في الوقت الذي تحقق فيه مجموعة چي ڤي للاستثمارات مؤخرًا عددًا من النجاحات، وتوقيع عدد من التحالفات والشراكات مع كيانات محلية وعالمية، استضاف برنامج حابي بودكاست – الرحلة، في حلقته الثامنة، رجل الأعمال شريف حمودة، رئيس مجلس إدارة مجموعة GV للاستثمارات، في حوار شهد إلقاء الضوء على رحلته منذ فترة النشأة والتعليم وحتى تأسيس مجموعة جي في للاستثمارات.
وكشف حمودة خلال الحوار عن التحديات والصعوبات التي واجهته منذ دخوله مجال الأعمال والاستثمار، وكيف تغلب عليها، وأحدث الصفقات والشراكات التي وقعتها المجموعة خلال الفترة الماضية، ورسم خريطة خطط المجموعة وتوسعاتها خلال الفترة المقبلة، وقدم رؤيته للتحديات الاقتصادية المختلفة.
وإلى تفاصيل اللقاء
أحمد رضوان: أهلًا وسهلًا بحضراتكم في لقاء جديد من برنامج حابي بودكاست.. لقد أطلقنا الموسم الأول من البرنامج باسم الرحلة، واستضفنا فيه مجموعة من أصحاب الخبرات الواضحة في السوق.
حاولنا من خلال البرنامج الاستفادة من الدروس التي مر بها الضيوف والتعرف على كيفية التغلب على التحديات التي من الممكن أن يواجهها أي شخص، سواء على مستوى الوضع الاقتصادي في مصر أو المنافسة في المجال الذي يعملون فيه.
ضيفنا اليوم الأستاذ شريف حمودة رئيس مجموعة شركات GV للاستثمارات.
دعنا في مستهل حديثنا نتكلم عن البداية.. كيف بدأت رحلة الأستاذ شريف حمودة في عالم الأعمال؟ ولو وددنا تحديد تخصصك بشكل واضح، هل سنقول إنك مطور أم رجل أعمال متعدد الأعمال أم أميل إلى الإنشاءات والمقاولات؟ ماذا نستطيع أن نقول؟
شريف حمودة: بالطبع أميل إلى التطوير، وتعود بدايتي إلى عام 94 بعدما تخرجت في عام 93 وأنهيت خدمتي العسكرية في عام 94، وقد دخلت عالم الأعمال منذ دراستي الجامعية، في حين أن أسرتي كانت بعيدة تمامًا عن هذا المجال وأغلبها رجال قانون.
أسست شركة توريدات في بداية مسيرتي ونالت «حظ مبتدئين» جيدًا
في بادئ الأمر أسست شركة توريدات ونالت حظ مبتدئين جيدًا، وعملت في أعوام 94 و95 و96 و97 وكانت مراحل جيدة، ومن ثم تم التعرض إلى تحديات مع قدوم مرحلة الخصخصة وكان غالبية عملائنا من شركات قطاع الأعمال العام في هذا التوقيت، وهو ما ترتب عليه عدم تسوية المستحقات.
عائلتي لها باع في نشاط الزراعة والإنتاج الحيواني
ومن ثم دخلت في مجال قريب من نشأتي، حيث إن نصفي من طنطا ونصفي الآخر من سوهاج، ونمتلك أراضي، ولنا باع في نشاط الزراعة والإنتاج الحيواني.
نشاط الأمن الغذائي كان قريبًا من نشأتي
ولذك كان حظي جيدًا أيضًا، وأخذت شركة من شركات الأمن الغذائي، وكانت موجودة في مدينة السلام والبحيرة والإسكندرية، بجانب امتلاكنا عددًا من المزارع، وقد طورتها عبر استيراد المعدات وإعادة بيعها، بالإضافة إلى إنتاجنا.
حصلت على حقوق الامتياز التجاري لأنني لا أعمل بالشكل التقليدي
وأخذت توريدات مع الماركات التجارية “الفرنشايز”، لأنني لا أعمل بالشكل التقليدي على نحو واسع.
وفي عام 2003 قفز سعر الدولار، مما عطل نشاطنا.
السودان كانت فترة ذهبية لعملي بالرغم من الحظر الاقتصادي
ومنذ بداية الألفينات أجريت محاولات عدة مع دولة السودان وإثيوبيا والمناطق المجاورة لهما، إلا أنها لم تؤت ثمارها بالشكل المطلوب حتى عام 2004.
حققت النقلة المالية الحقيقية في الفترة من 2004 وحتى 2009
ومن 2004 وحتى 2009 كانت فترة عظيمة للغاية في حياتي، وحققت النقلة المالية الحقيقية، لأنني كنت أعمل في نشاط مختلف للغاية بالسودان، وبدأت بتوريدات المعدات والتصدير. ومن ثم تعاقدت مع شريك في إيطاليا.
تغلبت على تحديات التعامل مع دول عالية الخطورة
وحينها كانت السودان عليها حظر اقتصادي، ولقد تعلمت من شريكي كيفية التغلب على تحديات العمل في دول عالية الخطورة وتطبق عليها Sanction.
الحصول على اعتمادات مستندية مؤجلة السداد كانت محل جدال
وهناك أمر آخر، وهو كيفية الحصول على اعتمادات مستندية غير معززة مؤجلة السداد، إذ إن الأمر كان غير مفهوم لغالبية رجال الأعمال، مع الاختلاف عن نظام الكاش أو الاعتماد المستندي التقليدي.
ورغم ذلك كانت فترة ذهبية، حتى مع الاعتماد المستندي مؤجل السداد لمدد طويلة، وغير المعزز من بنك دولي، والعمل مع بنك سوداني، وفي وقت السودان عليه حظر.
أحمد رضوان: هنا نتكلم عن أنشطة تجارية فقط.
شريف حمودة: نعم.. ولكن هذه الفترة التي تمكنت فيها من إيجاد إمكانيات مالية مختلفة، فقبل ذلك كانت الإيرادات جيدة والأرقام كبيرة، ولكنني حققت النقلة الكبيرة في السودان.
وفي ذلك الوقت، بدأ اكتشاف البترول في السودان وقبل انفصال الجنوب عن الشمال، ووقتها كان البلد وضعه على غرار الخليج في افتراضيات معينة.
حققت مبيعات ضخمة في ذلك الوقت بنحو 40 مليون دولار في العام
وحينها تمكنت من تحقيق مبيعات ضخمة من 30 إلى 40 مليون دولار في العام، وهذه الأرقام كانت كبيرة جدا في هذا التوقيت، وكانت الشركة تعمل في Trade Finance أي في كل المجالات، وأبرزها: الحديد والأسمنت والسيارات، مما منحنا خبرات مختلفة، ولكن أغلبها خبرات متنوعة في المال وكيفية الاستثمار فيه وخلق مصادر للبضائع.
عملنا في مصر بمجال المقاولات الصناعية بالتوازي مع نشاطنا في السودان
وبالتوازي مع ذلك كنا نعمل في مصر بمجال المقاولات، ليست مقاولات مبانٍ، وإنما مقاولات صناعية لبناء المصانع.
ياسمين منير: هل ذلك كان عملًا عائليًّا في الأساس؟
شريف حمودة: لا.. لم يكن هناك عمل عائلي مطلقًا، وأنا كنت مختلفًا عن عائلتي، حيث كانوا من الأعيان والمهنيين والمحامين وبعض الدكاترة، ولم يوجد رجل أعمال في العائلة بتاتًا.
وكان أمري مختلفًا للغاية، ولم يوافق أحد من العائلة على دخولي عالم الأعمال في الأساس.
مسيرتي لم تكن وردية.. بالعكس تلقيت صدمات قوية
وأُنبه إلى أن دخول عالم الأعمال لم يكن ميزة، خاصة في حال عدم انتمائك إلى عائلة لها سابقة أعمال، نظرًا لأن هناك ضربات عديدة مع محدودية الخبرة وعدم وجود الأشخاص الناصحين، فلم تكن مسيرتي وردية، بل بالعكس كانت هناك صدمات قوية جدًّا.
فالسودان كانت نقلة مالية كبيرة واكتسبت خبرات كبيرة من خلالها في المعاملات التجارية مع اليابان والصين، وكيفية العمل مع الخليج.
وفي هذا التوقيت أيضًا، كانت لبنان لها تجربة قوية في مجال البنوك، على عكس ما يعلمونه الناس في مصر قبل أزماتها.
وعلى الرغم من أن كل البنوك اللبنانية عائلية إلا أنها كانت جبارة وقوية جدًّا وأقوى من الدولة نفسها، وكنا نجري المعاملات المالية من خلالها بشكل كبير.
وفي الحقيقة أرى أنني كنت محظوظًا في هذا التوقيت، لتمكني من إجراء المعاملات المالية من خلال البنوك اللبنانية.
اتجهت إلى البورصة المصرية في 2006 واستحوذت على شركات أمن غذائي واستثمار عقاري
وفي 2006 بدأت أتجه إلى البورصة المصرية من خلال الاستحواذ على حصص من الشركات، وأصبحت مساهمًا رئيسيًّا وعضو مجلس إدارة، وكانت هذه الشركات في مجالين، وهما: الأمن الغذائي والاستثمار العقاري.
ثورة يناير كانت ضربة قاسية للذين يمتلكون أعمالًا متنوعة
وفي عام 2008 أخذنا ضربة قاصمة جدًّا ومن ثم مررنا منها، وبعدها جاءت ثورة يناير، وفي الحقيقة كانت صعبة للغاية وضربة قاسية لكل الناس التي تمتلك أعمالًا متنوعة.
حظي كان جيدًا لأنني امتلكت أعمالًا داخل وخارج مصر وهو ما حقق التوازن
حظي أيضًا كان جيدًا لأنني أمتلك أعمالًا داخل وخارج مصر، وهو ما أحدث توازنًا، ومن ثم مررنا بأعوام 2011 و2012 و2013 على غرار جميع الناس.
وفي 2014 بدأت انطلاقة أخرى في حياتي وكنت متحمسًا لها جدًّا، بدعم من رؤوس الأموال التي جنيتها في عملي في السودان، وضخخت مبالغ جيدة من الخارج لإجراء توسعات في أعمال الشركة بمصر.
وفي عام 2016 بدأت أعمالنا في مصر تتوسع بشكل كبير.
GV بدأت أعمالها في 2019.. وتكوين المحافظ يعود إلى 2016
أحمد رضوان: متى بدأت GV أعمالها؟
شريف حمودة: GV بدأت أعمالها بشكل رسمي في 2019، إنما تكوين هذه المحافظ يعود إلى عام 2016، وخبراتنا نبعت من كل ما ذكرته لك، حتى إنني لم أكن أمتلك مناصب تنفيذية في الشركات التي استثمرت فيها في البورصة، قد تكون مرة واحدة ولفترة لم تكن طويلة.
وهناك شركات عملت بقوة من ضمن الشركات التي استثمرت فيها في البورصة، وهو ما أتاح فرصة فهم البورصة وماذا يعني الاستثمار في البورصة، وفهم الأمن الغذائي بقوة وسط حجم كبير من الشركات، وأيضًا كان لنا تواجد في الاستثمار العقاري.
رضوى إبراهيم: هل تخارجت من هذه الشركات؟
شريف حمودة: نعم تخارجت، لأنني في عام 2016 بدأت أكون المحفظة الخاصة بنا والموجودة في الساحل الشمالي أو القاهرة الجديدة أو طربول وغيرها، وبدأت أفحص أوراقها حتى تخرج بالصورة النهائية، لأنها محفظة غير تقليدية.
GV لم تكن محفظة تقليدية.. إنما دخلت على المشروعات المتعثرة
وأنبه إلى أن GV لم تكن محفظة تقليدية، وإنما دخلت على المشروعات المتعثرة، جميع المشروعات التي لدى GV.
أحمد رضوان: تقصد أنها أقرب إلى صندوق رأس المال المخاطر مثلًا؟
شريف حمودة: لا.. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أسس لجنة للمشروعات المتعثرة، فهذه اللجنة بها 5 آلاف مشروع في محافظات وجهات وجمعيات.
وكان هذا الأمر مرهقًا جدًّا، لأنك تحصلين مثلًا على أرض على غرار أراضينا في الساحل الشمالي، وأصبحت هذه الأراضي قديمة جدًّا، والناس لم يتسلموا بيتوهم، والمشروع لم يتم بناؤه، وباتت هناك قضايا وتحديات من هذا القبيل.
ومن ناحية أخرى، عملنا من 2016 و2017 في تكوين المحفظة حتى بدأنا رسميًّا في 2019، وآخر شركة تأسست أصبحت الأكبر وهي GV بدعم من نمو حجم أعمالها، وأطلقنا المشاريع تحت مظلتها.
كثيرون شككوا في إمكانية نجاح مشروع طربول
وأنوّه إلى أنه لم يصدق أحد أن تصبح مستهدفاتنا حقيقة، وأن الكثيرين شككوا في إمكانية نجاح مشروع طربول.
ياسمين منير: تحدٍّ كبير بالطبع، بدافع من حجم المساحة.
شريف حمودة: كان أحد رجال الأعمال الكبار أو حتى بعض الناس المهمة يقولون إنه مشروع دولة.
أحمد رضوان: نود أن نفهم كيف طرحت فكرة طربول؟
شريف حمودة: مساحة المشروع نحو 26 ألف فدان، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر قرارًا جمهوريًّا بإنشاء مجمع تنموي إقليمي في أطفيح في 2016، ورغم ذلك ظل المشروع لسنوات ولم يطرأ على البرتوكول الأصلي للتعاقدات تطور، حتى مع توجيه الرئيس بإنشاء لجنة المشروعات المتعثرة.
وبحكم تاريخي أنا أحفظ مصر كلها، وأنتمي للصعيد وبحري بحكم نشأتي العائلية.
ومن ناحية أخرى، كان عملي في مصر من أول حلايب وشلاتين إلى أسوان، ومطروح وسيناء، ولدينا أعمال عديدة في سيناء.
طربول ظل متوقفًا 4 سنوات بالتزامن مع إطلاق العاصمة الإدارية والعلمين
وعندما صدر القرار ورأيت الأرض واطلعت عليها في 2017 و2018، إلا أن المشروع ظل 4 سنوات لم يتحرك، وحينها كان الحماس للمشروعات الضخمة في مصر، وتزامن ذلك مع إطلاق العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين في الوقت نفسه.
ومع ذلك رؤيتي كانت مختلفة، دعني أقول لك أمرًا أقوله كثيرًا: ما هو الفرق بين المستثمر والمطور أو رجل الأعمال والمطور؟ هل تعرف ما هو الفرق؟
أحمد رضوان: أعتقد الخبرة.
شريف حمودة: دعني أقول لك إن المستثمر يعمل في أي نشاط، وإن الفرق بينه وبين غيره أنه أنجح وأذكى بعض الشيء، فهو يعمل في البورصة والأمن الغذائي والمقاولات والعقارات فهذا هو المستثمر.
أما المطور فهو رجل الأعمال الذي يرى المشروع على عكس ما يراه غيره، فالمطور يغير كل شيء.
لا أرى أن عندما تعطيني قطعة أرض مثلًا في القاهرة الجديدة أو الشيخ زايد لتحويلها إلى كومباوند أن هذا تطوير، ولكن أراه استثمارًا.
أحمد رضوان: هذا هو النهج المتبع.
شريف حمودة: إنما عندما أقول مثلًا تولي مجموعة طلعت مصطفى مشروع مدينتي فهذا تطوير بالفعل، وأيضًا تنفيذ أوراسكوم لمشروع الجونة تطوير.
ياسمين منير: تقصد خلق فرصة من لا شيء.
شريف حمودة: خلق شيء من لا شيء.. رغم أن الجونة ليس بها أحلى بحر ولا تتمتع بمميزات إضافية عن الغردقة وسهل حشيش، إنما هما قدروا يخلقوا منها نموذجًا فريدًا وأسلوب حياة مختلفًا ومن ثم ستبقى مدينة، كذلك الرحاب ومدينتي.
إذن فالمطور هو الذي يذهب للمكان البعيد ليطوره، وليس الذي ينفذ محورًا في الشيخ زايد على سبيل المثال.
وبالعودة إلى طربول، كان لدينا أحساس بأنها نفس قصتنا مع الساحل الطيب، وأن الناس كلهم يسيرون إلى الأمام ونحن نرجع للوراء، والحديث عن أن الساحل الطيب أصبح غير مرغوب فيه وأن القرى باتت قديمة.
وأنبه إلى أننا قلنا للناس لدينا اكتبوا كلمة الساحل الطيب في الحملة الخاصة بنا ولكنهم رفضوا.
ياسمين منير: لها جمهورها أيضًا.
شريف حمودة: أرى ضرورة كتابتها، أود أن نتكلم لاحقًا عن موضوع الساحل الطيب والشرير، ولكن نعود لحديثنا الآن عن طربول.
لقد رأيت أن كل الاستثمار في مصر يركز على اتجاه الإسكندرية والسويس، مع توجيه كل رؤوس الأموال الضخمة في السادات و6 أكتوبر والعين السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة.
على الجانب الآخر، عند النظر إلى جنوب القاهرة وجنوب الجيزة لا يوجد أي مشروعات، رغم أن مصر شريط نيل يفتح بالدلتا، والظهير الجنوبي يعيش فيه ملايين الناس ذهابًا وإيابًا.
ولذلك فعندما رأيت الأرض أول مرة تعرفت على أهميتها بحكم خبراتي ونشأتي وارتباطي بالصعيد، ورأيت أيضًا خارطة تطوير الطرق في مصر، لأن طربول من غير الطرق التي مهدت لم يكن لها أي جدوى.
نظرًا لأنها قبل الطرق الجديدة مثلًا كنت تصلها في 4 ساعات، أما الآن في ساعة إلا ربع من القاهرة الجديدة، وفي ساعة من 6 أكتوبر، فهي 40 كيلو من حلوان، و70 كيلو من القاهرة الجديدة، و77 كيلو من 6 أكتوبر.
فهي على الخريطة قريبة لكن في السابق كنت تحتاج إلى مدى زمني طويل حتى تصلها.
هذا بالإضافة إلى أن طريق الكريمات الزعفرانة الملتقى لمدينة طربول، هو ما أعطى ميزة إضافية للموقع.
أيضًا تعتبر المنطقة الأكثر احتياجًا في مصر، وفيها شركات مقاولات وأناس يعملون في المقاولات، حيث إنها تمثل أكبر قوة عمالة، وإذا ذهبت إلى مدينة بدر ستجد غالبية العمالة قادمة من هناك.
وبعدما رأيت مصدر العمالة، وضعت خط عرض مع الاستشاريين من أول يوم من بعد المعادي ومن ميدان الجيزة، ومن ثم انظر مرة جديدة ستجد أن طربول هي المستقبل للكل.
دعني أقول لك رقمًا، أول مرة أذكره، 6 أكتوبر الصناعية تقريبًا 8.5 مليون متر، هل تعلم تم تأسيسها في كم عام؟
تأسيس «6 أكتوبر الصناعية» استغرق 17 عامًا وسنعلن قريبًا عن أرقامنا
أحمد رضوان: حتى الآن تجري بها الأعمال.
شريف حمودة: 17 عامًا.. وفي طربول سنعلن عن الأرقام قريبًا.
أحمد رضوان: لا سنعلنها الآن.
شريف حمودة: لا قريبًا سنعلن الأرقام، وأؤكد أننا تمكنا من خلق مكانة مبهرة.
وبعد رؤية مميزات المكان توجه نظري إلى المرافق من المياه والكهرباء وما هو وضعها القائم.
أحمد رضوان: هل لم تضع الحكومة أي مرافق حتى على حدود الأرض؟
شريف حمودة: في الحقيقة لا، ولكن كان بجوارها خط الكهرباء، وكنا قد استلمنا الأرض بعد 4 سنوات من التعاقد وتحديدًا في نهاية 2021، ثم كان طريق الصعيد الشرقي، طريق الجيش، مقفولًا حتى بداية 2023.
طربول تضم 1500 مستثمر مصري غير الأجانب
وبعد معاناة بدأنا الأعمال في أواخر 2022، وطربول اليوم بها 1500 مستثمر مصري غير الأجانب.
ياسمين منير: هذه الفترة كانت بها تحديات اقتصادية كثيرة جدًّا، وهناك العديد ممن يمتلكون مشروعات قوية، ولكنهم يواجهون عقبات عديدة كالبيروقراطية والروتين، والإجراءات، فما الذي أحدث فرقًا مع حضرتك لإنجاز هذه الإجراءات؟ هل الأرقام القياسية التي تم تحقيقها أم تبني الحكومة لهذا المشروع بشكل أو بآخر، ليكون لها دور في تنميته مع حضرتك؟
شريف حمودة: في البداية الحياة.. ليست وردية كليًّا، ولكن أنا أتحدث عن الإيجابيات من منطلق أننا نشجع بعضنا بعضًا، ومن المفروض أن نحب بلدنا وأنفسنا ومستقلبنا وأولادنا، لذلك يجب أن نبعث روح الحماس في قلوب بعضنا، فيمكنني أن أقلب لك الحياة ظلامًا وأذكر لك كلامًا يشعرك بالضيق الشديد.
ولكن دعيني أشرح لك ما حدث بالتفصيل، وهو كالآتي: نحن خلقنا نموذج عمل مختلفًا، وكما تعلمين فإن الاستثمار العقاري يبيع في العام بأكثر من تريليون جنيه، دون تمويل من البنوك على الرغم من أن الفوائد والأسعار والتكلفة دائمًا في صعود، إلا أن السوق المصرية لا تزال ضخمة.. أليست هذه هي الحقيقة؟
رضوى: نعم.
شريف حمودة: ونتحدث منذ أكثر من 30 عامًا عن التمويل العقاري دون جدوى، وفي حال الاقتراض لشراء منزل ستجدين أن المعاناة جبارة، ولكن السوق العقارية خلقت لنفسها نموذجًا تحت مسمى «أوف بلان سيلز» أو التمويل تحت الإنشاء.
وهذا النموذج ينص على دفع 5% بما يعادل 500 ألف جنيه في حال شراء منزل بقيمة 10 ملايين أو 2 مليون جنيه، وكنا سعداء بهذا النموذج، خاصة أن تعداد المصريين 110 ملايين نسمة، بالإضافة إلى نحو 10 ملايين مغترب يعيشون في مصر، كما أن هناك إقبالًا كثيفًا من العرب لقضاء الإجازة الصيفية في مصر، ونحن سعداء بفنادق مصر الفاخرة «وندعو الله أن تكتمل على خير»، وأتمنى أن يكون في القاهرة 300 فندق إضافي.
وأنا نظرت لهذا النموذج، وقمت بتحويل الاستثمار الصناعي إلى ما يشبه الاستثمار العقاري، فحضرتك عندما تقومين بشراء عقار من أجل الحصول على ما يسمى بالحلم الجميل الذي تريدين العيش به، فالمطور الماهر هو الذي يصنع لك هذا الحلم كما تريدين، ودائمًا ما تقومين بعمل توقعات للمنظر والمشاهد المحيطة بهذا المنزل.
ولكن نحن في طربول الصناعية قمنا بعكس ما يصنعه غيرنا، فأية منطقة صناعية شكلها لا يكون جميلًا من ناحية الشوارع والتخطيط الذي عادة ما يكون على شكل مربعات، ما يجعلك غير سعيدة من الوهلة الأولى، ولكن نحن قمنا بعمل مدينة طربول على شكل كومباوند صناعي، وأطلقنا عليها «المدينة الصناعية الخضراء الذكية القابلة للعيش”، ونظام تصميمها كومباوند ونعمل على هذا الأساس حتى الانتهاء منها.
وتوجد مياه جيدة في المدينة عملت على تسهيل هذه المهمة، وفي طريقة التسعير قمنا بوضع سعر جيد جدًّا ونظام تقسيط طويل جدًّا، وكنا بحاجة إلى مطور رئيسي، وقد قمنا بهذا الدور، بالإضافة إلى وجود مطورين صناعيين ومطوري بنية تحتية، كمرافق ومستثمر.
أشكر من رفض الدخول معنا في البداية بمشروع طربول
استغرقنا وقتًا للبحث عن الثلاثة تخصصات الأخرى للدخول معنا في المشروع، وعرضنا الأمر على أكبر 5 مطورين صناعيين في مصر، لكنهم رفضوا الدخول في طربول.
أحمد رضوان: لماذا رفضوا الدخول في طربول؟
شريف حمودة: لعدم اقتناعهم بالمشروع.
أحمد رضوان: عدم الاقتناع لأسباب تتعلق بالموقع أو الترفيق؟
شريف حمودة: كانوا لا يرون الموقع مناسبًا، بجانب عدم اطمئنانهم لشركتنا، لأننا لم نكن وقتها من أكبر الشركات في مصر، ولذلك كانت لهم رؤية مختلفة، ولكن اليوم «والحمد الله» الجميع دخل طربول.
رضوى إبراهيم: قبل التحرك من نقطة طربول، حضرتك ذكرت أنهم كانوا يقولون عن طربول إنها مشروع دولة، دعنا نوضح هذه الجزئية بشكل أفضل، وفي رحلتك وبداية هذا المشروع العملاق، كيف كان شكل رأس المال؟ والتمويلات التي حصلت عليها؟ وفيما يتعلق البورصة هل كان هناك عمل في المحافظ الخليجية، وتشغيل الأموال بعيد عن شكل التمويل العادي، وعجز الفوائد؟
وكما ذكرت ياسمين أنه على الرغم من كونه مشروعًا كبيرًا إلا أنه استطاع أن يحقق نجاحًا في وقت به العديد من التحديات، وهناك أيضًا البعض كان لديه مساحات أقل يعمل على تنميتها، ولكن معاناتهم كانت واضحة، لذلك نريد من حضرتك توضيح نقاط القوة التي كانت وراء الكواليس، وجعلت هذا المشروع يصل لهذه المرحلة؟
شريف حمودة: لا يوجد أي شيء سوى خلق نموذج عمل استثماري لطبقة من المستثمرين، ولم تكن لدينا أموال أو إمكانيات مالية تستطيع حمل طربول، وفي هذه التوقيتات الأولى لم تكن الدولة استثمرت في البنية التحتية لطربول، ولا محافظ خليجية دخلت غطت ذلك، وباختصار قالوا لنا: “اذهب أنت وربك فقاتلا».
رضوى إبراهيم: ولكن كيف وصلتم لهذا النجاح دون أي دعم؟
شريف حمودة: دعيني أوضح لكِ كيف؟ نحن في وقت ما أثناء عرض طربول، كان هناك شخص ما مهم وذو خبرة كبيرة طلب منا أن نوضح له طرف الخيط ونقطة البداية، وهذه الجملة كانت جميلة جدًّا.
وبجانب ذلك، استثمارنا في فريق مطوري طربول، وأخذنا فترة بسبب غلق طريق الجيش وعدم اكتمال الأوراق، وفي هذه المرحلة كنا نعمل على خلق نموذج العمل، والتصميم الحضري.
وقدمنا في نموذج العمل فرصًا استثمارية لمجموعة من الشركاء الذين سيدخلون هذا المشروع معًا، ويخرجون بطربول، وفي النهاية سيحققون نجاحات في السوق، لذلك كان رهاننا على خلق مطور عام، ومطورين صناعيين ومطوري بنية تحتية ومستثمرين للتمويل.
والمطور الصناعي يضخ أموالًا في البداية، لتعود عليه بعائد أكبر في النهاية، بينما مطور البنية التحتية ينفق بشكل بسيط ويبيع خدمات، ولكن نحن لا نمتلك المستثمر الأخير، فمستثمر البنية التحتية لا يقوم بدفع أموال دون وجود مستثمر.
ونحن كشركة أخذنا هذه المخاطرة وبدأنا ندفع بشركات تابعة لنا أو شركات نقوم بإقناعها بالدخول معنا كمطور صناعي لتقسيم المشروع وصنع براند.
أحمد رضوان: هل دخلتم كمطور صناعي وليس كمستثمر؟
شريف حمودة: بالطبع دخلنا في مرحلة المطور الصناعي، ولكن أنا المطور العام، واضطررت إلى النزول للمطور الصناعي، وهذا ليس دوري؟
رضوى إبراهيم: قمتم بهذه الخطوة من أجل دفع المشروع إلى الأمام.
شريف حمودة: الجميع كانوا لا يريدون الدخول في المشروع، وأنا الآن لا أعلم هل أشكرهم لعدم دخولهم أم لا؟ ولكن في كل الأحوال تجربتنا نجحت.
أحمد رضوان: بناء على تجربتنا نشكر أي شخص رفض الدخول معنا.
رضوى إبراهيم: بعد مرور مرحلة خيبة الأمل في عدم وجود أشخاص معك في المشروع، تشعر بعدها بقيمة الإنجاز حال النجاح فيه.
شريف حمودة: ولذلك دخلنا كمطور صناعي، وبدأنا نشتغل على مسطح صغير في مدينة طربول، وأمّنا له مصدر مرافق، لأننا في النهاية كنا نعمل على 109 ملايين متر، فالمساحة شاسعة جدًّا.
وصنعنا التصميم على مساحة 109 ملايين متر، ولكننا اشتغلنا على 5 أو 3 ملايين متر، حتى في النهاية نستطيع الإنفاق ونحصل على 200 ميجا كهرباء، بالإضافة إلى المياه.
وحصلنا من الدولة على محطة مياه وبها 13 ألف متر مياه، ومحطة صرف صحي، ونحن «والحمد الله كنا محظوظين» واشتغلنا بذكاء على الرغم من أننا كنا نخوض مخاطرة كبيرة جدًّا، ولكن “بفضل ربنا” كان مخططًا لها جيدًا لخلق آلاف المستثمرين، كشركة طاقة عربية أو أورنج، تستثمر لصنع مرافق معنا، فأنا خلقت النموذج وحصلت على المستثمر وأخذت المخاطرة بمفردي، ولكن المخاطرة كانت محسوبة.
وهذا النموذج الاستثماري جذب لنا اليوم شركات كبيرة كطاقة عربية وأورنج والعديد من الشركات الأخرى التي دخلت في البنية التحتية، فاليوم مستثمر طربول مثل “كي وي سي”.
وأعلم اليوم ماذا ينتج ومتى؟ وأدرك أيضًا أن هناك نحو 150 أو 200 شخص دخلوا من أجل تسقيع الأراضي وبالطبع اشتغلت عليهم، وبعدها دخلنا على المشاريع الميجا، وقمنا بدراسة مصر جيدًا ووجدنا سوق العبور وسوق 6 أكتوبر الذي سيتم نقله.
وسوق العبور أصبح قديمًا وحالته صعبة، وأغلب تجار الخضار والفواكه في مصر من الصعيد، والمحل في سوق العبور يقدر بعشرات الملايين، «وربنا أكرمنا» وحصلنا على موافقة وزارة التموين على إنشاء سوق مركزي داخل طربول على مساحة 1.5 مليون متر.
واتفقنا مع شركة دولية على إدارته، وهذا السوق سيتداول 8 ملايين طن سنويًّا، ومباشرة بعد توقيع ذلك دخل مستثمر لعمل نصف مليون متر ثلاجات و300 شخص لعمل مصانع غذائية، نحن نخلق النموذج الاستثماري.
ياسمين منير: عنصر التمويل كان ذاتيًّا كليًّا؟ وما هى طبيعة المستثمرين في “جي في”؟
شريف حمودة: قمت بشرح التمويل، وليس هناك أجندة مخفية، فالمستثمر يحصل على مجموعة استثمارات من “جي في” وتسهيلات موردين من كبار المقاولين ممن عملوا معنا، وأقدم لهم الشكر لوقوفهم بجانبنا، بجانب شركات استثمارية دخلت لعمل مرافق معنا، وبعدها بدأت البنوك في الدخول.
فأنا لا أحصل على تمويل من البنوك بفائدة مرتفعة في هذه المرحلة، وقدمنا التسهيلات والتوريق بتكلفة مرتفعة غير مناسبة لنا.
أحمد رضوان: لماذا تحتاج التمويل الآن؟
شريف حمودة: اليوم كنا ننهي صندوق طربول الصناعي، وسوف ننزل به قريبًا، واجتمعنا اليوم في القرية الذكية للانتهاء من الصندوق.
أحمد رضوان: ما هو عمل هذا الصندوق؟
شريف حمودة: هو صندوق لزيادة تمويل المرافق وتأمين طربول.
ياسمين منير: هل هناك بنوك مشاركة فيه؟
شريف حمودة: مؤسسة مالية هى الوكيل فيه، وقامت بتأسيس الصندوق معنا، وهي ستتحدث إلى المنتدبين والمؤسسين.
أحمد رضوان: ما هو حجم الصندوق المستهدف؟
شريف حمودة: إذا ذكرت أرقامًا سوف يظهر أنها مبالغ فيها، فهي أرقام ضخمة، تبدأ من 500 مليون إلى 5 مليارات ثم 50 مليارًا.
الانتهاء من صندوق طربول الصناعي قريبًا بقيمة أولية 500 مليون جنيه لزيادة تمويل المرافق
أحمد رضوان: نتحدث هنا عن البداية؟
شريف حمودة: هذا الصندوق لا يبدأ بأقل من 500 مليون «إن شاء الله».
رضوى إبراهيم: من هي المؤسسة المالية معكم؟
شريف حمودة: لا أستطيع أن أفصح عنها الآن.
رضوى إبراهيم: مصرية أم أجنبية؟
شريف حمودة: مصرية.
أحمد رضوان: المؤسسة هي المنوط بها الإعلان عن نفسها.
شريف حمودة: بالطبع لأنها مدرجة في البورصة.
ياسمين منير: اجتمعت حضرتك في أبريل الماضي مع دكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، وتحدثت عن تعظيم دور الصندوق السيادي والصناديق الفرعية في طربول، سواء على مستوى التمويل أو مشاركة المشروعات، أو طرح مبادرات جديدة، فهل هناك أي خطوات جدية في هذا الجزء؟
شريف حمودة: نحن أطلقنا مبادرة في طربول تحت مسمى «صنع» بتعاون من بنك تنمية الصادرات وبنك الإمارات دبي والبنك الأهلي الكويتي، وهى مبادرة 5% الموجودة في البنك المركزي منذ مدة طويلة، ولكن الناس لا ترى المبادرة.
لدينا 280 عميلًا في مبادرة «صنع» اقترضوا بفائدة 5%
ونحن أطلقنا عليها اسم “صنع” وكانت خطوتنا الأولى فيها منذ ثلاثة أشهر، ولدينا نحو 280 عميلًا حصلوا على قروض على 8 و10 سنوات بفائدة 5% وهي تعد نقلة في الصناعة المصرية، لأنها توجه الناس للدخول للمجال الصناعي وإمكانياتهم لا تسمح كسيمنز في ألمانيا والصين والعديد من الدول العالمية.
نحن حاليًا خلال لقاءاتنا مع الوزراء، والدكتورة هالة من أول الناس التي دعمت طربول، ونحن نعمل على فكرة الصندوق السيادي أو الجهات الحكومية أنها ترى طربول في إطار رؤية إستراتيجية أكبر في مصر، وهي «مصر الصناعية” وأنا شخصيًّا غير مستوعب أن مصر لا تكون دولة جبارة في الصناعة واللوجستيات.
مساعٍ جادة لنقل المصانع الكبرى إلى طربول لتفريغ المدن
لدينا في المرحلة المقبلة في طربول فكرة دعم مبادرات الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ونسعى لنقل المصانع الكبرى إلى طربول لتفريغ المدن، ولدينا ميناء جاف في طربول بموقع لوجستي متميز.
والهدف الرئيسي للاجتماع هو مشروع الهيدروجين الأخضر، فنحن وقعنا عقدًا مهمًّا جدًّا في الهيدروجين الأخضر، يعد من أكبر الاتفاقيات التي تم توقيعها في مصر خلال الفترة الماضية، بتحالف دولي كبير، لعمل مصنع لإنتاج 1.5 مليون طن أمونيا كمرحلة أولى، ثم 2 مليون طن في المرحلة الثانية، وهذا مرتبط بالدولة والصندوق السيادي ووزارة الكهرباء.
ونحن أعلنا قبل فترة أن تحالف “إيجس” هو من فاز بالتصميمات النهائية لطربول، من خلال مناقصة دولية ضمت مكاتب استشارية دولية، وإيجس هي شركة فرنسية كبيرة أخذت مترو الأنفاق ومطار الأقصر.
وهناك لقاء أيضًا مع أحد الوزراء بخصوص صناعة السيارات، وهو لقاء مهم.
رضوى إبراهيم: نود أن ننتقل إلى صناعة السيارات، وحضرتك لديك مسار به توكيلات، وبالفعل حضرتك تقوم بالتنصيع عن طريق الآخرين، وكما قرأنا تصريحاتك بأنها مرحلة مؤقتة لحين تشغيل مصنعكم بعد ثلاث سنوات، ونريد أن نعرف ما الجديد لديكم؟
شريف حمودة: سأفصح لك عن سر حول كيفية الحصول على توكيلات السيارات وطرق اقناعهم بهذه الخطوة، ولقد ذكرتها قبل ذلك في مؤتمر صحفي ولكن الناس لم تنتبه لها، فالسوق المصرية تبيع 100 ألف سيارة سنويًّا و200 ألف في أحسن ظروف، وسوف نعلن عن اسم شركة غدًا، تأخذ 18 مليون سيارة سنويًّا، فلماذا تأتي إلى مصر للتصنيع؟
أحمد رضوان: هل يمكن أن تعلن عن اسمها حاليًا؟
شريف حمودة: هى أكبر كيان في الصين، اسمها “فاو”، وهى تمتلك فولكس فاجن، وهاو ديو جت، وبستون، وهانتنج، وسيارات تجارية ونقل، وهم الأكبر في الصين وسوف يأتون إلى مصر للدخول معنا في إنتاج سيارات كهربائية وهذا العام سوف تنتج موديلًا، والعام القادم 5 موديلات، بالإضافة إلى إنتاج 3 خطوط سيارات بنزين للتصدير للعام بأكلمه.
شراكة مع «فاو» الصينية لإنتاج السيارات الكهربائية والتقليدية في مصر
شريف حمودة: لدينا في طربول سيارات أخرى بخلاف الركوب.. نتحدث عن طريقة جذب المستثمرين.. نحن درسنا سوق النقل في مصر، وبدأنا ننظر إلى التاكسي الذي يتم حجزه عبر تطبيقات المحمول.. فوجدنا أن هذه السوق تضم 6 شركات من ضمنها شركة كبرى تمتلك شركة شقيقة في المجال.
سوق النقل الذكي في مصر تضم 6 شركات.. وعدد السيارات في القاهرة يترواح بين 300 و 400 ألف مركبة
وفي مصر تضم هذه السوق ما بين 300 إلى 400 ألف سيارة في القاهرة بمفردها تقريبًا.. الرقم غير معروف بالتحديد، لأن البعض قد يعمل عبر تطبيقات المحمول، كما أن السوق كثيرة المشاكل، والسيارات المستخدمة ليست في أفضل حالة فنية، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية.
بعد عامين من المفاوضات.. نجحنا في جذب إحدى أكبر الشركات العالمية بمجال النقل الذكي
نجحنا على مدار عامين من المفاوضات في جذب إحدى أكبر الشركات العالمية إلى السوق المصرية.
أحمد رضوان: أساس الاتفاق أو مفجره هو الاتفاق مع شركة نقل ذكي للقدوم إلى السوق المحلية.. ثم تقوم شركة جي ڤي بالتوريد إليها؟
شريف حمودة: صحيح.. هي تقدمت بطلب توريد 20 ألف سيارة كل سنة.
رضوى إبراهيم: هل هي شركة لادا؟
شريف حمودة: لا.
الشركة طلبت منا توريد 20 ألف سيارة سنويًّا.. وقدمنا حزم استثمار لا تقاوم
أحمد رضوان: ما هي شركة النقل الذكي التي أتممتم الاتفاق معها؟
شريف حمودة : أفضل عدم الإعلان عنها حاليًا.. ولكنها شركة ضخمة وطلبت 20 ألف سيارة في السنة.. وتم الاتفاق معها على أنه في حال توريد 20 ألف سيارة ستقوم بأعمال الصيانة لهذه السيارات لدينا.
أحمد رضوان: هل الاتفاق يقوم على فكرة التملك؟
شريف حموده: لا.. لا يوجد تملك.. أنت تمتلك التطبيق، وهناك أطراف أخرى تمتلك السيارات، الفرق هنا أنني سأمنحهم سيارات بموديلات وأسعار مختلفة.
رضوى إبراهيم: في هذه الحالة لن يكون وسيطًا، وإنما طرفًا رئيسيًّا في الاتفاقية، وهذا النموذج غير موجود سواء في مصر أو خارجها؟
شريف حمودة: أنا ذكرت جزءًا من الصفقة ولا أريد الإعلان عنها تفصيلًا.. ولكن باقي النموذج غير موجود.
ياسمين منير: نريد إيضاحًا أكثر لتفاصيل الصفقة؟
رضوى إبراهيم: حضرتك حجبت الإفصاح عن اسم الشركة، ولا نريد حجب نوع الموديل أيضًا.. خاصة أنك ذكرت أن قوة الصفقة في الموديل؟
شريف حمودة: الموديل مختلف وأخطر.. لأن موديل النقل الذكي مختلف تمامًا.. وقدمنا حزمة لا يستطيع العميل مقاومتها، سواء امتلك سيارة أو كان يبحث عن عمل إضافي أو كان مستثمرًا.. جميعهم سيصبحون مستثمرين في التطبيق.
أحمد رضوان: حضرتك ستشترط على السائقين الراغبين في الانضمام إلى التطبيق أن تكون لديهم سيارة من ماركة معينة؟
شريف حمودة: ربما.. ولكن لماذا سيوافقون على ذلك؟
أحمد رضوان: بالتأكيد ستكون هناك تسهيلات.
ياسمين منير: هل سيكون هناك كيان ثالث سيمتلك أسطول السيارات ويقوم بتأجيره على سبيل المثال؟
شريف حموده: هناك كيان كبير جدًّا سيكون له دور في الأسطول، وسيضخ استثمارات قوية في مصر من خلال شركتنا بمجال التكنولوجيا بصفة عامة، وسيتم الإعلان عنه قريبًا.
سنعلن الأسبوع القادم عن شراكة جديدة مع أحد الكيانات العالمية في مجال الضيافة
ياسمين منير: ما هي جنسيته؟
شريف حمودة: سيتم الإعلان عنه قريبًا.. أود أن ألفت نظركم إلى أننا سنعلن الأسبوع القادم عن شراكة جديدة مع أحد الكيانات العالمية الكبيرة في مجال الضيافة.
أحمد رضوان: حضرتك ستتحدث عنه عقب الانتهاء من موضوع السيارات؟
شريف حمودة: نحن ندرس الصفقات جيدًا قبل الإعلان عنها.
لدينا 16 شركة تابعة.. وأترك إدارة كل شركة تأخذ قراراتها منفردة
نحن في «چي في» نعمل بجدية تامة، من خلال الـ 16 شركة التابعة بجميع مسؤوليها، والموظفون أيضًا يعملون بجد.
وقمنا بابتكار موديل وأوجدنا سوقًا وطلبًا للنقل الذكي، بالإضافة إلى شيء مهم تحدثت عنه مع وزيرة التخطيط وبعض الوزراء الآخرين، وهو أن المستثمرين الأجانب لا يعلمون أن مصر تقوم بالتصدير إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، بالإضافة إلى الدول العربية، دون جمارك.
محفظة الاستثمارات في مدينة طربول غاية في الاحترافية.. وفي النهاية چي في لا تعمل في طربول فقط، وإنما في مجالات أوسع من طربول.
صحيح أن مدينة طربول منحتها وضع جيد ومصداقية مع المستثمرين.
أحمد رضوان: أصبح هو المشروع الرئيسي تقريبًا؟
شريف حمودة: بالطبع.. أود أن ألفت نظرك إلى أن المشروعات الأخرى التي نقوم بتنفيذها لا تحظى بمثل اهتمام طربول.
رضوى إبراهيم: رحلة حضرتك تضمنت كذلك القطاع الغذائي، وتصريحاتك السابقة كان بها اهتمام بالمجازر الآلية، وهناك حديث عن تصنيع ثلاجات مجمدات.. ما هو وضعها على خريطة استثماراتك؟ وهل هناك مستهدفات أخرى تخص القطاع الغذائي؟
شريف حمودة: لدينا شركة جرين ويفز إحدى شركات المجموعة، حصلت على مشروع ضخم مع الدولة لتطوير المجازر اليدوية وتحويلها إلى آلية.. هذه أعمال مقاولات ولأننا نحب التطوير أجرينا دراسة شاملة للموضوع، وقدمنا نموذجًا يتضمن مزيجًا من الدولي والمصري بالطابع الخاص بنا ولكن باشتراطاته الدولية.
جرين ويفز حصلت على مشروع ضخم مع الدولة لتطوير المجازر اليدوية وتحويلها إلى آلية
هذه الشركة استخرجنا منها شركة أوبريشن لإدارة المشروع.. لدينا حلم نأمل في تحقيقه.
أحمد رضوان: ما هو عمل شركة أوبريشن؟
شريف حمودة: ستقوم بإدارة المجازر.. ولدينا في جنوب مصر مجزران كبيران، أحدهما مملوك للمجموعة ونقوم ببنائه لحسابنا.
أحمد رضوان: كم يبلغ حجم استثماراته؟
شريف حمودة: يتجاوز 300 إلى 400 مليون جنيه، وطاقاته كبيرة للغاية.
وهناك مجازر أخرى تابعة للدولة نشارك في إدارتها.. وأنا لدي حلم بسيط في هذا المجال، هو أن طاقم عملنا في هذا المشروع لديه نموذج جديد للغاية.. وهو أنه من المفترض عند شراء قطعة لحم مثل أي بلد في العالم، أن يكون هناك نظام تعقب يستطيع المستهلك من خلاله التعرف على بلد منشأ الماشية والسن وتاريخ الذبح، والسيارات التي قامت بنقلها، وهذا أمر طبيعي ولكننا نصعب الأمور على أنفسنا.
أحمد رضوان: لا يوجد تصعيب للأمر، الناس تريد تناول اللحوم.
شريف حمودة: إذا قمت بتكليف طاقم العمل لديك لتجميع الفيديوهات المنتشرة عن وضع المجازر في مصر قبل إعطاء الأمر أو طريقة الذبح في العيد.. ستجد شيئًا مؤسفًا للغاية، وليس له علاقة بالشريعة أو الصحة، وهناك دول كبيرة مثل أستراليا منعت التصدير إلينا لمدة سنوات طويلة.. بصراحة هذا مسكوت عنه.. والرئيس تحدث عن ذلك.
مصر بحاجة إلي ثورة في الجهاز الإداري، وأن يكون هناك تغيير كبير في المنظومة الإدارية.. لأنه حتى إذا جذبت أفضل رجال الأعمال في العالم، دون تطوير المنظومة وأن تصبح أفضل منهم، ستمثل لنا صعوبات كبيرة جدًّا.
رضوى إبراهيم: بعيدًا عن مجازر الدولة التي تديرونها.. هناك المجازر الخاصة بكم.. هل تنوي التوسع في ذلك؟
شريف حمودة: في واحد فقط.
لدينا مجزر في جنوب أسوان تابع لشركة أوبريشن باستثمارات تترواح بين 300 و400 مليون جنيه
رضوى إبراهيم: أين؟
شريف حمودة: في جنوب أسوان.
أحمد رضوان: هل ستقوم بالاستيراد من السودان؟
شريف حمودة: نعم.. وهذا خاص بنا.. باقي المجازر الأخرى مع الدولة نقوم بإدارتها، خاصةً أننا كنا مقاولين وقمنا بإنشاء شركة إدارة ولدينا فكر متطور في هذا المجال.
ياسمين منير: فكرة الصناعات التكميلية لهذا النوع من النشاط سواء اللحوم المجمدة والمصنعة، هل على خريطة حضرتك؟
شريف حمودة: لا أنصح أحدًا بالدخول في هذا المجال، لأن طبيعة الحيوانات الكبيرة في مصر ليست أفضل شيء لهذه النوعيات من الصناعة، لأننا لا ننتج المواشي الضخمة التي تقوم عليها مثل هذه الصناعة.
لا أنصح بالاستثمار في مصنعات اللحوم والسوق المحلية غير مؤهلة لذلك
يجب تنفيذها بأسلوب مختلف عن الخارج، خاصة أننا غير قادرين على المنافسة في منتجات كالبرجر أو بعض المنتجات التي يتم استيراد لحومها من الخارج.
هناك صناعات شهدت تطورًا كبيرًا في مصر لمنتجات السوسيس أو شرائح اللحوم، وحققت توسعات جيدة واتجهت كذلك للتصدير.
لدينا خطة للاستثمار في المخلفات.. والمجازر تلقي نحو 300 مليون لتر دم سنويًّا دون الاستفادة منه
لدينا خطة للاستثمار في مخلفات اللحوم، وهذا موضوع ضخم للغاية.. هل تعلمين أن المجازر في مصر تقوم بإلقاء ما يقارب من 300 مليون لتر دم سنويًّا في الصرف الصحي؟.. وهل تعلمين أننا نستورد ما يسمي بمسحوق الدم؟
أحمد رضوان: ما هو استخدامه؟ هل في العلف؟
شريف حمودة: نعم في العلف.. وكذلك ملايين الأطنان من المخلفات العضوية، بالإضافة إلى نوعين لما يسمي بمسحوق اللحوم، هما meat meal و blood meal والتي نقوم بإلقائها في المصارف الصحية.
ياسمين منير: هل بدأت بالفعل في ذلك؟
شريف حمودة: بدأت، ولكن هناك بعض المعوقات، منها إقناع الجزارين بالذبح الآلي، وكذلك إقناع الأجهزة الإدارية بتقديم تسهيلات وفقًا لهذه الوضعية.
ياسمين منير: لكن هناك بالفعل مشروع مرتبط بالمجازر، سواء التي تديرها مع الحكومة أو المجازر الخاصة، وبالتالي أصبحت صاحب الجزء المنظم في هذا الاستثمار؟
شريف حمودة: الأمر ليس بهذه السهولة.. ما لم تكن هناك إرادة حكومية حقيقية.. والرئيس طالب مرارًا وتكرارًا التزام المجازر بالمواصفات الدولية، للذبح وتداول اللحوم ومنع الذبح العشوائي الأرضي.. وإذا نظرنا كيف تسير عمليات الذبح حاليًا ستعرفين النتيجة الطبيعية لذلك.
نحن بحاجة إلي تحويلها لمنظومة اقتصادية، لأن الوضع الحالي خارج الاقتصاد، فهي بحاجة إلى إرادة حكومية.
طربول ستصبح أول مدينة صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي
المنظومة التي تدار في طربول أسهل من ذلك، لأننا في نهاية الأمر نحن من نضع إطار عمل محدد.. طربول ستصبح أول مدينة صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي والأنظمة السحابية، وسنعلن قريبًا عن اتفاقية دولية ضخمة في هذا المجال.
أحمد رضوان: نريد العودة خطوة واحدة للخلف، وتسليط الضوء على مجموعة چي في؟
شريف حمودة: أبسط مما في مخيلتك.
أحمد رضوان: نريد معرفة أذرع المجموعة، وعدد الشركات التي تمتلكها وحجمها؟.. ونريد أن نسأل كذلك بما أنك أحد رجال البورصة وعملت بها لفترة.. هل هناك تصور لطرح چي في أو أحد أذرعها في البورصة؟
شريف حمودة: بناء هذا الكيان الضخم خلال السنوات الماضية كان صعبًا للغاية.. وقد صاحبنا توفيق من الله في ذلك، وسط ظروف الدولة الاقتصادية والتعويم وغيره من الأحداث.
ورغم كل ذلك نجد أن معدلات نمو المجموعة كانت غير طبيعية، حيث إنه في عام 2023 كان متوسط إنشاء المصانع الجديدة من 3 إلى 4 مصانع كل يوم، ومعدلات الحجز كانت من 3 إلى 4 أيام.. هذه أرقام لم يصدقها الكثيرون.. ولكن النموذج المالي والتسعير وطريقة الطرح هي من ساعدت على ظهور هذه المعدلات.
في المقابل لذلك، يتم بناء الجهاز الإداري والقيادي الخاص بمدينة طربول التابع لمجموعة چي في، والذي لم يكن بحجمه الحالي.. المجموعة تستقطب كل يوم كوادر جديدة وأسماء كبيرة، ونقوم بتوفير فرص عمل جديدة.
وحاليًا أترك إدارة كل شركة تأخذ قراراتها منفردة.. في فترة سابقة كنت العضو المنتدب لجميع الشركات، وأصدر كل القرارات، الأمر كان مرهقًا للغاية.. ثم بدأت بشكل تدريجي الخروج من إدارة جميع الشركات، والتركيز على طربول فقط.
أحمد رضوان: كم يبلغ عدد شركات المجموعة؟
شريف حمودة: 16 شركة.
أحمد رضوان: وكم يبلغ عدد الأنشطة؟
شريف حمودة: التطوير الصناعي هو النشاط الرئيسي، والتطوير العقاري، لدينا كذلك المقاولات الصناعية، بالإضافة إلى موضوع المجازر، ونشاط خدمات الضيافة الذي يعد المولود الجديد للمجموعة، ولدينا أيضًا المجال التكنولوجي، وأنشأنا شركة جديدة «يانج في» وهي الشركة التي تمتلك التكنولوجيا بالمجموعة.
أحمد رضوان: هل هذه الشركة ستعمل لحسابكم ولحساب الغير؟
شريف حمودة: لا.. ستعمل لحسابنا فقط.
ياسمين منير: وهل هي ستدخل ضمن التحالف مع الكيان الكبير؟
شريف حمودة: نعم.. بإذن الله.. وهي التي تمتلك التكنولوجيا بالمجموعة، بما فيها النقل الذكي وتطبيقات أخرى.
وسيكون هناك نشاط في نقل البضائع قريبًا مرتبط بمدينة طربول، وبصدد إقامة مخازن مركزية لهذا النشاط، وهي تستهدف جذب المستثمرين من خلال توفير الخدمات التي يحتاجها.
لدينا كذلك خدمات الضيافة والاستثمارات الخضراء، وسنعلن قريبًا عن أول بنك ائتمان كربوني.
أحمد رضوان: هل هو الذي يضم كذلك الهيدروجين؟
شريف حمودة: أكبر من قصة الهيدروجين لأنه جزء منها.. والهيدروجين شركة من الشركات التي لها علاقة بطربول.
أحمد رضوان: هل هناك رقم محدد لحجم هذه الشركات؟
شريف حمودة: تقصد المبيعات؟
أحمد رضوان: حجم استثماراتها أو إيراداتها العام الماضي؟
شريف حمودة: أنا لا أعلن عن إيرادات طالما أنها ليست مدرجة في البورصة، وهذا قرارنا.. وإذا تم إدراج شركتنا سنعلن حينها عن الإيرادات.
أحمد رضوان: ما هو مجموع رؤوس أموالهم؟
شريف حمودة: مجموع مشاريعهم أو استثماراتهم ضخم للغاية، لا أتذكر حاليًا الرقم بالتحديد.
رضوى إبراهيم: كم تبلغ تقريبًا؟
شريف حمودة: عندما نتحدث عن مشروعات الساحل الشمالي نجد أنه رقم كبير.
مطلوب منا حجم أعمال في مجال المقاولات بقيمة تصل إلى 30 مليار جنيه خلال 4 سنوات
رضوى إبراهيم: كلمة رقم كبير ليست مؤشرًا على أي شيء.. لا نريد معرفة أحدث رقم، يكفينا فقط معرفة حجم الاستثمارات منذ عام أو عامين؟
شريف حمودة: أستطيع القول إنه على سبيل المثال في أعمال المقاولات مطلوب منا خلال الـ 4 سنوات المقبلة ما قيمته 27 إلى 30 مليار جنيه.
أحمد رضوان: هل هذا حجم أعمال؟
شريف حمودة: نعم.
نستهدف الاستثمار في البورصة من خلال إنشاء صناديق صناعية وعقارية
أحمد رضوان: نعود إلى سؤال البورصة قبل الحديث عن موضوع خدمات الضيافة.. ما هي تجهيزاتكم للدخول في البورصة؟
شريف حمودة: سندخل البورصة من خلال إنشاء صناديق استثمار كمؤسسين، ونسعى لإدراجها، وأن يسمح لها بالاكتتاب، وهذا هو توجهنا.
ياسمين منير: ما هي نوعية تلك الصناديق؟
أحمد رضوان: هل مثل الصندوق الصناعي الذي تحدثت عنه من قبل؟
شريف حمودة: ستكون صناديق صناعية وعقارية في هذا الإطار.
ياسمين منير: الصندوق الذي ذكرته حضرتك هل سيكون مدرجًا في البورصة؟
شريف حمودة: نعم.. وهذا هو هدفنا سواء في الاستثمارات الخضراء أو الصناعية.
أحمد رضوان: ألا تفكر مجموعة چي في بالإدراج في البورصة؟
شريف حمودة: دعني أخبرك أن چي في موازنتها لهذا العام ستحقق أرباحًا لأول مرة.. لأن المعايير المحاسبية لا تجعلها تحقق تلك الأرباح.
أحمد رضوان: حضرتك تتحدث منذ عام 2022؟
شريف حمودة: لا.. الشكل الأخير للمجموعة ظهر عام 2019.. لدينا 4 شركات أخرى تحقق أرباحًا جيدة.
اكتمال الهيكل النهائي للمجموعة يستغرق 4 سنوات
أعتقد أن اكتمال الهيكل النهائي للمجموعة سيستغرق من 3 إلى 4 سنوات قادمة.
رضوى إبراهيم: بعيدًا عن توافق شروط القيد في البورصة.. أود أن أعرف متى ستلجأ حضرتك للبورصة.. من أجل الحصول على تمويل منخفض التكلفة أو إذا ما رغبت في التخارج حتى لو جزئيًّا من بعض الاستثمارات؟
شريف حمودة : أنا لست مؤيدًا للتخارج.. ولكن أنا مع توسيع قاعدة الملكية.. وأرى أن چي ڤي تستحق أن يكون بها توسعة لقاعدة الملكية، خاصة أن مطبخ أفكارها ليس من وحي شريف حمودة.. نحن نتملك فريقًا مميزًا للتطوير.. وأنا دوري معهم يقتصر على الدعم والإيمان بأفكارهم.. جميع أعضاء الفريق كان لهم فترات عمل سابقة بالحكومة، سواء الموظفون الكبار أو حتى الصغار.
أكبر تحدٍّ واجهني لفريق التطوير خلال الـ 4 سنوات الماضية هو توفير تمويل لتنفيذ أفكارهم.. هم لم يخترعوا أشياء جديدة، بل قاموا بتجميع موضوعات مختلفة ويتم اختيار واحد منهم يصلح للتنفيذ ويخدم المجموعة.
نحن استثمارنا في هذا الفريق من خلال تهيئة مناخ جيد، ومنحه فرص السفر للخارج في أوروبا وأمريكا والصين، من أجل التوصل إلى المقومات التي نحتاجها لتشغيل وإنجاح مدينة طربول في مصر.
رضوى إبراهيم: حضرتك ذكرت أنك لا تحبذ التخارج.. هل حديثك هنا يقصد به چي ڤي بمناسبة الحديث عن فكرة طرحها أم هذه مدرسة حضرتك في العموم؟ هل الـ 5 أنشطة التي تعمل فيها تعتزم الاستمرار بها طوال الوقت أم أن هناك أنشطة منها وضعت لها مستهدفات وأرقامًا محددة، بمجرد الوصول إليها يصبح الغرض منها قد تحقق؟ هل وضعت مؤشرات معينة فيها تصورات لدمج هذه الأنشطة أم لا؟ هل هناك قطاعات ممكن أن يأتي عليك وقت وتغير شكل الشراكات بها؟
شريف حمودة : بالتأكيد.
رضوى إبراهيم: كيف؟
شريف حمودة: سأخبرك.. مبدئيًّا حياتي لم تكن سعيدة، بل كانت صعبة للغاية، وواجهت تجارب صعبة.
أحمد رضوان: نشأتك في الأصل كانت في سوهاج أم طنطا؟
شريف حمودة: نشأتي بدأت في طنطا.. وجذور أسرتي من كلا المحافظتين.. وأنا لا أتحدث عن النشأة والطفولة أو حتى أيام الكلية، كلها كانت فترات سعيدة جدًّا، وكنت من أسرة ميسورة الحال.
شريف حمودة: فيما يتعلق بالحياة العملية، فإن الجيل الذي سبقنا في الاستثمار والأعمال بـ 10 و20 سنة عاصر أيامًا جميلة في التسعينيات والألفينات.
الاستثمار العقاري قبل 2011 كان عبارة عن 4 أو 5 شركات فقط
الاستثمار العقاري قبل 2011 كان عبارة عن 4 أو 5 شركات، حصلت على أراض ضخمة بأسعار رخيصة جدًّا، وطرحوا شركاتهم في البورصة بشكل جيد، وتمويلات ضخمة، والدولة كانت طيبة، بينما الجيل الحالي يواجه تحديات عديدة، وأصبح هناك من يطلق عليهم مطورو العاصمة الذين يعملون في ظروف صعبة، ومن الصعب مقارنتهم بالجيل القديم من الشركات العقارية وخاصة العائلية، حيث إن المطورين باعوا المتر في العاصمة الإدارية بـ 5 و7 آلاف جنيه، بينما أصبح الآن بـ 100 ألف جنيه، وبالتالي الجيل القديم ظروفهم أفضل من الجيل الحالي بشكل كبير، لأنهم حصلوا على الأراضي من الدولة في مناطق مثل مرسى علم والغردقة بأسعار دولار للمتر.
لا يوجد لدي أزمة مع أي نظام تولى حكم مصر، ونحترمهم جميعًا، لكن قبل 2011 مصر كان بها 15 شركة متواجدة في كل المجالات، سواء في غرب خليج السويس أو البحر الأحمر، أو الاستثمار العقاري، ستجدها نفس الشركات في كل المجالات، بالإضافة إلى أنهم شركات عائلات، بينما حاليًا هناك آلاف الشركات في مختلف المجالات، كما أن مجال المقاولات أصبح به شركات ضخمة أعمارها 10 سنوات فقط.
البعض لا ينتبه لذلك عند الحديث عن ارتفاع الأسعار، سواء في العقارات أو غيرها، ولذلك أزمة مصر في 2011 لم تكن سياسية، وإنما اقتصادية بشكل أكبر، لأن الأموال هربت من البلد بأرقام ضخمة وصلت إلى 400 مليار دولار.
نحن اليوم في ظروف صعبة، ومن يعمل وينجح لا بد أن يكون قويًّا جدًّا.
التخارج من أي شركة وارد إذا كانت الفرصة الاستثمارية جيدة
نعود إلى مجموعة جي في للاستثمارات.. التخارج من أي شركة حاليًا وارد، وإذا جاءت فرصة استثمارية جيدة وكيان ضخم يريد الاستحواذ على حصة حاكمة في مشروع معين، مع احتفاظ المجموعة بحصة 10% للإدارة فقط، ثم التخارج نهائيًّا فيما بعد، فإن المجموعة ستوافق على التخارج، لأن ذلك وارد في مجال الأعمال والاستثمار، ولا توجد فيه أي مشكلة.
مجموعة جي في لم تنضج بالشكل الكافي وتحتاج إلى مجهود كبير
المجموعة لم تنضج بالشكل الكافي بعد، وتحتاج إلى أن تعمل على نفسها وتجتهد بشكل أكبر.
أحمد رضوان: نادرًا ما يعترف أحد بذلك؟
شريف حمودة: 90% من شركات مصر تحتاج أن تقوم بذلك، لكن لا أحد يعترف بهذا الأمر.
ياسمين منير: هل يمثل ذلك عائقًا أمامك عند طرح الشركات التابعة للمجموعة في البورصة، طالما أن هناك كيانات منها متوافقة وناجحة؟
شريف حمودة: شركات المجموعة ستكون جاهزة لهذا الأمر بعدما تبدأ مصانع طربول في الإنتاج، وبعد تسليم مشاريعها العقارية للعملاء.
شركات المجموعة ستكون جاهزة للطرح في البورصة بعد بدء إنتاج مصانع طربول وتسليم المشروعات العقارية
ما نعلن عنه من مبيعات وتنفيذ إنشاءات واقع موجود بالفعل، ولكن المجموعة تفضل أن ترى نتيجة التعب والمجهود أولًا.
تكلفة الإنشاءات زادت 4 أضعاف، والمجموعة تواجه صعوبات.
رضوى إبراهيم: بخصوص مسألة القيد في البورصة.. هل سيكون القيد المزدوج بسوق آخر في الاعتبار أم ستكتفي بالبورصة المصرية؟
شريف حمودة: من الممكن أن نعلن قريبًا مفاجأة بخصوص الاستثمارات الخضراء، ستكون ضخمة جدًّا، لأنها ستكون في العالم كله، ولن يكون مركزها في مصر، لكنها تخدم مدينة طربول ومصر كلها، والمجموعة تتعاون فيها مع أجهزة الدولة، سواء الرقابة المالية وصناديق الاستثمار، ولو نجحت المجموعة في تنفيذ هذه المفاجأة ستكون مفيدة لمصر بشكل كبير، وستواجه التحديات التي تنتظر الاقتصاد المصري بسبب تطبيق الاتحاد الأوروبي آلية تعديل حدود الكربون ” CBAM” في 2026.
آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية «CBAM» ستضرب الصادرات المصرية في مقتل إذا لم ننتبه
آلية تعديل حدود الكربون «CBAM» هى اشتراطات أوروبية جديدة خطيرة جدًّا، وسوف تؤثر على الاقتصاد المصري بشكل كبير، وتضرب الصادرات في مقتل، والتطورات الخاصة بها تسير بشكل سريع في أوروبا.
أحمد رضوان: ننتقل الآن إلى مجال الضيافة والفندقة.. نريد أن نتحدث عنه بشكل أكبر؟
شريف حمودة: لدينا مشروعات عقارية تسعى المجموعة إلى إنشاء فنادق وشقق فندقية بها، لأنها «الترند العالمي الجديد»، وقد أنشأت جي في للاستثمارات شركة hospitality development، وهي نموذج جديد في السوق المصرية، أي أنها مطور فندقي وليس مالكًا أو مشغلًا للفندق.
والمجموعة أجرت دراسة عن عدد الفنادق في مصر عام 2000، ونسبة العلامات العالمية منها، ووجدت أنها كانت تمثل 80% من حجم السوق، إلا أنها في عام 2023 أصبحت 20% فقط، واستعرضت أسباب انخفاض النسبة، وكان من ضمنها الإرهاب وتذبذب أداء قطاع السياحة، كما تمت دراسة أسباب انخفاض أسعار الفنادق في مصر، ولماذا تعتمد على الأسواق التقليدية فقط؟ ومن هم المشغلون العالميون الموجودون في السوق، الذين بدأوا في العودة مرة أخرى إلى السوق المصرية، لأن المشغلين المحليين يعانون من مشاكل عديدة؟
الإعلان عن تحالف مع شريك عالمي في مجال الفندقة خلال أسبوع بعد دراسة ومباحثات لمدة 3 سنوات
ولهذا قررت المجموعة البحث عن شريك دولي كبير لم يدخل السوق المصرية من قبل، أو دخل السوق المصرية وخرج سريعًا، وتم اختيار الشريك وسيتم الإعلان عنه خلال أسبوع بعد دراسة ومباحثات لمدة 3 سنوات.
رضوى إبراهيم: ما خطة المجموعة في هذا المجال خلال الفترة المقبلة؟
شريف حمودة: سيتم تنفيذ مشروعات جبارة، وسيتم تسليم هذا الشريك الشقق الفندقية التي تمتلكها المجموعة في مختلف المناطق المصرية لتشغيلها، بالإضافة إلى أن البراندات العالمية التي تشغل فنادق في مصر لا تمتلك مكاتب محليًّا، وإنما تديرها من مكتبها الرئيسي دبي، رغم تشغيلها لعشرات ومئات الفنادق في مصر، وكل فندق له إدارته الخاصة، لكنه لا يوجد إدارة له في مصر إسمها إدارة مصر.
ولذلك تم إقناع الشريك الدولي بفتح مكتب له في مصر مبدئيًّا ثم شمال إفريقيا وباقي دول القارة فيما بعد، وكل ذلك حتى يشعر صاحب الفندق أن المشغل لفندقه قريب منه، وداعم له، وليس مجرد وجود مدير للفندق فقط، بل منظومة كاملة موجودة بجواره.
جي في للاستثمارات ستقوم بدورها في التسويق والتطوير والإنشاء والبناء، وقد تم تصميم ico system ، بالإضافة إلى تولي شركة التكنولوجيا الخاصة بالمجموعة مسألة الإعلان والتسويق.
الـ eco system تمت مناقشته مع شركات عديدة وفشلنا مع كثير منها، لكننا نجحنا مع شركات أفضل من المستهدفة في النهاية، وقريبًا سيتم إطلاق هذه الشراكة في مصر، كما أن ميزة هذا الشريك أنه يجذب لمصر نوعًا مختلفًا من السياحة، ويؤدي إلى دخول مصر مناطق جديدة في مجال السياحة، لم تدخلها من قبل.
رضوى إبراهيم: ما شكل الشراكة مع هذه الشركة السياحية؟
شريف حمودة: هذه الشركة عالمية تمتلك سلسلة من الفنادق والبراندات، ومملوكة لكيان أكبر في مجال التطوير، وستدخل السوق المصرية بنموذج مختلف و eco systemكامل، وسيكون الدخول في مجال التصميم بشكل مختلف وتقديم خدمات أخرى.
العوائد الاقتصادية على مجموعة جي في ستكون من خلال الشراكة بين الشركتين بنسب معينة دون الدخول في مجال التشغيل، نحن مطورون فقط، ولا نفضل الإدارة والتشغيل.. وفي مدينة طربول الصناعية يأتي إلى المجموعة مستثمرون كثيرون يعرضون عليها الدخول في شراكة، ويتم رفض هذه العروض، ليس لأنها سيئة، ولكن حتى لا تغرس المجموعة مع كل مستثمر يتعامل معها، وهذا النظام يسير على الكل، عدا المستثمرين الأجانب.
رضوى إبراهيم: ولماذا الأجانب؟
شريف حمودة: لأن الأجانب نحاول إقناعهم بالدخول في السوق المصرية في ظل الظروف الصعبة الحالية، وبالتالي يجب الاستمرار معهم حتى التخارج من المشروع فيما بعد.
رضوى إبراهيم: هل تفعل ذلك حتى تشجعهم أم لأنك مطمئن أكثر لهذه الشراكة؟
شريف حمودة: حتى نشجعهم.
ليس لدينا خطة للتوسع في الاستثمار الرياضي حاليًا ولكننا نمتلك ناديين بالتجمع الخامس والساحل الشمالي
ياسمين منير: وماذا عن الاستثمار الرياضي؟
شريف حمودة: ليس لدينا حاليًا خطة للتوسع في هذا المجال، رغم أنه مجال جيد وبه فرص كثيرة، ولكن المجموعة تمتلك ناديين أحدهما في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة يتم تنفيذه على مساحة 20 فدانًا اسمه «صول»، بالإضافة إلى نادٍ كبير في مشروع المجموعة بالساحل الشمالي «الطيب» يعمل طوال العام.
الإعلان عن هايبر ماركت ضخم في طربول قريبًا
وهنا نعود إلى طربول، لأنه سيتم الإعلان عن هايبر ماركت ضخم جدًّا فيها قريبًا، والبعض يسأل: كيف تبدأ في هذا المشروع ولم يسكن المدينة أحد حتى الآن؟ لكن الإجابة هى أن المجموعة تفضل هذا النوع من المشروعات وتقوم بتنفيذه لأنه جزء من التطوير، ثم يستحوذ عليه أي مستثمر فيما بعد.
ياسمين منير: نعود إلى الساحل الطيب والاستثمار في الساحل الشمالي.. كيف ترى صفقة رأس الحكمة والاستثمار في الساحل بشكل عام؟
شريف حمودة: رأس الحكمة لها أهلها ومستثمروها، والصفقة مشروع كان له دور كبير في دفع الاقتصاد المصري من مرحلة الخطر، إنما الساحل الشمالي الذي نعرفه منذ زمن طويل كان قد بدأ بالعجمي ثم مراقيا، ومارينا التي كانت نقلة العمر التي كان الجميع يتمنى دخولها، وهى مشروع لن يتكرر مرة أخرى.
رأس الحكمة لها أهلها ومستثمروها.. والصفقة لها دور كبير في دفع الاقتصاد المصري من مرحلة الخطر
أحمد رضوان: لن يتكرر بسبب عدم طرح هذه المساحة مرة أخرى على المستثمرين أم ماذا؟
شريف حمودة:لا .. المشروع لن يتكرر بسبب التكلفة العالية جدًّا وليس المساحة.
بعد مارينا جاءت العلمين، وبعدها انطلق التطوير لباقي مناطق الساحل، وأنا شخصيًّا سكنت في الساحل الطيب وأبنائي ولدوا فيه، وحتى 4 سنوات ماضية كنت من سكان الساحل الطيب، وبعدها خرج تريند الساحل الطيب والشرير منذ عامين، وانتقلت بعدها للساحل الشرير لكني محتفظ بمنزلي في الساحل الطيب، لأنه داخل أحد المشروعات الجميلة التي ما زالت تحتفظ برونقها.
مصطلح الساحل الطيب تم إطلاقه لأكثر من سبب، الأول تكلفة المنزل، والثاني تكلفة الحياة، والثالث نمط الحياة، وأصبح المصطلح «تريند» بعدما كان نكتة في البداية.
أسعار الوحدات في الساحل الشمالي الصيف القادم خارج الخيال
لو تم إجراء دراسة عن أسعار الوحدات في الساحل الشمالي الصيف القادم، فإننا سوف نسمع عن أرقام خارج الخيال.
الساحل الطيب تم إهماله والقرى أصبحت قديمة والناس أصبحت تهرب منه، ولم يعد هناك نمط للحياة أو سهر ليلًا أو الذهاب للنوادي وعدم وجود مستشفيات، حتى مارينا نفسها بدأ يحدث فيها ذلك.
رضوى إبراهيم: لماذا هذا هو حالنا في مصر؟ من أجل أن نساعد شيئًا على النهوض وتوجيه الأنظار إليه لا نكتفي بأننا نخدم عليه، لكن نقضي على من يهددونه.
شريف حمودة: هذه أحلى كلمة.. أتمنى أن يتم في كل حلقة في برنامجكم تكرارها، خاصة أنني حتى الآن لا أعلم.. لماذا قضينا على مدينة المعمورة، بالرغم من أنه يوجد الكثير من المدن التي تشبهها، ولا تزال مستمرة حتى الآن، مثل كان الفرنسية.
أحمد رضوان: طبعًا.
شريف حمودة: منطقة العجمي ماتت هي الأخرى، وأصبحت عشوائيات، ولا أعلم لماذا فعلنا كل هذا؟ ونقضي الآن على مارينا أيضًا.
أحمد رضوان: نعم.
شريف حمودة: أنا أحلم غدًا، أن يصدر رئيس الوزراء قرار استحواذ أي صندوق استثمار سيادي، على جميع المنازل المغلقة في الساحل الشمالي، التي من المرجح أن يصل عددها إلى 100 ألف وحدة، تخيلوا معي لو حدث هذا؟ سوف يكون لدينا في يوم واحد 100 ألف شقة فندقية نستطيع أن نستفيد منها بدلًا من أنها حاليًا مغلقة ومتهالكة.
بهذه الخطوة، سوف تكون الحكومة أحيت من جديد الاستثمار، خاصة أنه توجد قرى بالكامل أصبحت ميتة بالفعل، وتمر بأوضاع في غاية السوء ومتهالكة، لكن أنا لا أفهم لماذا حتى الآن نقتل استثمارًا على حساب استثمار آخر.
وأعتقد أننا كنا محظوظين لأن محفظة أراضينا المتعثرة التي تحدثت عنها في بداية اللقاء جزء كبير منها في الساحل الطيب، وأثناء إنهاء الأوراق الخاصة بتلك الأمور بدأ يحدث تطور لهذه السوق، ما جعلنا نبدأ النظر للمشروع الرئيسي الذي نمتلكه «الويت ساند»؛ ليتم تحويله ليصبح تاون الساحل الطيب.
فعملنا على الفور في إنشاء بوابة ضخمة على باب المشروع، وبدأنا في تأسيس ناد رياضي على مساحة 30 ألف متر، وشاطئ وجهته 800 متر، وبدأ المشروع يتوافر فيه كل الخدمات المطلوبة له، ولكل القرى المجاورة؛ ليصبح «سنتر أوف أكشن» بالنسبة لمنطقة الساحل الطيب.
بهذا بدأنا في تغيير الـ”desgin”، ونتجه لهدف ثان في هذه المشروعات التي تواجه تعثرًا ومشكلات، وما ساعدنا في تحقيق هذا التوجه أن مدينة العلمين بدأت في الظهور، بحيث أصبح الساحل الطيب المركز بين العلمين والإسكندرية، مثله مثل الشيخ زايد بالنسبة لأكتوبر، والتجمع فبدأ يكون هناك جامعات وحياة أخرى.
ونحن بدأنا العمل في منطقة الساحل الطيب من فكرة أننا مطورون نطمح لتغيير شكل المنطقة، فاستهدفنا في خططنا أن تضم مشروعاتنا بحيرات، وفنادق، وهايبر ماركت، وسينمات، ومستشفى صغيرًا، تلك الخطط تتزامن مع ظروف جيدة، إذ شهدت أسعار العقارات في المناطق التي أمامنا قفزة غير طبيعية، وهذا يمنحنا فرصًا جيدة بعد أن بدأنا العمل في الموقع، والانتهاء من الأوراق.
أحمد رضوان: تقصد أنكم أصبحتم أكثر جاذبية.
شريف حمودة: بالفعل.. أصبحنا مطلوبين أكثر، لأن فكرة A Class ، و B Class لا أعلم هي ثقافة، أم تربية، أم أموال، والمجتمع المصري كيف يتم تصنيفه؟
رضوى إبراهيم: حتى الآن بالأموال.. لدى سؤال: كل المستثمرين في جميع القطاعات ظلوا طوال عام كامل يتحدثون عن أن عجلة الإنتاج متوقفة انتظارًا لقرار التعويم.
شريف حمودة : ظهور الفرج .
رضوى إبراهيم: نعم، حصلت هذه الخطوة بالفعل، وكان جميع مجتمع الأعمال في انتظارها، ويعلق آماله عليها بأنها سوف تحدث الانفراجة، ولكن مر الآن على التعويم مدة زمنية أعتقد أنها مناسبة للحكم عليها.
فهل سيادتكم ترى أن انفراجة حقيقة حدثت بالفعل، أم الذين كانت أصواتهم مرتفعة قبل قرار التعويم كانوا يتحدثون عن تحقيق عوائد بشكل مختلف، وبعيد عن عجلة الاستثمار أو التنمية الحقيقة؟
شريف حمودة : لا أفهم ما تقصدينه من السؤال جيدًا.
رضوى إبراهيم: أعني من سؤالي التركيز، والاستعجال على قرار التعويم.. وأعتقد أن سيادتك تفهم ما أقصده جيدًا، ولكن سوف أسأل السؤال بصيغة مختلفة. سؤالي يعني أن قرار تعويم العملة، يكون الهدف منه مكاسب في اتجاهات مختلفة، فهل تأخذ من فكرة الحديث عن الاستثمار ستارة أم لا من وراء تلك المكاسب؟
ولماذا لا نرى الاقتصاد يتحرك بالطريقة التي يطمح بها الجميع بمجرد تنفيذ تلك الخطوة، والتي يتوقعون من خلالها أن تنقل الاقتصاد لمرحلة أخرى؟
شريف حمودة: أستطيع أن أفهم أن سؤالك يتعلق بالمضاربات في العملة.
رضوى إبراهيم: نعم… طبعًا.
شريف حمودة: في البداية ظهور السوق السوداء في العملة كان سوف ينقل مصر إلى مصير مجهول، فنحن وجدنا بلادنا تحولت مرة واحدة إلى مضاربات على العملة والذهب، هذه المضاربات تسير بالاقتصاد نحو الاصطدام بحائط.
لذلك عندما اتخذت الدولة إجراءات عنيفة قانونية، وغيرها لم يغضب أي من المواطنين، لأننا كنا نسير في اتجاه 30 و40 و50 و60 و70 و80، وهي مزايدات لا نعرف نهاية لها.
حتى أصبحت عمليات المضاربات لا يوجد لها سقف، حتى الذهب عندما كان يسافر أي شخص، يشتري قطعتين من أجل إعادة بيعهم في السوق المصرية؛ لذلك الذي حدث عندما تم توقيع اتفاقية «رأس الحكمة”، تعرضت السوق لهبوط أوتوماتيكي من 70 إلى 40 جنيهًا، وبعد ذلك حدث استقرار في نهاية الـ 40 جنيهًا.
فنحن عبرنا من عنق زجاجة قاتل، والذين قاموا بهذه العمليات المضاربية أطلقوا عليهم مسميات كما تشاؤون تجارًا، أو مضاربين، أو مصاصي دماء، أو حيتانًا، للأسف جميع الشعب المصري تحرك معهم، وأصبحت كل البيوت والأطفال والشباب تتاجر في العملة، والجميع بدأ في ركوب الموجة، مع العلم أن الجميع يعلم أنه يضارب ويتحمل عواقب تلك المضاربة عند شراء كيلو اللحمة، أو لتر اللبن.
رضوى إبراهيم: نعم، يتم دفع ثمن عملية المضاربة في تفاصيل كثيرة.
شريف حمودة : فالذي حدث الآن استقرار.. الحمد الله.
أحمد رضوان: الحمد الله رب العالمين.
شريف حمودة: استقرار يعني أنه لا توجد مضاربة بالعملة، ويجب العلم أن تجارة العملة سريعة التأثر بأي ضربة سعر؛ لذلك لا يستطيع المضارب أن يحتفظ بالعملة لفترات طويلة؛ لهذا عندما تم حرق الأسعار سارع الجميع للبيع، والسوق من ورائهم انخفض.
وأنا أعتقد أن الدولة لديها رؤية.. لأن عندما تتراجع العملة يرتفع الدعم فتخسر الميزانية، لكن التصدير مستفيد يعني هي معادلة صعبة؛ لكن لو واصلت الضغط على الأسواق.
أحمد رضوان: هي معادلة صعبة، أهم شيء فيها الوضوح.
شريف حمودة: كانت ستتحقق زيادة في قيمة الجنيه، لأن سعر الصرف وصل إلى مستويات الـ 40 جنيهًا، دون أن تضخ الحكومة دولارًا واحدًا بالبنوك، نتيجة للإقبال الضخم من قبل المواطنين للتنازل عن ما بحيازتهم من عملات أجنبية بالبنوك.
لكن لا أعلم، من الممكن أن البنك المركزي، ووزارة المالية ترى أن السعر في هذه المرحلة وهذه المنطقة، يستطيع أن يحقق توازنًا بين السياحة والصادرات، والأشياء الأخرى.
أحمد رضوان: فعلًا.
شريف حمودة: لا أستطيع أن أعلم أنها ترى هذا السعر المضبوط، لكن الذي أعلمه أن أكثر قطاع تضرر من هذه القصة هو الاستثمار العقاري، الذي أرى أنه هو الضحية الأكبر في هذا المجال؛ ولو تفضلت بالبحث سوف تكتشفين أن الاستثمار العقاري في حالة كساد كبيرة خلال الفترة الماضية.
أحمد رضوان: نعم.. لماذا القطاع العقاري في كساد؟
شريف حمودة: لأنني لو قمت ببيع سيارة اليوم بمليون جنيه، والتكلفة تراجعت سوف أبيعها غدًا بـنحو 700 ألف جنيه، وليس لدي أدنى مشكلة.
لكن الذي لديه شقة في كمبوند مثلًا بمدينة مستقبل سيتي بسعر 100 ألف جنيه المتر، وقام على تسعير المتر بـ70 ألف جنيه، لا يستطيع العودة في تسعيره مرة أخرى، لأنك قمت بالشراء منه، وهو لا يستطيع أن يقوم بالبيع لك بنحو 100 ألف جنيه، وغدًا يبيع بـ 80 ألف، وبعد غد يبيع لشخص آخر بـ 60 ألف جنيه.
ياسمين منير: فعلًا.
شريف حمودة: هذا هو –بالفعل- لو أنتم تتحدثون عن مشكلة كبيرة، وناقوس خطر.
أحمد رضوان: تقصد القطاع العقاري.
شريف حمودة: نعم.. لأن المطور سعر على 70 ألف جنيه، وعندما وجد الصدمة التي حدثت بالأسواق قام بالتسعير على 100 ألف جنيه.. وهو ليس مخطئًا في شيء.
ياسمين منير: وفقًا لظروف السوق.
شريف حمودة: نعم.. وفقًا لظروف السوق، وهو بالفعل الآن في أزمة لأنه سوف يقوم بالتقسيط على 15 عامًا دون مقدم سداد، أو 10 سنوات مع فائدة 30 % فهذه طبعًا أزمة، ولكن لديك قطاعات أخرى مثل السيارات أسعارها بدأت تهبط.
وهناك أزمة ثانية في البضائع، أن هبوط الأسعار ليس بنفس معدل الهبوط الذي حدث في الدولار، وأعتقد أننا لو تحملنا بعض الوقت سوف تهبط أسعار السلع مرة أخرى، لأن السوق دخلت في مرحلة الانكماش.
كما أحب أن ألفت نظركم لموضوع مهم، لا نهتم به وهو الأعداد الكبيرة من الوافدين لمصر.. نحن لدينا أعداد كبيرة من مختلف الجنسيات، هم سبب في ارتفاع الأسعار، وزيادة الطلب لأنك تتحدث عن أرقام ضخمة جدًّا جدًّا من اللاجئين، فمثلًا أنظر إلى إيجار الشقة في مدينة نصر ومدينتي إلى أين وصلت قيمته حاليًا.
وأنا أؤكد أن عملية اللاجئين لا أعتبرها عيبًا، لأنهم ضخوا أموالًا، وعمالة بالاقتصاد، بجانب أنه أخلاقيًّا لا أستطيع أن أطالب بمنعهم من الدخول.
ياسمين منير: ولكنهم غيروا معطيات السوق.
شريف حمودة: غيروا بالفعل معطيات السوق، وأدخلوا قوى عاملة مختلفة مثل السوريين، الذين اعتقد أنهم قاموا بعمل أداء مميز.
وهذه هي طبيعة مصر تاريخيًّا، فمن يحب أن يقرأ التاريخ مثل حالتي، سوف يجد أن مصر كانت دولة Cosmopolitical city أي دولة عالمية سياسية.
ياسمين منير: بالفعل، هذا ليس بجديد علينا حتى، أيام حرب العراق، كان هناك توافد ضخم من العراقيين على مصر، وعملوا في قطاع العقارات.
أحمد رضوان: أريد أن أنقل الحديث مع سيادتكم إلى جيل الجديد.. هل أنت تقوم بالتخطيط لهم، أم تتركهم يحددون مستقبلهم؟
شريف حمودة: سؤال جيد.. مصر لديها قوة رأسمال شباب، وحقيقة أنا أنظر إلى أن رؤوس أموال مصر هي الشباب فعلًا، حتى في تعدادنا السكاني فإن نسبة تمثيلهم من إجمالي السكان هي الأعلى.
والزمن الجديد في الاستثمار حاليًا أصبح مختلفًا عن السابق، فالتطبيقات الإلكترونية أصبحت بمليارات الدولارات، والشباب الحالي متقدمون عن أجيالنا بمراحل.
وبفضل من الله أنه أنعم علينا بوجود مشروع مثل طربول، وهذا لمصلحة البلد، فنحن قريبًا سوف نطرح مبادرة مع إحدى الوزارات الخدمية في مصر لأصحاب الأفكار الصناعية الإبداعية للتواجد في طربول، من خلال توفير المصانع بشروط ميسرة، خاصة أن أصحاب تلك المشاريع غالبًا ليسوا“ bankable” – غير قادرين على الحصول على التمويلات.
ياسمين منير: نعم، لا يزالون أفكارًا، أو مشروعات صغيرة.
شريف حمودة: بالفعل.. وللأسف أغلب البنوك لا تمول الـ Start up .
ياسمين منير: نوعية معينه من الصناديق هي التي تمول هذه المشاريع.
شريف حمودة: بالفعل، فنحن نفكر حاليًا بالدخول في هذه المشروعات من خلال مدينة طربول بنفسها، أو إنشاء صندوق مخصص لذلك، بالتعاون مع إحدى الوزارات.
أحمد رضوان: من أين ستحصلون على التمويل لهذا الأمر؟
شريف حمودة: من خلال إنشاء صندوق مخصص لهم، فنحن نعمل حاليًا علي تخصيص 20 مصنعًا من إجمالي 600 مصنع يعمل في الدقيق بمدينة طربول، أو 50 ورشة من إجمالي عدد الورش البالغ 1000 ورشة بالمدينة؛ لصالح تلك المشروعات والأفكار الإبداعية، حيث نوفر لهم المصنع بقيمة إيجارية محددة يتم قيدها دفتريًّا، ولكن لا يسددها صاحب المصنع إلا بعد أن يعمل المشروع ويحقق أرباحًا.
ياسمين منير: هل هذا الإيجار مدفوع من جهة ما؟
شريف حمودة: لا ، فهو إيجار غير مدفوع، لكن قيمته فقط هي التي تقيد دفتريًّا.
ياسمين منير: تمام.
شريف حمودة: مثال على ذلك، وفرنا مصنعًا لأحد الشباب يعمل في صناعة أغذية الأطفال، تتراوح قيمة المصنع ما بين مليون إلى 10 ملايين جنيه، وحصلنا على أموال هذا المصنع من خلال تخصيصنا جزءًا من هامش أرباحنا الذي تحقق في بيع كل 200 أو 300 مصنع بمدينة طربول، على أن توجه تلك الأرباح إلى نحو من 10 إلى 15 مصنعًا لأصحاب المشاريع المبتكرة.
وذلك كاستثمار طويل الأجل، فبدلًا من أن يكون المكسب من بيع تلك المصانع يتحقق في التوقيت الحالي، نقوم بمنح جزء منه للاستثمار في المشاريع المبتكرة، وندعمهم خلال الفترة التى قاموا بتحديدها في دراسة الجدوى عند طرح فكرة المشروع، ولتكن من ثلاث إلى أربع سنوات، يكون خلالها استطاع مصنعه أن يحقق أرباحًا، حيث نتخارج بعدها نهائيًّا من المصنع.
ياسمين منير: يعني هذا أنك منحت له الإعفاء خلال الفترة الزمنية الذي حددها بنفسه.
شريف حمودة: بالفعل وهذا هو النظام أو السيستم الذي سيتم اتباعه قريبًا إن شاء الله، مع أصحاب المشروعات المبتكرة من خلال مبادرة مع إحدى الوزرات الحكومية.
ياسمين منير: كنت أول شخص يتجه للعمل في مجال البيزنس مع العائلة.. هل الجيل الثاني تعمل على تأهيله لأن يتسلم الراية؟
شريف حمودة: نعم، وسوف يتسلم زمام الأمور.
أحمد رضوان: نعم، أم التجربة كانت مريرة؟
شريف حمودة: نعم، ولكن التجربة كانت مريرة جدًّا.
ياسمين منير: لكن الآن أعتقد أنهم اعتادوا على نظام مختلف نهائيًّا.
شريف حمودة: نعم، هي تجربة مريرة، ولكن بالنسبة لهم سوف تكون أفضل.
أحمد رضوان: إن شاء الله.
شريف حمودة: لأننا نستطيع أن نقدم لهم الخبرات السابقة التي تكونت لدى الاستعانه بها في المستقبل.
وأنا لدي حاليًا 3 بنات، هذا بجانب أولاد إخوتي جميعهم متعلمون تعليمًا راقيًا، ونجعلهم يعملون في وظائف بالخارج لفترة من الزمن، ومن بعدها يبدأون في الانضمام لنا مرة أخرى، ولدي خطط لهم ليعملوا بالشركة بعد تقسيمهم على جميع الإدارات، ليكون هذا هو دورهم المستقبلي، وأقوم بتوفير ظروف لم يتم توفرها لي شخصيًّا، خاصة أنه لم يكن هناك من يقف بجانبي حتى يعلمني، أو يمنحني الخبرات كما أعمل معهم الآن.
ولكن أنا أفضل أنهم يعملوا خارج الشركة أولًا، وذلك بسبب انشغالي وعدم منحهم الوقت الكافي… ولهذا أنصح أي شخص يعمل في البيزنس، ألا يعمل أولاده معه في أول الأمر لأن هذا من ضمن الأخطاء الكبيرة.
أحمد رضوان: آخر سؤال.. ما هي الرسالة التي تود أن توجهها للحكومة وأسرتك؟
شريف حمودة: بالنسبة للحكومة الحالية أو التي من المتوقع أن تأتي بعد ذلك، أتمنى منها أن تكون حكومة مؤمنة بأن مصر قادرة على التقدم للأمام، لا سيما وأنا أرى رئيس الجمهورية منذ توليه الرئاسة لديه طموحات كبيرة جدًّا؛ لذلك يجب على نفس الحكومة والجهاز الإداري، أن يكونوا مؤمنين بأن مصر؛ لديها معطيات ومقومات قوية جدًّا، أنا أراها، وغيري كتير يراها، وتستطيع أن تصبح بلدًا مؤثرًا، وليس مجرد مؤثر في التاريخ والموقع فقط.. مؤثر جدًّا على جميع الأصعدة والمستويات.
أتمنى في رسالتي للحكومة، أن تكون مؤمنة بأن هذا البلد لديه فرصة أن يصبح نمرًا وأسدًا كبيرًا في العالم، وهذا لا يحدث بالتمني، ولكن يأتي بالتخطيط الجيد، والعمل على think tank، وتطوير قطاعات مثل التعليم، والصحة.
الرسالة الثانية للحكومة، أن مصر لوجستيك يجب أن تصبح رقم واحد على العالم، فأنا لا أفهم بالرغم من أنني أحب دبي جدًّا، ولكن لا أفهم فكرة أن هناك مسافة فارقة بيننا وبينها في قطاع اللوجستيك، من المفترض أن تكون مصر أقوى مكان لوجستيك في العالم، فمصر سنتر لوجستيك، وليست قناة السويس فقط، كما أن قناة السويس يجب ألا تكون على الوضع الحالي، ومن المفترض أن يتم عمل الكثير من المشروعات حولها.
هذه رسالتي للحكومة، وأنا أحمد الله على فكرة أننا لدينا استقرار، وأننا عبرنا من أزمة عدم الاستقرار بشكل جيد، ولكن آمل أن تستكمل عملية الاستقرار حتى يشعر المواطنون بالنمو.
أما بالنسبة لأسرتي فهم معذورون معي، لأنني لا أمنحهم الوقت الكافي، سواء أسرتي الصغيرة، وهم أولادي.. أو أسرتي الأكبر، وهم إخوتي وأقاربي.
وهذا عكس طبيعة حياتي قبل سنوات، حيث كنا نتحرك جماعة سويًّا ونسافر للمصيف معًا، خاصة أن الدنيا كانت أبسط مما عليه حاليًا، فشقة 100 متر من الممكن أن تستوعب أكثر من خمسين فردًا.
أحمد رضوان: وكان هناك أيضًا بركة في الوقت.
شريف حمودة: نعم صحيح بالفعل، في الماضي العائلة كانت جميعها تتجمع داخل شقة واحدة بها غرفتان، أو ثلاثة، أما الآن أصبح كل شخص في المنزل يمتلك حمامًا شخصيًّا.
ياسمين منير: هذه الخصوصية هي التي قتلتنا.
شريف حمودة: بالفعل؛ لدرجة أنني قمت بسحب التلفزيونات من غرف الأولاد، ولكن أعتقد أن اللاب توب، والتليفونات الذكية تقوم بهذا الدور حاليًا..
فرسالتي إلى أسرتي رقم واحد اعتذار، وثانيًا: أنا أتمنى منهم أن يصبحوا أفضل مني، لأن الظروف أفضل لديهم، ويجب عليهم أن يحبوا بلادهم، لأن ما يقلقني جدًّا هو الرغبة العارمة في السفر.
رضوى إبراهيم، وياسمين منير: كنا نتحدث منذ قليل في هذا الأمر.
شريف حمودة: من نحو عامين افتتحت جامعة في روسيا أو مكان آخر على ما أتذكر وقتها، وكانت أسعارها جيدة.. وسافرت إليها أعداد بأرقام هستيرية.
أحمد رضوان: بالفعل، يوجد الكثير من المواطنين بالصعيد سافروا بالفعل.
شريف حمودة: نعم فهذا الأمر يقلقني، أنا يهمني أن تسافر للخارج للتعلم، مع أن المصريين بالخارج هم الداعم الأول للاقتصاد، وهذه معادلة صعبة جدًّا.
ياسمين منير: ولكن هذا أفضل من أن نفرغ البلد من الكفاءات بالنسبة للجيل الجديد أيضًا.
شريف حمودة: نعم.. لذلك يجب أن يكون عندهم الارتباط، والانتماء مثلنا.. أنا أشكركم..
ياسمين منير، رضوي إبراهيم، أحمد رضوان: نحن الذين نتوجه بالشكر لحضرتك على هذا اللقاء.
شريف حمودة : أشكركم جدًّا جدًّا علي هذا اللقاء الجميل، والأجمل هي نفوسكم.
أحمد رضوان: إن شاء الله عندما يذاع اللقاء سوف ينال إعجابكم.. ويكون له صدى جيد على مستوى الأفكار التي تمت مناقشتها فيه.
شريف حمودة: أكيد “حابي» مؤسسة محترمة.. وأتمنى أن أكون طرفًا معها في الخير.
ياسمين منير، ورضوى إبراهيم: يشرفنا لقاء حضرتك.
أحمد رضوان : نشكر حضراتكم، وإلى لقاء جديد في «حابي بودكاست”.