مدير مصنع نيسان مصر: استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف

نعتمد على نظام تكنولوجي متقدم لتحسين سلاسل الإمداد وتعزيز كفاءة الموردين

يارا الجنايني _ أكد وليد فتحي، مدير مصنع نيسان مصر، أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في رفع مستوى الأداء والإنتاجية في المصنع، حيث تساهم بشكل بارز في تحسين الجودة وتطوير الكفاءة التشغيلية.

وأوضح أن المصنع يعتمد -على سبيل المثال لا الحصر- على ثلاثة روبوتات متطورة، متخصصة في عمليات الطلاء والتجميع واللحام، مما يؤدي إلى تقليل الزمن اللازم لكل عملية وتحقيق مستويات أعلى من الدقة والجودة، وبالتالي رفع الكفاءة الإنتاجية بشكل ملحوظ.

E-Bank

أشار فتحي –في تصريحات لجريدة حابي- إلى أن المصنع لا يقتصر على تحديث تقنياته فقط، بل يعكف أيضًا على تطوير قدرات العاملين من خلال تنظيم برامج تدريبية متقدمة داخل مصر وخارجها، تركز على أحدث الأساليب التكنولوجية والإنتاجية المتطورة عالميًّا. وأوضح أن هذه البرامج التدريبية تهدف إلى تعزيز مهارات العامل المصري ورفع كفاءته في استخدام التقنيات الحديثة، مما يمكنه من تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا، وبالتالي ضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء والإنتاجية، ومواكبة التطورات المستمرة في عالم صناعة السيارات.

وفيما يتعلق بفرص وتحديات التكنولوجيا في صناعة السيارات، قال فتحي إن التكنولوجيا توفر فرصًا واسعة لتحسين الكفاءة الإنتاجية وزيادة الإنتاجية بشكل ملموس، بالإضافة إلى تقليص التكاليف على المدى الطويل وتعزيز الجودة. وأكد أن هذه التقنيات تدعم عملية التحسين المستمر في المصنع، مما يساهم في تقديم منتجات عالية الجودة تتماشى مع معايير نيسان العالمية.

وأشار فتحي إلى أنه بالرغم من مواجهة بعض التحديات المتعلقة بتكاليف المعدات والأنظمة التكنولوجية الحديثة، إلا أن الشركة تعمل بشكل مستمر على دمج هذه التقنيات المتطورة ضمن خطوط الإنتاج، بما يضمن تحسين الأداء وتلبية احتياجات السوق بشكل أكثر فاعلية وكفاءة.

تستثمر في البحث والتطوير لضمان الابتكار وتحقيق التميز التنافسي في صناعة السيارات

ونوّه مدير مصنع نيسان مصر، إلى أن المصنع يركز بشكل رئيسي على الاستثمار في مجال البحث والتطوير (R&D)، باعتباره الركيزة الأساسية لتعزيز الابتكار ودفع عجلة التقدم، وأضاف أن هناك تركيزًا خاصًّا على استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات مراقبة الجودة، وهو ما يساهم في ضمان دقة العمليات وزيادة كفاءة الإنتاج بشكل كبير.

كما كشف عن خطط لتوسيع نطاق استخدام الروبوتات في المزيد من العمليات الإنتاجية، الأمر الذي يعزز من قدرة المصنع على التكيف مع متطلبات السوق العالمية. وأوضح أن جزءًا كبيرًا من الميزانية مخصص أيضًا لتطوير مهارات العاملين، من خلال برامج تدريبية مستمرة، لضمان تأهيل الكوادر المحلية للتعامل بكفاءة مع أحدث التقنيات، وبالتالي تعزيز الأداء العام للمصنع وزيادة قدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية المستمرة.

أضاف فتحي أن التكنولوجيا تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز الكفاءة الإنتاجية، حيث يتم تطبيق تقنيات متقدمة لمراقبة الجودة بدقة فائقة، ما يساهم بشكل جوهري في تقليص التكاليف وزيادة فاعلية العمليات. هذه التقنيات تضمن سير العمل بكفاءة عالية وتُحسن معدلات الإنتاج بشكل ملموس. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الشركة استثمارها في تدريب كوادرها من خلال برامج التدريب الإلكتروني (e-Learning)، التي تُمكن الموظفين من مواكبة أحدث الابتكارات التكنولوجية وتطبيقاتها العملية، مما يرفع مستوى أدائهم بشكل مستمر. كما أن التكنولوجيا أسهمت في صياغة إستراتيجيات تسويقية مبتكرة تزيد من تفاعل العملاء مع المنتجات وتعزز ولاءهم لعلامة نيسان التجارية، مما ينعكس إيجابيًّا على القوة التنافسية للشركة في السوق.

أما على صعيد بناء مركز تنافسي قوي، فقد أشار فتحي إلى أن نيسان تعتمد على التكنولوجيا لتقديم موديلات متنوعة بمواصفات متطورة، مما يُحسن تجربة العملاء ويساهم في تلبية احتياجاتهم بدقة. ويعزز تطبيق «Nissan Mobile App» الرقمي من هذه التجربة من خلال واجهته السهلة التي تُسهل الوصول إلى الخدمات، كما يتيح التطبيق جمع ملاحظات وآراء العملاء بشكل فوري، ما يُساهم في تحسين الخدمات وتطوير معايير الابتكار المستمر.

نحقق أكثر من 51% مكونًا محليًّا وندعم الصناعة الوطنية عبر شراكات مع الموردين

أضاف مدير مصنع نيسان مصر أن الشركة تُحقق نسبة مكون محلي تفوق 51%، مما يعكس التزامها الراسخ بدعم وتعزيز الصناعة المحلية من خلال شراكات إستراتيجية مع الموردين. وأوضح فتحي أن الموردين لا يُعتبرون فقط مزودي مكونات، بل شركاء حيويين في إستراتيجيات النمو والابتكار للمصنع، حيث يتم التعاون المستمر معهم لتحسين العمليات وتعزيز كفاءتها التشغيلية.

وتابع: إن نيسان تعتمد على نظام داخلي متقدم لمتابعة أداء الموردين وتحليل عمليات التوريد بشكل دقيق، ما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة تساهم في تحسين فاعلية سلاسل الإمداد وضمان سير العمليات بسلاسة. وفي هذا السياق، أكد فتحي أن التكنولوجيا تمثل أحد الركائز الأساسية التي تساهم في رفع كفاءة هذه العمليات، حيث يتم توظيف حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في تبسيط الإجراءات وتوفير آليات دقيقة لمتابعة عمليات التوريد. تضمن هذه الحلول تسليم المنتجات في الوقت المحدد وبأعلى معايير الجودة، مما يعزز من قدرة المصنع على تلبية احتياجات السوق بدقة ومرونة، ويحافظ على مستوى عالٍ من التميز التنافسي في صناعة السيارات.

وعن خطط نيسان المستقبلية، أكد فتحي أن الشركة تسعى إلى تنفيذ خطط طموحة لتعزيز حضورها في السوق المحلية والإقليمية، مشيرًا إلى أن إجمالي الاستثمارات الجديدة البالغة 55.9 مليون دولار سيتم ضخها في عدة مجالات، من بينها تطوير خطوط الإنتاج لتصنيع موديل جديد يلبي احتياجات السوق، واستكمال مشاريع دعم الاستدامة مثل استخدام الطاقة الشمسية ومعالجة المياه.

وكشف أن سيارات نيسان المصنعة محليًّا تحتوي على نسبة تتجاوز 51% من المكونات المحلية، والتي تشمل المقاعد، البطاريات، ضفائر الأسلاك الكهربائية، وبعض الأجزاء المعدنية. وأضاف: «نواصل العمل على زيادة نسبة المكون المحلي بشكل مستمر بما يتماشى مع خطط الشركة لدعم الاقتصاد الوطني وتقليل التكاليف».

وأفاد بأن مصنع نيسان مصر يتمتع بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 ألف سيارة سنويًّا، مضيفًا أن الشركة مستعدة لزيادة هذا الرقم استجابةً لتزايد الطلب في السوقين المحلية والإقليمية.

وأشار مدير مصنع نيسان مصر إلى أن الشركة تعمل على مشاريع طموحة في مجال الطاقة المتجددة، موضحًا أن المصنع يستهدف الاعتماد على الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاته بنسبة 100% في المستقبل القريب. وتابع: «نحن ملتزمون بخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة البيئية، ونعمل على التوسع في البنية التحتية للطاقة المتجددة ضمن جميع عملياتنا».

وفيما يخص دعم خطط التصدير، أوضح فتحي أن المنطقة الحرة الجديدة بميناء الإسكندرية تمثل خطوة محورية لتسهيل الإجراءات الجمركية، مما يقلل من وقت وتكلفة النقل والشحن. وأضاف: «هذه المنطقة ستساعد في تعزيز قدراتنا على التوسع في الأسواق الإفريقية والعربية، وتحفيز الاستثمارات المستقبلية لتوسيع نطاق التصدير».

 

الرابط المختصر