سكاي نيوز _ أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، هيثم الغيص، على الأهمية الكبيرة لصناعة النفط والغاز فيما يتعلق بتوفير الوظائف حول العالم، والفوائد الاقتصادية المهمة التي تقدمها على مستوى الاقتصادات المحلية والوطنية بما توفره من فرص عمل مميزة للشباب أصحاب المهارات العالية، وكذلك فرص الاستثمار أمام الشركات.
وفي مقالة له بعنوان “الوظائف مهمة”، قال الغيص إن “صناعة النفط والغاز تلعب دورا مهما في التوظيف على مستوى العالم”، مشيرا إلى أن هذه الصناعة بمفهوما الأوسع تشمل عدة أنشطة ومجالات مرتبطة بها تشمل جميع سلسلة التوريد والتصنيع وشركات النقل والفنادق والمحلات التجارية.
وفي هذا الإطار قال الأمين العام لمنظمة “أوبك”: في المجمل.. فإن صناعة النفط وحدها تدعم حوالي 70 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم”.
وأشار إلى ما تمثله هذه الصناعة من أهمية في بعض المجتمعات المحلية، حيث تكون صناعة النفط هي صاحب العمل الرئيسي، ومحرك الفرص الاقتصادية، وموطن منصات الحفر، ومصافي النفط، وجامعات البترول.
وضرب مثالا على ذلك، بأنه في كل مناطق العالم توجد ما يمكن تسميته بـ”المدن النفطية”، مثل ميدلاند، وتكساس، وأبردين، واسكتلندا، والظهران في السعودية، وبورت هاركورت في نيجيريا، والأحمدي في الكويت.
الأمين العام لمنظمة أوبك، فند في مقاله ما يثار من قبل بعض الجهات وخاصة وكالة الطاقة الدولية، بشأن فقدان ملايين الوظائف في صناعة النفط والغاز، خلال السنوات المقبلة مع الاتجاه نحو أنواع أخرى من الطاقة النظيفة، الأمر الذي كان سببا في حدوث “أزمة توظيف” ونقص وشيك في العمالة يواجه القطاع.
وأشار إلى أن جيل الشباب “يُستبعد” من ممارسة المهن المرتبطة بهذه الصناعة، بسبب التصور بأن صناعة النفط والغاز قد لا تقدم فرصة للتوظيف على المدى الطويل، بسبب وجهة نظر “مضللة” مفادها أن النفط ليس جزءا من مستقبل الطاقة المستدامة.
وقال إن هذا التوجه تفاقم بسبب الإشارات إلى العدد الكبير من الوظائف المحتمل فقدانها والتسريح الجماعي للعمال المتوقع في بعض مسارات الوصول إلى “صفر انبعاثات”.
وأشار الغيص إلى أنه في تحديث عام 2023 لخارطة الطريق الخاصة بصافي الصفر،” الانبعاثات الكربونية” تتوقع وكالة الطاقة الدولية فقدان 13 مليون وظيفة في الصناعات المرتبطة بالوقود الأحفوري بين عامي 2022 و2030 وهذا يعني فقدان 13 مليون وظيفة في فترة ثماني سنوات أي ما يعادل 1.6 مليون وظيفة كل عام تقريبا أي 135 ألفاً في الشهر و4500 يومياً.
وأشار إلى أنه من المفترض أن يتم خلق وظائف جديدة في الصناعات البديلة ولكن هناك تحديات لا حصر لها ولا يمكن افتراض إمكانية نقل مجموعات المهارات الوظيفية.
وأضاف أن العاملين في قطاع النفط والغاز من بين العمال الأعلى أجرا في أي قطاع بفضل مستوى مهاراتهم العالي التمثيل الراسخ للعمالة والحاجة إلى التعويض عن المخاطر المهنية ومتطلبات التنقل.
وقال الغيص إنه فيما يتعلق بالوظائف في قطاع النفط والغاز، فإن وكالة الطاقة الدولية أرسلت إشارات متضاربة حول احتياجات العمالة في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن خطورة التسريحات الجماعية أو إغلاق بعض الصناعات لا يقتصر فقط على التأثير الاقتصادي ولكنه قد يؤثر أيضا على السلام الاجتماعي.
وأكد أن رسالة “أوبك” واضحة وثابتة بشأن الوظائف في صناعة النفط حيث يحتاج العالم إلى المزيد منها ونتوقع أن ينمو الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045 ولتحقيق ذلك ومواصلة تطوير التقنيات للحد من الانبعاثات، سنحتاج إلى المزيد من العمال.
وقال الغيص: “إلى جميع الباحثين عن عمل – من جميع الأجيال – أشجعكم على التفكير في العمل في مجال صناعة النفط. إنها فرصة لا حدود لها للإنجاز المهني، وأداة حيوية في توفير الطاقة للعالم”.