ممثل جايكا يتوقع صرف 230 مليون دولار بموجب اتفاقية دعم الموازنة بداية النصف الثاني من 2025
صرف الشريحة الثالثة من تمويل المرحلة الأولى للخط الرابع لمترو الأنفاق.. والانتهاء من بعض الأعمال المدنية لأعمال النفق يناير الماضي
سمر السيد _ توقع كاتو كين، الممثل الرئيسي لمكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر جايكا JICA ، صرف التمويل الميسر البالغة قيمته حوالي 230 مليون دولار أمريكي بموجب اتفاقية دعم الموازنة في بداية النصف الثاني من العام الجاري 2025 ، موضحًا أن هذه الاتفاقية وقعت مع الحكومة المصرية خلال شهر يناير الماضي لدعم تنمية القطاع الخاص، وتنويع الاقتصاد.
وقال في حوار خاص لـ«حابي» عبر تطبيق زووم الالكتروني، إن هذه التمويلات تستهدف دعم الحكومة المصرية لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، والضغوط التي فرضتها الظروف الإقليمية، بما في ذلك الصراع في غزة والسودان وليبيا.

أضاف أنه من المقرر صرف المبلغ دفعة واحدة في أقرب وقت ممكن، وتابع إنه إذا كانت هناك حاجة لدعم مالي آخر، فسيتم مناقشته كنوع منفصل من الاتفاق.
ونوه إلى أنه لصرف المبلغ، يجب تنفيذ بعض الترتيبات القانونية من أجل عملية الموافقة البرلمانية ثم إجراءات البنك المركزي المصري التي بناءً على تسريعها سيتم الصرف.
وبدأت الشراكة التاريخية بين جمهورية مصر العربية ودولة اليابان، منذ عام 1954، وتنوعت محفظة التعاون الإنمائي بين الجانبين منذ هذا العام إلى الآن في شكل تمويلات تنموية ميسرة لمختلف قطاعات التنمية، بالإضافة إلى المنح التنموية، حسبما أفادت بيانات صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وبحسب «كين»، تستهدف هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر تعزيز مختلف جوانب التعاون التنموي بين البلدين، لاسيما مع علاقات ممتدة بين البلدين تعود لأكثر من 70 عامًا.
مجلس الوزراء المصري يضع أولوية كبيرة لمشاركة القطاع الخاص بالمشروعات المختلفة
وأضاف إن مجلس الوزراء المصري الحالي يضع أولوية كبيرة لمشاركة القطاع الخاص في المشروعات المختلفة، مشيرًا إلى أنه بناءً على ذلك يستهدف اتفاق دعم الموازنة تنمية مشروعات القطاع الخاص والتحول الأخضر.
ولفت إلى اتفاقية المنحة التي وقعتها الهيئة أيضًا أواخر شهر يناير الماضي لتجديد المركز الثقافي القومى – دار الأوبرا المصرية بقيمة 180 مليون ين ياباني ما يعادل (1.17 مليون دولار)، مشيرًا إلى أن جايكا كانت قد دعمت أيضًا إنشاء الدار منذ أكثر من 36 عامًا في عام 1988.
الين الياباني يعادل 0.0064 دولارًا أمريكيًا.
أوضح أن الدعم الياباني يستهدف تحسين عمل بعض المعدات بالمؤسسة الثقافية العريقة، مشيرًا إلى أن دار الأوبرا المصرية تلعب دورًا مهمًا للغاية في تعزيز التبادل الثقافي بين مصر من ناحية، واليابان والدول الأخرى من ناحية أخرى.
وأفادت تقارير صحفية منشورة بأن المنحة تستهدف تحسين البنية التحتية للمركز الثقافي القومي، وذلك من خلال تطوير الأجهزة والمعدات الموجودة بها، وتحسين خدمات المركز، وذلك بجهود مشتركة بين المركز ووزارة الثقافة المصرية، وهيئة التعاون الدولي اليابانية.
المتحف المصري الكبير
توقع كين الافتتاح الكبير للمتحف المصري الكبير خلال العام الجاري، منوهًا إلى الدعم الذي قدمته الهيئة لأعمال بناء المتحف، فضلًا عن دعم أعمال الحفاظ والترميم للقطع الأثرية، وإدارة الجودة بالمتحف عبر الخبراء اليابانيين.
وتضمن التعاون الياباني المصري في مشروع المتحف المصري الكبير مركز الحفاظ على الآثار باعتباره مركزًا معرفيًا للترميم أو البحث في الجانب الأثري المصري، حسبما بيَّن «كين»، مؤكدًا استمرار تقديم هذا الدعم خلال الفترة المقبلة.
المتحف الكبير ذو أهمية رمزية كبيرة لمصر والمجتمع الدولي.. وأتوقع افتتاحه العام الجاري
ويرى أن المتحف يتمتع بأهمية رمزية كبيرة للغاية بالنسبة لمصر، وأيضًا للمجتمع الدولي، فضلًا عن كونه أحد أكبر المتاحف في العالم لتمثيل حضارة واحدة فقط هي الحضارة المصرية القديمة.
وفي ضوء هذا، يقول ممثل هيئة جايكا إن مصر ستكون فخورة جدًا بامتلاك هذا النوع من المتاحف الإنسانية وكذلك جميع أنحاء العالم، كما سيكون افتتاحه حدثًا ضخمًا، مضيفًا أنه يأمل أن تمثل هذه الخطوة رمزًا للتعاون الثنائي بين البلدين.
وأوضح أن دعم المتحف تم عبر قرض بقيمة حوالي 84 مليون ين ياباني؛ وفر من خلال شريحتين الأولى بقيمة 35 مليار ين ياباني، و الثانية بقيمة 49 مليارا.
الشراكة التعليمية ونظام EJ Kosen
تحدث عن إطار الشراكة التعليمية بين مصر واليابان المتفق عليه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء السابق شينزو آبي، لدعم مراحل التعليم من مرحلة الطفولة المبكرة، والتعليم الابتدائي، والثانوي ثم الجامعة من خلال جامعة مصر اليابانية للعلوم والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى هذه الخطوات، تدعم جايكا أيضًا هذا العام نظام EJ Kosen، لتجهيز أشخاص يتمتعون بمهارة عالية لتنمية مشروعات القطاع الخاص، لاسيما أنه يمنحهم خلال مرحلة الدراسة الأكاديمية تعلم الهندسة على أرض الواقع، ويمكن الالتحاق بها بدءًا من سن 15 عامًا.
دعم نظام EJ Kosen يستهدف تجهيز أشخاص ماهرين لتنمية مشروعات القطاع الخاص
أشار إلى أن كوزن يعد منظومة تعليمية قوية جدًا بمنهجية التعليم اليابانية لدعم النمو الاقتصادي والصناعة، وسيتم تطبيقها في مصر لتلبية الاحتياجات الصناعية والبحث والتطوير وتخريج العمالة الماهرة.
وأوردت تقارير صحفية أن نظام كوزن يطبق على الحاصلين على شهادة إتمام المرحلة الإعدادية، ويبدأ التنفيذ في شهر سبتمبر المقبل، ويشمل دراسة لمدة خمس سنوات يتم خلالها تأهيل الطلاب في مجالات الهندسة والتكنولوجيا.
قال إنه من غير الممكن تحديد الرقم الإجمالي المتوقع لحجم التعاون الثنائي بين مصر واليابان خلال العام الجاري، لاسيما أنه يعتمد على وتيرة تنفيذ المشروعات التي تدعمها هيئة جايكا حاليًا، فمثلًا لا يزال تقديم الدعم لمشروع المرحلة الأولى بالخط الرابع من مترو أنفاق القاهرة الكبرى مستمرًا، والذي بناءً عليه يصرف كل شهر مبلغ معين.
المرحلة الأولى من الخط الرابع لمشروع مترو أنفاق
لفت إلى التوقيع على ثلاث شرائح تمثل تمويل المرحلة الأولى من الخط الرابع لمشروع مترو أنفاق القاهرة الكبرى، وتم الانتهاء حاليًا من الشريحتين الأولى بـ 33 مليار ين والثانية بـ 41 مليار ين ياباني.
وقال إن الشريحة الثالثة التي تتضمن قرضا بقيمة 100 مليار ين ياباني يتم صرفها في الوقت الحالي، مشيرًا إلى الانتهاء من بعض الأعمال المدنية لبناء أعمال النفق خلال شهر يناير الماضي.
ونوه بأن إجمالي طول المرحلة الأولى بالخط الرابع للمترو 19 كيلومترا، والتي هي قيد الإنشاء حاليًا، مضيفًا أنه من المقرر تمديد هذه المسافة في المستقبل.
وﺗﻤﺘﺪ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻟﻠﺨﻂ الرابع للمترو، اﻟﺘﻰ بدأ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻰ أﻛﺘﻮﺑﺮ2021 ﺑﻄﻮل 19 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮا، ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ حي اﻷﺷﺠﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺪود ﻣﺪﻳﻨﺔ 6 أﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻣﺮورًا ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻬﺮم، وﺻﻮﻻً إﻟﻰ ﺣﻰ اﻟﻔﺴﻄﺎط ﺑﻤﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ويغطي اﻠﺘﻤﻮﻳﻞ الياباني الذي ﻳﻐﻄﻰ ﺟﺰءًا ﻣـﻦ أﻋﻤﺎل ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺤﻄﺎت، وأﻧﻈﻤﺔ اﻹﺷـﺎرات واﻻﺗﺼﺎﻻت، واﻟﻘﻄﺎرات التي ﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
التعاون بقطاع الصحة
تستهدف جايكا أيضًا صرف الشريحة الثانية من دعم برنامج التأمين الصحي الشامل 20 مليار ين ياباني «128 مليون دولار» في النصف الثاني من هذا العام 2025، وذلك عقب تنفيذ بعض الإجراءات الخاصة بسياسات البرنامج، وفقًا لكين.
وتمثل الـ 20 مليار ين الشريحة الثانية من إجمالي التمويل الميسر الذي أعلنت جايكا عن توفيره بصورة سابقة لصالح دعم المنظومة والبالغة قيمته 44 مليار ين، صرفت منها 24 مليار ين، ومن المتوقع الـ صرف 20 مليار دولار المتبقية.
وقال إن التعاون الثنائي بين مصر وهيئة جايكا بالقطاع الصحي يتضمن دعم المستشفيات، وتحسين جودة العناية بالمرضى، وبرنامج التأمين الصحي الشامل، مشيراً إلى أنه من المقرر تقديم دعم فني لرعاية المرضي خلال العام الجاري.
أضاف أن التأمين الصحي الشامل يعد مبادرة قوية طرحها محمد معيط، وزير المالية السابق، في محافظات بورسعيد والأقصر وجنوب سيناء والسويس وسيتم توسيعها لتشمل المحافظات الأخرى، مؤكدًا استمرار تقديم الدعم لهذا القطاع من خلال الدعم الفني وبرنامج دعم الموازنة.
وتضمنت المرحلة الأولى من برنامج التأمين الصحي الشامل محافظات طبقت بها المنظومة بالفعل وهي (بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، الأقصر، أسوان)، في حين تتضمن المرحلة الثانية محافظات (دمياط والمنيا وكفر الشيخ وشمال سيناء ومطروح)، والمرحلة الثالثة (الإسكندرية، البحيرة، قنا وسوهاج)، والمرحلة الرابعة تشمل (بني سويف، أسيوط، المنيا، الوادي الجديد، والفيوم).
محفظة التعاون الإنمائي الثنائية
كشف عن بلوغ إجمالي محفظة التعاون الإنمائي الثنائية بين البلدين على صعيد القروض الميسرة نحو 844 مليار ين ياباني»5.4 مليار دولار»، بجانب 133 مليار ين «851 مليون دولار» منح، و93 مليار ين»595 مليون دولار» على صعيد التعاون الفني.
مجال الطاقة
ولفت إلى دعم مشروع كوم أمبو للطاقة الشمسية الذي وقع البلدين عليه خلال فعاليات مؤتمر كوب 27 للحد من التغيرات المناخية بإجمالي قدرة 500 ميجاواط، منوهًا إلى افتتاحه خلال شهر ديسمبر الماضي بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي.
التحضير لتوفير التمويل الخاص لمشروع محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح
ووقعت الهيئة اليابانية للتعاون الدولى أواخر شهر نوفمبر 2022 اتفاقية قرض مع شركة أبيدوس للطاقة الشمسية لتمويل مشروعها فى كوم أمبو بأسوان، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية «IFC»، وتبلغ إجمالي تكلفة المشروع 330 مليون دولار.
ووفقًا لبيانات وزارة التخطيط والتعاون الدولي، بلغ حجم التمويل المقدم من الهيئة اليابانية لمحطة الطاقة الشمسية 88.3 مليون دولار، ويساهم المشروع في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال إنه جاري التحضير حاليًا لتوفير التمويل الخاص لمشروع آخر وهو محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
مشروعات أخرى
بدأ التعاون الثنائي بين مصر واليابان ببرامج التعاون الفني في عام ١٩٥٤، ثم على صعيد المنح في عام 1973، والقروض الإنمائية في عام 1974، وأنشئ مكتب هيئة التعاون الدولي اليابانية في مصر «جايكا» عام 1977 لتصبح الجهة المنوط بها الإشراف على التعاون بين البلدين.
وتعتبر أهم مشروعات التعاون بين مصر واليابان هي إنشاء دار الأوبرا المصرية، وكوبري السلام، ومستشفى جامعة القاهرة التخصصي للأطفال (مستشفى أبو الريش الياباني).
وتشير البيانات المنشورة على الموقع الالكتروني للهيئة إلى أنه عقب زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، إلى مصر في يناير 2015 وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى طوكيو في عام 2016، أُعلن البيان المشترك بين البلدين الذي يعد بمثابة الخطوة الأولى نحو مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
أكد زعيما البلدين بموجب البيان رغبتهما في مواصلة العمل على تعزيز الاستقرار والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، وتطوير علاقاتها الاستراتيجية، ولا سيما في مجالات التعليم والكهرباء والصحة من خلال توقيع اتفاقيات عديدة منها اتفاقية مبادرة الشراكة المصرية اليابانية للتعليم