أونكتاد: ينبغي إعفاء الاقتصادات الصغيرة والضعيفة من زيادات الرسوم الجمركية الجديدة

مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين البلدان وكذلك تهديد الاقتصادات النامية

سمر السيد _ دعت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية المعروفة اختصارًا بـ”أونكتاد UNCTAD” الإدارة الأمريكية لإعفاء الاقتصادات الصغيرة والضعيفة من زيادات الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنت تطبيقها مطلع شهر أبريل الجاري، مرجعةً ذلك لتدني معدل نمو هذه البلدان الاقتصادي، وتزايد حالة عدم اليقين العالمي.

وأضافت المؤسسة الأممية في تحليل جديد نشرته منذ قليل وحصلت “حابي” على نسخة منه، أنه نظرًا لصغر حجم العديد من هذه الاقتصادات، وضعفها الهيكلي، وانخفاض قوتها الشرائية، فإنها تحصل على فرص محدودة للتصدير للولايات المتحدة.

E-Bank

أي تنازلات تجارية تمنحها الإدارة الأمريكية لهذه البلدان لن تقلل إيراداتها.. وتأثيرها ضئيل على واشنطن

أشارت إلى أن أي تنازلات تجارية تمنحها الإدارة الأمريكية في هذا السياق لن تُقلل إيراداتها، بل ومن المرجح أن يكون للرسوم المتبادلة تأثير “ضئيل” على واشنطن.

وتابعت أنه على مرّ السنين، عزز النظام التجاري العالمي القائم على القواعد التجارة الدولية، الانخفاض التدريجيّ والثابت في الرسوم الجمركية، والتي تعد ضريبة تفرضها الدول على السلع المستوردة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع شهر أبريل الجاري فرض رسوم جمركية بنسبة 10 % على جميع بلدان العالم، مع فرض معدلات أعلى على من وصفهم بأسوأ المخالفين، غير أنه أوقفها بصورة مؤقته- في وقت لاحق ولمدة 90 يوماً على عشرات الدول، فيما رفعها على الصين إلى 125%.

فيما ردّت الصين على هذا الإجراء برفع نسبة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 84% إلى 125%، وبدأت التطبيق اعتبارًا من يوم السبت الماضي 12 أبريل الجاري.

حوالي ثلثي التجارة العالمية كان دون رسوم جمركية في 2023

تكشف أونكتاد عن أنه في عام 2023، كان حوالي ثلثي التجارة العالمية دون رسوم جمركية، وفي المقابل، تُثير موجةٌ التعريفات الجمركية التي فرضتها الاقتصادات الكبرى مؤخرًا مخاوفَ بشأن تصاعد التوترات التجارية بين البلدان، وكذلك تأثيرها على الدول النامية.

وكانت المنظمة قد جددت في تقرير أصدرته أبريل الماضي دعواتها لإعفاء أفقر الاقتصادات وأكثرها ضعفًا من الرسوم الجمركية المتبادلة.

هذه التعريفات الجمركية، مُعلّقة حاليًا لمدة 90 يومًا، وتم حسابها بمعدلات لموازنة عجز التجارة الثنائية للسلع بين الولايات المتحدة مع 57 من شركائها التجاريين، والذي تراوح بين 11% للكاميرون و50% لليسوتو.

وترى منظمة التجارة والتنمية، أن هذه التعريفات الجمركية المتبادلة تُهدد في كثير من الحالات بتدمير الاقتصادات النامية والأقل نموًا، ولن تُخفض عجز الميزان التجاري الأمريكي بشكل كبير أو ترفع حجم الإيرادات.

ويعد الـ 11 شريك من هؤلاء الشركاء التجاريين الـ 57 ، من الدول الأقل نموًا، و يُساهمون بشكل طفيف في عجز الميزان التجاري الأمريكي ، ومع ذلك قد يخضعون لتعريفات متبادلة.

يتمثل أبرز هؤلاء الشركاء في ليبيا وأنغولا وتونس ومدغشقر وكوت دي فوار وميانمار وبوتسوانا وغيرها.

ويتوقع مع فرض التعريفات، أن ينخفض الطلب الأمريكي على العديد من السلع المستوردة بسبب ارتفاع أسعارها، مضيفًا أنه حتى لو بقيت مستويات الواردات الأمريكية عند مستويات العام الماضي 2024، فإن الإيرادات الجمركية الإضافية المُحصلة من الاقتصادات الأفقر والأصغر ستكون ضئيلة.

وبالنسبة لكل شريك تجاري من الشركاء التجاريين الـ 36 من أصل البلدان الـ 57، ستُولّد الرسوم الجمركية المتبادلة أقل من 1% من إيرادات الرسوم الجمركية الحالية للولايات المتحد، حسبما بينت منظمة التجارة والتنمية.

أضافت أن العديد من البلدان التي تواجه تعريفات متبادلة محتملة تصدر سلعًا زراعية لا تنتجها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا يوجد لها سوى بدائل قليلة؛ مثل الفانيليا المستوردة من مدغشقر أو الكاكاو المستورد من كوت ديفوار وغانا.

تشير في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة استوردت العام الماضي فانيليا بقيمة تقارب ١٥٠ مليون دولار من مدغشقر. فيما بلغت قيمة واردات أمريكا من الكاكاو الكوت ديفواري بحوالي ٨٠٠ مليون دولار، بينما بلغت قيمة وارداتها من غانا حوالي ٢٠٠ مليون دولار.

ويرجح التقرير أن تؤدي زيادة الرسوم الجمركية على هذه السلع، على الرغم من إمكانية زيادة الإيرادات، إلى ارتفاع أسعارها على المستهلكين الأمريكيين.

الرابط المختصر