خالد سعد: المبادرات أحدثت تحولا جذريا في صناعة السيارات
زيادة نسبة الإنتاج المحلي إلى 70% بحلول الأعوام القادمة
محمد أحمد ويارا الجنايني _ أكد خالد سعد رئيس رابطة مصنعي السيارات في مصر والرئيس التنفيذي لشركة جينباي رويال ايجيبت للسيارات، أن المبادرات الأخيرة التي أطلقتها الدولة لدعم الإنتاج المحلي وتعميق الصناعة الوطنية، قد أحدثت تحولًا جذريًّا في قطاع صناعة السيارات، حيث دفعت العديد من المصنعين لزيادة حجم إنتاجهم المحلي بشكل ملحوظ، خاصة بعد قرار وقف الاستيراد وتأثير نظام التسجيل المسبق للشحنات (ACI).
المستثمرون يحتاجون إلى توثيق الحوافز المتاحة وآليات الاستفادة منها
وأوضح سعد أن النسبة الحالية للإنتاج المحلي، التي كانت تتراوح بين 35% و40%، قد ارتفعت بشكل ملحوظ، متوقعًا أن تصل إلى 50% في ظل الدعم المستمر من الحكومة. وأضاف: «مع استمرار هذه الجهود، نرى إمكانية وصول نسبة الإنتاج المحلي إلى 70% خلال الأعوام القادمة، مما سيقلل الاعتماد على السيارات المستوردة بشكل كبير.”
وفيما يتعلق بالحوافز الحكومية المقدمة لدعم الصناعة المحلية، شدد سعد على أهمية إعلان هذه الحوافز بشكل أوسع وأكثر تفصيلًا، مشيرًا إلى أن المستثمرين بحاجة إلى رؤية واضحة للحوافز المتاحة لهم وآليات الاستفادة منها. وقال: «حاليًا، الحوافز معلنة بشكل شفوي ولم يتم توثيقها بشكل مكتوب، مما يجعل من الضروري تقديم دعم ملموس ومكتوب ليتمكن المستثمرون من اتخاذ قراراتهم على أساس معلومات مؤكدة.”
وتطرق سعد إلى التحديات التي تواجه عمليات التجميع المحلي، موضحًا أن الاتفاقيات الدولية التي تسمح باستيراد السيارات المجمعة بالكامل من دول مثل أوروبا وتركيا والمغرب بدون جمارك، تشكل تحديًا كبيرًا للصناعة المحلية.
وأضاف أن ارتفاع تكاليف الشحن وتحجيم التمويلات بالعملة الأجنبية من بين العقبات الرئيسية التي تعيق تحقيق تقدم أكبر في هذا القطاع، ما يتطلب دعمًا من البنوك المحلية لضمان توفير التمويلات اللازمة لشراء مكونات الإنتاج.
وتابع أن بعض المصانع أُجبرت على تقليص إنتاجها بشكل ملحوظ بسبب التزاماتها بالتعاقد مع مصنعين دوليين، دون الحصول على التمويلات اللازمة، ودون التوسع المطلوب. وأضاف: «هذا الوضع أدى إلى توقف بعض المصانع عن العمل واضطرت إلى تسريح العمالة». وأشار إلى أن هناك توقعات بتحسن الوضع في الفترة المقبلة، حيث يُتوقع أن يتلقى الإنتاج المحلي دفعة إيجابية بعد وقف الاستيراد ودعم البنوك المتزايد، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على القطاع.
وأكد أن لجوء الشركات إلى المؤسسات المالية الدولية للحصول على العملة الأجنبية قد يؤدي إلى زيادة الأسعار، ما يفرض ضرورة تقديم دعم أكبر من البنوك المحلية للمصنعين المحليين، لضمان استمرار عمليات الإنتاج.
أهمية إعلان الحوافز بشكل أوسع وأكثر تفصيلًا فالمستثمرين بحاجة إلى رؤية واضحة للحوافز المتاحة
وأضاف: «زيادة الإنتاج المحلي تعني زيادة في المكون المحلي، مما يسهم في تشغيل المزيد من المصانع والعمالة المصرية، وبالتالي تحقيق عائدات من العملة الأجنبية من خلال تصدير السيارات المصرية، بدلًا من استنزاف العملة في استيراد السيارات من الخارج.”
وفيما يتعلق بالسوق المصرية، أكد سعد أن هناك تحديات كبيرة من حيث الأسعار التي تشهد تقلبات كبيرة نتيجة عدم استقرار قيمة العملة وندرة توفر المنتجات، ما أدى إلى زيادة الأسعار بشكل غير مسبوق وتفاقم المنافسة في السوق. ولفت إلى أن تدفق السيارات من مختلف أنحاء العالم بأسعار متفاوتة من خلال الأفراد والشركات وذوي الهمم قد أوجد حالة من عدم الاتساق في الأسعار.
بدء عمليات التجميع المحلي لميكروباصات «جينباي» بحلول 2025
وشدد سعد على أهمية مواكبة الاتجاه العالمي نحو السيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن تعزيز هذه الصناعة في مصر يمكن أن يفتح أبواب التصدير للأسواق العالمية. وكشف عن أن شركة «جينباي رويال إيجيبت» ستبدأ الإنتاج المحلي للميكروباصات بالتعاون مع علامة «جينباي» بداية من العام المقبل، وستكون جزءًا من مبادرات الحكومة لإحلال السيارات القديمة.
