العربية.نت_ قال محمد المريري، المدير الإقليمي لشركة أوربكس الشرق الأوسط، إن أسعار الذهب قد تسجل بعض التصحيحات المؤقتة، لكن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
وتوقع المريري في مقابلة مع “العربية Business”، أن تستمر ارتفاعات أسعار الذهب خلال العام الجاري، مع مستهدفات سعرية بين 3200 و3400 دولار للأونصة بحلول نهاية 2025.

وشدد على أن الأسواق تترقب عدد مرات خفض الفائدة الأمريكية خلال هذا العام، وهو العامل الأهم في تحديد اتجاهات الأصول المختلفة.
وأشار إلى أن وضوح الرؤية بشأن السياسة النقدية سيلعب دورًا رئيسيًا في تحركات الأسواق خلال الفترات القادمة.
ترقب قرارات الفيدرالي
وأكد المريري أن قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة يبدو محسومًا عند نطاق 4.25% – 4.50%، إلا أن التركيز الأكبر سيكون على “Dot plot”، الذي يعكس توجهات أعضاء الفيدرالي حول عدد مرات خفض الفائدة المحتملة في عام 2025.
وقال إن التوقعات السابقة كانت ترجّح خفضين خلال العام، لكن هذه التقديرات قد تتغير في ظل الإجراءات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيرها المباشر على الاقتصاد الأمريكي.
وأضاف أن كلمة جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب قرار الفائدة ستكون محط أنظار المستثمرين، خصوصًا في ظل المستجدات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك مخاوف “الركود التضخمي”، وهو سيناريو يتردد كثيرًا في الأوساط الاقتصادية حاليًا، ما قد يؤثر على توجهات السياسة النقدية للفيدرالي.
وأشار إلى أن حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق تُترجم إلى ارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي سجل مستويات قياسية خلال الفترة الأخيرة، مدفوعًا بتوترات الحرب التجارية وقرارات فرض وإلغاء التعريفات الجمركية، والتي لم تظهر آثارها بالكامل بعد على الأسواق.
توجهات الدولار والأسواق العالمية
وذكر أن أحد الأهداف الأساسية للسياسات الاقتصادية لترامب هو تعزيز الصادرات الأميركية، وهو ما يتطلب دولارًا ضعيفًا.
وبناءً على التحليل الفني، فإن مؤشر الدولار الأميركي يواجه مقاومة قوية عند مستويات 103-104، ومع الاتجاه الهابط الحالي، قد يشهد مزيدًا من التراجع خلال العام الجاري.
وتابع :”بالنسبة للأسواق العالمية، فقد شهدت المؤشرات الرئيسية مثل S&P 500 وناسداك وداو جونز ارتفاعات قياسية خلال العام الماضي، مدفوعة بشكل أساسي بسيولة كبيرة ضُخت في أسهم التكنولوجيا. لكن مع التوترات التجارية وعدم الاستقرار الاقتصادي، كان من الطبيعي أن نشهد حركة تصحيحية لم تتجاوز حتى الآن 10%، ومن المتوقع أن تستمر خلال الربع الثاني من 2025″.
اليورو والإسترليني في مسار صاعد
وأفاد بأن خطة التحفيز الأوروبية قد تدعم اليورو، حيث يمكن أن تؤدي إلى ارتفاعات تدريجية للعملة الأوروبية، خاصة في ظل توجه البنك المركزي الأوروبي إلى تخفيض الفائدة بوتيرة أقل من المتوقع. وأوضح أن اختراق مستوى 1.10 لليورو مقابل الدولار قد يدفعه إلى 1.12 – 1.13 خلال الربع الثاني من العام. كما أن الجنيه الإسترليني قد يسير في نفس الاتجاه، خاصة مع التوقعات بضعف الدولار الأمريكي.