القائم بأعمال سفير وارسو في القاهرة: مصر في المرتبة الثالثة بين الوجهات الأكثر اختيارا للبولنديين

سمر السيد _ سجل عدد السياح البولنديين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي 2024 مستوىً قياسيًّا، بعد وصوله إلى نحو 900 ألف سائح، حسبما أفاد ميهاو هابروص القائم بأعمال سفير وارسو في القاهرة، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تشكل زيادة كبيرة بنسبة 40% مقارنة بالعام السابق عليه 2023.

وبحسب هابروص، يعد البولنديون من بين الجنسيات الخمس الأولى التي يزور مواطنوها مصر أكثر من غيرها، لا سيما مع تراثها التاريخي الغني والشواطئ الجميلة.

وأضاف في حوار مع «حابي»، أن المقاصد السياحية المصرية تحتل المرتبة الثالثة بين الوجهات الأكثر اختيارًا من قبل البولنديين، وعلى رأسها منتجعات ساحل البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن منتجعات مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ تعد الأكثر شعبية بينهم.

وأكد أن هناك اهتمامًا متزايدًا أيضًا بين السائحين البولنديين بالمواقع التاريخية والثقافية مثل الأقصر وأسوان والقاهرة، متوقعًا أن يزور المزيد من السياح البولنديين المقاصد المصرية في الفترة المقبلة، خاصة في ظل التنمية المحلية لقطاع السياحة، وتوسيع البنية التحتية، وافتتاح وجهات جديدة، بما في ذلك تلك الواقعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ولفت إلى أن تشغيل الخطوط الجوية البولندية LOT رحلة مباشرة بين القاهرة ووارسو منذ عام 2022 يسهم في تعزيز حركة الاتصالات التجارية والشعبية بين البلدين.

وقال إن المستوى الحالي للعلاقات الثنائية بين القاهرة ووارسو مُرضٍ، مشيرًا إلى أن هناك حوارًا سياسيًّا واقتصاديًّا مستمرًّا بين الجانبين.

ولفت إلى زيارة الرئيس البولندي أندريه دودا لمصر في عام 2022، كما شهدت العاصمة البولندية وارسو انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة البولندية المصرية للتعاون الاقتصادي خلال شهر ديسمبر الماضي.

ويرى أن كون بولندا عضوًا بارزًا في الاتحاد الأوروبي يسهم في علاقاتها الثنائية مع مصر بشكل كبير.

8.4 % زيادة في حركة التجارة الثنائية لتسجل 621.3 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024

وكشف عن زيادة حركة التجارة الثنائية بين الجانبين بنسبة 8.4% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي مسجلة نحو 621.3 مليون دولار، وذلك بعد تراجع دام لعامين في عامي 2022 و2023 بسبب التحديات العالمية التي شملت تأثير وباء كوفيد-19، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب في غزة.

التبادل التجاري بين الجانبين متوازن إلى حد ما وهو أمر مهم ويدعو للتفاؤل

وتابع أن الصادرات البولندية لمصر شهدت ارتفاعًا بنسبة 10.9%، والمصرية لبولندا بنسبة 6.3% على أساس سنوي خلال الفترة الزمنية السابق ذكرها، مضيفًا أن التبادل التجاري بين الجانبين متوازن إلى حد ما، لا سيما مع بلوغ حجم العجز 41.9 مليون دولار، معتبرًا أن هذا أمر مهم ويدعو للتفاؤل.

أشار إلى أن أبرز سلع التبادل التجاري بين الطرفين تتمثل في البلاستيك والأقمشة والمنتجات النسيجية والنباتية والحيوانية والمعادن الأساسية والآلات والمعدات الميكانيكية ومنتجات الأغذية الجاهزة والكيميائية الصناعية وأجزاء السيارات والورق والكرتون.

أكد على الإمكانات الهائلة للسوق المصرية، لا سيما مع القوة الاستهلاكية الكبيرة التي تضم قرابة 110 ملايين مستهلك، مشيرًا إلى تزايد الاهتمام بالسوق المصرية بين المصدرين والمستوردين والمستثمرين البولنديين خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتابع أنه يأمل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية في الفترة المقبلة، أن يزداد التبادل التجاري بين البلدين بشكل أكبر في العام الجاري 2025.

وأفاد بزيادة معدلات تجارة المنتجات الزراعية بين الجانبين، مشيرًا إلى أن مصر تعد واحدة من أبرز الوجهات الرئيسية للتفاح البولندي، في حين تستورد وارسو من القاهرة الفاكهة والخضراوات الطازجة مثل الفراولة والعنب والجزر والبصل.

افتتاح خط الرورو المصري الايطالي يتضمن إمكانيات جديدة لتجارة الأغذية والزراعية مع تقليل زمن نقل البضائع لـ 5 أيام

ونوه بأن افتتاح خط الرورو المصري الإيطالي بين مينائي دمياط وتريستا في نوفمبر 2024 يتضمن إمكانيات جديدة لتجارة الأغذية الطازجة والمجمدة والمنتجات الزراعية، لا سيما أنه يقلل زمن نقل البضائع بين الجانبين إلى 5 أيام.

الحكومة المصرية تقوم بدور جيد للحفاظ على الاستقرار المالي وإجراء الإصلاحات الاقتصادية اللازمة

وقال إن الحكومة المصرية تقوم بدور جيد للغاية للحفاظ على الاستقرار المالي للبلاد، وإجراء الإصلاحات الاقتصادية اللازمة، مثل الإصلاح الضريبي والجمركي، مقدرًا جهود البلاد الرامية لفتح الأسواق، وجذب المزيد من المستثمرين الأجانب.

وتابع أنه لا يزال بإلإمكان رؤية بعض المجال لتحسين الظروف الاقتصادية، ومنها ما يتعلق بوصول المنتجات الزراعية المستوردة مثل اللحوم أو الألبان أو القمح للسوق المحلية.

وبخصوص البعثات التجارية المستهدف تنظيمها بين البلدين خلال الفترة المقبلة، أشار إلى زيارة الوفد المصري برئاسة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي رانيا المشاط لبولندا خلال شهر ديسمبر الماضي، للمشاركة في الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي.

وشارك في الزيارة أيضًا وفد من الشركات المصرية لحضور فعاليات منتدى الأعمال البولندي المصري.

أضاف أن أبرز الموضوعات التي نوقشت خلال فعاليات الاجتماع تمثلت في التجارة والاستثمار والطاقة والنقل والبيئة والتعليم العالي والصحة والأمن الغذائي والتحول الرقمي.

وأكد سعادته بنتائج الزيارة، لا سيما أنها ساعدت في تكوين شراكات جديدة وتعزيز التعاون القائم بين البلدين، مشيرًا إلى أنه من المستهدف مشاركة الشركات البولندية في الفعاليات التجارية الكبرى المقرر انعقادها في مصر خلال العام الجاري مثل معرض فود أفريكا.

وأشار إلى أن تولي بولندا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام الجاري 2025 جاء في ظل بيئة عالمية مليئة بالتحديات، خاصة أن تحدي عدم الاستقرار والتشرذم العالمي يتزايد، مصيفًا أنه من الجدير بالذكر أن نطاق التحديات في الجوار، والمتعلقة في المقام الأول بقضية الأمن، متشابه بالنسبة لبولندا ومصر.

أكد أن الموضوع الرئيسي الذي تركز عليه الرئاسة البولندية للاتحاد الأوروبي هو تحقيق الأمن في جميع الأبعاد، ويشمل قضايا الأمن الغذائي، والمعلومات، والطاقة، بما يسهم في تطوير التكتل كواحد من المراكز العالمية للتنمية الاقتصادية.

ونوه بأنه مع وضع الشراكة الإستراتيجية التي تربط مصر بالاتحاد الأوروبي في الاعتبار، يعد وجود اتحاد أوروبي قويًّا وتنافسيًّا كشريك في مصلحة مصر.

ونشرت «حابي» تصريحات في وقت سابق للقائم بالأعمال البولندي، تحدث فيها عن الاستثمارات التي أعلنت خلال العام الماضي، وتؤكد الجاذبية المتزايدة الاستثمارية للسوق المصرية، وأبرزها شركة فيرام Feerum البولندية لإنتاج صوامع الحبوب التي تخطط لبناء مصنع بالقرب من بورسعيد باستثمارات تقدر بنحو 30 مليون دولار.

كما تستهدف شركة بادما Padma البولندية بناء مصنع للأثاث والمفروشات الداخلية بقيمة 70 مليون يورو في المنطقة الصناعية بالعلمين، فضلًا عن خطط سلسلة المطاعم البولندية سفنكس Sphinx لافتتاح مطعمين في مصر خلال فصل الصيف المقبل، والتي ستكون بالتعاون مع أحد الشركاء المصريين، وبنظام الفرانشيز، بحسب هابروص.

كما تعتزم شركة هينفرا Hynfra البولندية بناء مصنع للأمونيا الخضراء باستثمارات 1.6 مليار دولار.