بقلم نيڤين الطاهري مؤسس ورئيس شركة دلتا شيلد للاستثمار ووكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب _ لقد تعلمت الكثير من شراكتي مع إحدى أكبر المؤسسات المالية العالمية والتي تعاقدت معها لجلب الخبرة والمعرفة في مجال إدارة الأصول بهدف تطويعهم لملائمة السوق المحلية. وبالرغم من كون ذلك يبدو منطقيًّا إلا أن طريقة التطبيق هي التي يجدر مشاركتها.
إن النموذج الأمثل لمحفظة الاستثمار هو أن تتكون من 30% عقارات، 30% أسهم ذات علامات تجارية، 15% نقدًا، 10% نفط وغاز، 5% ذهب، 10% حر غير مخصص، مع ملاحظة أن العمر يلعب دورًا مهمًّا في اتخاذ هذه القرارات. فكلما كنت أصغر سنًّا، تجد أن اختياراتك يغلب عليها طابع المجازفة. ومع ذلك، ففي عمر الخمسين عامًا فما أكثر، تبدأ في التحوط أكثر استعدادًا للتقاعد والإيفاء بالعديد من الالتزامات المالية.
ورجوعًا، إلى المقولة التي أشرنا إليها في المقال السابق “عندما تكون هناك دماء في الشوارع، استثمر” مع افتراض أننا اليوم نرى الدم في الشوارع في جميع أنحاء العالم. في ظل المشهد الجيوسياسي المتغير ووطننا الحبيب المحاط بالتوترات الخارجية بمختلف أشكالها، كيف يمكن أن نفكر في “بماذا نستثمر؟”.
سأوجه كلامي للأشخاص الذين بلغوا الخمسين فما أكثر، فالآن سيكون أبناؤنا قد أنهوا تعليمهم آملين أن يجدوا الوظيفة المناسبة التي ستدعمهم ليكونوا مستقلين، من الصعب افتراض ذلك تمامًا، ولكن سأراعي لاحقًا النسب الأفضل لتلبية احتياجاتنا:
إن تخصيص 30% من استثماراتنا في سوق العقارات التي توفر عائدًا هي الخيار الأفضل، على أن تكون قابلة للتأجير ويمكن أيضًا أن تكون وسيلة لتوفير حاجة مستقبلية للأبناء المقبلين على الزواج، فقيمتها تتزايد مع مرور الوقت وتجدر الإشارة إلى أنه من المهم ملاحظة أن المفتاح الحقيقي لنجاح هذا النوع من الاستثمارات هو “الموقع، الموقع، الموقع”. و حين يصبح لدينا قريبًا صناديق استثمار عقارية، فإن الاستثمار عبر تلك الأداة سيكون خيارًا استثماريًّا ميسور التكلفة.
تخصيص 30% من الاستثمار في الأسهم ذات الأسماء المعروفة، هو الاستثمار الأكثر جودة وحكمة على المدى البعيد، والذي يجب أن يتم تنفيذه من خلال أحد مديري الأصول/ مديري الصناديق الأكفاء لضمان الالتزام بالتوزيع المناسب. ولدينا العديد من الشركات المدرجة الممتازة التي تحقق أرباحًا بالإضافة إلى أن مؤشرات نمو هذه الشركات تضمن نموًّا للقيمة.
تخصيص 15% للاستثمار في الودائع، على الرغم من انخفاض قيمتها مقارنة بالقوة الشرائية، إلا أنه في الأوقات الصعبة وكما هو معروف “النقد هو الملك”.
تخصيص 10 % للاستثمار في قطاع النفط والغاز، وكونه ليس خيارًا سهلًا بالنسبة لنا نحن المصريين، لذا سأستبدله، إن أمكن، بشكل من أشكال الاستثمار في الخارج.
كذلك يمكن تخصيص 5% للاستثمار في الذهب أو في الأشياء الثمينة التي يسهل بيعها في أي وقت، ويمكن أن تكون على هيئة ساعات أو مجوهرات ترتديها. المهم هنا هو مدى سهولة وسرعة تسييلها مع ارتفاع قيمتها بمرور الوقت.
10 % للاستثمار كمستثمر ملاك/ ممول “Angel Investor” في بعض الشركات الناشئة الشبابية أو في الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو في الأعمال الفنية فهي أيضًا إحدى خيارات الاستثمار إذا حصلت على المشورة الدقيقة، هذا هو مقدار المال الذي يمكنك المغامرة به.
والحقيقة هي أن معظم الأسر اليوم تعيش عيش الكفاف نظرًا لانخفاض قيمة عملتنا، وبالتالي فإن التفكير في الاستثمار يبدو وكأنه مخاطبة للأشخاص الأكثر ثراءً. أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى إعادة النظر في عاداتنا الاستهلاكية كنقطة انطلاق، وباعتباري سيدة أعمال مخضرمة، أعتقد أن كل واحد منا لديه مواهب يمكن استخدامها بشكل جيد لكسب المال بشكل قانوني، وهذه النقطة سنتناولها في المقالات المستقبلية.