السيسي: أنفقنا مليارات الدولارات لتجهيز بنية أساسية متكاملة لنقل البيانات
وزير الاتصالات: نستهدف 9 مليارات دولار من صادرات التعهيد بحلول 2026
أ ش أ – قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدولة أنفقت مليارات الدولارات لتجهيز بنية أساسية متكاملة لنقل البيانات، مؤكدا أن افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية اليوم يجهز مصر لكي تأخذ مكانها في عالم يتقدم بشكل كبير ومتسارع.
وأضاف الرئيس السيسي، في مداخلة له خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1) بطريق العين السخنة، أن فكرة إنشاء المركز تعتمد على الموقع الجيد لمصر، ولابد أن نستفيد منه على ضوء أن 90 % من الكابلات البحرية الموجودة بالعالم تمر بمصر بوصفها محورا رئيسيا لنقل البيانات والاتصالات بالعالم، وقد بذلت الدولة المصرية سابقا جهودا كبيرة في هذا المجال، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه.
وتابع: “من الضروري أن نعمل على تجهيز بنية أساسية متكاملة للحفاظ على مصر كنقطة رئيسة لنقل البيانات بين الشرق والغرب، وقد تم إنفاق مليارات الدولارات في هذا المجال – رغم حالة الغلاء التي نعاني منها – بهدف المشاركة في المستقبل الذي يتقدم فيه العالم بشكل كبير، إننا نجهز مصر لانطلاقة حقيقية بمنتهى السرعة في هذا المجال”.
وأضاف “إن مصر محور رئيسي لنقل البيانات ما بين الشرق والغرب، وأن الحكومة سعت لإنشاء وتجهيز بنية أساسية تدعم خطط الحكومة لتطوير هذا المجال والاستفادة منه، إن مصر أنفقت مليارات الدولارات لتجهيز بينة أساسية تساعد الدولة على انطلاقة حقيقية في مجال الرقمنة بسرعة تتناسب مع التطور الذي يشهده العالم في هذا المجال، وأنه في الماضي، كانت مصر تحفظ بياناتها في الخارج بمبالغ طائلة لكن الآن استطاعت الحكومة توطين بياناتها على أراضيها”.
وأشار إلى أن مصر بدأت في مجال تطوير البيانات والريادة فيه منذ عام 2018 بالتوازي مع بناء العاصمة الإدارية، لافتا إلى طبيعة عمل الحكومة في الماضي حيث كان لكل وزارة “سيرفر بيانات” خاص بها دون التأكد من مدى تأمينه ومدى قدرته على التفاعل مع باقي الوزارات.
وتابع الرئيس السيسي :”المركز الرئيسي للبيانات سيكون شاملا لكل الوزارات وبه كل البيانات الخاصة بها ولا يستطيع أحد الدخول على هذه الشبكة نظرا لتأمينها بشكل كبير للغاية ، وأن الصالات التي تحوي السيرفرات ومراكز البيانات والتي تم عرضها خلال حفل الافتتاح، لا يمكن لأحد دخولها نهائيا حتى الأشخاص القائمين على إدارتها لا يستطيعون الدخول لها”، مؤكدا أن الحكومة سعت لأن يكون المركز الرئيسي للبيانات الخاص بها على أعلى مستوى وفقا للمعايير العالمية.
وقال الرئيس إنه اطّلع على تخطيط “مدينة العدالة” في العاصمة الإدارية الجديدة، وطبقا للمعايير المناسبة تم التأكيد على ضرورة أن تكون هذه المدينة رقمية، ودخلت الشركة المتخصصة في هذا المجال وطلبت تعديلات على التصور الهندسي للمدينة.
وأضاف الرئيس السيسي، أن “الحكومة تبذل جهودا كبيرة، ولو طورنا البرامج الحكومية بشكل مستمر سيكون الأداء أكثر تقدما وأكثر تطورا وأكثر جودة”.
وقال إن مصر بها 106 ملايين مواطن، ومن المفترض أن تكون أرقام العنصر البشري الذي يعمل في مجال الرقمنة أرقاما غير التي تم عرضها.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة توافر كوادر بشرية متقدمة على الأقل في مجال التعهيد، مشددا على ضرورة قيام الأسر المصرية بدفع أبنائهم خلال فترات الدراسة بالمراحل (الابتدائية والإعدادية والثانوية) لتعليمهم هذه المجالات وذلك بهدف زيادة فرص مصر أن تصبح دولة غنية .
ومن جانبه، أوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت أن مصر تستهدف خلال عام 2026 الوصول إلى 9 مليارات دولار من مجالات “التعهيد” فقط وهو رقم قابل للزيادة حال زيادة الكوادر المدربة.
وقال إن خدمة “التعهيد” تعمل على ثلاثة تخصصات ،المستوى الأول منها يستطيع الشاب من خلاله تصدير ما قيمته 30 ألف دولار في العام، والمستوى الثاني “البرمجة” يستطيع الشاب من خلاله تصدير ما قيمته من 50 – 60 ألف دولار في العام، أما المستوى الثالث فيتعلق بتصميم البرمجيات أو البرامج المتخصصة، يستطيع من خلاله الشاب حاجز الـ 100 ألف دولار في العام الواحد من تصدير هذه الخدمات.
ووجه الرئيس السيسي حديثه للأسر المصرية قائلا” كل أسرة مصرية لديها أبناء في فترات الدراسة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية ، وإذا كنتم تريدون الاستثمار في أبنائكم ومساعدة بلدكم، يجب أن تتوجه بوصلتنا إلى هذه المجالات “.
ولفت الرئيس السيسي إلى وجود دول تعداد سكانها لا يتعدى 10 ملايين نسمة ويعمل لديها أكثر من نصف مليون شخص في مجال التعهيد، أي أن كل فرد منهم يصدر نحو 100 ألف دولار، بإجمالي 70 مليار دولار خلال العام الواحد.
وأكد أن الدولة تهدف لتوجيه الجميع سواء الحكومة أو وزارة التربية والتعليم والإعلام والمثقفين بضرورة الاستثمار في الإنسان، لأن مصر ليس لديها موارد سوى الإنسان ويجب الاهتمام بتعليمه، مشيرا إلى أن الدولة وفرت الجامعات والكليات والعديد من البرامج وتستهدف الوصول إلى أرقام طموحة للخروج مما نحن فيه.
ودعا الرئيس السيسي، المصريين، إلى ضرورة تعليم أبنائهم فنون البرمجة وعلوم البيانات لأهميتها في مستقبل العالم، مضيفا “إن توجيه أبناء المصريين للدراسة في كليات الآداب والتجارة والحقوق غير مجد الآن وأن المستقبل للبرمجة وعلوم البيانات”.
وأوضح أن مصر في بداية دخولها لهذا المجال لم تجد سوى العشرات فقط المؤهلين لدراسة البرمجة ، معبرا عن خيبة أمله في ذلك، مؤكدا استعداد الدولة لإنفاق من 30 إلى 60 ألف دولار للفرد الواحد لتعليمه فنون البرمجة حتى تستفيد البلاد منه، وأن هذا المجال قادر على مساعدة مصر في تجاوز أي أوضاع اقتصادية صعبة.
وقال الرئيس السيسي” إننا نحتاج إلى ما يتراوح ما بين 100 مليار – 300 مليار دولار لأن حجم إنفاق دولة كبيرة جدا مثل مصر ومتطلباتها كثيرة ولن تستطيع إنتاج كل ما يحتاجه الناس”.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة أن يتم الاهتمام بكل إنسان وكل مدير مدرسة وكل عميد كلية وأن يتم التركيز على برامج التعهيد مع الشباب والشابات لكي يتم استكشاف مدى استعدادهم لمثل هذه البرامج ، منبها إلى أن معدلات برامج التعهيد الحالية ليست كافية في ضوء معدلات النمو السكاني الكبيرة.
ولفت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أن هناك ما يتراوح ما بين 150 – 180 ألف شاب وشابة يعملون في مجال التعهيد، 60% منهم في المستوى الأول، و25% في المستوى الثاني، و15% في المستوى الثالث الأكثر قيمة.
وأكد الرئيس السيسي أن ما تم بذله من جهود لتطوير هذا المجال في مصر”يفوق الخيال”، منتقدا دعوات البعض المُطالبة بالتوقف عن هذه المشاريع، قائلا :” إن ما تم إنجازه حلم تم على أرض مصر”، مشددا على أن هذه المواقع تم تأمينها بشكل كامل ولا يستطيع أحد استهدافها بأي شكل.