أحمد حمودة يرصد رحلة ثاندر من النشأة إلى مزاحمة كبار شركات الأوراق المالية

استضاف برنامج حابي بودكاست – الرحلة، في حلقته التاسعة، أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، في حوار شهد إلقاء الضوء على رحلته منذ فترة النشأة والتعليم وحتى تأسيس ثاندر.

اضغط لمشاهدة اللقاء كاملا

E-Bank

وكشف حمودة خلال الحوار عن أسباب استقالته من أوبر وسي أي كابيتال، ورحلة حصوله على أول جولة تمويلية في 2019، والتحديات والصعوبات التي واجهته منذ دخوله مجال الاستثمار الرقمي وتداول الأوراق المالية، وكيف تغلب عليها، وأحدث الصفقات وجولات التمويل التي نفذتها الشركة خلال الفترة الماضية، ورسم خريطة خطط الشركة وتوسعاتها خلال الفترة المقبلة، وقدم رؤيته للتحديات الاقتصادية المختلفة.

وإلى تفاصيل اللقاء

أحمد رضوان: أهلا وسهلا بحضراتكم في حلقة جديدة من برنامج حابي بودكاست الموسم الأول – الرحلة، نستضيف في الحلقة التاسعة الأستاذ أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثاندر القابضة للاستثمارات المالية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

دعنا في البداية نتحدث أولًا عن رحلتك قبل أن ننتقل إلى ثاندر.

ثاندر تسعى لحلم المليون مستثمر في البورصة
أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية

أحمد حمودة: بداية رحلتي ووصولي إلى ثاندر يكملان بعضهما بعضًا في العموم، درست التمويل وتخرجت في عام 2009 وحصلت على CFA ومن ثم عملت في مجال بنوك الاستثمار لمدة 7 سنوات وحتى منتصف عام 2017.

ثم بعد ذلك عُرض عليّ فرصة للعمل في أوبر، ففي البداية تخصصت في قسم الإستراتيجيات والتخطيط، وفي النصف الثاني من عام 2018 تمت ترقيتي إلى منصب مدير عام أوبر في مصر لنهاية عام 2019.

كانت هذه المدة البالغة عامًا ونصف العام مهمة بالنسبة لي وللشركة، وتمكنا وقتها من عمل أكثر من 3 ملايين رحلة في الأسبوع، والقاهرة كانت أكبر مدينة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا من حيث الرحلات.

وفي آخر عام 2019 قررت الاستقالة من أوبر حتى أبدأ تأسيس ثاندر، الفكرة نفسها تعود إلى عام 2016، وعندما عملت في أوبر كان ذلك بغرض التعلم والفهم واكتساب الجاهزية لبناء شركة في مجال التكنولوجيا.

ياسمين منير: فهمت من لقاءاتك السابقة إن تجربة ثاندر مستوحاة في الأساس من منصة روبن هود.. وبالطبع هي النموذج الأول من نوعه في مصر، وتم تأسيسه من خلالك وشريك آخر، ولكن تم الاعتماد على مستثمرين.. حدثنا عن هذا النوع من النشأة وكيفية إقناع المستثمرين بالدخول في شركة قبل التأسيس؟

أحمد حمودة: ثاندر شركة متخصصة في مجال التكنولوجيا المالية، وحتى تؤسس شركة في هذا المجال فأنت تحتاج إلى شقين مهمين جدًّا، وهما فريق يعمل على بناء التكنولوجيا وهذا الفريق مكلف ماليًّا في العموم، وتحتاج أيضًا إلى الحصول على رخص، على عكس شركات كثيرة، بمعنى أنه من الممكن البدء في تواجد لبعض الطلب، إلا أنه لا يجوز البدء في هذا المجال ألا في حال حصولك على رخصة كاملة من الجهات المعنية، أو في حالتنا الهيئة العامة للرقابة المالية.

ففي منتصف عام 2019 قررت أن أستقيل من أوبر وبدأت أتحدث مع مستثمرين حول الرغبة في تأسيس شركة في مجال التكنولوجيا المالية، ومثلما ذكرت هذا المجال قد بدأ في الظهور خارج مصر، وتواجدت شركات مثل روبن هود وروفولود، بجانب شركات عدة في هذا المجال الذي كان عليه حماس كبير جدًّا من المستثمرين في الخارج.

في المقابل لم نر شركات عدة في هذا المجال في مصر، وكان تركيز الناس منصبًّا حينها على Delivery.

منذ أول يوم في تأسيس ثاندر استهدفنا جذب مستثمرين أجانب

ومنذ أول يوم استهدفنا جذب مستثمرين أجانب من خلال إضافتهم للتجربة التي نحاول تأسيسها، ودائمًا أقول إنه لا يتعين التفاوض مع المستثمرين بغرض جمع الأموال، لأن هناك فوائد أكبر من ذلك بكثير، وهي خبرات المستثمرين أنفسهم.

وقد بدأنا نتحدث مع مستثمرين في الخارج وأبرزهم Y Combinator من أكبر المسرعات في العالم، فمثلًا شركة Airbnb و Stripe خرجا من تحت مظلة Combinator، ولذلك وددنا في التقديم عليها.

وفي الحقيقة صديقي عمر هجرس المؤسس لشركة تريلا نصحني بالتقديم عليها، وأتذكر أنني أرسلت له بريد إلكتروني بأنني أفكر في ذلك ولكنني لم أتخذ خطوة في هذا الأمر.

وكان من المفترض أن أقدم، وكنت أتخيل أن مدير الإدارة مايكل سيبير يتلقى الآلاف من الرسائل الإلكترونية، ومن ثم جاء الرد بأنهم يحبون هذا النوع من الشركات، وأوضح هنا أن نسبة القبول عالميًّا من كل مئة يقدمون هي واحد ونصف، فكان هذا Why Combinator.

عندما بدأت التفاوض مع المستثمرين قيل لي إنهم يبحثون عمن يؤسس روبن هود الشرق الأوسط منذ 3 سنوات

كان لدينا أيضًا من مصر المستثمر طارق فهيم، أعتقد أنه من أشهر المستثمرين، فعندما بدأت التفاوض معه قال لي إنه يبحث عمن يؤسس روبن هود الشرق الأوسط منذ 3 سنوات.

تفاوضت مع مستثمرين 3 إلى 4 أشهر والانتهاء من الجولة التمويلية الأولى كان في ديسمبر 2019

أشير إلى أن هناك مستثمرين تفاوضت معهم 3 إلى 4 أشهر، وكنت قدمت استقالتي في أغسطس وتم الانتهاء من الجولة التمويلية في ديسمبر.

تمكنا من جمع الجولة التمويلية الأولى قبل الحصول على الرخصة

كان معنا أيضًا فورد دي أكس مستثمر أمريكي، ورابع من جنوب إفريقيا، يركزان على مصر، فتمكنا من جمع الجولة التمويلية قبل الحصول على الرخصة، وتم التفكير في التوجه للهيئة العامة للرقابة المالية للحصول على الرخصة في مجال السمسرة بعد جمع رأس المال المطلوب من خلال هذه الجولة.

ياسمين منير: كل هذه المؤسسات ليست لها خبرة مباشرة في نشاط التكنولوجيا المالية، ولكنها تستثمر في هذه النوعية من الكيانات الناشئة.

أحمد حمودة: تمتلك خبرة في الاستثمار في الشركات الناشئة التي تمتلك مقومات لتحقيق نمو كبير جدًّا.

رضوى إبراهيم: أود أن أتوقف عند نقطة كانت مختلفة في بدايتكم عن المتعارف عليه في السوق.. في السابق شركات تداول الأوراق المالية في سبيل أنها تأخذ تقييمًا عاليًا كانت تتبرع بعمل الصفقات الكبيرة، وهذا جزء من العرض الذي تقدمه حتى تحصل على تنفيذ الصفقة بأنها ستنفذه بعمولة صفرية.

رغم أن هذا كان موجودًا وجرى التعارف عليه ولكن طوال الوقت يتم تنفيذه في الخفاء، حتى إذا كانت الناس تتحدث عنه لكن دائمًا صاحب الأمر ينفي.

أنتم بدأتم بداية مختلفة وقُلتم إنكم ستبدأون دون عمولات.. ألم تقلق من هذه الجرأة لأن أي نشاط اقتصادي غير هادف للربح يضع أمامه علامات استفهام؟ أما الشق الثاني من السؤال: متى ستتوقفون عن العمل دون عمولات؟ أم أنها ما زالت مستمرة؟

أحمد حمودة: توقفنا عن العمل دون عمولات، فعندما بدأنا استهدفنا خلق هذه الخدمة للأفراد العاديين، فالهدف من اليوم الأول من أول Presentationفي عام 2016 هو جذب فئة جديدة من المستثمرين.

85 % من عملائنا يستثمرون لأول مرة عن طريق ثاندر.. والغالبية العظمى ممن يقومون بالتكويد في البورصة بشكل جديد من خلالنا

نفخر بأن 85% من مستثمرينا يستثمرون لأول مرة عن طريق ثاندر، وأن الغالبية العظمى ممن يقومون بالتكويد في البورصة بشكل جديد تكون من خلالنا.

وبمنتهى الصراحة كنا نرى إمكانية إحداثنا فرقًا في التمييز بين السمسار ومدير الأصول، فكان السمسار بالنسبة لنا ما هو إلا وسيط، بل وتم الاستغناء عن هذا الوسيط من خلال إجراء العملية على الهاتف الخلوي.

فالخدمة هي أن أسهّل عملية وصول العميل إلى البورصة ومدير الأصول أيضًا، وكنا نرى ضرورة عدم تحقيق مكاسب كبيرة من وراء هذه النقطة.

لعب السمسار دور مدير الأصول أمر غير صحيح ولذلك استهدفنا العمل كوسيط لتغيير الوضع

من الأمور التي لم تعجبنا في السوق من بعض الشركات وليس جميعها، هي لعب السمسار دور مدير الأصول ليملي على العميل طلبات الشراء والبيع ويحدد أجرة السمسرة، لذلك استهدفنا العمل كوسيط لتغيير الوضع.

وبدأنا بالفعل في تطبيق العمولة الصفرية وكانت مستوحاة أيضًا من فكرة روبن هود ومن ثم حذفناها من تاريخ الدعاية الخاص بالشركة، ولكنها كانت مهمة جدًّا بالنسبة لنا لأن الناس كانت لا تجرب ثاندر من أجل العمولة الصفرية ولكن نظرًا للتجربة التي يتم اكتسابها على التطبيق.

أحمد رضوان: كم استمرت العمولة الصفرية تقريبًا؟

أحمد حمودة: استمرت العمولة الصفرية بعد إطلاق المنصة بنحو 3 إلى 4 أشهر، ولكن لم تكن هذه هي الدعاية بالنسبة لنا، لأنها أيضًا غير صحيحة.

العمولة الصفرية استمرت بعد إطلاق المنصة بنحو 3 إلى 4 أشهر

وبمنتهى البساطة فالفكرة كانت هل سأجمع أموالًا من الاشتراكات والتسويق للصناديق التابعة لمديري الأصول؟

ومن ثم أصدرت وزارة الاستثمار في عام 2007 قرارًا بأن الحد الأدنى على فاتورة شركات السمسرة جنيهين، فأول حد قمنا بوضعه هو جنيهان.

ثم حصلنا على رخصة أمين حفظ، بعدها بدأنا بالسمسرة، وكانت مهمة جدًّا لأننا كنا نرغب في أن تكون التجربة متكاملة مع نزول أرباح الأسهم.

رفعنا العمولة كلها منذ بداية العام إلى 0.1%

وتقدر عمولة أمين الحفظ بنحو نصف في الألف، وبعدما كانت جنيهين لثاندر للسمسرة و 0.5% للقابضة -أمين الحفظ– ومنذ بداية العام رفعنا العمولة كلها إلى 0.1%.

رضوى إبراهيم: هناك جزئية لم تتضح لي.

أحمد حمودة: شرحتها بشكل كامل.

رضوى إبراهيم: نعم تنبهت إلى ذلك ولكن هناك جزء قلته أود أن أستفسر عنه.. قلت إنكم حاولتم فض الالتباس الذي يحدث ما بين السمسار ومدير الأصول، رغم أن السماسرة لن يتوقفوا عن ممارساتهم، وأن المنفذين سيقولون توصياتهم، لكن طريقة حساب العميل معهما مختلفة طوال الوقت، فمدير الأصول يحصل على عمولته في النهاية على مدى إجادة إدارة المحفظة التي يديرها، أما السمسار حتى إذا المستثمر خسر فهو معني بالتنفيذ الذي تم، وهذا في حالة إذا أخذ عمولة، فكيف تمكنتكم من تحقيق التوازن وفض الالتباس؟

أحمد حمودة: مدير الأصول مرخص له إدارة أموال المستثمرين بالنيابة عنهم، أما السمسار فغير مرخص له بذلك.

رضوى إبراهيم: أتحدث عن أن عمولته يتقاضاها من التنفيذ الذي تم حتى إذا كان بخسارة، إنما مدير الأصول عمولته مشروطة بتحقيق عائد على المحفظة، وهذا هو النموذج الموجود في السوق من الأساس.. أود التعرف على التعامل المختلف الذي اتبعتموه؟

أحمد حمودة: مَنْ قبل ثاندر من السماسرة كانوا يوزعون صناديق الاستثمار؟ فإنها كانت إما عن طريق التعامل مع مدير الأصول بنفسه الذي يتعامل مع محافظ كبيرة، وأرى أنه لا يصح أن يتعامل معه آلاف الناس، أو من خلال البنوك في حالة الرغبة في الدخول في صناديق ذات عائد يومي.

وفي الحقيقة من الناس الذين ساعدونا جدًّا وكان لديه هذا الفكر أحمد أبو السعد الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت.

80 ألف مستثمر في صندوق الذهب عن طريق ثاندر يمثلون 35% من إجمالي حجم الصندوق

وفي واقع الأمر تمكنا من تسهيل عملية الاشتراك في هذه الصناديق من على التطبيق، وصندوق الذهب الذي تحدث عنه رئيس الوزراء، أكثر من 80 ألف مستثمر فيه عن طريق ثاندر، حيث يمثلون 35% من إجمالي حجم الصندوق.

أنبّه إلى أن الفرق في سهولة الخدمة، فمنذ يومين كنت في “رايز آب” في Learn Session وأحد الحضور سألني عن الفرق بين الاستثمار في الصناديق من البنوك، فالفرق في السهولة من خلال إجراء العمليات من على الهاتف الخلوي، دون الحاجة إلى النزول إلى البنك.

هناك بنوك بدأت بالفعل تدخل هذه الصناديق، وهذا أمر جيد في النهاية، أما الفرق فهو أننا لدينا صندوق بعائد يومي أو على غرار تمويل سوق المال والذهب، وتوجد أسهم متوافقة مع الشريعة وأسهم مؤشرات التتبع.

نحتاج إلى إدخال 20 مليون مصري للاستثمار في البورصة وهذه مشكلة كبيرة

على الجانب الآخر، هناك مشكلة كبيرة جدًّا في مصر لا أعتقد أن ثاندر ستحلها بمفردها، ولقد تحدثنا عن هذا الأمر من قبل، وهو أن نصف في المئة فقط من المصريين يستثمرون في البورصة، مقابل 20% من الأمريكان، فالفجوة كبيرة عن الإمكانيات أو الحجم الذي من المفترض الوصول إليه، وهو 20 مليون مستثمر.

أعلم أن هناك أفرادًا يستثمرون في أدوات استثمارية أخرى، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي نعاني منها، ودائمًا كنت أقول إذا نظرنا إلى أهالينا سنجدهم جميعًا يستثمرون أموالهم في الذهب أو العقار أو شهادات الادخار أو البورصة.

والقليل جدًّا الذين ستجدهم لديهم وعي مالي بتنوع المحفظة الاستثمارية بين الذهب والعقار، فالسوق كبيرة جدًّا.

ياسمين منير: ماذا عن توزيع المستثمرين لدى ثاندر ما بين الصناديق أو الاستثمار بشكل فردي؟ معروف أنه وعلى الرغم من أهمية الأفراد بالنسبة للبورصة إلا أنها فئة غير مؤهلة بشكل كاف لاتخاذ القرار الاستثماري وفي بعض الأحيان تؤثر بشكل عكسي على السوق؟

أحمد حمودة: أعجبني السؤال كثيرًا، دائمًا ما أقول إن ثاندر هي قصة تلك الفئة التي كان يعتقد أنها غير مؤهلة أو غير قادرة على الاستثمار في البورصة.

ياسمين منير: كانت هناك فترات رواج للبورصة استحوذ فيها المستثمرون الأفراد على نسبة كبيرة.

أحمد حمودة: عمليات التداول بالبورصة حاليًا منها نحو 60 إلى 70% أفراد، ونحو 30 إلى 40% مؤسسات، وبالتالي يشكل الأفراد النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات.

أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية

70 % من أصول عملاء ثاندر تستثمر في أسهم الشركات و20% بصناديق الاستثمار

وبالنظر إلى أصول المستثمرين من عملاء ثاندر نجد 70% تستثمر في شركات ونحو 20% في صناديق استثمار، وأرى السبب في ذلك أن ثقافة الاستثمار في الصناديق جديدة ومرشحة للنمو والزيادة.

نحو 50% من عملائنا أول استثمار لهم يكون في صندوق استثماري، وهذا يعني أن هناك رغبة للاستثمار في الشركات ويتم في البداية من خلال الصناديق التي تقوم بالاستثمار نيابة عن الأفراد في أسهم الشركات كصندوق أزيموت فرص أو CI 30 الذي يستثمر في أسهم أكبر 30 شركة بالبورصة.

تنويع إستراتيجية الاستثمار هام جدًّا ويجب تدوير محفظة الأفراد بين صناديق متعددة بجانب إدارتها مباشرة لفترة

دائمًا ما نقول إن اعتماد محفظة الاستثمار على أصل واحد أو اتباع سياسة استثمارية واحدة هو أمر خاطئ، فإذا ما كان هناك جزء يتم استثماره في الشركات فيجب تدويره بين صناديق مختلفة كما يمكن إدارته وتوظيفه بصورة مباشرة بعض الوقت، نرى أهمية كبيرة جدًّا للتنويع في إستراتيجية الاستثمار.

أحمد رضوان: لدي سؤال متعلق بالمسار الذي انتهجته ثاندر ووصل بها إلى قمة شركات السمسرة من حيث حجم التداول الشهر الماضي، هذه السوق دائمًا بها منافسة قوية على الحصة السوقية وتباهي بالمراكز المحققة بغض النظر عن مدى مساهمة هذا النشاط في الربحية.. كيف رأيتم المنافسة وأنتم في طريقكم لتحقيق المركز الأول؟ وهل جاءت لكم عروض استحواذ من لاعبين بالسوق؟

أحمد حمودة: لا، هناك أكثر من نقطة أود التحدث عنها، نحن ننظر إلى قائمة العشرة الكبار الخاصة بتعاملات الأفراد إذ نقدم خدماتنا للمستثمرين الأفراد، كما ننظر لعدد العملاء لدينا.

ثاندر مصر تحولت للربحية بالنصف الثاني من العام الماضي والمجموعة ككل وصلت لنقطة التعادل

بداية من النصف الثاني من العام الماضي 2023 تحولت ثاندر مصر إلى الربحية، ومن الربع الأول من العام الجاري مجموعة ثاندر ككل والتي تشمل مصر والإمارات وهولندا وصلت إلى نقطة توازن بين النفقات والإيرادات أي لا خسارة ولا ربحية، أما في شهر أبريل لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لنا في مصر نظرًا لوجود إجازة امتدت لنحو ثلث الشهر.

لا نهتم بالحصة السوقية بقدر الاهتمام بضم عملاء جدد للشركة

نؤكد أن الربحية أمر هام جدًّا بالنسبة لثاندر، ولا ننظر للحصة السوقية بقدر اهتمامنا بانضمام عملاء جدد للشركة.

عندما ننظر إلى الحصة السوقية أكثر ما يهمنا هو حجم التداول، خلال الربع الأول حجم التداول عبر ثاندر بلغ 56 مليار جنيه ما منح الشركة المركز الأول بين الشركات من حيث تداولات الأفراد، وعندما يكون أكثر من 80% من هذا المبلغ أول استثمار لأصحابه بالبورصة هذا هو النجاح.

هؤلاء العملاء كالأغلبية الواسعة من المصريين لم يقوموا باستثمار أموالهم من قبل ولكن بدؤوا في ذلك، أيضًا نحو 65% من هؤلاء العملاء من خارج القاهرة وهذا أيضًا نراه النجاح بالنسبة لنا.

بقدر اهتمام ثاندر بالاستحواذ على حصة سوقية كبيرة فإن توسيع قاعدة العملاء من المستثمرين هو الأكثر أهمية، وهذا كان وعدنا من البداية للدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية والذي ساند ودعم الشركة من بدايتها فالهدف هو توسيع وزيادة حجم المتعاملين من الأفراد بالبورصة.

250 ألف مستثمر نشط بالبورصة عبر ثاندر وهدفنا جذب مليون عميل جديد

عدد المستثمرين النشطين بالبورصة عبر ثاندر بلغ 250 ألف فرد، وأعتقد أن هناك نحو 250 ألف مستثمر آخر عبر باقي الشركات، أي إن نسبة المستثمرين بالأفراد بالبورصة نحو 0.5% من إجمالي تعداد السكان بمصر البالغ 100 مليون نسمة.

هدف ثاندر خلال الفترة القادمة ليس الاستحواذ على نسبة معينة من المتعاملين بالفعل بالبورصة، ولكن ما نهدف إليه حقيقة هو زيادة نسبة المتعاملين بالبورصة من 0.5% إلى 2.5% من المصريين.

نحن بصفتنا شركة تعمل على الأفراد مسؤولة عن 1% من نسبة 2% الزيادة المستهدفة في حجم المتعاملين، فما يشغلنا حاليًا هو كيفية جذب مليون عميل جديد للاستثمار بالبورصة عن طريق ثاندر، وعندما ننظر لأرقام شركات السمسرة الشهر قبل الماضي ما يهمنا الجدول الخاص بتعاملات الأفراد فقط، ولكن نشعر بالحزن لتراجع المؤسسات، فالسوق يعتمد على تعاملات كل من الأفراد والمؤسسات وكل واحد منهم يلعب دورًا مهمًّا.

أحمد رضوان: بالنسبة للجزء الثاني من السؤال.. هل تم تقديم أو مناقشة أي عروض استحواذ على الشركة؟

أحمد حمودة: لا، هناك شائعات متداولة ولكن لم يحدث، الجميع يعلم أن آخر جولة تمويلية لثاندر بلغت 20 مليون دولار وهذا حجم السيولة النقدية لدينا فمن الصعب أن تفكر شركة في تقديم عرض استحواذ.

الشركة جمعت 20 مليون دولار في آخر جولة تمويلية ونحتفظ بأكثر من نصفهم كاش

أحمد رضوان: كم تبلغ النسبة المحتفظ بها نقدًا من هذه السيولة؟

أحمد حمودة: أكثر من نصف المبلغ.

رضوى إبراهيم: فيما يتعلق بالمستثمرين الأفراد، من المتعارف عليه أن هناك شركات تعتمد بشكل أساسي عليهم، ومنهم من وصلوا إلى أحجام تداول كبيرة جدًّا، ولكن دائمًا كنا نسمع من هذه الشركات أو من شركات أخرى متخصصة في تعاملات المؤسسات، أن الأفراد يتخارجون من الاستثمارات بعد أوقات معينة كانتهاء موسم توزيع الكوبونات، أو انتشار خبر ما في السوق، ويؤدي ذلك إلى انهيار في الشركات التي تعتمد عليهم بشكل أساسي، وأنت جلبت للسوق الكثير من الأفراد المستثمرين الجدد عليه، لذلك نود أن نعرف ماذا حدث لهذه الشريحة التي تتعامل معها خلال الفترة الماضية، خاصة بعد قرار التعويم وانتهاء موسم توزيع الكوبونات؟

أحمد حمودة: سأذكر لك شيئين: الأول أن الشركة التي تتأثر بمبيعات أفراد، فهي تركز على الأفراد، ولكن من أصحاب الملاءة المالية العالية، وعندما يتخارج جزء منهم تتأثر الشركة.

وفي حال توزيع الأصول على 200 ألف فرد يصعب حدوث ذلك، بل على العكس من قوة نموذج العمل هو بناء شيء ما للأفراد يكون قائمًا على أقل معدل لمخاطر التركيز.

رضوى إبراهيم: هل هذا يعني أن الأفراد الذين ليسوا من ذوي الملاءة المالية أكثر استقرارًا؟

أحمد حمودة: ليس أكثر استقرارًا..

رضوى إبراهيم: أتحدث معك عن سلوك من يتخارج من استثمارته أو من يفضل البقاء؟

أحمد حمودة: أقصد أنه حتى تتأثر الشركة لا بد من أن يكون لديها مؤشر مخاطر التركيز مرتفعًا، بمعنى أن يتواجد 1 أو اثنين أو 10 أو 20 فردًا، يمثلون جزءًا كبيرًا من قوة الشركة، ولذلك عندما يقررون الانسحاب فالشركة تتأثر، بينما في حال تقسيم قوة الشركة على أفراد كثيرة والملاءة المالية موزعة بينهم يصبح معدل مخاطر التركيز أقل.

رضوى إبراهيم: أقصد أنه كلما قل وعي المستثمر زاد خوفه.

أحمد حمودة: سأوضح لك هذه الجزئية فيما بعد، ولكن سأذكر لك شيئين مهمين: الأول أنه من أصعب التحديات في بناء شركة للأفراد هي اقتصاديات الوحدة بشكل عام.

فإذا نظرنا إلى نموذج عمل غير نموذج عمل شركة ثاندر، سنجد أن الوصول إلى الأفراد يحتاج إلى فروع للشركة في أماكن عدة، فضلًا عن مدير حسابات لكل مجموعة من الأفراد، وبالتالي فإن تكلفة الحصول على عميل وخدمته مرتفعة.

ما يدفع أي شركة تعتمد على هذا النموذج من العمل للبحث عن المحافظ الكبيرة حتى لا تتكبد الخسائر، ولهذا السبب يمنح البنك المركزي رخصة جديدة لبنك رقمي للوصول إلى الأفراد.

فنموذج عملنا من خلال تطبيق يتم تحميله من متجر التطبيقات الإلكترونية، فأنت تخدم نفسك بنفسك، ونحن لا نمتلك فروعًا أو مدير حسابات، وبالتالي اقتصاديات الوحدة تحقق أرباحًا، وهذا أول شيء أننا خلقنا المنتج من اليوم الأول للأفراد ونعلم توقعاتهم، وماذا ينتظرون.

والنقطة الثانية تتعلق بالتوعية التي تعد نقطة فارقة، فنحن دائمًا نزيد من الإنفاق على التسويق في الأوقات التي يجب أن يقوموا بالشراء فيها، فأتذكر أوائل 2022 كنا نشارك في اجتماع مجلس إدارة وكانت لدينا صناديق ادخار والبورصة.

كنا سعداء في ذلك الوقت نتيجة انخفاض البورصة، وقيام العملاء بعمليات بيع ودخلوا في صناديق الادخار، وكنا نقول إننا خلقنا منصة بها منتجات مختلفة، ولكن حينما كنا نتحدث مع مجلس الإدارة كان يقول إن نظرتنا خاطئة، لأن عملاءنا عندما يقومون بالبيع والبورصة منخفضة، فنحن لم نعلم هؤلاء العملاء الاستثمار بشكل جيد، ولذلك فجزء التوعية مهم جدًّا بالنسبة لنا.

أود أن أقول إن 56 مليار جنيه قيمة تداولات شركة ثاندر خلال الربع الأول ولكن نحن لا نعطي هوامش»مارجن» فهذا الرقم دون هوامش.

رضوى إبراهيم: هل هذا مؤكد؟

ياسمين منير: فهناك هوامش مرخصة وهوامش غير مرخصة ولذا نسأل.

أحمد حمودة: نعم بالتأكيد، لكي يستثمر العملاء في ثاندر يجب تحويل الأموال لمحفظة العميل بالمنصة ولا يوجد وسيط يقدم أي استثناءات، وبالتالي الشركة تعمل بدون مارجن، وأشير هنا إلى أن هذه من مشاكل السوق وليس مشكلة توعية.

رضوى إبراهيم: لأنه من الطبيعي أن يقوم الفرد بالبيع في الانخفاض ليقوم بالسداد في الحال.

أحمد حمودة: لدينا مجموعة على منصة وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، اسمه «مجتمع مستخدمي ثاندر» والذي أسسه هو أحد عملائنا، أحمد عثمان، وطلبنا منه أن تصبح المجموعة الرئيسية للشركة على فيسبوك، وأحمد الآن يعمل معنا.

وهذه المجموعة تمنح العملاء فرصة للتعلم من بعضنا البعض، ومشاركة الخبرات، وتوجه النقد البناء لأي مشكلة في ثاندر، وعدد المشاركين في هذه المجموعة بلغ 126 ألف مشارك.

لذلك أود أن أقول إن هذه الفكرة كانت قائمة على أن الجميع لا يعطي التقدير الكافي للأفراد، فهذا الجيل الذي يمتلك الهواتف الذكية التي يستطيع من خلالها تعليم نفسه يعد أقوى كثيرًا مما نظن، بالإضافة إلى أن تطبيق ثاندر يوفر لك ميزة يوميًّا للاطلاع على أهم الأخبار، وأخرى لتعليم التنويع في الاستثمار، وأخيرًا أطلقنا منصة «رامبل» يشترك بها العملاء لمنحهم توصيات واستشارات مالية.

ياسمين منير: كانت هناك بعض التصريحات، ولا أعرف مدى دقتها، ذكرت أنكم تعتزمون الاهتمام الفترة القادمة بشريحة المؤسسات؟

أحمد حمودة: لا.. ولكن في وقت من الأوقات تقريبًا في بداية السنة الماضية كان هناك تفكير في ذلك من أجل عودة المؤسسات للاستثمار، لأن ذلك يصب في المصلحة العامة، ولكن بعد ذلك قررنا التركيز على الأفراد.

رضوى إبراهيم: لماذا تراجعتم عن قرار الاهتمام بشريحة المؤسسات؟

أحمد حمودة: لأن مصلحة الشركة قائمة على نموذج عملها الحالي الذي نفهم فيه، ولا نريد الدخول في أشياء أخرى لا نعرفها جيدًا.

وعندما بدأنا بالعمولة الصفرية كنا أعداء السوق، ولكن اليوم عند توجيه سؤال لبلتون عن أكثر الشركات التي تقوم بتوزيع صناديق بي – سكيور سيجيب ثاندر، وعند سؤال شركة نعيم عن أكثر الشركات التي توزع صناديق إن أم أف سيجيب ثاندر.

ياسمين منير: خلقت حلقات تعاون مع المؤسسات الكبيرة بديلًا عن منافستها.

أحمد حمودة: منذ البداية، ونحن لا نريد منافستهم، ولكن كنا نبحث عن فئة مختلفة من المستثمرين، ومن أول يوم كنا نفهم أنهم بنوا خبرات مالية، وجزء من الإتاحة أن الذي يستثمر لأصحاب الملايين والمليارات، يستثمر لك.

أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية

لدينا الآن 8 صناديق على منصة ثاندر.. والفضل يرجع إلى أحمد أبو السعد

ولذلك أكن فضلًا كبيرًا لأحمد أبو السعد، الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت لأنه أول من دفعنا وشجعنا على القيام بذلك من أول أزيموت فرص، أزيموت ادخار، أزيموت الدهب، بلتون بي- سكيور، ولدينا الآن ما بين 6 إلى 8 صناديق على ثاندر.

ياسمين منير: النشأة كانت مصر أم هولندا؟

أحمد حمودة: الشركة القابضة في هولندا تمتلك شركة قابضة في مصر، تمتلك شركة السمسرة.

أحمد رضوان: وماذا عن فروع الشركة في الإمارات؟

أحمد حمودة: تمتلك أيضًا شركة بالإمارات.

ياسمين منير: الإمارات ما زالت ترخيصًا جديدًا أليس كذلك؟

أحمد حمودة: نعم في أبو ظبي.

ياسمين منير: ما هو هيكل المساهمين في منصتكم، فقد تحدثنا عن أن المرحلة الأولى دخل بها 3 أو 4 مساهمين؟

أحمد حمودة: إجمالي ما تم جمعه 22 مليون دولار، وأكبر المساهمين الذين دخلوا في المرحلة الماضية هم تايجر جلوبال من المستثمرين في فيسبوك، ورابا بارتنرشيب، وثاندر هي أول استثمار له في مصر.

أحمد رضوان: ما حجم حصته؟

أحمد حمودة: لا يمكنني الإفصاح عن ذلك.

ياسمين منير: لماذا فهو ضمن هيكل الملكية؟

22 مليون دولار إجمالي التمويلات.. تايجر جلوبال وبروساس وبيكو من أكبر المساهمين

أحمد حمودة: سأخبرك بأكبر المساهمين، وهم تايجر جلوبال، وشركة بروساس التي لديها شركة تينسنت، ودليفري هيرو، وأول استثمار له أيضًا في المنطقة هو ثاندر، وبيكو الذي كان لديه شركة كريم بجانب استثمارات مختلفة في المنطقة، وشركة أنديور كابيتال الشريك والمؤسس فيها طارق فهيم من مصر، وفور دي إكس، وشركة رابا المشارك معنا منذ البداية.

أحمد رضوان: كم تبلغ حصة الإدارة؟

أحمد حمودة: لا يمكنني الإفصاح عن ذلك.

أحمد رضوان: ما السبب وراء عدم ذكر حصة الإدارة؟

أحمد حمودة: هناك معلومات وبيانات يمكننا الكشف عنها، وأخرى لا يمكننا التحدث عنها.

أحمد رضوان: هل هناك حصة ممولة للإدارة مقابل هدف محدد؟

أحمد حمودة: لا يوجد.

ياسمين منير: رأينا في النهاية نموذج روبن هود شركة مدرجة في السوق، متى يتم إدراج ثاندر في البورصة؟

أحلم بإدراج ثاندر في البورصة.. ومستعدون لتأهيل شركات للطرح

أحمد حمودة: حلمي هو إدراج ثاندر في السوق، وعندما أتناقش مع شركة مكسب أو برد فاست أقول لهم إننا متأكدون من أنهم يملكون طريقة للتخارج بها، فحلمي أن كل هذه الشركات تصبح مدرجة.

متوسط أعمار عملاء ثاندر 30 عامًا ويحتاجون لشركات بنكهات مختلفة

فحن خلقنا شق الطلب، ومعظمهم أشخاص صغار في السن، فمتوسط عمر عملاء ثاندر 30 عامًا، لذلك يحتاجون شركات بنكهات مختلفة، وأتمنى في وقت ما أن تكون شركة بريد فاست، ثاندر، مكسب، تريلا بي موب مدرجة.

ياسمين منير: حضرتك تقصد الشركات الناشئة التي حققت أرقامًا قياسية؟

أحمد حمودة: ليست الناشئة فقط، فهناك شركات مثل لينو، أريكا، أن يور شو فكل هذه الشركات تحتاج أن تكون مدرجة في السوق.

وأنا مع الدكتور محمد فريد، رئيس هيئة الرقابة المالية، وأحمد عبد الرحمن الشيخ، رئيس البورصة، في ضرورة أن نرى طروحات جديدة، خاصة أن الطلب موجود.

ياسمين منير: هل هذا يدفعك للحصول على رخصة لتأهيل هذه الكيانات؟

أحمد حمودة: نأخذ رخصة بنك استثمار، ويجب التركيز على تأهيل هذه الشركات للطرح في البورصة، وفي حال عدم وجود شركات تقوم بذلك، فنحن مستعدون.

رضوى إبراهيم: أود معرفة التوسعات الخارجية، فكنا نتحدث عن أبو ظبي، وقرأنا عن تطلعكم في الدخول إلى السوق السعودية، كما أود أن أشير إلى أن نقاط القوة التي تميزتم بها في مصر متوفرة في هذه الأسواق، خاصة أن بها أفرادًا بنسب كبيرة ويستثمرون في مصر، ولديهم التكنولوجيا في مراحل متطورة تكاد تسبق بعض دول أوروبا، فماذا ستفعل ثاندر في هذه الأسواق؟ وما هو سلاحكم وخطتكم؟

أحمد حمودة: حصلنا على رخصة في أبو ظبي، ويجري العمل على رخصة في المملكة العربية السعودية، وحلمنا بشكل عام التواجد في جميع البلاد العربية، وتكون هذه المنصة الاستثمارية رقم واحد لكل شخص يتحدث العربية.

ونتمنى أن نمكن العملاء من الاستثمار في أي شيء يريدونه عبر تطبيقات الهاتف المحمول بشكل متوافق مع قوانين الموجودة في هذه المنطقة.

فكل دولة تختلف عن الأخرى، والتحدي في مصر كان يتمثل في قلة الأعداد المقبلة على الاستثمار، كما أن منظور الناس إلى البورصة خطأ تمامًا، ولا أدري ما أسباب ذلك، وكأن هناك عملية ممنهجة من أن تصبح سمعة الاستثمار في البورصة سيئة على الرغم من سوق المال من المفترض أن يلعب دورًا كبيرًا في الدولة، كما يعد محركًا لها.

رضوى إبراهيم: وهذا ما لعبت عليه في مصر، وكانت نقطة قوتك ونجاحك، ولكن أتحدث عن الأسواق التي بالفعل بها هذه المميزات.

أحمد حمودة: سأخبرك فأنا أذكر ذلك تباعًا، أما السعودية فالموضوع بها مختلف، لأن هناك أفرادًا كثيرين يستثمرون في البورصة، ويروجون لأنهم يحققون أرباحًا كبيرة من البورصة، فإذا نظرنا إلى السعودية سنجد أن معظم التداول تحت مسمى تداول جزئي، أو “إي بي أو” فإذا كان مرتفعًا يصبح استثمار الأفراد ممكننًا.

ولكن التداول في السعودية لا يكون بشكل منتظم، فالوعي المالي لدى المستثمر السعودي لا يزال منخفضًا.

رضوى إبراهيم: وماذا عن أبو ظبي فهناك العديد من الأفراد؟

أحمد حمودة: لا، كنت مع رئيس البورصة، وتناقشنا ولقد عرفت أن هدفهم الأساسي دخول أفراد إلى السوق، فشريحة الأفراد فئة 30 عامًا تختلف في كل دولة.

رضوى إبراهيم: الطلاب هناك يقومون بالاستثمار في البورصة.

أحمد حمودة: ليس كما تعتقدين.

رضوى إبراهيم: هذا ما نسمعه.

أحمد حمودة: ما يميز شركة ثاندر أنها شركة تكنولوجيا تسويقية بمعنى أنها تقوم بعمليات التسويق للاستثمارات الموجودة.

فلماذا نحن أكبر الشركات في مجالات أزيموت، لأننا الأكثر بذلًا للمجهود حتى نعلم العملاء كيفية الاستثمار، وتوضيح من هو أحمد أبو السعد، الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر لكسب ثقة العملاء فيه، وأيضًا توضيح مفاهيم الاستثمار في الذهب من خلال البورصة، وإي جي كاش.

فلا توجد شركات في السعودية تقوم بذلك، أو توفر بوابة للمعلومات، ودائمًا كنت أذكر أن الناس كانوا يبحثون عن الاستثمار في تسلا، لأنهم يعرفون من هي تسلا، ورئيسها التنفيذي إيلون مساك.

وبالذهاب إلى السعودية، فمن يعرف شركات فيها مثل جاهز، والنهدي وغيرها من الشركات، وفي مصر أيضًا من يعرف أن مولتو هي في الأساس شركة إيديتا المدرجة في البورصة، وغيرها من الشركات التي نستخدمها بشكل يومي مثل جهينة إيديتا، سي إي بي، تفهمين ما أقصد؟

رضوى إبراهيم: نعم.

أحمد حمودة: الجميع قد عاش العام الماضي أزمة سكر شديدة في مصر، ولكن من كان يعلم أن هناك شركة سكر مدرجة في البورصة وبنسبة 100% كانت ستتجاوز كل الشركات في البورصة لعدم وجود سكر.

ياسمين منير: كيف بدأت هذه النوعية من التسويق؟ هل بالذهاب إلى الجامعات بشكل مباشر أو النوادي، أو من خلال منصة معينة؟

أحمد حمودة: في البداية من خلال إقناع العملاء بفتح حساب والذي يعد من أسهل الأشياء فتكلفته فقط 100 جنيه من باب التجربة.

وثانيًا أي عميل يأتي كان يقول إنه على استعداد لبيع كل ما يملك، ولكن كنا نخبره أننا نحتاج فقط إلى 10% من مرتبه الشهري، وهو ما يجعل الدخول في الاستثمار سهلًا.

وثالثًا وجود منظومة متكاملة لتعليم العميل كيفية الاستثمار من خلال إعادة صياغة الأخبار بطريقة تجعل فهمها سهلًا وتلخصها وهذه في خدمة «كلابس» التي تقدمها منصة ثاندر.

وأيضًا ذهبنا إلى الجامعات، والأماكن التي تقدم مناهج تعليمية، وكنا ندير مناقشات مع الناس في كيفية الاستثمار، من أجل زيادة عملائنا، وبعدها نصبح كخطوط استرشادية لهم، وأيضًا نعلمهم كيفية الحوار مع بعضهم وتوجيه الانتقاد البناء إلى ثاندر.

رضوى إبراهيم: تمكنتم من جمع تمويلات كبيرة خاصة في المرحلة الثانية التي بلغت 20 مليون دولار، فهل لديك تخوف من أن فكرة الحصول على تمويل كبير قد ترفع من أسماء الشركات، وشاهدنا نماذج نمت وصعدت كثيرًا لكنها انهارت فجأة؟ وما هو شكل تصرفكم في هذه الأموال حال تحييد هذه المبالغ في الحصول على تراخيص سواء داخل مصر أو خارجها ومصاريف التأسيس، وكم حجم تكاليف التشغيل؟

أحمد حمودة: نحن نحقق أرباحًا حاليًا.

رضوى إبراهيم: أعلم، وسنتحدث عن حجم المكاسب والموعد بالضبط الذي بدأتم تحققون فيه عوائد مالية، ولكن أقصد هنا حجم مصاريف التشغيل التي تستهلكها لتحقيق أرباح؟

أحمد حمودة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية

أحمد حمودة: إذا كانت الشركة تحقق أرباحًا، فإذن هي لا تستهلك أمولًا فالاستهلاك هنا بمثابة الخسارة.

رضوى إبراهيم: ليس كذلك حضرتك جمعت تمويلًا كبيرًا، ولكن بدأت في تحقيق الأرباح من مدة قريبة، فيمكن أن تكون قد صرفت أموالًا كثيرة ولكن بمجرد الحصول على عائد شعرت أنك تحقق أرباحًا.

70 % من مصروفات الشركة تذهب إلى الفريق التكنولوجي

أحمد حمودة: استهلاك أموال يعني أن تمنح الشركة عملاءها برمو كود أو ما شابه، ولذلك أستطيع أن أقول ببساطة إنه ما بين 60 إلى 70% من مصروفاتنا هي من أجل فريق الشركة بين المهندسين الذين يقومون ببناء المنصة، ومن يقوم بتأسيس السي إكس.

ولذلك منذ البداية و60 إلى 70% من مصروفاتنا تذهب إلى فريقنا في مجال التكنولوجيا فيما يخص رقمًا أو رقمين مهمين جدًّا ينظرون إليهما، وهو الكاك ويعني تكلفة الاستحواذ على عميل، والوقت الذي تستغرقه لجمع هذه الأموال مرة أخرى، بمعنى إيرادات العميل، وكم شهرًا تحتاجه هذه الإيرادات.

أحمد رضوان: كم مدة ذلك؟

أحمد حمودة: أقل من 6 أشهر وهو عامل إيجابي وصحي جدًّا لثاندر، فالنمو الذي حدث للشركة العام الماضي، سببه ارتفاع معدلات التضخم، وخفض قيمة العملة، فالجميع كان يبحث عن طريق ليتعلم منه كيفية الحفاظ على أصوله من الانخفاض.

التضخم وخفض قيمة العملة وراء نمو الشركة العام الماضي

وكنا موجودين في المكان والوقت المناسبين بالمنتج والمواد الصحيحة، لذلك استطعنا جذب عملاء كثيرين، ونحن سعداء بهذا فمن استثمر العام الماضي في البورصة يحقق أرباحًا بنسبة 70%.

وغير متوقع الحصول على عائد بنسبة 70% مرة أخرى، لأننا نتمنى ألا تنخفض قيمة العملة.

رضوى إبراهيم: هذه كانت مكاسب استثنائية.

أحمد حمودة: لا لم تكن مكاسب استثنائية فأي شخص كان يمتلك شقة أو سيارة فسعرها ارتفع.

رضوى إبراهيم: ذكرت أنها استثنائية لأنه ليس من المفترض أن تأخذ الدول قرارًا بتعويم العملة يوميًّا.

أحمد حمودة: أقصد أن استخدام الاستثمار لتعويض الانخفاض في قيمة العملة ليس استثنائيًّا.

ولذلك فأي بلد الاستثمار بها ليس متاحًا للجميع في الظروف الاستثنائية كما حدث العام الماضي، فيزداد الفقير فقرًا، لأنه ينفق جميع الأموال التي يمتلكها، كما أن قيمة الأموال نفسها تتراجع، بينما الغني يزداد غناء، لأن سعر الأصول التي يمتلكها يزداد، وأيضًا لديه القدرة على الاستثمار في أصول أخرى.

كما أن إتاحة الفرصة للمصريين أن يحققوا أرباحًا العالم الماضي في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية، جعل الجميع في ثاندر سعداء.

ولذلك أود أن أذكر شيئًا فحضرتك تحدثت عن رأس الحكمة، التي بعدها أصبحت الأوضاع الاقتصادية أفضل، وسعر الدولار تراجع إلى نحو 50 جنيهًا بعد أن وصل إلى 70 و100 جنيه، فأي أصل في مصر سواء سيارة أو شقة أو ذهب سعره انخفض بعد قرار التعويم.

فميزة ثاندر أن الشركات التي كان يستثمر فيها العملاء للتحوط من الدولار، يمكنهم تقييم قيمة الانخفاض في سعرها، ولديهم القدرة على التخارج منها.

ولذلك تعد الشفافية من مميزات الاستثمار في الأوراق المالية، بمعنى أن البورصة تخبرك بسعر أسهم أي شركة، كما أن التخارج منها سهل، على عكس الاستثمارات الأخرى التي تجد فيها صعوبة في ذلك.

فالاستثمار في البورصة يمنح ميزة معرفة أسعار الأسهم بشكل لحظي، والبيع في أي وقت تريده على عكس الاستثمارات الأخرى كالعقارات.

ياسمين منير: هل روح الشباب فارقة مع موضوع الديناميكية في التعامل مع الأخبار؟

أحمد حمودة: أود أن أخبرك أن الميزة الموجودة لدينا أيضًا أننا مستمرون منذ 3 سنوات والأفراد الذين انضموا إلينا منذ السنة الماضية جنوا أرباحًا كبيرة، وهناك أفراد انضموا إلينا حاليًا وآخرون منذ بداية السنة.

أي فرد انضم منذ بداية العام في الغالب لم يحقق مكاسب، ولكن الميزة أن الأفراد المتعاملين معنا يرون كيفية إدارة دورة العمل.. وإذا ما رغبت في جني أرباح يجب التحلي بالصبر.. وعلى العكس إذا كانت التداولات تحقق ارتفاعات طوال الوقت فلن تكون هناك فرصة للشراء بأسعار مناسبة، ولكن التراجع يمنح المستثمر فرصة جيدة.

المثير في الأمر أنه وقت عروض البلاك فرايداي أو ما تسمى بالجمعة البيضاء في مصر نجد أن المستهلكين يهرولون نحو الشراء.

ياسمين منير: كيف تواجهون ذلك.. بالتأكيد واجهتم حالة الهلع التي تحدث في مثل هذه الأوقات؟

أخبرنا مستثمرينا أن الوقت حان لاسترجاع صناديق سوق المال لمحفظتهم بعد تلاشي تأثيرات التعويم

أحمد حمودة: سأخبرك ماذا فعلنا خلال الأشهر الماضية أو الشهرين الماضيين.. أول شيء بدأنا نخبر الأفراد بأن هذا الوقت مناسب للبدء في استرجاع صناديق سوق المال إلى محفظتهم.. السنة الماضية كانت هناك مخاطر مرتفعة جراء التعويم، وكان هناك تخوف لدى المستثمرين من وضع أموالهم في هذا النوع من الاستثمار.

حاليًا المخاطر المرتبطة بالتعويم تراجعت وأصبحت هناك صناديق تمنح عائدًا من 21 إلى 22% مضمونة دون مخاطر أو بمخاطر منخفضة بفعل التعويم، وبالتالي فالمحفظة تتضمن جزءًا من ذلك.

اعتدنا في مثل هذه الأوقات العمل بجد في تشجيع الأفراد على اقتناص هذه الفرص.. ومن يتابع إعلاناتنا منذ اليوم الأول يجد قصة الأشخاص الذين استثمروا في البورصة بقيمة ألف جنيه كل شهر منذ عام 1998 وحتى أواخر عام 2023.. ويجب الاستثمار في كل شهر.. وأن المستثمر الذي يطمع في المزيد يتكبد خسائر وكذلك من يصاب بحالة الهلع جراء تراجع المؤشرات هو خاسر أيضًا.

وهناك شركات حققت ارتفاعات كبيرة وأخرى تراجعت قيمتها السوقية بصورة حادة.

أحمد رضوان: نحن تحدثنا عن التوسع الخارجي في الإمارات والسعودية.. ما هي خططك في مصر خلال الفترة القادمة؟

أحمد حمودة: أول خطة تحدثنا عنها أن الحلم ليس بعيدًا في الوصول إلى مليون مستثمر آخر.. لدينا حاليًا 3 ملايين فرد قاموا بتحميل التطبيق.. 250 ألفًا منهم استثمروا.. وأنا أرغب في مليون مستثمر بالبورصة المصرية.. هذا داخليًّا في مجال الاستثمار.

نتفاوض مع عدة بنوك لإضافة بعض الخدمات على التطبيق خارج الاستثمار

الأمر الآخر: ما هي الخدمات المكملة التي نستطيع إضافتها من أجل مساعدتهم على الاستثمار؟.. نتفاوض حاليًا مع بنوك في كيفية التعاون وإضافة بعض الخدمات تحسن من الخدمة على التطبيق خارج الاستثمار.

ندرس استخراج بطاقات ائتمان للمستثمرين حال وصولهم لحجم معين من المحفظة

خدمات من أول سداد فواتير الكهرباء.. وهناك فكرة في حالة وصول المستثمر إلى حجم معين من المحفظة الاستثمارية يتم تسهيل استخراج بطاقة ائتمان به للتعامل بها في الخارج بضمان الأسهم التي يستثمر بها، بدلًا من طلب ضمانات أخرى مثل خطاب الموارد البشرية أو وضع وديعة أو ضمانات أخرى.

التكنولوجيا المالية تتيح الخدمات المالية المختلفة للأفراد، وهناك 4 خدمات مالية مهمة، وهي: الادخار والاستثمار وأنك تستطيع الاقتراض من أجل أمور ضرورية، والخدمة الثالثة هي إتاحة خدمات الدفع الالكتروني دون الحاجة إلى الاحتفاظ بالأموال نقدًا، والخدمة الرابعة هي الضمانات والتأمين.

ستظل الخدمة الأساسية التي نقدمها طوال الوقت هي الادخار والاستثمار.. ولكن إذا أتيحت الفرصة لإضافة خدمات أخرى تحسن من خدمة العميل على التطبيق سنفعلها.

أحمد رضوان: بالأمس تحدثت عن قمة رايز أب وكان هناك لقاء عام عقده رئيس الوزراء، لا أعلم إذا كنت حضرته أم لا؟

أحمد حمودة: حضرته.

أحمد رضوان: جيد جدًّا.. هل هناك طلبات محددة في تفكيرك ترى أنها ستساعد في عملك، قمت بطرحها؟

طلبت من رئيس الوزراء خلال قمة رايز أب تسهيل الاستثمار وزيادة وعي الأفراد

أحمد حمودة: كان لدي حظ موفق. وأود أن أشكر عبد الرحمن شرارة القائم على تنظيم المؤتمر على منحي الفرصة للتحدث، وأن أطلب من رئيس الوزراء ما ذكرته من قبل، وهو كيفية تسهيل الاستثمار وزيادة وعي الأفراد، وعندما حدث ذلك وجدنا تزايدًا في أعداد المستثمرين، لذا فموضوع الوعي كان مهمًّا جدًّا بالنسبة لنا.

المرحلة المقبلة بمنتهى البساطة بالنسبة لي هي كيفية البدء في إدراج شركات كثيرة من مصر ومن أجل تحقيق ذلك يجب تسهيل عملية الإدراج وتوعية الرؤساء.

وأنا على يقين بأن الدكتور محمد فريد والأستاذ أحمد عبد الرحمن الشيخ يعملان على هذه الجزئية، وهي كيفية البدء في تقديم حزمة من المحفزات لهذه الشركات وتوعيتها.

والمثال الذي أقوله دائمًا هو أن شركة أبل استغرقت 4 سنوات قبل إدراجها في البورصة، وكذلك شركة أمازون..

معنى ذلك أنه إذا ما كنت مستثمرًا في أمريكا كانت الفرصة سانحة لخلق ثروة مع أبل أو أمازون من رابع سنة.

ولكن الناس لا يرون أن مؤسسي وقيادات أبل وأمازون كان لديهم إتاحة لتمويل مشاريعهم في البحث والتطوير.. وكانت أحلامًا مجنونة وقتها، إلى أن تحققت وأصبحت أبل وأمازون في وضعهما الحالي، وهذا ما نحتاجه في مصر.

ياسمين منير: دعنا نتحدث بشكل مباشر.. ما هي الحوافز التي طالبتم بها؟ فقد رأينا أن هذا الملف مر بعدة مراحل آخرها التنظيم الذي يسمح بأن شركات ومؤسسات تستثمر في كيانات أصغر بما يسهل من إدراجها بالبورصة، وهذا لم يفعّل؟

أحمد حمودة: هل تقصدين ضوابط SPAC.

ياسمين منير: بالضبط. والتي مرت بمراحل عديدة حتي الوصول إلى الأرضية التي تتحدث عنها.. ما هي المطالب الرئيسية؟

أحمد حمودة: الدكتور محمد فريد كان دائمًا يذكر أن هناك شقًّا على اللاعبين.. ولا يصح انتظار البورصة وهيئة الرقابة المالية لتوعية الناس بكيفية الاستثمار.. البورصة ممكن أن تقوم بعمل حملات إعلانية في رمضان أو التوعية، مثل المؤتمر الذي عقدته في الساحل الشمالي.

ولكن في النهاية دور شركات السمسرة، وهو توعية الناس، وأعتقد أيضًا أنه دور بنوك الاستثمار، ونسعى لأن نكون جزءًا منهم والعمل على توعية الشركاء المؤسسين بالميزة التي سيحصلون عليها من إدراج شركاتهم في البورصة.

رضوى إبراهيم: سأخبر حضرتك بأمر.. الهيئة والبورصة على مدار سنوات عديدة بالتناوب فيما بينهما يقومان بعمل جولات في المحافظات من أجل التوعية؟

أحمد حمودة: سأطرح عليك سؤالًا.. هذه رابع رحلة من البودكاست صح؟ من هم أصحاب الثلاث رحلات الأخرى والشركات الذين جلستم معهم؟

ياسمين منير: كثر.

أحمد حمودة: أخبروني من هي الكيانات التي جلستم معها؟

أحمد رضوان: إيديتا ودومتي وكونكورد وإيجي ترانس.

أحمد حمودة: كم شركة منهم مدرجة في البورصة؟

أحمد رضوان/ ياسمين منير: جميعهم مدرجون فيما عدا شركة كونكورد.

أحمد حمودة: ما أود قوله هو أن هناك شركات قوية جدًّا في مصر ليست مدرجة في البورصة.

رضوى إبراهيم: مفهوم.. ولكن ما أريد قوله هو أن هناك أشياء عناوينها العريضة غير كافية.. مثل فكرة أن بنوك الاستثمار يجب أن يكون لها دور في الترويج مع البورصة، لأن جزءًا من دور البورصة الرئيسي هو الترويج للاستثمار بها؟

أحمد حمودة: أختلف معك بشدة.. البورصة دورها تنظيمي ولكن في النهاية من يجذب الأفراد للاستثمار بها بالتأكيد شركات السمسرة.

رضوى إبراهيم: ونحن شعب تختلف استجابته حينما يستمع من مسؤول في حال كانت ثقافته المالية محدودة، غير السماع إلى شخص آخر يشجعه لأنه صاحب مصلحة وسيتربح منه، بالتأكيد هناك فرق حسب درجة الوعي مع من تخاطب؟

أحمد حمودة: ليس بالضرورة سماع الشعب لكلمة المسؤول لأنه لديه القدرة والوعي الكافي للتعرف على ما إذا كانت هذه الشركات ستفيده بالفعل أم أنهم يروجون لأشياء غير واقعية.

رضوى إبراهيم: وإذا كان ذلك على غير الحقيقية.. فلماذا تقول إن الوعي هام للغاية وأن الجزء التعليمي كان فارقًا معك؟

أحمد حمودة: هناك جزء قانوني.. حينما قامت الهيئة العامة للرقابة المالية بإصدار قانون خلال العام الماضي يتيح رقمنة المعاملات المالية غير المصرفية هذا الشق الذي تختص به الهيئة في الترويج لاستثمار الأفراد.

حينما نذكر أيضًا الطرح أو الإدراج في البورصة سنتحدث عن الشق القانوني الذي نحتاجه من الهيئة لتسهيل عمليات الإدراج.

رضوى إبراهيم: لذلك كنا نسأل حضرتك في النهاية ما هو الإجراء الفعلى المؤثر على مستوي القانون أو التنظيم.. ومؤتمرات بنوك الاستثمار الكبيرة على مدار السنوات استطاعت جمع مستثمرين.. الهيئة والبورصة على فترات كبيرة ذهبتا إلى الجامعات لتوعية الطلاب بجانب الترويج في المحافظات.. ولكن في النهاية نحن ذكرنا أن ثاندر نجحت في جذب مستثمرين من محافظات لأنها استطاعت الوصول إليهم بطريقة قابلة للتنفيذ وليس بسبب المؤتمرات التي عقدتها.

أحمد حمودة: أنا لا أرغب في عقد مؤتمرات.. بالعكس ما أريد فعله خلال الفترة المقبلة هو مقابلة الشركات والتعرف من المؤسسين على تخوفاتهم من الإدراج في البورصة.

وكنت في زيارة إلى مقر البورصة المصرية وتحدثت مع مستشار رئيس البورصة عن المميزات من عمليات الإدراج، كذلك نتحدث مع أصحاب الأسهم الخاصة التي تستثمر في شركات مغلقة وغير مدرجة في سوق المال عن مميزات طرح الشركات في البورصة مقابل تجميع تمويلات من الأسهم الخاصة.

الأسهم الخاصة سيجعلك توقع على 200 ورقة على سبيل المثال ولكن في البورصة العميلة أفضل وأسهل وتستطيع الوصول إلى أفراد كثر بخلاف التسويق.

ونحن لا نزال في بداية هذه العملية.. والنمو الذي حققناه منحنا الثقة في الخطوة القادمة من إمكانية طرح شركات ويتم تغطيتها من الأفراد مع مؤسسات داخلية.

تأجيل طرح الاكتتابات العامة لحين دخول مؤسسة خارجية غير ملزم.. ولدينا كيانات محلية تستطيع تغطيتها

الفكرة الخاصة بعدم طرح أي اكتتاب عام في مصر لحين أن تأتي مؤسسة من الخارج وتقرر الاستثمار غير ملزم.. ولدينا أفراد ومؤسسات تستطيع تغطية الاكتتابات العامة ولكن يجب أن تبدأ العجلة في الدوران.. هل تعلمين متي كان آخر اكتتاب عام في مصر؟

رضوى إبراهيم: هل نحن منتظرين ذلك أم منتظرين الطروحات الحكومية والتي ستشجع القطاع الخاص على الدخول في البورصة.. في رأيك ما ننتظر؟

أحمد حمودة: من وجهة نظري.. أنه حتى حينما اتيحت لي الفرصة للتقدم بطلب إلى رئيس الوزراء لم يكن مطلبي الحصول على دعم الحكومة أو حاضنات أعمال ونحن لسنا في حاجة للاختيار.

في الخارج الأمور سهلة والناس مقسمون لنوعين 90% و10% ناس لديهم أفكار وخبرات قاموا بإنشاء شركات مستمرة ولكنهم بحاجة إلى رؤوس أموال تمول هذه الشركات وناس أخرى يعملون ويتقاضون مرتبات.

ببساطة.. حتى تستطيع التطوير يجب الاستعانة بـ 10 او 20% من المدخرات لاستثمارها في الشركات.. من منا لم يتفق مع صديق له في ذات مرة على إقامة مشروع معين.. ليس بالضرورة المخاطرة بمشروعات جديدة في حين هناك مشروعات أخرى تعمل وتحقق أرباحًا يستطيع استثمار أمواله بها.

أحمد رضوان: دعنا نتحدث عن ثاندر في هذه النقطة.. ما هي الخطوات التي وصلت إليها في طريقك نحو القدرة على الإدراج في البورصة أو طرح اكتتاب عام؟ أم لست بحاجة إليها؟

أحمد حمودة: من احلام حياتي أن أكون مسؤول عن طرح الشركة للاكتتاب العام.. ولكن كل هدف نأخذه خطوة بخطوة.. عندما قررنا زيادة صناديق الاستثمار بالشركة قمنا أولًا بإضافة صندوق ادخار باعتباره نموذج للاستثمار الآمن ثم توالت الصناديق الأخرى.

ومن أجل تنفيذ عملية الطرح بصورة صحيحة، فيجب البدء بالشركات التي لديها ملفات مخاطر أقل وتحقق أرباحًا ومستمرة في السوق منذ 8 سنوات على الأقل ونماذج أعمالهم واضح للجميع.

يجب البدء بشركات معروفة وتتمتع بملفات مخاطر أقل ومع توعية الناس يتم الانتقال إلى الشركات ذات مخاطر مرتفعة سواء في قطاع التكنولوجيا أو القطاعات الأخرى.

ياسمين منير: هل ترى هناك أجل زمني لتحقق ذلك .. اي الرهان على دخول كيانات كثيرة أخرى للسوق حتى في حال كان لك دور فاعل في دخولهم؟ وبالنسبة لثاندر .. ما هي العوامل التي إذا ما توفرت تستطيع حينها الطرح بالسوق؟

أحمد حمودة: ما أستطيع قوله إنه أحد أحلام حياتي.. وناقشت هذا الموضع ذات مرة مع مجلس الإدارة ولكن القرار ليس في يدي إلا أنه سيظل حلم حياتي في إدراجها بالبورصة.

سأخبرك بشيء يعبر عن مدى إيماني بالأوراق المالية.. في السابق شغلت منصب مدير عام أوبر مصر وعاصرت الفترة ما قبل طرحها للاكتتاب العام وبعدها ورأيت حجم الإصلاحات الداخلية التي اضطرت الشركة لتنفيذها حتى تكون جاهزة للاكتتاب العام.

وهذا ما استفدنا منه مؤخرًا مع ثاندر التي لم نسمع من قبل أنها تعرضت للتصفية بسبب نقص الأموال والتمويلات، وكان بناء الشركة صحيحًا من اليوم الأول، فبالتالي الشركات التي تستعد للطرح في البورصة بداية من الحوكمة وشكل هيكل الإدارة، يجب أن تفصح عن نتائج أعمالها كل 3 أشهر، كل هذا في حد ذاته يضع الشركة في مسار مختلف.

رضوى إبراهيم: بما أنك مؤمن بأهمية الإفصاح هل الممكن أن تعطينا بعض المعلومات؟

أحمد حمودة: إذا سألتِ مستثمرينا ستجدينهم على علم بكل شيء يخص الشركة.

رضوى إبراهيم: هل من الممكن أننا نتحدث حاليًا مع مستثمر محتمل؟

أحمد حمودة: أنا لا.. أم شخص آخر؟

رضوى إبراهيم: نعم ممكن من يشاهد هذا اللقاء أن يكون مستثمرًا محتملًا.

أحمد حمودة: لا أعتقد.

رضوى إبراهيم: ولم لا؟

ياسمين منير: يمكن لأنك تخاطب هذه الشريحة.. أم التركيز على المؤسسات الأجنبية في الأساس؟

أحمد حمودة: أعتقد أن أي فرد لديه القدرة على إدخال الدولارات إلى مصر والاهتمام بضخ استثمار أجنبي من من الأفضل أن يفعل ذلك.. ما رأيك؟

ياسمين منير: أنت أيضًا استطعت فعل ذلك قبل التأسيس.

أحمد حمودة: وسنقوم بعمل ذلك خلال الفترة المقبلة بإذن الله.

رضوى إبراهيم: معكم مستثمرون مصريون.. هل هذا صحيح؟

أحمد حمودة: معنا أنديور طارق فهيم وهو من أوائل الناس الذين آمنوا بالفكرة.

رضوى إبراهيم: هو فقط؟

أحمد حمودة: نعم.. وبعض الأصدقاء من صغار المستثمرين ولكن أنديور كانت الأبرز.. بجانب جلوبال بانشز من أكبر المستثمرين في الشرق الأوسط والتي أبرمت مؤخرًا شراكة مع البنك المركزي includ .

حصلنا على رخصة في سوق أبو ظبي.. والسوق السعودية فرصة كبيرة

ياسمين منير: هل جولة التمويل الثانية كانت الأكبر؟

أحمد حمودة: لا الثالثة.

ياسمين منير: هل أول جولة كانت 2 مليون دولار؟

أحمد حمودة: لا.. أول مرة كانت أقل من مليون دولار والثانية أكثر من المليون والثالثة وصلت إلى 20 مليون دولار.

ياسمين منير: وحضرتك ذكرت أنك تحتفظ بنحو نصف السيولة؟

أحمد حمودة: أكثر من نصف السيولة.

ياسمين منير: كيف سيتم توظيفها بشكل محدد كاستثمارات خلال الفترة المقبلة؟ وفي الوقت ذاته متى ستبدأ الجولة الرابعة؟

أحمد حمودة: مجالنا قائم على التحدث مع المستثمرين بشكل مستمر لأن السوق تواجه فترات صعود وهبوط وكذلك الشهية، بالإضافة إلى مخاطبة المستثمرين الأجانب وفقًا لتحركات الدولار وسعر الفائدة.

فطوال الوقت نتحدث بشكل مستمر مع المستثمرين ونحن نرى قدرة رهيبة جدًّا في السوق المصرية، ومن المفترض أن يكون أكثر من 20 مليون فرد في مصر يستثمرون في البورصة.. والأمر سهل بالنسبة للجيل الجديد من حيث توافر الأساسيات سواء الإعمار أو انتشار الهواتف الذكية بالإضافة إلى تطلعهم لتجربة أشياء جديدة نحن في وضعية جديدة جدًّا.

ياسمين منير: إلى أين ستوجه استثماراتك؟

أحمد حمودة: صوب مصر.

ياسمين منير: في البنية التحتية التكنولوجية أم الاستحواذ على كيانات تساعد نشاطك؟

أحمد حمودة: ساتحدث معكم بلغة الأرقام… خلال عام 2021 قمنا بعمل 1000 عملية في اليوم الواحد، ثم زادت إلى 1800 عملية خلال عام 2022، وأصبحت 25 الف عملية يوميًّا محققين نموًّا بمعدل 20 مرة.

وفي فبراير 2024 حققنا أعلى معدل يومي للعمليات بلغ 170 ألف عملية.. حاليًا نحقق أقل من هذا المعدل.. لذا فتطوير البنيه التحتية بحاجة إلى مجهود ضخم بالنسبة لنا كمكتب دعم أو استثمار وبالنسبة البورصة كمحرك للتداول وكذلك بالنسبة لمصر المقاصة.. هذه الجزئية بحاجة لاستثمارات ضخمة.

رضوى إبراهيم: نحن قصدنا ما إذا كانت هناك توسعات رأسمالية؟

أحمد حمودة: ماذا تعنين بالتوسعات الرأسمالية؟

رضوى إبراهيم: أعني تراخيص جديدة ستحصلون عليها أو سوق جديدة سيتم دخولها أو التعامل مع أنشطة جديدة؟ أو كما ذكرته ياسمين عن الشركات التي تقدم بعض الخدمات وترى أنها تستطيع استكمال منصتك تريد الاستحواذ عليها؟

أحمد حمودة: بشكل عام سيتم التركيز على توجيه معظم هذه السيولة إلى الخدمة الاستثمارية في مصر.. كما يتم التفاوض مع بعض البنوك من أجل تقديم خدمات بنكية بالشراكة معهم.

في الوقت ذاته حصلنا على رخصة في أبو ظبي ونسعى للحصول على رخصة أخرى في السعودية.

رضوى إبراهيم: بما أننا كنا نتحدث عن التمويلات التي تم جمعها والجولات التمويلية.. بالتأكيد تمت إضافة مساهمين جدد ولم يتخارج أحد.. هل اقتربت دورة استثمار البعض من الانتهاء وعلى وشك التخارج؟

أحمد حمودة: لا.

ياسمين منير: متى ستبدأ جولة جديدة.. هل بعد انتهاء السيولة التي حصلت عليها.. أم بعد سنة مثلًا؟

أحمد حمودة: نحن لم ننه المباحثات مع المستثمرين، والعلاقة مستمرة.. ومن الممكن القيام بجولة تمويلية جديدة إذا كانت الظروف متاحة وهناك طلب.

القيام بجولة تمويلية جديدة وارد إذا كانت الظروف متاحة وهناك طلب

رضوى إبراهيم: أنت تقوم بجولة تمويلية جديدة عندما تجد طلبًا أم لاحتياج الشركة لذلك؟

أحمد حمودة: لو انتظرت الاحتياج فالشركة ستكون مضطرة إلى القبول بأي عروض.

رضوى إبراهيم: معنى ذلك أنه بمجرد وجود بوادر طلب يتم اتخاذ قرار القيام بجولة تمويلية، حتى لو لم تعرف كيفية توظيف هذه الأموال؟

أحمد حمودة: لا.. إنما يكون ذلك وفقًا لخطط الشركة التي تهدف للانتشار في الوطن العربي والاتصال مع كل البورصات العربية التي تم إنشاء معظمها وفقًا للأنظمة المصرية، أو تقترب من نظامها وإطارها القانوني بنسبة كبيرة.. لأن مصر ساهمت في إنشاء معظم البورصات العربية.. وهذا الأمر مفيد جدًّا بالنسبة لنا.

إطلاق منصة رامبل لمنح العملاء توصيات واستشارات مالية

منصة ترامبل للاستشارات المالية مهمة جدًّا بالنسبة لنا، ومن المهم أن تغطي الشركة الوطن العربي وليس مصر فقط.. وحلم ثاندر أن تكون بوابة لإتاحة الأجانب البورصة المصرية أو السعودية لعملائهم.

أعمال الشركة تتركز على مصر التي أثبتت أن إيرادات وأرباح الشركة بها يمكنها تغطية مصروفاتها.. كما أن الشركة لها منتجات متعددة في السوق المصرية التي أصبحت تتفهمه جيدًا ومعروفة فيه.

الشركة تهتم جدًّا بسوق أبو ظبي وحصلت على رخصة من adgm.. ومتفائلة بما يمكنه تنفيذه في هذه السوق.

أحمد رضوان: متى ستبدأ العمل في أبو ظبي؟

أحمد حمودة: قبل نهاية النصف الأول من العام الحالي.. كما تهتم أيضًا بالسوق السعودية.. لأنها فرصة كبيرة.

أحمد رضوان: كيف ترى المنافسة في سوق السمسرة بالأوراق المالية في مصر؟ وهل هناك شركات كررت نفس تجربة ثاندر؟

أحمد حمودة: سأكون كاذبًا لو قلت إنه لم يكن هناك بورصة في مصر قبل ثاندر.. ولكن التداول الإلكتروني موجود منذ عام 2008.. إنما السوق المصرية كبيرة جدًّا.. والشركات الكبيرة لديها تطبيقات قوية تحاول تقديم أفضل خدمة للعملاء.

أحمد رضوان: نتحدث الآن عن رحلتك العملية.. ما الأمور التي فعلتها وشعرت بأنك كان من الممكن أن تنفذها بشكل أفضل؟

أحمد حمودة: هناك نوعان من الشركات.. شركات تخطئ وأخرى لا تخطئ.. وأنا أحب الخطأ لأن الشركة التي لا تخطئ تموت.. والخطأ يجعلها تتحسن فيما بعد.

منذ عام 2016 حتى الآن وأنا لدي حلم بإنشاء شركة ثاندر.. ومن أجل ذلك تركت سي أي كابيتال التي تعلمت فيها الكثير والكثير.. وذهبت للعمل في أوبر حتى أفهم طبيعة عمل مجال التكنولوجيا.. وكنت سعيدًا ومحظوظًا للعمل في أوبر، وخاصة مع الفريق الذي كان يعمل فيها حينها.. لأن معظمهم حاليًا إما يدير شركات أو أسس شركات خاصة به.

لم أندم على الرحيل من أوبر أو سي أي كابيتال

أنا سعيد جدًّا ولم أندم على الرحيل من أوبر أو سي أي كابيتال.. والأمور تسير بشكل جيد في ثاندر.

ياسمين منير: ما أكثر تحدٍّ واجهك في رحلتك وكيف تعاملت معه.. سواء على مستوى البنية التشريعية والتنظيمية المرتبطة بالسوق أو الاقتصاد؟

أحمد حمودة: أكبر تحدٍّ كان الوعي المالي وتغيير سلوك المواطنين وتشجيعهم على الاستثمار في الأوراق المالية.. وعملية فتح الحساب عن طريق الفروع كانت صعبة.. فضلًا عن تحدي البنية التكنولوجية التي كانت مصممة لخدمة شركات كبيرة معدودة ثم الانتقال إلى خدمة أعداد كبيرة من الشركات فجأة.

ياسمين منير: هل من الممكن أن تؤسس ثاندر صناديق بنفسها.. أم ستكتفي بأن تكون منصة لصناديق تم التعاقد معها؟

نحتاج إلى تفعيل الصناديق العقارية للمساهمة في تصدير العقار وجلب عملة صعبة

أحمد حمودة: نتمنى أن يكون هناك صندوق للاستثمار في العقار.. لأن العقار أصل مهم يجب أن يكون في محفظتك المتنوعة.. لكن لا يوجد للأسف طريقة تستثمر فيها في العقار عن طريق ورقة مالية يمكن التخارج منها وبها شفافية.. وبمجرد وجود صناديق الاستثمار العقاري سوف نستطيع تصدير العقار لأنه سيكون من السهل على أي مستثمر شراء وثائق في هذا الصندوق.. وأعتقد أن أحمد أبو السعد سيقوم بذلك لأنه يحب تنفيذ أي شيء جديد.

رضوى إبراهيم: عدد الصناديق الجديدة خلال الفترة الماضية تراجع بشكل كبير.. هل تتفق مع ذلك.. وهل تنوع الصناديق أهم أم عددها؟

أحمد حمودة: يكفي إنشاء صندوق الذهب وبعده اثنان آخران.. لكن المسألة عبارة عن منظومة متكاملة.. والهيئة أصدرت القرار الجديد.. وبلتون أنشأت صناديقها الخاصة.. لكن مَن مِن السماسرة مهتم بتوزيع الصناديق غير ثاندر؟ المسألة منظومة متكاملة وتسير مع بعضها البعض، ولا يجب أن نعتمد على المسؤولين ومنظمي السوق فقط.. بل يجب على جميع الأطراف التعاون في المنظومة.

رضوى إبراهيم: كان من ضمن أهدافكم الوصول إلى أن يكون العدد الأكبر من عملائكم من شريحة المستثمرين الذين يستثمرون كل شهر.. كم نسبتهم حاليًا؟

أحمد حمودة: في المتوسط التمويل حاليًا مرة كل ربع سنة.. والهدف الرجوع مرة كل شهر من جديد.

رضوى إبراهيم: هل هناك شريحة عمرية معينة تجاوبت مع هذا الأمر؟

أحمد حمودة: عملاؤنا من أغنى الناس في مصر حتى أبسط ناس.. والفئة العمرية من 20 إلى 40 سنة هي أكثر شريحة عمرية تستخدم منتجات الشركة.. بالإضافة إلى أن الفئة من 28 إلى 40 سنة لديها أكبر قوة شرائية.

أحمد رضوان: بناء على تجربتك ورحلتك.. ما النصائح التي تقدمها للشباب الذي يبدأ حاليًا كرائد أعمال أو بدأ ويريد أن ينمو بأعماله؟

أحمد حمودة: أول نصيحة تتمثل في أن ريادة الأعمال هي فكر وليس بداية تنفيذ الشركة.. وأن يكون لديك المساحة لاتخاذ قرارات وتخطئ وتتعلم منها وتصلح هذه الأخطاء.. ولذلك إذا كنت تعمل في شركة ما عليك البحث عن مدير يمنحك هذه المساحة.. وبمجرد ما تجد ذلك فقد أصبحت بالفعل رائد أعمال.. فليس من الضروري أن تترك عملك وتبدأ شركتك حتى تصبح رائد أعمال.

أنا مؤمن بأن الجيل الحالي سيفعل ما لم يفعله أحد من قبل.. ولن يستطيع أحد أن يقول له افعل ذلك أو لا تفعل.. ولذلك يجب على رائد الأعمال أن تكون لديه القدرة على أن يحاسب نفسه.

أي رائد أعمال يحتاج أيضًا إلى الصبر حتى لا يحرق نفسه.. ولا بد أن يمتلك القدرة على حل المشاكل وأن يكون لديه إلمام بالمشكلة وجاهز لحلها.

أحمد رضوان: نشكر حضرتك جدًّا على وقتك ونتمنى أن يكون هذا اللقاء مفيدًا لكل من يسمعه.

أحمد حمودة: شكرًا على هذه الاستضافة.

أحمد رضوان: نشكر حضراتكم وإلى لقاء جديد من برنامج حابي بودكاست.

الرابط المختصر