رئيس أرامكو السعودية: يجب على صناع السياسات إعادة التفكير في خطط التحول بالطاقة
سي إن بي سي_ قال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، اليوم الاثنين، إن صناع السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة يتعين عليهم إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، والتوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مؤكدًا ضرورة الاستثمار في الوقود الأحفوري لتلبية الطلب العالمي.
وتأتي تعليقات رئيس أكبر شركة نفط في العالم في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تعظيم إنتاج النفط والغاز، وهو تحول كبير في سياسة الطاقة الأمريكية، بعد أن أصدر الرئيس السابق جو بايدن تشريعات لتسريع التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم.
وفي أوروبا، أبطأ صناع السياسات تنفيذ سياسات الطاقة النظيفة وأرجأوا تحقيق الأهداف، مع ارتفاع تكاليف الطاقة في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. كما تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها لبناء تقنيات أكثر خضرة، نظرًا لعدم ربحيتها.
وقال الناصر، في كلمة أمام مسؤولين تنفيذيين من أكبر شركات الطاقة في العالم خلال مؤتمر “سيرا ويك” في هيوستن: “يمكننا جميعًا أن نشعر بدفع رياح التاريخ لأشرعة صناعتنا مرة أخرى”.
وأضاف: “حان وقت التوقف عن تعزيز الفشل”، مشيرًا إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على وقود كان محورًا لسياسات التحول في مجال الطاقة، لكنه لا يزال مكلفًا أكثر مما يلزم للاستخدام التجاري على نطاق واسع.
وتابع: “في الواقع، فرص (انبعاث ألفيس بريسلي من الموت) ليتحدث، أكبر من نجاح الخطة الحالية”.
وأشار إلى أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري، لكنها لا تحل محله، مؤكدًا أن الاستثمار في جميع مصادر الطاقة ضروري لتلبية الطلب العالمي.
وأوضح الناصر أن “الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول قبل الأوان إلى بدائل غير ناضجة كانت مدمرة للذات إلى حد كبير. فالمصادر الجديدة لا تستطيع حتى تلبية النمو في الطلب”.
وأكد أن تخفيف القيود التنظيمية وتوفير حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتقديم “تمويل غير متحيز” أمر ضروري لضمان الاستثمارات الكافية في الطاقة، في وقت خفضت فيه مؤسسات مالية كثيرة استثماراتها في الوقود الأحفوري لصالح صناعات أكثر استدامة.
وكشف الناصر أن أرامكو استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي في مشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة، مضيفًا أن الشركة تستهدف استثمار نحو 12 جيجاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.
وفي كلمته أمام المؤتمر العام الماضي، دعا الناصر الصناعة أيضًا إلى “التخلي عن تصور التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري”.