سي إن بي سي_ تتزايد التوقعات الأكثر تشاؤمية بشأن انخفاضات أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة التي عقدت في الخامس من نوفمبر، وفي ظل وعوده بتطبيق رسوم جمركية جديدة على البضائع المستوردة وهو ما قد يرفع التضخم من جديد بعد اقترابه من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي عند 2%.
وقالت صانعة السياسات السابقة في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، لوريتا ميستر، يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، إن الاحتياطي الفيدرالي قد ينفذ تخفيضات أقل لأسعار الفائدة مما كان متوقعاً خلال العام المقبل إذا ما تم تطبيق التعرفات الجمركية العالمية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وذكرت ميستر أن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تتغير في ظل الخطط المالية للإدارة الجمهورية القادمة، وأن الأسواق قد تكون محقة في توقع تخفيضات أقل من الأربعة المتوقعة في وقت سابق، بحسب شبكة CNBC.
وقالت ميستر خلال ندوة في مؤتمر UBS الأوروبي السنوي الذي استضافته لندن: “في العام المقبل، ستتأثر وتيرة التخفيضات بالمكان الذي يرون فيه السياسة المالية”.
وأضافت: “وجهة نظري هي أن السوق على حق، فمن المحتمل ألا يكون لديهم تخفيضات كثيرة في العام المقبل كما كان مفترضاً أو متوقعاً في سبتمبر “.
وخفضت الأسواق توقعاتها لخفض أسعار الفائدة بعد فوز ترامب في الانتخابات الأسبوع الماضي، مع تزايد التكهنات حول مقترحاته بشأن التعريفات الجمركية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بتكثيف الحرب التجارية التي بدأت خلال ولايته الأولى في منصبه، قائلاً إنه سيفرض تعريفات جمركية شاملة تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات الأمريكية، ومعدل أعلى يتراوح بين 60% و100% على السلع من الصين. وحذر خبراء الاقتصاد من أن مثل هذه التدابير قد تكون تضخمية.
ونتيجة لذلك، تتوقع الأسواق الآن خفضاً بنسبة نقطة مئوية واحدة في النصف الأول من العام 2025، يليه خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في النصف الثاني من العام، بحسب توقعات استطلاعات الرأي المتوسطة التي نقلتها وكالة رويترز.
كما يتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت رويترز آراءهم خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي الأخير هذا العام في ديسمبر، وهذا من شأنه أن يخفض سعر الفائدة على الأموال الفدرالية إلى نطاق بين 3% و3.25% بحلول نهاية العام 2025، وهو أقل قليلاً من متوسط توقعات الفيدرالي.
وتتوقع ميستر أيضاً أقل من أربعة تخفيضات العام المقبل، رغم أنها قالت إنها لا تزال ترى إمكانية خفض الفائدة في الاجتماع المقبل للفيدرالي خلال شهر ديسمبر.
في هذه المرحلة، يمكن توقع أن يقدم صناع السياسات “نظرة أولى” على الكيفية التي ستؤثر بها المقترحات المالية لإدارة ترامب على توقعاتهم، بحسب ما ذكرته ميستر.
ومع ذلك، لا يُتوقع الحصول على مزيد من التفاصيل حول الحزمة المالية الكاملة – وتداعياتها على السياسة النقدية – حتى أوائل العام المقبل.
وقالت ميستر: “لن تكون هناك تعرفات جمركية فقط. هناك أشياء تجري بشأن الهجرة، ومن المحتمل أن تكون هناك أشياء تجري على الجانب الضريبي، وسيكون هناك إنفاق أيضاً”.
وأضافت: “كل هذه الأمور مجتمعة سوف يكون لها تأثير على: ‘هل تغيرت توقعات الاقتصاد الأمريكي؟”.
مخاوف من عواقب وخيمة وحرب تجارية
يأتي ذلك تزامناً مع تزايد القلق بين صناع السياسات العالميين بشأن آثار الخطط المالية لترامب، وخاصة فيما يتعلق بالتعرفات الجمركية.
وحذر محافظ بنك فنلندا وصانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، أولي رين، يوم الثلاثاء، من أن تأثير مثل هذه الرسوم سيكون “ضاراً” بالاقتصاد العالمي، لكنه أضاف أن أوروبا بحاجة إلى الاستعداد لهذا الاحتمال.
وقال رين خلال ندوة UBS: “الرسوم الجمركية الكبيرة على الواردات التي يتداول الحديث عنها يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي”.
وأضاف: “الحرب التجارية هي آخر شيء نحتاجه. إذا بدأت حرب تجارية، فلا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يكون غير مستعد كما كان في العام 2018”.