يارا الجنايني_ أكد دكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أن مصر تسعى لأن تكون مركزًا إقليميًا وعالميًا رائدًا في مجال مراكز البيانات، موضحًا أن المشروع الجديد “كيميت” يعد خطوة استراتيجية هامة في هذا الاتجاه.
وأشار مدبولي إلى أن التوجه العالمي نحو تطوير مراكز البيانات يأتي في إطار ثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي، حيث أصبح من الضروري أن تتواجد هذه المراكز في مناطق جغرافية استراتيجية.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر تتمتع بموقع جغرافي محوري، إذ تمر عبر أراضيها الغالبية العظمى من الكوابل التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لاستضافة مراكز البيانات الكبرى.
وأضاف أن هذا الأمر بات لا يقتصر على مرور الكوابل فقط، بل يتطور ليشمل إنشاء مراكز بيانات متكاملة تقوم الشركات العالمية بتخزين بياناتها فيها أو تنقلها عبر شبكات عالمية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مراكز البيانات التي سيتم إنشاؤها ستكون مراكز خضراء، تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية المتجددة، وهو ما يعكس التزام الدولة بالاستدامة البيئية، ويعزز قدرة مصر على استيعاب النمو العالمي في استخدامات البيانات.
وفي سياق متصل، أكد أن الحكومة تشجع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الدولي، على المشاركة في تنفيذ هذه المشروعات التي ستسهم في خلق فرص عمل كبيرة وتعزز من قدرة مصر على المنافسة العالمية في هذه الصناعة الحيوية.
وشهد مدبولي، أمس الثلاثاء، توقيع عقد حق انتفاع بالأرض لصالح مجموعة “إنترو القابضة” لإنشاء مركز “كيميت” للبيانات بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. يُعد هذا المركز الأول من نوعه في المنطقة ويهدف إلى تقديم خدمات متطورة في الحلول السحابية، وإنترنت الأشياء، والتحول الرقمي، بما يعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها في التحول الرقمي في إطار رؤية مصر 2030.
ويقام المشروع على مساحة 80 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية تصل إلى 450 مليون دولار، ويأتي في وقت يتزايد فيه الطلب على خدمات الحوسبة السحابية والتحول الرقمي في المنطقة، مما يعكس أهمية المشروع في دفع عجلة التنمية الرقمية وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي في هذا المجال.