أسهم التكنولوجيا اليابانية تواصل نزيف الخسائر بسبب تطبيق ديب سييك الصيني

سي ان بي سي _ واصلت أسهم الشركات اليابانية المرتبطة بصناعة الرقائق الإلكترونية خسائرها لليوم الثاني على التوالي، وسط شكوك أثارتها شركة ديب سييك الصينية الناشئة بشأن الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي.

تراجعت أسهم شركة “أدفانتست” الموردة لمعدات اختبار أشباه الموصلات بأكثر من 10%، بينما انخفضت أسهم “طوكيو إلكترون” بنسبة 3.6%، وتراجعت أسهم “رينساس إلكترونيكس” بنسبة 2.29% اليوم الثلاثاء.

E-Bank

كما انخفضت أسهم “سوفت بنك“، التي تمتلك مصمم الرقائق “آرم”، بنسبة 5.26%. واستمرت أسهم الشركات المرتبطة بمراكز البيانات في التراجع أيضاً، حيث هبطت أسهم شركتي الأسلاك والكابلات “فوروكاوا” و”فوجيكورا” بنسبة 8.22% و8.1% على التوالي، وفقاً لـCNBC.

في الأسبوع الماضي، أطلقت “ديب سييك” مساعداً ذكياً مجانياً، مؤكدة أنه يستخدم بيانات أقل وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بالخدمات الحالية المنافسة.

وبحلول يوم الاثنين، تجاوز هذا المساعد نظيره الأمريكي “ChatGPT” من حيث عدد مرات التنزيل على متجر التطبيقات التابع لشركة “آبل”.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وفي الأسبوع الماضي، كشفت الشركة عن نموذجها “R1″، وهو نموذج متخصص في الاستنتاج تفوق على نموذج “o1” الأخير لشركة “أوبن إيه آي” في عدة اختبارات أجرتها جهات مستقلة.

وقال أندرو جاكسون، رئيس استراتيجية الأسهم في “أورتوس أدفايزرز”: “من المتوقع أن نشهد مزيداً من الضغوط اليوم مع تبعيتنا للتراجعات في الأسواق الأميركية”.

وأضاف جاكسون في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “السؤال المهم هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتراجع عن نهجها الحالي وتخفف من قيودها على الرقائق ومعدات أشباه الموصلات، في ظل عدم فعالية هذه القيود حتى الآن، أم أنها ستزيد من تشديدها”.

وكان على شركة “ديب سييك” التعامل مع قيود صارمة فرضتها الحكومة الأميركية على الصين، حيث تم تقييد الوصول إلى الرقائق المتقدمة.

وتهدف شركة الذكاء الاصطناعي الصينية إلى التميز عن منافسيها من خلال التركيز على قدرات الاستنتاج، إذ يعتمد نموذجها على إنشاء “سلسلة من الأفكار” قبل تقديم الإجابة النهائية لتحسين دقة الردود.

وكتب محللو “سيتي” في مذكرة: “تشكل ديب سييك تهديداً لرواية التفوق الأمريكي، مما يزيد من الشكوك حول هيمنة مجموعة ’السبعة العظماء‘”.

خسرت شركة “إنفيديا” ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الاثنين، مسجلةً أكبر انخفاض لشركة واحدة في يوم واحد في الولايات المتحدة.

وشهدت الشركة أسوأ يوم لها في الأسواق منذ مارس/آذار 2020، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 17%. ومع ذلك، ساعد التحول إلى قطاعات أكثر دفاعية في السوق الأميركية على تخفيف الخسائر الإجمالية ليوم الاثنين.

وعلى الصعيد العالمي، شهدت أسهم شركات الرقائق الأخرى أيضاً تراجعات خلال تداولات الليل. فقد سجلت شركات الرقائق الهولندية، مثل “ASML” و”ASM International”، انخفاضات خلال ساعات التداول الأوروبية، بينما تراجعت أسهم “ميكرون” و”آرم هولدينجز” بأكثر من 11% و10% على التوالي.

وقال ريتشارد كاي، المحلل في مجموعة “كومجيست” لإدارة الأصول العالمية، إن “DeepSeek” إما تبني على البنية التحتية الحالية للاستدلال، أو ستعمل بنفسها على تحفيز الطلب الجديد على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف كاي،: “في كلتا الحالتين، يبقى التركيز على أشباه الموصلات مرتفعاً”.

وأشار كاي إلى أن “الانخفاض الحاد في أسهم شركات معدات أشباه الموصلات، مثل طوكيو إلكترون وASML وApplied Materials، يُعتبر خطأ كبيراً”.

انخفضت الأسهم الأسترالية المعرضة لموجة الذكاء الاصطناعي بشكل حاد اليوم الثلاثاء حيث يخشى المستثمرون من أن يؤدي ظهور نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة من شركة DeepSeek الصينية الناشئة إلى تهديد هيمنة قادة السوق الحاليين.

سجلت أسهم شركة “أبين”، المتخصصة في برمجيات الذكاء الاصطناعي، انخفاضاً بنسبة 3.3%، في حين خسرت أسهم شركة “برين تشيب”، المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، 10.3%. كما تراجع المؤشر الفرعي للتكنولوجيا (.AXIJ) بنسبة 1%، بحسب رويترز.

وتعرضت شركات مراكز البيانات الأسترالية لضغوط حادة وسط مخاوف من تقليص الإنفاق على البنية التحتية نتيجة للنموذج الجديد. سجلت أسهم “جودمان جروب” انخفاضاً بنسبة 6.4%، بينما تراجعت أسهم “نكست دي سي” بنسبة 6.2%، وهبطت أسهم “ديجيكو إنفراستركشر ريت” بنسبة 11.1%.

وشهد سوق مراكز البيانات في أستراليا استثمارات ضخمة العام الماضي، حيث أدى ازدهار الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب بشكل غير مسبوق، مع قيام شركات عملاقة مثل “إنفيديا” بضخ مليارات الدولارات لتعزيز القدرات.

رغم المخاوف الأخيرة، يرى محللو “سيتي” في مذكرة لهم أن “DeepSeek” من المرجح أن يُعزز الطلب العالمي على مراكز البيانات المتطورة.

وأوضح المحللون أن هذا الطلب سيركز على مراكز بيانات ذات قدرات حوسبة متقدمة، وسعات تخزين كبيرة، وشبكات قوية، بالإضافة إلى تصميمات موفرة للطاقة وبنية تحتية فعالة.

ومع تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي وزيادة التوجه نحو نماذج أكثر تطوراً، مثل نموذج “ديب سييك”، يمكن أن تستمر الاستثمارات في مراكز البيانات بالنمو لتعزيز بنيتها التحتية لمواكبة هذه المتطلبات المتزايدة.

الرابط المختصر