كامالا هاريس والحلم الأمريكي.. فرصة لصناعة التاريخ بعد انسحاب بايدن

المنصور- سيارات
aiBANK

فرانس برس .. تقف كامالا هاريس من جديد أمام عتبة باب جديد قد تدخل منه التاريخ الأمريكي كأول امرأة تنتخب لرئاسة الولايات المتحدة.

وصنعت هاريس المتحدرة من أصول مهاجرة هندية من ناحية الأم و جامايكية من ناحية الأب، التاريخ سنة 2020 عندما أصبحت أول امرأة في التاريخ الأمريكي تنتخب لمنصب نائبة الرئيس.

E-Bank

وتسعى نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس لدخول التاريخ الأمريكي من أوسع أبوابه، وتحقيق الحلم الذي فشلت هيلاري كلينتون في تحقيقه سنة 2016.

وستكون هاريس إذا فازت بالانتخابات الرئاسية المقبلة أول امرأة في التاريخ الأمريكي تنتخب لهذا المنصب، وهو حلم كادت هيلاري كلينتون أن تحققه قبل ثمانية أعوام، لكن اعتماد البلاد على نظام تصويت يمزج بين التصويت المباشر والتصويت غير المباشر حرمها من ذلك، ومنح الفوز لدونالد ترامب.

ولهاريس تجربة جيدة في مجال السياسة، فبالإضافة إلى عملها لأكثر من ثلاث سنوات نائبة للرئيس جو بايدن، فقد كانت سيناتورة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا.

ورغم بروز اسمها بقوة كمرشحة منطقية لخلافة بايدن لكن طريقها نحو ترشيح الحزب الديمقراطي لن يكون دون عوائق.

ويتعين على هاريس أولا أن تضمن الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، فلا يكفي دعم الرئيس بايدن لها، بل يجب عليها المرور من الإجراءات الحزبية لانتخاب مرشح جديد خلفا لبايدن.

وهناك بعض الوجوه القوية المنافسة لهاريس، لكنها تظل الاسم الأكثر تداولا لمنافسة دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل.

وقد سارع العديد من الديمقراطيين إلى دعم كامالا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب في مواجهة مرشح الجمهوريين بعد انسحاب الرئيس بايدن المفاجئ من السباق، لكن بعض أعضاء الحزب الأقوياء، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التزموا الصمت.

وبعد خلاف دام أسابيع بين الديمقراطيين على ما إذا كان يجب على بايدن (81 عاما) البقاء في السباق، فإن الإسراع بإبداء الدعم والتأييد لها أمر بالغ الأهمية قبل ما يزيد قليلا عن 100 يوم من انتخابات الرئاسة.

ومع ذلك، هناك الكثير من الشكوك داخل الحزب الديمقراطي إزاء ما إذا كانت هاريس قادرة على التغلب على ترامب.

وقد أيد بايدن شخصيا هاريس، ليس في رسالته الأولى للتنحي عن الترشح، وإنما في بيان منفصل. وسرعان ما تبعته كتلة النواب السود القوية في الكونجرس، والعديد من المانحين الرئيسيين، والمشرعين بمن في ذلك السناتور باتي موراي، ولجان العمل السياسي الكبرى بما في ذلك (أولويات الولايات المتحدة) و(ووحدوا البلاد).

وقال بايدن على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) “اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكاملا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. أيها الديمقراطيون حان الوقت للتوحد وهزيمة ترامب. دعونا نفعل ذلك”.

ووصف ديمتري ميلهورن، مستشار ريد هوفمان، مؤسس موقع (لينكد إن) وأحد المتبرعين الديمقراطيين الرئيسيين، هاريس بأنها “تجسيد للحلم الأمريكي”، مشيرا إلى أنها ابنة مهاجرين.

وأضاف “إنها أيضا تجسد الصلابة، إذ ارتقت من مسقط رأسي في أوكلاند بكاليفورنيا لتصبح المدعية العامة الأولى للولاية. ومع تنحي سكرانتون جو (بايدن)، لا أستطيع الانتظار للمساعدة في انتخاب الرئيسة هاريس”.

ومع ذلك، شكر آخرون، بمن فيهم بيلوسي، بايدن على وطنيته، لكنهم لم يلقوا دعمهم بعد وراء هاريس أو أي مرشح آخر.

ودعا السناتور الأمريكي بيتر ويلش، وهو أول ديمقراطي يدعو بايدن للتخلي عن ترشحه لفترة جديدة، إلى عملية مفتوحة لترشيح هاريس.

وقال إنه يجب أن تكون لدى الديمقراطيين “عملية مفتوحة حتى يكون لدى مرشحنا أيا كان، بمن فيهم كاملا، القوة اللازمة لإجراء عملية تظهر الموقف المتفق عليه للحزب. النقاش في الحزب الديمقراطي هو الذي يستطيع مواصلة إرث الرئيس بايدن وهزيمة ترامب”.

وتبدو هاريس الخيار الأكثر بديهية. فنائبة الرئيس التي رافقت بايدن منذ أدائه اليمين الدستورية في يناير 2021، في وضعية جيدة لتكون حاملة لواء الحزب الديموقراطي.

كامالا هاريس البالغة 59 عاما هي ابنة لأب جامايكي وأم هندية، وكانت أول شخص أسود وأول امرأة تشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، كما كانت أول عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي من أصول جنوب آسيوية. وهي الآن أول امرأة وأول سوداء تتولى منصب نائب الرئيس.

وخلال مسيرتها المهنية مدعية عامة، اشتهرت هاريس بصرامتها، وهي سمة يمكن التعويل عليها في حملة من المتوقع أن تركز على الجريمة والهجرة.

لكن بعض الديموقراطيين التقدميين وجهوا انتقادات لسجل عقوباتها الصارمة للمخالفين القصر، معتبرين أنها تؤثر بشكل غير متناسب على الأقليات.

ولا تحظى كامالا هاريس بمعدلات تأييد مرتفعة، ما قد يدفع الديموقراطيين إلى البحث عن شخصية أخرى لترشيحها للرئاسة.

ومن بين أبرز تلك الشخصيات حاكم ولاية كاليفورنيا منذ خمسة أعوام غافين نيوسوم. وهذا الديموقراطي البالغ 56 عاما هو رئيس سابق لبلدية سان فرانسيسكو، وقد جعل الولاية ملاذا متاحا لعمليات الإجهاض، التي تعد ملفا ساخنا يحدد مصير أصوات البعض بالتصويت لمرشح ما أو رفضه.

وهناك أيضا، حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو أكبر ولاية متأرجحة في سباق تشرين الثاني/نوفمبر.

وانتخب شابيرو البالغ 51 عاما في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بفوز مقنع حققه على منافس محافظ وتولى منصبه في أوائل العام 2023، وسبق أن انتخب مرتين مدعيا عاما للولاية.

ومن بين الأسماء الأخرى المتداولة حاكم إلينوي جاي بي بريتزكر وحاكم ماريلاند ويس مور وحاكم كنتاكي آندي بشير، لكن فرصهم حتى الآن تبدو محدودة.

الرابط المختصر