صندوق النقد: فرض التعريفات الجمركية والحروب التجارية يؤثر في العلاقات الدولية والنشاط الاقتصادي العالمي

زيادة المخاطر الجيوسياسية تؤثر سلبا في الأسواق المالية لبلدان الصراع وتنتقل تداعياتها للعالم

سمر السيد _ في أول تقييم يعلنه صندوق النقد الدولي بشأن تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بلدان العالم بنسب مختلفة،

أكد أن التوترات التجارية بين البلدان مثل التعريفات الجمركية، والعقوبات الاقتصادية، وشن الحروب التجارية ، يمكن فرضها لأسباب جيوسياسية، ويمتد تأثيرها في العلاقات الدولية، والنشاط الاقتصادي العالمي.

E-Bank

أضاف أن زيادة المخاطر الجيوسياسية للبدان، وخاصةً العسكرية منها، يُمكن أن تُحدث آثارًا سلبية كبيرة على الأسواق المالية للدول المشاركة في الصراع، كما قد تنتقل العدوى عبر الحدود من خلال الروابط التجارية والمالية بين البلدان.

واستعان الصندوق بالتداعيات التي تسببت فيها التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تسارعت في عام 2018، وشملت رفع مؤشر المخاطر الجيوسياسية للصين في ذلك الوقت.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تفاعلت مؤشرات أسعار الأسهم لشركات البلدين بصورة سلبية مع إعلانات التعريفات الجمركية الانتقامية بين الجانبين خلال الفترة ما بين عامي 2018 وحتى العام الماضي 2024.

تابعنا على | Linkedin | instagram

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق من شهر أبريل الجاري فرض رسوم جمركية بنسبة 10 % على جميع بلدان العالم، مع فرض معدلات أعلى على من وصفهم بأسوأ المخالفين، غير أنه أعلن في وقت لاحق وقفاً مؤقتاً لمدة 90 يوماً على عشرات الدول، فيما رفعها على الصين إلى 125%.

فيما ردّت الصين برفع نسبة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من 84% إلى 125%، وبدأت التطبيق اعتبارًا من يوم السبت الماضي 12 أبريل الجاري.

يضيف الصندوق في الفصل الثاني من تقرير الاستقرار المالي العالمي الصادر بعنوان: المخاطر الجيوسياسية: تداعياتها على أسعار الأصول والاستقرار المالي، وحصلت “حابي” على نسخة منه، أنه بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على الصين في عام 2018، انخفضت أسعار أسهم الشركات الصينية بنحو 4 % في المتوسط، موضحًا أن التأثير امتد إلى الشركات العاملة في كل القطاعات التي شملتها التعريفات -بشكل مباشر وملحوظ-، ونظيرتها في المجالات الأخرى.

فيما هبط متوسط عوائد الأسهم على شركات صينية أخرى بنحو 8% في أوائل مايو 2019، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن زيادات في التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية بقيمة بلغت 200 مليار دولار.

على الجانب الآخر، انخفضت أسعار أسهم الشركات الأمريكية بنسبة 1.3% في المتوسط، بعد أن فرض واشنطن تعريفات على الصين في الفترة الزمنية السابق ذكرها.

وصف صندوق النقد هذا التأثير على شركات البلدين بـ “الارتدادي المباشر”، وذلك بسبب فرض التعريفات الانتقامية بين الجانبين، وكذلك ترابط شركاتهما، وتأثر جوانب الإيرادات، وسلاسل التوريد، والطلب الكلي، وكذلك الارتفاع العام في حالة عدم اليقين، ونفور المستثمرين من المخاطرة.

ولفت الصندوق الى تأثر أسعار أسهم الشركات في القطاعات المتأثرة مباشرة بالتعريفات الجمركية بشكل مماثل لأسعار أسهم نظيرتها العاملة في القطاعات الأخرى.

وتابع أن إعلان التعريفات الانتقامية من جانب الصين أواخر شهر أغسطس 2019، أثر كبير على أسعار أسهم كل من الشركات الصينية والأمريكية.

انخفضت أسعار أسهم الشركات الأمريكية بنسبة تتراوح بين 1.6-1.8 % في المتوسط، والصينية بنسبة 0.3-0.7 %، بعد إعلان الصين عن التعريفات الانتقامية، حسبما بين صندوق النقد الدولي.

يوضح الصندوق أن عوائد أسهم كل من الشركات الأمريكية التي لديها شركات تابعة في الصين والشركات الصينية التي لديها شركة تابعة في الولايات المتحدة، انخفضت في المتوسط خلال تلك الفترة الزمنية السابقة، بنسبة 0.6 نقطة مئوية أكثر من عوائد الشركات المماثلة التي لا يوجد بها مثل هذا الوجود التابع.

الرابط المختصر