محمود محيي الدين: تهشم جدار الثقة في النظام الاقتصادي العالمي بعد رسوم ترامب
سمر السيد_ قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بفرض رسومًا جمركية على بلدان العالم تمثل المسمار الأخير في نعش النظام الاقتصادي الدولي.
وأضاف في مداخلة هاتفية له على قناة العربية، أن النظام الاقتصادي العالمي الجديد لا يعرفه أحد حاليًا، وما زال محل تكوين، مؤكدًا تهشم جدار الثقة في هذا النظام، وأصبحنا رسميًا في حالة حرب تجارية عالمية، ولا يمكن تسميتها بغير ذلك.

وأشار إلى أن القرارات الأمريكية سيكون لها تداعيات على الدولار أيضًا.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر قرارًا يوم الأربعاء الماضي 2 أبريل الجاري، يفرض بموجبه رسومًا جمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من جميع البلدان، مع فرض رسوم جمركية أعلى تصل إلى 50% على الواردات من بلدان محددة.
هذه التعريفات دخلت حيز التنفيذ يوم السبت الماضي 5 أبريل لجميع الدول، ومع الدول أخرى التي تعاني من عجز تجاري كبير مع الولايات المتحدة، ستدخل حيز تنفيذها يوم الأربعاء المقبل 9 أبريل الجاري.
ونوه المبعوث الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إلى أن النظام الاقتصادي الدولي في الأساس مبنيًا على قواعد للتعامل وفق منظمة التجارة العالمية، وحتى قبل وجود المنظمة وإنشائها في التسعينات، كان هناك ترتيبات سابقة متعارف عليها بين البلدان للتعامل والتعاون المشترك.
وتابع أن هذه القواعد الاقتصادية كلها تم العبث بها، مشيرًا إلى أنه لا يرى أنها مسالة اقتصادية أو سياسية أو أن الأمور ستعود لطبيعتها بعد خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحكم، خاصًة وأنه بالنظر للترتيبات الحمائية والتدخلية التي فُرضت في عام 2008 وقت نشوب الأزمة المالية العالمية كتلك التي سنها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما جرى استكمالها بعد انتهاء ولايته لعدة سنوات.
وقال إن ترامب تولى الحكم في ضوء نظام عالمي اقتصادي هش فيه قوة شديد من التناحر، فضلًا عن وجود 3400 قيد على حركة التجارة الدولية حتى قبل إجراءات ترامب نفسها.
وأكد أن هناك قدر كبير من الانحراف عن قواعد التعاون والتعامل الدولي في التجارة والاستثمار العالميين، مضيفًا أن المنظمات المالية والاقتصادية والدولية هي الآن في محل مراجعة.
واعتبر محي الدين أن القرارات الأمريكية بفرض رسوم جمركية تحمل أكثر من نوايا اقتصادية وتجارية، ولا يعرف أحد ماهيتها بالفعل، خاصة وأن فنون التفاوض الخاصة ب”ترامب” والتي تحدث عنها ضمن كتاب أصدره في هذا السياق تتضمن مزيجًا من الاستراتيجية والتكتيك.
وتابع أن عددًا من المحيطين بالرئيس الأمريكي بعد تدشين التعريفات الجمركية ذهبوا ليستحثوا البلدان أن يتفاوضوا مع ترامب لتخفيض حجم التعريفات.
ويرى المسؤول الأممي أن الفرصة سانحة الآن للدول الصاعدة القادرة على التنويع الاقتصادي والاستعانة بالتحول الرقمي وتعزيز التعاون الإقليمي فيما بينها بصورة أكبر وأفضل مما هو عليه الآن.
ولفت إلى أنه حضر منذ قليل أحد المؤتمرات الخاصة بدول مجموعة الآسيان في دبي بمشاركة ممثلي بلدان من آسيا الوسطي وافريقيا، ويرى أن هناك فرصة للتعاون الإقليمي بين هذه الاقتصادات مبني على البرجماتية والمرونة وتشجيع حركة التجارة الاستثمار.
ورابطة دول جنوب شرق آسيا معروفة اختصارا باسم آسيان، و هو اتحاد سياسي واقتصادي بين 10 دول أعضاء في جنوب شرق آسيا لتعزيز التعاون الحكومي الدولي وتسهيل التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني.