إسلام عنان: الكوادر الطبية والخدمات المتميزة تؤهل مصر لزيادة أعداد السياح

عوائد السياحة الاستشفائية المتوقعة تماثل إيرادات القطاع كله حاليا

حمدي أحمد _ قال الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة بجامعة المستقبل، إن نجاح أي دولة في مجال السياحة الاستشفائية والعلاجية يستلزم وجود موارد كافية تتمثل في مستشفيات مؤهلة وكوادر وخدمات طبية متميزة، مع خطة للتعامل مع السائح منذ تفكيره للخروج من بلده للاستشفاء حتى علاجه ومغادرته للدولة التي يعالج بها.

وأضاف عنان، إن مصر تمتلك عددًا كبيرًا من المستشفيات يكفي لعلاج المواطنين المحليين والقادمين من الخارج بغرض السياحة العلاجية، وخدمة طبية في بعض التخصصات أفضل من دول أخرى كثيرة في العالم، بالإضافة إلى كوادر طبية بكفاءة عالية سواء كانوا أطباء أو تمريض أو صيادلة إكلينيكيين وأخصائيي إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي.

E-Bank

وأوضح أن لديها منتجعات سياحية كثيرة لكنها تحتاج إلى تجهيزها للاستشفاء والعلاج وليس السياحة العادية، لأن هناك فارقًا بين النوعين في التجهيز، فضلًا عن ضرورة تغيير الثقافة داخل هذه المنتجعات نحو نوعية السائح القادم إليها، مع اعتمادها في هذا المجال، من أجل تشجيعها للدخول في المنظومة والاستفادة من العوائد الاقتصادية المتوقعة.

وأشار إسلام عنان إلى أنه رغم ذلك فإننا ما زلنا في حاجة إلى وضع خطة للتعامل مع السائح منذ تفكيره للخروج من بلده للاستشفاء حتى علاجه ومغادرته للدولة، موضحًا أن هذه المسألة تحتاج إلى وجود هيئة واحدة مخصصة لهذا الغرض، لأن عملها سيتداخل مع وزارات مختلفة منها الطيران المدني والسياحة والتخطيط وقطاعات من وزارة الصحة والنقل.

الأسنان وعلاج فيروس سي وجراحات العظام أبرز التخصصات المستهدفة

وفيما يتعلق بالخطة التسويقية، لفت إلى أنه من الضروري الترويج عالميًّا لنجاحات وإمكانيات مصر في هذا المجال، ضاربًا مثالًا بإعلان منظمة الصحة العالمية مصر خالية من فيروس سي مؤخرًا، ورد الفعل الإيجابي عالميًّا والسمعة الطيبة التي اكتسبتها مصر بعد هذا الإعلان، الذي جعل نسبة كبيرة ممن يريدون العلاج من هذا الفيروس يفكرون جديًّا بالمجئ لمصر، خاصة مع الأسعار الرخيصة مقارنة بالدول الأخرى.

وتابع: «ولذلك نحتاج إلى تكرار تجربة فيروس سي في التخصصات المستهدفة، وذلك لن يكون إلا من خلال خطة تسويقية عالمية قوية، يتم فيها توضيح التخصصات التي نتميز فيها، فضلًا عن تنفيذ استبيانات لجودة الحياة في الأماكن والمنتجعات السياحية المصرية، وصناعة فيديوهات عن ذلك مع قنوات متخصصة في السفر والسياحة العلاجية وليس مجرد إنفلونسر مشهورين على وسائل التواصل الاجتماعي كما يحدث في السياحة العادية، لأن الأمر في السياحة الاستشفائية يختلف».

كما نحتاج إلى نشر نتائج حالات الاستشفاء في مصر على مجال واسع عالميًّا، لأن المنافسة في هذا المجال قوية جدًّا وخاصة مع دول مثل تايلاند وتركيا وغيرها، فضلًا عن ضرورة استهداف تخصصات محددة، لأن ترك الأمر عامًا غير مفيد، وأبرز التخصصات التي تتميز فيها مصر هي الأسنان بأسعارها الرخيصة والجودة العالية، وعلاج فيروس سي، وجراحات العظام، والاستشفاء من الروماتويد، فضلًا عن توافر أماكن عديدة للاستشفاء مثل الشواطئ والواحات وعيون موسى، والمياه الكبريتية لعلاج الأمراض الجلدية وغيرها.

وأكد إسلام عنان على أهمية دور القطاع الخاص في تنفيذ هذه الإستراتيجية، عن طريق التكامل بمستشفياته مع مستشفيات وزارة الصحة، لأنه ليس كل مستشفى يصلح للدخول في منظومة السياحة العلاجية والاستشفائية، وبالتالي مستشفيات القطاع الخاص ستتنافس للحصول على الاعتماد، من أجل الاستفادة بالعوائد الاقتصادية بالعملة الصعبة التي ستدرها عليها السياحة العلاجية، كما أن القطاع الخاص أن يستفيد بالعملة الصعبة بتسهيلات حكومية في مقابل خدمات للمصريين داخل التأمين الشامل بأسعار مخفضة ما يعوضهم ماديًّا.

وفيما يتعلق بالعوائد الاقتصادية والمردود الاستثماري من السياحة العلاجية والاستشفائية، قال إن العائد قد يصل إلى نفس أرقام السياحة العادية والتي تصل إلى 15 مليار دولار حاليًا، وهناك بعض الدول المتميزة في هذا المجال تجلب إيرادات أكثر من إيرادات السياحة المصرية كلها، وبالتالي الاهتمام بالسياحة العلاجية سوف يجلب عملة صعبة كبيرة للاقتصاد الوطني، لكن المنافسة في هذا المجال قوية وصعبة وتحتاج أن تكون الأفضل حتى تجذب هذا النوع من السياح، بالإضافة إلى أن ثمن الأخطاء في هذا المجال فادح، وعدم رضاء هؤلاء السياح أو حدوث خطأ طبي واحد من الممكن أن يضر السياحة العلاجية والاستشفائية بالكامل.

الرابط المختصر