محمد عصام _ توقع عدد من خبراء أسواق المال، أن تشهد البورصة المصرية عودة لمسارها الصاعد في جلسات الأسبوع القادم وسط ترقب لحركة التغيرات الوزارية، وأداء الاقتصاد الكلي، ونتائج أعمال الشركات.
وأوضحوا في الوقت ذاته أن ارتفاعات أسعار الفائدة تضغط على أداء السوق بشكل عام، وذلك عقب الهبوط المدوي في جلسات الأسبوع الماضي وتحديدًا الخميس، والتي تباينت الآراء حول أسبابه بين عمليات تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات القياسية، أو نتيجة لشائعات المتداولة بتفعيل تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية على المستثمرين بالبورصة.
وشهدت جلسة الخميس الماضي هبوط المؤشر الرئيسي « EGX30» بنسبة 4.5% بعد تداول أنباء على نطاق واسع بين المتعاملين بالسوق، ببدء وزارة المالية تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية على تعاملات المصريين والعرب، وهو ما عادت مصلحة الضرائب لنفيه بشكل رسمي، مؤكدة أنه ليس له أساس من الصحة ويحدث بلبلة بالسوق.
محمد ماهر: هبوط السوق مرتبط بعمليات تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات القياسية
قال محمد ماهر، رئيس مجلس إدارة «الجمعية المصرية للأوراق المالية»، إنه لا يرى أن ما تم تداوله بخصوص بدء تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية يمكن اعتباره سببًا رئيسًا لخسائر البورصة، ولا سيما أنه سبق وأن تم الحديث عنها، وإصدار قانون من البرلمان ببدء تحصيلها من ديسمبر 2023، ولكن حتى الآن لم تفعل ولم يصدر قرار رسمي بتطبيقها أو تأجيلها.
وأشار ماهر إلى أن التراجعات التى حدثت في السوق تعد عمليات تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات القياسية التى شهدها عقب تحرير سعر الصرف، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة ما زالت تؤثر سلبًا على أداء السوق بشكل عام خلال المرحلة القادمة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية.
وأوضح «ماهر»، أنه بالرغم من ارتفاعات أسعار الفائدة واستمرار التوترات الجيوسياسية، إلا أن هذا لن يؤثر على جاذبية السوق المصرية، وجاذبية برنامج الطروحات الحكومية للمستثمرين؛ إذ إنه يعتمد في الأساس على المستثمرين الإستراتيجيين.
وأعلنت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية خلال تصريحات على هامش اجتماع الربيع السنوية بواشنطن أن الحكومة تستهدف جمع نحو مليار دولار من الطروحات الحكومية خلال العام الجاري، و1.5 مليار دولار العام المقبل.
إيهاب رشاد: تحركات المؤشرات سترتبط بأداء الاقتصاد الكلي
من جانبه قال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن ما تم تداوله من أنباء عن بدء تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية أثر سلبيًّا على نفسية المتعاملين بسوق المال المصرية، وأدى إلى تكبدها خسائر قوية وتحديدا في جلسة الخميس الماضي نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ينبه القائمين على إدارة الاقتصاد إلى ضرورة الحذر عند الحديث عن فرض أي نوع من الضرائب على البورصة.
وتابع «رشاد» خلال تصريحات لـ»حابي»، أنه لا يوجد أي أحداث جوهرية تؤثر على أداء السوق بشكل عام في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن تحركات مؤشرات البورصة قد ترتبط أكثر بأداء الاقتصاد الكلي، ونتائج أعمال الشركات وخططها التوسعية، ومستقبل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، بالإضافة إلى التغيرات الوزارية المرتقبة خاصة فيتعلق بالمجموعة الاقتصادية، وما قد ينتج عنها من سياسات جديدة.
وأضاف رشاد، أنه يتوقع أن تشهد السوق حركة ارتدادية هذا الأسبوع كعمليات تصحيح طبيعية بعد الهبوط الذي حدث خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وعن اتجاه المستثمرين الأجانب لتسجيل عمليات بيع من البورصة المصرية، ذكر رشاد أن ذلك يعود إلى استمرارهم في تصفية محافظهم الاستثمارية في ضوء الخسائر التي تكبدوها بعد تحرير سعر الصرف.
وبحسب التقرير الأسبوع للبورصة المصرية، فقد اتجهت تعاملات الأجانب لتسجيل صافي بيع 971.5 مليون جنيه بينما سجل العرب صافي شراء 116.7 مليون جنيه بعد استبعاد الصفقات، ولكن على الرغم من هذا لا يزال المستثمرون الأجانب يسجلون صافي شراء بقيمة 2 مليار جنيه منذ بداية تداولات العام.