دروز هضبة الجولان يتخوفون من تحول ديارهم إلى ساحة للحرب بين إسرائيل وحزب الله

المنصور- سيارات
aiBANK

فرانس برس _ أدى مقتل 12 طفلا وفتى في هجوم صاروخي السبت في هضبة الجولان المحتلة إلى مخاوف وسط أفراد الطائفة الدرزية من أن يمتد هشيم الحرب المستمرة منذ أشهر في المنطقة إلى ديارهم.

وقالت راية فخر الدين، إحدى سكان قرية مجدل شمس الدرزية حيث كان الأطفال والفتيان الاثنا عشر يلعبون كرة القدم عندما سقط الصاروخ عليهم يوم السبت، إن السكان كانوا يشعرون بدرجة كبيرة من الأمان حتى عندما كانت الصواريخ تنطلق في أماكن أخرى.

E-Bank

وقالت “لقد كان الأمر بمثابة صدمة لأننا لم نشعر بأننا مستهدفون ولو لمرة واحدة خلال الأشهر التسعة الماضية، حتى عندما كانت تدوي صفارات الإنذار”.

وتتهم إسرائيل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بتنفيذ الهجوم، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته إلى مجدل شمس الإثنين “برد قاس”.

وينفي حزب الله مسؤوليته عن قتل الأطفال، لكنه قال إنه شن ضربات على ما قال إنها أهداف عسكرية في مناطق قريبة من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وباعتبارهم أقلية عربية في إسرائيل ولبنان والأردن وسوريا وهضبة الجولان، يشغل الدروز مكانة خاصة في السياسة المعقدة في المنطقة.

وعلى النقيض من معظم الفلسطينيين من عرب 48 في إسرائيل، يخدم الكثير من الدروز في الشرطة والجيش الإسرائيليين بما يشمل الحرب في غزة، ووصل بعضهم إلى رتب عالية.

ولكن في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 ثم ضمتها إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي واسع، لا يزال كثيرون يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون الجنسية الإسرائيلية.

وانعكس غموض الموقف الدرزي على الجنازة التي أقيمت الأحد، إذ شارك الآلاف في توديع القتلى في مجدل شمس دون أن تظهر أي أعلام إسرائيلية أو سورية كما غاب الحديث السياسي إلى حد بعيد.

وقالت راية “الكثير من الدروز يشعرون بالغضب ولا يريدون أن يكونوا وقودا في هذه الحرب لأي طرف”.

وأدت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان ولكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الحرب الشاملة التي يخشاها كثيرون الآن.

واستنكر سلطان أبو جبل (62 عاما)، الذي يعمل ويعيش في مجدل شمس وفقد حفيدته في الهجوم، ما وصفها بأنها “حرب مجنونة”.

وأضاف “كلهم ناس أبرياء… ما ذنبي أنا إذا كانت هناك مشاكل بين حزب الله ودولة إسرائيل؟”

اقرأ أيضا
مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يفوض لنتانياهو وغالانت تحديد “طريقة وتوقيت” الرد على هجوم الجولان

لم تغب السياسة الإقليمية عن هذا الهجوم. وبالرغم من أن الأطفال والفتيان الذين قُتلوا في الغارة لا يحملون الجنسية الإسرائيلية على ما يبدو، فقد تعامل المسؤولون الإسرائيليون ومنهم نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت معهم باعتبارهم مواطنين إسرائيليين.

وقال جالانت خلال زيارة لمجدل شمس “الطفل اليهودي الذي قُتل على حدود غزة في السابع من أكتوبر والطفل الدرزي الذي قُتل في هضبة الجولان هما الطفل نفسه. هؤلاء أطفالنا”.

وعلى الجانب الآخر من الخط الفاصل، قال الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط، وهو خصم سابق لحزب الله لكنه تصالح مع الجماعة بعد ذلك، لقناة الجزيرة إن الادعاء الإسرائيلي بأن حزب الله أطلق الصاروخ هو “افتراء”.

وفي الجانب السوري، صلى الشيخ الدرزي يوسف الجربوع على القتلى واتهم إسرائيل “بارتكاب مجازر يومية” في خطاب نشرته وسائل إعلام رسمية سورية مصحوبا بصورة تظهر العلمين السوري والدرزي خلفه وصورة للرئيس بشار الأسد حليف حزب الله.

وقالت لبنى البسيط، وهي ناشطة مناهضة للأسد في السويداء أكبر مدينة درزية في سوريا “الحادث يستغله جميع الأطراف”.

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط “هناك تنافس. من هو الصوت الحقيقي للمجتمع الدرزي – هل هم الدروز الإسرائيليون الذين اندمجوا في إسرائيل ويخدمون في الجيش، أم هم اللبنانيون الذين يتخذون موقفا مناهضا لإسرائيل، وتحديدا جنبلاط الذي يعد زعيما تاريخيا للدروز”.

وبينما يتأهب لبنان لاحتمال شن ضربات إسرائيلية عليه من المتوقع أن تتجاوز ما شهدناه حتى الآن في الحرب، فإن الدروز في مجدل شمس لم يبق أمامهم سوى الانتظار.

وقال الشيخ سليم أبو جبل “أتمنى أن تنتهي هذه الحرب وتكون هذه المجزرة آخر مجازر هذه الحرب المدمرة… نحن دعاة سلام لا نعتدي على أحد ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد”.

 

الرابط المختصر