العربية نت .. أعلنت شركة جازبروم الروسية اليوم الثلاثاء، أنها ستقلل كميات الغاز التي تضخها إلى أوروبا عبر أوكرانيا، في اليوم الأخير لاتفاقية العبور التي استمرت 5 سنوات، مما يمهد لتوقف الإمدادات بدءاً من الأول من يناير.
وقالت “جازبروم” إنها سترسل اليوم 37.2 مليون متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا، مقارنة بـ 42.4 مليون متر مكعب أمس الاثنين، مما يعكس انخفاضاً حاداً في الكميات المرسلة قبيل انتهاء أجل الاتفاقية.
وتشكل هذه الخطوة تطوراً مهماً في سوق الطاقة الأوروبية، حيث تواجه روسيا خسارة شبه كاملة لحصتها في سوق الغاز الأوروبية، التي كانت تهيمن عليها قبل غزو أوكرانيا عام 2022..
وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الشهر أن الوقت لم يعد كافياً لتوقيع اتفاقية جديدة للعبور مع أوكرانيا، وفق وكالة “رويترز”.
من جانبها، قامت دول أوروبية مثل سلوفاكيا وجمهورية التشيك والنمسا، التي لا تزال تعتمد على الغاز الروسي، بتأمين إمدادات بديلة. ويؤكد محللون أن تأثير وقف التدفق سيكون محدوداً على الأسواق نظراً لانخفاض الكميات المتبقية من الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا، والتي بلغت حوالي 15 مليار متر مكعب في 2023، أي ما يمثل 8% فقط من التدفقات الروسية إلى أوروبا في أعوام ما قبل الحرب.
فقدت روسيا هيمنتها على سوق الغاز الأوروبية لصالح منافسين مثل الولايات المتحدة وقطر والنرويج، وهو ما دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بشكل كبير. في المقابل، تكبدت شركة جازبروم خسائر كبيرة، بلغت سبعة مليارات دولار في 2023، وهي أول خسارة سنوية للشركة منذ عام 1999.
على الرغم من تأمين أوروبا لمصادر طاقة بديلة، فإن فقدان الغاز الروسي الرخيص أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في القارة، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ الاقتصاد، وزاد المخاوف بشأن تنافسية الصناعة الأوروبية، خاصة في ألمانيا.