جوجل تواجه دعاوى بقيمة 12 مليار يورو في أوروبا

بسبب اتهامات بالاحتكار وتلاعب بنتائج البحث

العربية نت _ تواجه شركة جوجل التابعة لعملاق التكنولوجيا “ألفابت“، ضغوطاً قانونية متصاعدة في أوروبا، مع تصاعد دعاوى مدنية تتجاوز قيمتها 12 مليار يورو، رفعتها عشرات من مواقع مقارنة الأسعار في دول الاتحاد الأوروبي، متهمة الشركة بإساءة استخدام هيمنتها على سوق البحث الإلكتروني لصالح خدمتها الخاصة للتسوق.

وتستند هذه الدعاوى إلى قرار سابق للمفوضية الأوروبية صدر عام 2017، فرض غرامة قدرها 2.4 مليار يورو على جوجل، بعد أن ثبت استغلالها غير القانوني لمكانتها في سوق البحث لترجيح كفة خدمتها التجارية على حساب المنافسين.

E-Bank

ورغم أن جوجل استأنفت القرار لسنوات، فإن محكمة أوروبية أيدت العام الماضي الحكم، مما فتح الباب أمام موجة من الدعاوى المدنية التي لم يعد يتعين على المدعين فيها إثبات وقوع الانتهاك.

بحسب تقرير لوكالة “بلومبرج”، هناك 12 دعوى مدنية نشطة في 7 دول أوروبية، تتجاوز قيمة تسع منها 12 مليار يورو. وتشمل هذه القضايا مطالبات ضخمة من شركات مثل “Idealo” الألمانية، التي رفعت قيمة مطالبتها من 500 مليون إلى 3.3 مليار يورو، و”Pricerunner” السويدية التي تطالب بـ2.1 مليار يورو، و”Kelkoo” البريطانية التي تسعى للحصول على تعويض بقيمة مليار جنيه إسترليني.

وتتوزع القضايا على محاكم في لندن، أمستردام، هامبورغ، وبرلين، حيث من المقرر عقد جلسات استماع خلال الأشهر المقبلة. كما تم رفع دعوى جديدة في أمستردام الشهر الماضي بقيمة 900 مليون يورو نيابة عن عدة شركات، من بينها مواقع ألمانية وبرتغالية توقفت عن العمل.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وتتهم الشركات غوغل بمواصلة التلاعب بنتائج البحث، وعدم الامتثال الكامل لأمر المفوضية الأوروبية، مما يمنحها هيمنة غير عادلة على حركة المرور الإلكترونية والأرباح. ويقول ألبريشت فون سونتاغ، المؤسس المشارك لشركة “Idealo”، إن “الاحتكارات الرقمية لا يجب أن تهيمن على الإنترنت على حساب المستهلكين والمنافسة العادلة”.

من جانبها، تنفي جوجل هذه الاتهامات، مؤكدة أن عرضها الإعلاني لمواقع مقارنة الأسعار يعمل بكفاءة، وأن أكثر من 1550 موقعاً تستخدمه حالياً، مقارنة بسبعة فقط في عام 2017. وقال متحدث باسم الشركة إن “هذه الدعاوى رفعتها شركات تبحث عن تعويضات مالية بدلاً من الاستثمار في تطوير منتجاتها”.

ورغم أن المفوضية الأوروبية فرضت على جوجل غرامات تجاوزت 8 مليارات يورو منذ 2017، فإن بعض هذه العقوبات أُلغيت لاحقاً، فيما لا تزال الشركة تستأنف أخرى، مثل غرامة نظام أندرويد البالغة 4.34 مليار يورو.

لكن حتى مع دعم الجهات التنظيمية الأوروبية، فإن كسب الدعاوى المدنية ليس مضموناً. إذ يتعين على المدعين إثبات أن ممارسات جوجل كانت السبب المباشر في تراجع أرباحهم، وهو ما وصفه خبراء قانونيون بأنه “تحدٍ معقد وطويل الأمد”.

وفي حال امتنعت الشركة عن دفع التعويضات، قد تضطر الشركات إلى اللجوء إلى المحاكم الأمريكية، ما قد يثير توتراً سياسياً مع إدارة ترامب، التي سبق أن انتقدت الاتحاد الأوروبي لاستهدافه شركات التكنولوجيا الأميركية.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهات القانونية في أوروبا، تواجه غوغل أيضاً دعاوى مماثلة في الولايات المتحدة، من بينها قضية رفعتها شركة “Yelp” في سان فرانسيسكو، تتهم فيها جوجل بإساءة استخدام هيمنتها في سوق التقييمات الإلكترونية.

الرابط المختصر