مؤتمر جريدة حابي.. كريم هلال: ضعف ثقافة الضيافة يعوق نمو السياحة

أعداد السائحين الوافدين لمصر لا تعكس إمكانات ومقومات البلاد

فريق حابي – قال كريم هلال، الرئيس التنفيذي لشركة كونكورد ورئيس”سيكونس فينشرز” والمدير الإقليمي لشركة كوليرز إنترناشيونال، إن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر لا تعكس حجم إمكاناتها الهائلة ومقوماتها السياحية المتنوعة.

وأوضح هلال، خلال الجلسة الثالثة بمؤتمر حابي السنوي السادس “الإصلاح المرن” – عبور هادئ لتحديات الاقتصاد اليوم الإثنين، أن السبب الجوهري وراء هذا التراجع يكمن في غياب ما وصفه بـ”ثقافة الضيافة”، التي تُعد العنصر الأساسي في تكوين الانطباع الأول والأخير لدى السائح عن وجهته.

E-Bank

وأشار إلى أن ثقافة الضيافة ليست مجرد مهارة مكتسبة، بل هي قيمة متأصلة يجب غرسها في المجتمع منذ الصغر، بدءًا من المناهج الدراسية وصولًا إلى الحياة اليومية.

وأضاف: “الضيف يجب أن يُستقبل كضيف كريم ومُكرّم، وليس كوسيلة لتحقيق مكسب مادي سريع. نجاح التجربة السياحية يتجلى في مغادرة السائح وهو يحمل ذكريات إيجابية تدفعه للعودة مرارًا وتكرارًا، وجذب أصدقائه وعائلته لاستكشاف ما تقدمه مصر.”

وأعرب عن أسفه لتراجع هذه الثقافة، معتبرًا أن التركيز على العائدات المالية السريعة يضر بصورة البلاد عالميًا، ويحول دون بناء سمعة مستدامة كوجهة سياحية رائدة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

واستشهد هلال بمبادرة أطلقتها الدكتورة رانيا المشاط أثناء توليها حقيبة وزارة السياحة، والتي كانت تهدف إلى دمج مفاهيم السياحة والضيافة في المناهج الدراسية بالتعاون مع وزارة التعليم.

وأوضح أن هذه الخطوة كانت تحمل وعودًا كبيرة لإحداث نقلة نوعية في القطاع، لكنها لم تُستكمل بعد مغادرة المشاط لمنصبها.

ورغم إشادته بالتحسن الكبير الذي شهدته مصر في مجال البنية التحتية، ولا سيما شبكات الطرق ووسائل النقل، أكد هلال أن هذه التطورات ليست كافية لتحقيق أهداف طموحة مثل استقطاب 30 مليون سائح سنويًا.

وشدد على ضرورة الاستثمار في العنصر البشري وتأهيل الأطراف كافة التي تتعامل مع السائح، بما في ذلك المرشدين السياحيين، وسائقي الحافلات، والعاملين في الفنادق.

وقال: “ما يحدث حاليًا في بعض الأحيان من تصرفات غير احترافية ينعكس سلبًا على تجربة السائح، ما يخلق انطباعات قد تكون غير جيدة إطلاقا، ليس فقط على الفرد، بل على قطاع السياحة بأكمله.”

كما دعا إلى ضرورة تنويع الخيارات الفندقية، وزيادة عدد الفنادق ذات الثلاث نجوم والنجمتين، مع الالتزام بمواصفات ومعايير دولية تضمن للسائح تجربة إقامة مُرضية تناسب مختلف الشرائح الاقتصادية.

وأكد هلال على أهمية القطاع السياحي باعتباره أحد أسرع وأضمن مصادر الدخل القومي المستدام، فهي تتطلب جهدًا أقل وتُحقق عائدات ضخمة، لكن نجاحها مرهون بتحسين تجربة السائح في كل تفاصيلها، بدءًا من لحظة وصوله وحتى مغادرته.

الرابط المختصر