنتاج وتصدير.

وأعتقد أن الجميع منتظر هذه الأهداف بالفعل، ويأمل في حدوثها.

أحمد رضوان: هل ترين اختلافًا بين ما حدث في الأيام الأخيرة والذي حدث مثلًا في 2016؟ أم أن الوضع هو نفسه.. وبالتالي من الممكن أن نمر بذات المشكلة مرة جديدة؟

إيجاد حلول جذرية لإحداث نقلة وليس مسكنات

عبير لهيطة: لا بد أن ينظر للأمور بشكل مختلف من خلال إيجاد حلول جذرية لإحداث نقلة، وليس مسكنات، وأعتقد أن الاقتصاد المصري يمتلك جميع المقومات والموارد والقوة البشرية والمواهب ولا ينقصه أي شيء، أيضًا أرى أنها بداية انطلاقة لتشجيع القطاع الخاص على العمل.

الاقتصاد المصري يمتلك جميع المقومات ولا ينقصه شيء

ياسمين منير: إذا وددنا الحديث عن قطاع النقل واللوجيستيات تحديدًا.. بالطبع هذا القطاع من القطاعات التي كانت تحظى باهتمام كبير في الفترات الماضية ومن القطاعات الجاذبة للاستثمارات، ولكن مشكلة غزة والأحداث الدائرة الآن أثرت على القطاع بشكل كبير.. فما هي نظرتك للتحديات المباشرة في هذه المرحلة؟ وما هي بارقة الأمل التي ظهرت وسط الإجراءات المتخذة؟

تكلفة الشحن تضاعفت 3 مرات

عبير لهيطة: بالطبع الوضع الراهن يسيطر عليه تحد كبير، والمشكلة لا تنحصر في قطاع النقل واللوجيستيات فقط، وإنما انتقل التحدي للقطاعات الأخرى التي يخدمها قطاع النقل أو يقوم بتمكينها، غير أن تكلفة الشحن زادت ضعفين و3 أصعاف، مع حدوث تأخيرات كبيرة جدًّا في مواعيد التسليم.

تغيير مسارات الخطوط الملاحية تحد كبير للصادرات

أيضًا الخطوط الملاحية بدأت تغيير مسارات سيرها، وهو ما سينتج عنه تحد كبير للصادرات المصرية التي كانت تعتمد على مرور السفن من قناة السويس والموانئ المصرية بشكل طبيعي، ليغير جزء من هذه السفن وجهتها لتتحرك من طريق رأس الرجاء الصالح مثلًا.

انتهاء الحرب في غزة مربط الفرس وحل المشكلة

وأؤكد أن هناك تحديات وليست قليلة، إنما أتمنى انتهاء الحرب في غزة اليوم قبل الغد، بعيدًا عن الاقتصاد، فهذا هو مربط الفرس وحل المشكلة.

وأتخيل أنه لا يصح استمرار هذا الوضع الحاصل على المدى الطويل، وفي الوقت نفسه إذا نظرنا من جهة النقل واللوجيستيات فطريق البحر الأحمر وقناة السويس هو الطريق المنطقي الذي من المفترض أن تسير التجارة من خلاله.

رضوى إبراهيم: دعينا نعود لجزء الاقتصاد بوجه عام.. مثلما كان هناك تحد مرتبط بوجود سعرين للعملة وندرتها لفترات طويلة فهذه كانت أكبر معاناة تعاني منها الحكومة والقطاع الخاص، ولكن ما زالت هناك زواية أخرى تخص القطاع الخاص، والتي لها علاقة بإفساح المجال أمامه، والدولة كانت قد أعلنت جديتها في تخارجها إلى حد كبير من قطاعات كبيرة هي موجودة فيها، أيضًا كان من المفترض أن نشعر بحدوث شبه استقرار للاستثمارات الحكومية لانطلاقة القطاع الخاص، فهل ترين أنه تم اتخاذ خطوة في هذا الإطار؟

في هذه الجزئية سبق الحديث عن قرار التعويم الأخير، الذي حدث رغم أنه طال إلا أنه نفذ في النهاية، هل ترين الشق الثاني من السؤال أن هناك جدية بالفعل؟ وما هي المطالب؟

ازدواجية سعر الصرف عطلت تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة

عبير لهيطة: أعتقد أن هناك جدية لأن مصر متجهة لعمل اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهذا من ضمن الشروط الأساسية في هذا الاتفاق، وأرى أن ازدواجية سعر الصرف هي التي أدت إلى تعطيل الأمر، وتردد المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في الطروحات الحكومية أو في الشركات المختلفة، مما تسبب في بطء وتيرة انطلاق القطاع الخاص.

إفساح المجال أمام القطاع الخاص من أساسيات الإصلاح الاقتصادي

ومن أساسيات الإصلاح الاقتصادي فسح المجال أمام القطاع الخاص، لأنه قاطرة النمو للاقتصاد.

رضوى إبراهيم: ما هي الخطوة التي إذا اتخذت تؤدي إلى شعورالقطاع الخاص بالأمل في أن هذا ينفذ بالفعل؟

عبير لهيطة: هناك خطة تم وضعها وطرحها والإعلان عنها، وتحويل هذه الأهداف إلى أفعال هو الشيء الرئيسي.

أحمد رضوان: دعينا نتحدث عن رحلتك.. نود أن نربطها بالتحديات التي نراها على مدار رحلتك، فما هي التحديات الرئيسية التي رأْيت أنها نقاط تحول في مسيرتك المهنية والشخصية؟

عبير لهيطة: أرى أننا جميعًا نقابل تحديات مختلفة ونقاطًا معينة في حياتنا تدفعنا لأخذ قرارات، بجانب مرورنا على مواقف تعلمنا.

مسيرتي المهنية كانت غريبة وتوليت قيادة الشركة بعد وفاة أخي

أظن أن مسيرتي كانت غريبة بعض الشيء، فمعظم الناس ترسم لأنفسها وظيفة معينة وتتدرج مثلًا في الوظائف، ولقد سرت على هذا المنهج لسنوات من عمري، ولكن في مرحلة معينة كنت موجودة في شركة ايجيترانس، وهي شركة بدأها والدي، وعملت فيها تقريبًا من الجامعة، وكانت ثاني وظيفة لي بعد تخرجي من الجامعة بعام.

ومن ثم جاءت لحظة فارقة في عام 2015، أخي الذي كان يدير الشركة أصابه المرض وتوفى في وقت قصير جدًّا، ووقتها طلب مني أن أقوم بملء هذا الفراغ.

في الحقيقة كان هناك فراغ كبير، نظرًا لأنني لم أكن أمتلك نفس خبرته ولا علمه ولا أخذت نفس مساره.

أحمد رضوان: كم كان عمرك تقريبًا وقتها؟

عبير لهيطة: كنت أبلغ نحو 19 عامًا، ولكن في الوقت نفسه كانت أكثر الأعمال التي أجيدها وأعمل فيها التي يطلق عليها الوظائف المساندة مثل HR وit والجودة، وكل ما يسمى بالتطوير المؤسسي.

أحمد رضوان: كنت تعملين في الإدارة العليا.

عبير لهيطة: كنت جزءًا من الإدارة العليا ومجلس الإدارة، وكنت أتولى أيضًا رسم إستراتيجيات الشركة وتنفيذها، ولكن لم أتول الجانب الفني في النقل.

رضوى إبراهيم: تفاصيل النشاط.

عبير لهيطة: نعم، لم أعمل في عمليات البيع ولم أتعامل مع العملاء مباشرة، فالجزء الفني في العمل لم يكن موجودًا لديّ، ولم أفكر في يوم من الأيام أنه سيطلب مني تولي إدارة الشركة، لم أحضر نفسي لهذا ولم يجهزني أخي لذلك، نظرًا لأنه توفى صغيرًا في العمر ولم يخطر على بال أحد ذلك.

لم أكن جاهزة لقيادة الشركة.. لكن لم يكن هناك بديل

كان هناك تحد في أن الأمر مفاجئ، ولم أكن جاهزة أو مستعدة، وكان يتعين أخذ قرار حول قبولي بهذا التحدي أم لا، ومن ثم شعرت أنني لا أستطيع أن أرفض.

أحمد رضوان: لا يوجد بديل.

عبير لهيطة: وقتها تساءل العديد عن موقف الشركة وهل ستكمل أم لا، نظرًا لأن اسمها كان شبه مقترن باسم حسام لهيطة بشكل كبير جدًّا.

تعلمت أن الله عندما يضع أحدًا في تحدٍّ حينها يصبح قابلًا للتعلم

وقد تعلمت من هذه التجربة أن الله عندما يضع أحدًا في تحد معين حينها يصبح الإنسان قابلًا للتعلم ولعمل أمور كثيرة، وبالتأكيد هذا لا يحدث في يوم وليلة واحدة وإنما يأخذ وقتًا حتى يصبح قادرًا على ذلك.

وبمساعدة العاملين داخل وخارج الشركة، أرى أنني تطورت وتغيرت وتعلمت، وأيضًا الشركة تطورت وتغيرت وتعلمت، وأنا سعيدة بذلك.

ياسمين منير: في هذا التحدي الكبير بجانب تغييرك مسار عملك فيما يتعلق بالإدارة، ومع كونك امرأة هل واجهتك تحديات عديدة في هذا الإطار؟ خاصة وأن هناك أناسًا كثيرين ينتقدون المرأة كقائد في صلب عملها.. فحضرتك عملت هذه النقلة وأيضًا قمتِ بقيادة الشركة.. فهل واجهت كامرأة تحديات مرتبطة بالنوع؟

عبير لهيطة: لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة أبدًا، ولم أر نفسي يومًا هكذا، أنا مديرة فقط بعض النظر عن النوع، أما كوني سيدة فهذا في حياتي الشخصية والخاصة وليس في العمل.

ياسمين منير: اتفق معك ولكن المجتمع والأفراد المحيطين بنا هم من يرون ذلك.

عبير لهيطة: وارد، هم يرون ما يريحهم، أما أنا لم أنظر للأمر من هذه الناحية نهائيًّا، ما اكتشفته بعد فترة طويلة هو أن ما أقوم به هو مجرد وظيفة لها متطلبات معينة ومهارات مطلوبة مثلها كأي وظيفة أخرى، أما من قبل فكنت أرى الأمر مختلفًا وأن مسؤولية إدارة هذا الكيان وظيفة خارقة لا يمكن للشخص العادي القيام بها.

المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل – ايجيترانس

مع مرور الوقت اكتشفت أن قيادة كيان كبير مجرد وظيفة لها متطلبات ومهارات

اكتشفت بعد ذلك أن الأمر مختلف فهي كوظيفة كغيرها من الوظائف تحتاج لمتطلبات ومهارات معروفة ومحددة في نقاط بعينها، على سبيل المثال التمتع بالقدرة على التواصل أو تحليل وقراءة الأرقام والبيانات أو غيرها من المهارات والمعرفة.

ما قمت به هو التركيز على المطلوب والوقوف على ما أجيده وأتقنه جيدًا وأيضًا ما لا أجيده بالشكل الكافي، لمعرفة الأمور التي تحتاج إلى تنمية وتحسين، وتدعيم فريق العمل بخبرات قوية في النقاط التي أرى نفسي لا أجيدها بالشكل الكافي، حتى يكون كيان الشركة كاملًا متكاملًا وغير معتمد على فرد واحد.

عدم امتلاك النواحي الفنية لإدارة الشركة كان دافعًا قويًّا للانخراط في تجمعات النقل واللوجيستيات والتعلم من رجال الصناعة

لا أعلم ما إذا كان جوابي هذا كافيا لسؤالك، ولكن حقيقة لم أفكر يومًا أبدًا في أنني مديرة سيدة، قد يكون عدم امتلاكي الناحية الفنية لقيادة الشركة دافعًا قويًّا لي، فكنت أقوم بالانضمام لأي تجمع للعاملين بصناعة النقل واللوجيستيات لكي أرى عن قرب وأتعلم منهم وكان أغلبهم بالطبع رجالًا نظرًا لطبيعة الصناعة التي يقوم أساسها على الرجال ولكن هذا الأمر لم يفرق معي يومًا، ولم أشعر أبدًا بعدم وجود قبول لتواجدي وسطهم بل على العكس كنت أرى ترحيبًا كبيرًا بتواجدي وعملي بالقطاع.

قد يكون الأمر عائدًا إلى سنوات تواجدي بالشركة قبل تولي مسؤولية قيادتها وإدارتها، إذ كنت أحتك في هذه الفترة بالكثير من القيادات العاملة في المجال.

رضوى إبراهيم: هل مكانة الشركة بالسوق عندما تسلمتِ مهمة قيادتها وإدارتها جعلت الأمر سهلًا أم زادت من صعوبة التحدي؟

عبير لهيطة: الاثنان معًا، بما لا شك فيه أن مكانة ووضع الشركة بالسوق ساعد على تسهيل الأمور إلى حد بعيد، فهي شركة عريقة تمتلك تاريخًا طويلًا وسمعة طيبة، فقد احتفلنا قريبًا بمرور 50 عامًا على التأسيس، ولكن في الوقت ذاته لدي إحساس دائم بأنني كقائد لهذه الشركة يتم مقارنتي بكبار السوق، والذي ينظر لهم كجهابذة ومرجع أساسي في أمور العمل بالقطاع.

رضوى إبراهيم: ما هو الدرس المستفاد من المفاجأة التي تعرضت لها بعد أن أصبحتِ فجأة مطلوبًا منك تولي قيادة وإدارة كيان كبير بمجال النقل في وقت قد تكونين ما زلت غير مستعدة للقيام بهذا؟ هل تعملين على تأهيل الجيل الثاني من العائلة؟ وكيف تتعاملين مع فكرة التحوط من المستقبل؟

لا أرى ايجيترانس شركة عائلية.. والدرس المستفاد من تجربتي هو ضرورة الاعتماد على فريق عمل متكامل

عبير لهيطة: لا أرى ايجيترانس حاليًا شركة عائلية، بدأت كذلك بالفعل في البداية ولكن كبر حجمها وتغير الأمر، وعندما كنا ندرس من قبل الحوكمة كان الحديث دائمًا عن صعوبة انتقال الشركات العائلية إلى الجيل الثاني والثالث لعدم امتلاكها الأنظمة، ما قد يعرضها لمواجهة بعض المشكلات.

ولا أرى ذلك حاليًا في ايجيترانس، وحقيقة من قام بذلك هو المهندس حسام لهيطة رحمة الله عليه، فقد كان مؤمنًا بضرورة إرساء قواعد الحوكمة والاعتماد على أنظمة واضحة للإدارة بالشركة.

أؤمن بأهمية التخصص ووجود فريق قادر على مناقشة وصياغة الرؤى والخطط والإستراتيجيات

بالنسبة لي كان الدرس المستفاد من التجربة هو ضرورة وجود فريق عمل متكامل، فلا يمكن الاعتماد على قيام الشركة على شخص منفرد بالإدارة كونه عبقريًّا، ولا أرى أنني هذا الشخص، فأنا مؤمنة بأهمية التخصص ووجود فريق قادر على مناقشة الرؤى والخطط والإستراتيجيات بما يمكن من تحقيق الأهداف، فبعض الكوادر قد تكون مفيدة في مراحل معينة وغير مناسبة في مراحل أخرى، ومن المهم أن تكون المجموعة متكاملة وقادرة على المناقشة وتحقيق المطلوب.

أيضًا أؤمن بأهمية التخطيط لتعاقب الوظائف، وكون ايجيترانس أصبحت شركة غير عائلية لم يصبح الجيل الثاني مضطرًّا للدخول في المجال ذاته لاستكمال المسيرة، وبناتي اليوم كل منهن تعمل بالمجال الذي ترى فيه نفسها.

نجاح الشركات العائلية وتجاوز حجم أعمالها هذه المرحلة يستوجب فصل الملكية عن الإدارة

فلا بد لأي شركة ناجحة واستطاعت أن تتجاوز مرحلة حجم الشركات العائلية وتضخمت أعمالها لدرجة معينة، أن تقوم بالفصل بين الملكية والإدارة.

ياسمين منير: إذا عاد بك الزمن وبما أنك ترين أن بناتك غير مضطرات لاستكمال المسيرة والعمل بالمجال المحبب لهن.. فما هو المجال الذي كنت تحبين العمل به قبل تحملك مسؤولية إيجيترانس بشكل مفاجئ عقب وفاة أخيك؟

عبير لهيطة: أريد أن أوضح شيئًا، الشخص يأخذ قرار اختيار مجاله الوظيفي في مرحلة عمرية مبكرة جدًّا، ولم يصبح بعد مدركًا وواعيًا بالقدر الكافي، ولذا نرى الكثير من الأشخاص يقومون بعد فترة بتغيير مجال العمل.

أما عني أنا ففي البداية اخترت مجال علوم الكمبيوتر، إذ كنت أحب وأميل لمجال البرمجة وإذا عاد بي الزمن أعتقد أنني كنت سأعمل بهذا المجال، واكتشفت أيضًا مؤخرًا اهتمامي وحبي لكل ما هو يتعلق بالصحة، ولذا كان من الممكن أن أقوم بدراسة الطب مثلًا، لا أعلم!

ياسمين منير: هذا تحول كبير.

غير نادمة على مساري الوظيفي.. وكل تحد نواجهه في الحياة ينمي ويطور من مهاراتنا

عبير لهيطة: ولكنني غير نادمة على مساري الوظيفي، فكل تحد نواجهه في الحياة يطور وينمي من مهاراتنا ويزيد من معرفتنا، وحقيقة أنا سعيدة بكل ما حققته في حياتي المهنية، وأشكر الله دائمًا على كل الصعاب التي مررت بها، سواء في مواقف أو أشخاص فقد تعلمت كثيرًا منها.

أحمد رضوان: أود سؤالك عن الشركات التي ربما تكون قد نشأت بفكر ريادة الأعمال، أو قائمة على شخص واحد أو عائلة حتى إذا كان شكلها القانوني مختلفًا، إذ ينشأ شيء ما من الارتباط العاطفي القوي تجاه الشركة، وكأنها جزء من العائلة أو الأسرة، ما يجعل تقييم الشركة إذا ما كان هناك عرض استحواذ أو تخارج قائمًا على العاطفة بصورة أكبر من فكر البيزنس.. كيف ترين ذلك؟ وهل إذا تقدم عرض استحواذ على إيجيترانس ستنظرين له بشكل مجرد لتقييم ما إذا كان مغريًا أم لا؟ أم أن الانتماء للشركة سيجعل العاطفة طاغية؟

عبير لهيطة: أرى من موقعي أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي، وهذه المسؤولية ليست فقط تجاه نفسي وأسرتي وعائلتي التي قامت ببناء وتأسيس هذه الشركة، فلدي مسؤولية تجاه كل من المساهمين والموظفين والعاملين والعملاء والمجتمع الأوسع الذي تعمل الشركة به، ولذا فإن أي قرار أقوم باتخاذه لا بد أن يكون عقلانيًّا آخذًا في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المختلفة.

لم أنظر لصفقة نوسكو من وجهة نظر مكانتي داخل ايجيترانس وأتحمل مسؤولية تجاه جميع الأطراف المرتبطة بالشركة

ولن نذهب بعيدًا، فقبل نحو عام اتخذنا قرارًا بالاستحواذ على شركة نوسكو، والشكل القانوني لهذه الصفقة هو استحواذ من قبل شركة ايجيترانس على نوسكو، ولكن إذا ما نظرنا له بشكل واقعي فهو اندماج، ونحن حاليًا في طور تبادل الأسهم بين مساهمي الشركتين، وبالتالي سيدخل مساهمون جدد في هيكل ملكية ايجيترانس وسيتقلص نصيبي ونصيب جميع المساهمين الحاليين بالشركة، فبالفعل سيصبح لدينا حصة أقل من السابق ولكن في كيان أكبر بكثير، وهذا هو الأفضل لمصالح جميع الأطراف.

لا يمكن أن أنظر لعملية الاستحواذ من وجهة نظر منصبي ومكانتي داخل الشركة، ليس هذا هو المقياس، وإذا شعرت في يوم من الأيام أن مصلحة الشركة وكل الأطراف المرتبطين بها أن يحدث تغيير في الإدارة وأن يكون لها رئيس آخر سأتقبل ذلك، فوجودي مستمر فقط طالما أشعر أنني لدي القدرة على قيادة الكيان والعطاء وأن وجودي مفيد للشركة، وعندما تحتاج إيجيترانس إلى تغيير فلا أمانع ذلك.

رضوى إبراهيم: رأيت مؤخرًا تصريحات لك عن نية الشركة التوجه نحو السوق السعودية.. فكيف سيكون شكل التوسع هناك؟ وهل سيتم تأسيس شركة تابعة؟ وهل وارد أن يحدث ذلك بالشراكة مع أحد المستثمرين السعوديين أم سيتم الدخول للسوق بشكل مستقل خاصة بعد الاندماج الأخير؟ وأريد سؤالك أيضًا عن الأسواق الخارجية الأخرى التي يمكن التفكير فيها بعد ذلك؟

السعودية خطوة منطقية في توسعات ايجيترانس ولدينا فرصة للعب دور مؤثر في مجال لوجيستيات الشركات الكبرى هناك

عبير لهيطة: أرى السوق السعودية خطوة منطقية لتوسعات ايجيترانس، خاصة أن إستراتيجية الشركة تستهدف التوسع والنمو داخل وخارج مصر، ونرى المملكة العربية السعودية سوقًا واعدة للغاية، وهناك استثمارات كبيرة وضخمة سيتم ضخها خلال الفترة المقبلة في إطار رؤية 2030 في مجالي البنية التحتية والطاقة الجديدة والمتجددة، ونحن في إيجيترانس نهتم ونعمل في هذين المجالين بشكل كبير، إذ إن واحدًا من أهم نشاطات الشركة لوجيستيات المشروعات الكبرى.

نعتزم دخول المملكة عبر تأسيس شركة مناصفة مع شريك سعودي «لينكس إنفستمنتس”

ونرى أن ايجيترانس لديها فرصة أن تلعب دورًا كبيرًا في هذا المجال بالسوق السعودية، وسيتم ذلك من خلال تأسيس شركة نمتلك نصف أسهمها، ونسبة 50% المتبقية ستكون لصالح شركة سعودية، وهي لينكس إنفستمنتس التي تستثمر في مجالات مختلفة.

نستطيع التكامل بخبراتنا المختلفة ايجيترانس بخبرتها الكبيرة في مجال النقل واللوجيستيات والمعدات التي تمتلكها ولينكس بمعرفتها بالسوق السعودية، فقد رأينا أنه من الأفضل دخول السوق من خلال هذه الشراكة حتى تكون أول خطوة لنا بالسوق بداية قوية.

رضوى إبراهيم: هل يتعلق التنوع في مجالات الاستثمار لدى الشريك السعودي بذات النشاط أم بقطاعات أخرى؟

عبير لهيطة: لا، الشريك السعودي يعمل بقطاعات كثيرة مختلفة عن مجال الشراكة، ولكن من الأشياء التي نرى بها تناغم رغبتنا في بحث فرص اللوجيستيات والتخزين، وهو يمتلك محفظة أراض تسمح لنا بذلك، كما أن لديه استثمارًا بمجال السكة الحديد، فنرى تفاهمًا كبيرًا بين الطرفين.

رضوى إبراهيم: هل سيتم التوسع في المجالات الجديدة داخل مصر؟

نتوسع في مجال التخزين بالعين السخنة ولدينا مستودع جمركي في الأدبية ومخزن في المنطقة الحرة ببورسعيد

عبير لهيطة: نحن بدأنا التوسع بالفعل في مجال التخزين وتم شراء أراض في العين السخنة، والآن في مرحلة التأسيس لإقامة مخازن، ولدينا مستودع جمركي في الأدبية ومخزن في المنطقة الحرة ببورسعيد، ولذلك فالتخزين أهم مجالات الشركة، وكما ندرس السوق السعودية فإننا نفكر في الاستثمارات داخل مصر.

ياسمين منير: ما الاستثمارات الأخرى التي تدرس الشركة الدخول فيها بمصر؟

عبير لهيطة: ما ذكرته الآن تم اتخاذ خطوات فيها، ولكن هناك مشروعات أخرى في مراحل دراسة مبدئية.

ياسمين منير: أي إن هناك أنشطة إضافية بخلاف النقل واللوجيستيات؟

نهتم بالتحول الرقمي في مجال الشركات الناشئة للنقل واللوجيستيات

عبير لهيطة: النقل واللوجيستيات مجالنا الرئيسي ولكنه مجال واسع جدًّا، ومن ضمن المجالات التي نهتم بها الشركات الناشئة في النقل واللوجيستيات، ومنذ عامين أنشأنا حاضنة للشركات الناشئة هى “لوجيباتورس”، ولذلك فإننا نهتم بكل ما يتعلق بالتحول الرقمي في هذا المجال، وكيف تشترك الشركة في هذا المجال سواء بالاستثمار أو التعاون مع شركات ناشئة في تطوير أعمالها، وقد يكون هناك استحواذ على حصة من بعض الشركات، لكن حاليًا لا يوجد قرار محدد في هذا الشأن.

أحمد رضوان: ماذا عن شكل السوق والمنافسة به وهل دخول استثمارات خليجية في أنشطة النقل انعكس بشكل ما على أداء القطاع؟

عبير لهيطة: ايجيترانس متشعبة في أنواع الخدمات التي تقدمها، وحسب نوع الخدمة ستكون السوق مختلفة، وهناك مثلًا بعض الخدمات التي نقدمها متخصصة وتحتاج إلى معدات من نوع خاص، كالنقل المتخصص بنقل طرود مئات الأطنان، وهذا مجال متخصص وعدد الشركات العاملة فيه محدود بسبب طبيعته الخاصة، لكن هناك مجالات أخرى مثل التخليص الجمركي والشحن البحري والجوي، عدد الشركات به كبير جدًّا، وبالتالي السوق مفتتة وبها شركات من كل الأحجام، وتضم شركات كبيرة مثل ايجيترانس، وشركات صغيرة يمتلكها أفراد.

السنوات الماضية شهدت تطورًا كبيرًا في البنية التحتية في مجال النقل

كما أن أي استثمار يتم في هذا المجال شيء إيجابي لأن هناك فجوة كبيرة حاليًا، خاصة وأن السنوات الماضية شهدت تطورًا كبيرًا في البنية التحتية في مجال النقل، سواء في الطرق أو الموانئ، ولذلك نحن سوق كبيرة، وتكلفة النقل بها مرتفعة مقارنة بأسواق أخرى كثيرة، وهناك مجال مفتوح للاستثمار، وكلما كانت هناك استثمارات جديدة من شركات مصرية أو أجنبية كلما كان هناك تقدم وتطوير للقطاع بصفة عامة ويصب في صالح الاقتصاد.

أحمد رضوان: ما أكثر نشاط به منافسة عالية؟

عبير لهيطة: هناك منافسة عالية في مجال النقل البري والشحن البحري والجوي والتخليص الجمركي، نتيجة طبيعة السوق المفتتة إلى حد كبير، ولذلك أحيانًا تكون هناك منافسة كبيرة على السعر، ونحن كشركة نحاول الابتعاد عن ذلك ونبحث عن العملاء المهتمين بالاعتمادية والسرعة والجودة والاستدامة التي نمتاز بها.

ياسمين منير: هل هناك قوانين تحتاج إلى إعادة نظر أو مطالب بقواعد أفضل لتطوير النشاط؟

نحتاج إلى مجهود أكبر في البيئة التشريعية.. والأهم من القانون هو تطبيقه

عبير لهيطة: بالتأكيد نحتاج إلى مجهود أكبر في البيئة التشريعية، ونحتاج تبسيط وتحديث لأمور كثيرة حتى تتماشى مع العالم الخارجي، ولكن الأهم من القانون نفسه هو تطبيقه.

قانون الجمارك حدث به تطوير ولكن المنظومة ليست مجرد جمارك، وهناك أيضًا جهات عرض كثيرة، والنتيجة أن أي طرد يدخل البلاد يستغرق وقتًا طويلًا وتعقيدات، ويتم عرضه على أكثر من جهة، وبالتالي هناك دول تنتهي من إجراءات الشحنات في ساعات، بينما نحن في أيام، وأحيانًا بعض البضائع في أسابيع، وذلك كله يستغرق وقتًا وتكلفة أكبر، وبالتالي جهدًا أكبر، ولذلك يجب النظر إلى المنظومة كاملة وليست الجمارك فقط، سواء في الاستيراد أو التصدير.

رضوى إبراهيم: ايجيرترانس مقيدة في البورصة منذ سنوات.. من وجهة نظرك، هل مصر استفادت من نموذج الطروحات الحكومية الأخيرة، وما التوصية التي يمكن تقديمها في هذا الشأن، وهل هناك أصول للدولة في مجال النقل يمكن أن تكون محل اهتمام من إيجيترانس؟

عبير لهيطة: ايجيترانس سوف تدرس أي فرصة من خلال التكامل بينها وبين أنشطتها، والموارد والأصول الموجودة فيها ونقاط القوة وما معدل العائد من الاستثمار فيها، مقارنة بالفرص البديلة، ومن الممكن أن نفكر في الاستحواذ على بعض الشركات، ولكن في ظل هذه المنهجية من الاستثمار.

الوقت مناسب لطرح الشركات الحكومية وكذلك الشركات الراغبة في زيادة حجم أعمالها

أما بخصوص برنامج الطروحات الحكومية في البورصة المصرية، فإن التحديات التي كان يمر بها الاقتصاد المصري هي السبب في الشكل الذي كانت عليه، مثل ازدواج سعر الصرف وقلق المستثمرين من مقدرتهم على إخراج أرباحهم بعد تحقيقها، وبالتالي هذا القلق من المفترض أن يكون تمت إزالته، ولذلك هذه اللحظة مناسبة لجدية طرح الشركات الحكومية والشركات التي تريد زيادة أحجامها، خاصة وأن هناك رواجًا بعض الشيء مؤخرًا في البورصة، ويجب أن نطرق الحديد وهو ساخن.

أحمد رضوان: إلى أي مدى أثرت المهام المضافة في رحلتك على حياتك الشخصية، وخاصة رئاسة الشركة؟

عبير لهيطة: الحياة الشخصية تؤثر بالتأكيد على العمل، والعكس صحيح، وخلال الـ 9 سنوات الماضية حدث تغيير في شخصيتي، انعكس على حياتي الشخصية، وبعدما كنت أخاف من مواجهة مواقف معينة تغير الوضع، واضطررت للمواجهة في العمل، ما انعكس بالطبع على الحياة الشخصية، ولكن يجب على كل امرأة عاملة أو رجل أن يضع توازنًا في حياته، وأنا وضعت أولويات في حياتي، أهمها بناتي وأعتبرهن كل شيء في حياتي.

أحمد رضوان: هل من السهل ألا يحاسب الشخص نفسه على كل كبيرة وصغيرة تصدر منه أم أنكِ شعرتِ بها في مرحلة ما؟

لست امرأة خارقة.. وأحب التعاون في العمل

عبير لهيطة: أنا لستُ امرأة خارقة تصنع كل شيء، بل أفعل ما يمكنني القيام به، ولا بد للشخص أن يضع لنفسه أولويات، ويكون هادئًا عند تنفيذها، لأن العمل وحده به ضغوط ومشكلات ومفاجآت.

والحياة الشخصية أيضًا مليئة بضغوط ومشكلات، لذلك لا يجب أن يضيف الإنسان أعباءً فوق أعبائه بملامة نفسه دائمًا، ولا بد أن يأخذ الأمور بنوع من الهدوء كي تستمر الحياة.

المهندسة عبير لهيطة العضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل – ايجيترانس

أحمد رضوان: ماذا تفعلين عندما يلقي شخص اللوم عليك؟ أم أنك لم تتعرضي لذلك من قبل؟

عبير لهيطة: لا أعلم كيف سيكون رد فعلي وقتها؟ ولكن «الحمد الله» أحاول بذل أقصى ما يمكنني تقديمه، ودائمًا أسعى قدر الإمكان لكي لا يحدث تقصير مني في الشغل، رغم أنني قد أكون مقصرة مع نفسي، ولكن أحاول عدم التقصير.

بل العكس أشعر من الناس أنهم يقدمون لي المساعدة والتقدير وتفهم الموقف لا اللوم، لذلك أجد منهم دعمًا كبيرًا، وأحاول أن أحيط نفسي في العمل بأشخاص ذوي قدرات قوية وعلى درجة عالية من الذكاء، وفي الوقت نفسه لديهم نفس تفكير السعي لعدم التقصير ويحاولون بذل أقصى ما لديهم للعمل ودفع الشركة.

لذلك نتقدم ويتطور العمل بنا جميعًا وليس بي أنا فقط، فإذا حاولت فعل كل شيء بمفردي فمن المؤكد أنني سأفشل.

أحمد رضوان: وذلك يتسبب في حدوث خلل.

عبير لهيطة: نعم.

ياسمين منير: فيما يتعلق بالشأن العام، رأينا العديد من السيدات يستطعن الموازنة بجانب العمل والحياة الأسرية بمشاركات حزبية أو تجمعات مهنية مختلفة، فما نظرتكِ إلى حجم هذا النوع من المشاركات المجتمعية؟

عبير لهيطة: أنا «الحمد الله « أحاول المشاركة في مجتمع الأعمال من خلال أكثر من منظمة، والمنظمات المرتبطة بالاستدامة تحظى باهتمامي بجانب اللجان التي تركز على مجال النقل واللوجستيات.

وبدأ يكون لي دور كعضو مجلس إدارة غير تنفيذي لشركة الإسكندرية لتداول الحاويات، لذلك أستطيع الموازنة بينهم، ويصب ذلك في مصلحة عملي بالنهاية، لأن اشتراكي بمجالات عدة في أماكن مختلفة يمكنني من بناء علاقات جديدة، والاطلاع على آخر المستجدات، وتحقيق الاستفادة من تجارب الآخرين، وإحداث تغير أو تطوير في مجال معين من خلال العمل في فريق، وأيضًا توصيل صوت القطاع الخاص إلى الحكومة، وهذا ما لا يمكنني القيام به بمفردي.

وأرى أن هذا الدور مهم، إذا أغفلته لم أكن أؤدي جزءًا من وظيفتي، أو جزءًا مما أحتاج تقديمه للشركة، وهذا هو المنطلق الذي أنظر من خلاله.

رضوى إبراهيم: ما هي النصحية أو التوصية التي وجهت إليك من شخص ما، وأحدثت فرقًا في حياتك المهنية؟ ونود نصيحة أخرى أثبتت لك تجربتك ورحلتك أنها غير ملاءمة لكل الناس بطبائعهم وقدراتهم المختلفة رغم صحتها؟

عبير لهيطة: النصحية الأولى تتعلق بمرورنا بفترات صعبة وشعورنا أن التحدي أكبر منا، فأحيانًا كنت بحاجة إلى سماع كلمات دعم وتشجيع من شخص ما لتحفيزي على الاستمرار ودفعي إلى الأمام وعدم الاستسلام، وأحيانًا أخرى نمتلك هذه الروح داخليًّا، ولكن في فترات ما نحتاج إلى هذا التشجيع الخارجي، أو تحفيز شخص لنا على الاستمرار.

وهذا ما حدث معي في محطات صعبة من حياتي وفي حال ترجمة هذه النصيحة للغير أقول إنه لا بد للشخص أن يمتلك إيمانًا وثقة في التغلب على الصعوبات والوصول إلى الهدف في النهاية.

رضوى إبراهيم: ونود منك نصحية أخرى قد تكون سليمة ولكنها غير مناسبة لجميع الناس؟

عبير لهيطة: أحيانًا يقدم الإنسان الكثير للغير وينسى نفسه، ولا بد أن يكون بينهم توازن، وأعتقد أنه من حق كل إنسان أن يكون هناك شيء من السعادة في حياته، أو يفكر في نفسه أيضًا واهتماماته الشخصية.

رضوى إبراهيم: الشغف أم المسؤولية.. كلمة السر في نجاح رجل أو سيدة الأعمال؟

عبير لهيطة: قد تختلف من شخص لآخر، وبالنسبة لي كانت المسؤولية هي المحفز والدافع بجانب الرغبة في التعليم والتطوير.

أحمد رضوان: إلى أي مدى استفدت من مسيرتك التعليمية في حياتك المهنية؟ فنهاك العديد من الأشخاص يقومون بتغيير مسارهم الوظيفي إلى مجال عمل ليس له علاقة بدراستهم، وآخرون رغم عملهم في نفس مجال الدراسة إلا أنهم يكتشفون أن الحياة العملية ليس لها علاقة بما تم دراسته، فما مدى تأثير التعليم على حياتك المهنية؟

عبير لهيطة: تخرجت في علوم الحاسب، واشتغلت في مجال ناحيته التقنية لسنوات وحققت استفادة منه، ولكن الفائدة الأكبر كانت هي أن أعتاد دائمًا على العمل في فريق وبروح تعاونية، نظرًا لأن الطبيعة العملية تغلب على دراسة علوم الحاسب وليست النظرية، فمعظم دراستنا كانت عبارة عن كتابة البرامج وصناعة التطبيقات.

وليس بإمكانك صناعة تطبيق كبير بمفردك، فلا بد من وجود فريق عمل وتقسيم الأدوار، فكل الأعمال تتم من خلاله، وعلى سبيل المثال مشروع التخرج الذي كان لا بد فيه من تقسيمنا إلى مجموعات وتكلف كل منها بعمل شيء محدد.

وتجنبًا للخلافات في هذه المجموعات كان لا بد من التوافق والتخطيط وتقسيم الأدوار، ودون عمل فرد واحد لا تستطيع المجموعة الانتقال إلى الخطوة التالية، فأعتقد أن العمل في فريق بشكل جماعي أكثر ما استفدته من الدراسة الجامعية.

المسؤولية والرغبة في التعلم كانتا السر وراء نجاحي

والرغبة في التعليم كانت من أكثر الأشياء تحفيزًا لي، فكنت كثيرة الذهاب إلى المراكز التعليمية لتطوير وتقوية نفسي وتعلم ما ينقصني، وأيضًا من خلال قراءة الكتب، أو سؤال من يمتلك المعلومات والمعرفة للاستفادة منه.

ياسمين منير: نود أن نتحدث عن المساحة الشخصية في حياة حضرتك خلال الفترة الحالية وما أهدافك سواء تعلم شيء جديد أو عمل شيء ما شخصي؟

عبير لهيطة: أكثر ما يشغلني خلال الفترة المقبلة هو الاهتمام بصحتي وتحديد نظام للأكل أو الحركة، ومنح نفسي مساحة أكبر في اليوم كي يمكنني المواصلة، وهذا ما يستهويني ولدي رغبة فيه وأحبه. وليس الاهتمام هنا بالصحة الجسدية فقط بل النفسية والعقلية أيضًا.

رضوى إبراهيم: نود من حضرتك توجيه ثلاث نصائح إلى رواد الأعمال؟

عبير لهيطة: أعتقد أن أهم شيء لرواد الأعمال تحديدًا أن يكون مجال عملهم يسعى لحل مشكلة موجودة في المجتمع أو في الاقتصاد وهذا مهم لنجاح العمل وتطويره.

ومرت البداية بمرحلة كان التركيز فيها ينصب على النمو وليس على تحقيق الربحية، وهذا لا يحقق الاستدامة على المدى الطويل، فيمكن أن يسير عملك بخطوات ثابتة نحو الاستدامة بدلًا من النمو سريعًا وبشكل مفاجئ.

وثالثًا يجب على رائد الأعمال بناء فريق بجانبه وليس العمل بمفرده لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، فكثير من رواد الأعمال ينفجر من التفكير المستمر، ويرى نفسه هو وشركته واحدا فتصبح حياته صعبة.

أحمد رضوان: ما أهم الهوايات المحببة لديكً وتقومين بممارستها؟

عبير لهيطة: أنا أحب القراءة كثيرًا.

أحمد رضوان: هل تفضلين القراءة فيما هو مرتبط بعملك أم موضوعات أدبية؟

القراءة هوايتي المفضلة.. والعلاج بالأعشاب أكثر ما يجذبني

عبير لهيطة: القراءة بصفة عامة من أجل تقوية نفسي وفهم جزء ما، أو في الدين أو التاريخ أو السياسة، وأكثر الكتب التي أحب القراءة فيها هي التي تتناول موضوعات عن الصحة والعلاج بالأساليب الطبيعية، أو أساليب الوقاية من المرض، والعلاج عن طريق الأكل أو الحركة أو الأعشاب تجذب انتباهي.

ياسمين منير: نحن سعداء جدًّا بلقاء حضرتك.

عبير لهيطة: شكرًا جدًّا على الدعوة وموفقين بإذن الله.

أحمد رضوان: نشكر حضرتك جدًّا وسعدنا بلقائك وإن شاء الله يكون حوارًا مفيدًا لكل الناس، وشكرًا لحضراتكم وانتظرونا في لقاء جديد من حابي بودكاست.

الرابط المختصر