اللقاء 26 من صالون حابي.. التمويل التحدي الكبير في الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال .. الجزء الثاني
أحمد رضوان: دعوني أتوجه بالسؤال إلى الأستاذ حازم.. لقد اهتممت للغاية بالتحدي المرتبط بالتمويل خلال حديثك بالجزء الأول، ولكن بالتأكيد هناك تحديات ومشاكل أخرى في مرحلة تشغيل الشركات وتعاملها مع كل ما هو مرتبط بالاقتصاد وقوانينه وتشريعاته.

الحكومة أعلنت على فترات مختلفة عن حوافز تشجيعية لريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة تحديدًا، وكان آخرها الحوافز المرتبطة بالتسهيلات الضريبية، بجانب إطلاق البنك المركزي والقطاع المصرفي مبادرات تمويلية، وبالتأكيد أرى أن هذه الحوافز مؤثرة في نشاط الشركات، وبالتأكيد أيضًا هناك مشروعات ربما تكون قامت على أساس هذه الحوافز.
كيف تقيم درجة سهولة استفادة قطاع ريادة الأعمال من الحوافز الحكومية؟ وكيف تساعد الأدوات الحكومية في هذا الإطار؟ فعلى سبيل المثال نسمع عن مركز كبار الممولين لتسهيل تعاملات الشركات الكبيرة مع الضرائب، ونسمع أيضًا عن الرخصة الذهبية عندما يرغب مستثمر كبير في إطلاق مشروع باستثمار ضخم، فبالتالي يتم تسهيل كل الطرق التي لها علاقة بالبيروقراطية مما يُمكّنه من العمل سريعًا.
هل قطاع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يستطيع الاستفادة بهذه الحوافز بسهولة ويسر أم لا؟ وهل الأدوات التي توفرها الحكومة بغرض استفادة هذا القطاع من الحوافز المعلنة موجودة أم لا؟

حازم كامل: الحكومة واعية للتحديات الحالية بدليل إطلاقها حوافز ضريبية
حازم كامل: في البداية أود أن أشكرك على هذا السؤال، ولكن من الواضح أن الحكومة أصبحت واعية لهذا النوع من التحديات، وهذه ليست مجاملة، بدليل إطلاق حوافز ضريبية بجانب توفير هيئة الاستثمار حوافز تشجيعية.
إلا أنه ستكون هناك صعوبات وتحديات طوال الوقت، ومن الطبيعي أن يركز أي اقتصاد على التغلب على هذه التحديات والخروج منها، وهذا أمر محمود، أن تكون هناك دومًا حالة من التطور على صعيد مواجهة التحديات.
وبكل صراحة أصبح من الملاحظ أن الحكومة باتت تضع أصابعها على التحديات خلال الفترة السابقة، وبالتالي هناك تحديات أخرى بخلاف تحدي التمويل.
أمر آخر، قدرة رائد الأعمال على التغلب على هذه التحديات وتخطيها مسألة في غاية الأهمية، خاصة أن كل بلد لديه تحديات مختلفة، وهذه الصعوبات قد تظل قائمة.
هناك تحديات أخرى بخلاف التمويل
إلا أن هناك تحديات أكبر من قدرات رائد الأعمال على تحملها، والتي نُسميها MICRO CHALLENGES والتي لها علاقة بالتوترات الجيوسياسية، ولكن التحديات الموجودة ستظل دائمًا في حالة تطور مستمر، ولذلك فهذه هي النقطة الأساسية التي أرى أنه يتعين التركيز عليها.
أحمد رضوان: هل تقصد التعامل مع التحديات كأنها جزء من تمرين وتأهيل رائد الأعمال؟
حازم كامل: جميع المعنيين يرغبون في تحسين مناخ الأعمال وأنا لا أقول أن مناخ الأعمال في أفضل أوضاعه، ولكن أقول إنه سيظل هناك وعي بأن مناخ الأعمال في حاجة إلى التطور.
حالة من الوعي بأن مناخ الأعمال في حاجة إلى التطور
فعلى سبيل المثال وزير الصناعة والتجارة الفريق مهندس كامل الوزير يتحدث عن مستهدفات لتقليل فترة الترخيص الجمركي وهذا الأمر طبيعي ولكن هل هذا هو أقصى هدف؟ بالتأكيد لا لأنه يرغب في تحقيق إنجازات أكبر من ذلك.
ولكن في النهاية هناك تحديات تحاول الحكومة التعامل معها، وأصبحت على دراية بمختلف التحديات مع وضعها أولويات لمواجهتها، ولذلك أرى أن هذا الوضع طبيعي، ومن الجيد أننا نتحدث عنه.
سلطت الضوء على تحدي التمويل لأنه في حاجة إلى إبرازه
وأوضح أنني لن أعود إلى الحديث عن التمويل مرة أخرى، ولكنني سلطت الضوء عليه لأنه في حاجة إلى إبرازه كتحد من ضمن التحديات القائمة.
أحمد رضوان: لديّ استكمال للسؤال: هل الحكومة تتناقش أو تتبادل الآراء مع الصناديق والمهتمين بريادة الأعمال عند إعدادها الحوافز التشجيعية؟
حازم كامل: تتناقش مع اللجان الاستشارية للتواصل مع القطاع الخاص.
رضوى إبراهيم: لا نقصد ما قبل تشكيل اللجان الاستشارية.
أحمد رضوان: أقصد ما قبل تشكيل اللجان الاستشارية، سؤالي عن هل الحكومة تتناقش مع الصناديق المهتمة بالاستثمار في هذا النوع من القطاعات سواء ريادة الأعمال أو المشروعات المتوسطة والصغيرة، حول الحوافز المطلوبة التي يرونها ضرورية قبل صدور التشريع أو الحوافز؟
هناء الهلالي: في الحقيقة لم أرها.
أحمد رضوان: هناك صمت تام!
رضوى إبراهيم: في هذا الوضع نعول على تشكيل لجان استشارية بشكل كبير.
ياسمين منير: في ظل الإصلاحات التي تتم هل هذه النوعية من الشركات تحتاج إلى معاملة خاصة بشكل أكبر؟

هناء الهلالي: مشكلة الاستدامة من أبرزالتحديات التي تواجه رائد الأعمال
هناء الهلالي: من الممكن أن أضيف إلى التحديات التي تواجه رائد الأعمال مشكلة الاستدامة، وإذا لم يؤسس أساسًا صحيحًا لمشروعه، من حيث المخاطرة من البداية كخطة العمل والإستراتيجية وما إلى ذلك سيواجه مشكلة، وإذا لم يستطيع الحصول على التراخيص أو التدريب سيقابل مشكلة أخرى.
الحكومة تعي أهمية ريادة الأعمال في تنمية الاقتصاد القومي
أمر آخر، مسألة التسويق، فإذا أنتج رائد الأعمال منتجًا ولم يستطيع تسويقه سيواجه أيضًا مشكلة، ولكن الدولة تساعد بالفعل في هذه الجزئية، ومثلما تفضل حازم بأنه أصبح هناك وعي من الحكومة بأهمية هذا القطاع المهم في تنمية الاقتصاد القومي، وأرى أنه في حالة عدم تسهيل كل هذه العقبات أمام رائد الأعمال سيكون هناك حالات فشل كثيرة.
ياسمين منير: الدكتورة هناء إذا وددنا الوقوف عند القطاعات أو المجالات بغض الطرف عن التحديات أو أنها خارج دائرة الاهتمام، وإنما بالعكس أود الحديث عن القطاعات التي من الممكن أن يكون فرصها أكبر في النمو ونمو أعمالها بالتزامن مع سياسات الدولة ومشروعاتها الكبرى، سواء برنامج دعم التصدير بغرض الوصول إلى هدف معين.
الاقتصاد الأخضر وتدويرالمخلفات من المجالات الناجحة
هناء الهلالي: لم يقتصر الأمر على ذلك إنما يوجد الاقتصاد الأخضر وتدويرالمخلفات وهناك مجالات كثيرة جدًّا ناجحة.
ياسمين منير: هل من الممكن أن ترتبي لنا أهم هذه القطاعات في شريحة ريادة الأعمال بجانب التوصيات الاقتصادية التي ترينها؟
قدرة المشروع على التصدير تعتبر هدفًا قوميًّا
هناء الهلالي: أرى أن قدرة المشروع على التصدير تعتبر هدفًا قوميًّا نظرًا لأنه يتعين في البداية أن أُجود من المنتج حتى يكون قابلًا للتصدير ويصبح مقارنا للمنتجات الأخرى.
هذا بالإضافة إلى أن تجويد المنتج يكون من خلال استخدام مكون محلي بهدف إحلال الواردات، وبذلك تمت المساعدة على التصدير ودخّلت عملة صعبة، فإذا نظرت لها على أنها دورة كاملة أرى أنها مهمة جدًّا وهدف قومي من المفترض أن نعمل عليه جميعًا.
هناء الهلالي: الحاصلات الزراعية والحرف اليدوية يتمتعان بفرص تصديرية عالية
أمر آخر، الزراعة وتصدير الحاصلات الزراعية، ولا أتحدث هنا عن الزراعة بشكل عام، وإنما أشير إلى الصناعات الزراعية، وهناك صناعات كثيرة جدًّا تدور حول الزراعة.
قطاع آخر مهم، وهو الحرف اليدوية وما لها من قابلية للتصدير، ونرى أن عددًا كبيرًا من الأجانب ينبهرون بالفعل بالحرف اليدوية الموجودة في مصر، فهذا يعتبر تراثًا وتنميته تلعب دورًا مؤثرًا، بجانب مساعدة السيدات بهدف تمكين المرأة نظرًا لأهميتها في مجال المشروعات الصغيرة، مما ينعكس بالإيجاب على الدولة.
وفي الحقيقة أشغل منصب عضوية مجلس أمناء إحدى الجمعيات الأهلية وأعمال الحرف اليدوية في مصر تشيد به الـ DF EYES وتموله نظرًا لأن هناك اهتمامًا كبيرًا جدًّا من الـ DF EYES لحماية التراث من الاندثار وتوفير التمويلات المطلوبة.
قطاع الخدمات أيضًا مهم جدًا وناجح، فضلًا عن قطاع المواد الغذائية وهناك مجالات كثيرة جدًّا ومنها التغليف والتعبئة، مع تعدد الخيارات في هذه الجزئية.
اللوجستيات من القطاعات التي تدر دخلًا جيدًا للمجتمعات
اللوجستيات من القطاعات التي تحظى بفرص نمو كبيرة أيضًا، وفي الحقيقة لديّ عميل يعمل في مجال تغيير الإطارات للشاحنات، وهذا المشروع غير استهلاكي، ويكون استهلاكيًّا في حالة استخدام سيارة للاستعمال الشخصي، وإنما هو أخذ نقاط معينة لخدمة الشاحنات التي تمر من خلال هذه النقاط لتغطية احتياجاتها من السولار وصيانة الإطارات.
وأشير إلى أنه من المعروف أن تكلفة الإطارات في الشاحنات مرتفعة، ولذلك فمن الممكن أن يأخذ العميل قرض الاستخدامه، ومن ثم يقوم بسداده ويعيد دورانه، فاللوجستيات أيضًا من المجالات المهمة جدًّا، ومن المفترض أن نسعى لتطويرها لأنها ستدر دخلًا جيدًا جدًّا لمجتمعات كثيرة.
رضوى إبراهيم: أوجه سؤالي إلى المهندس محمد، بالطبع حضرتك تعلم والجميع كذلك أن دائمًا يُقال وضع صفقات الدمج والاستحواذ في الكيانات الكبيرة هو الأصعب، ومن بين مئات الصفقات التي يتم الحديث عنها إذا تنفذ عشرات منها هو ما يسمى نجاحًا، وفي ظل استقرار الأوضاع على ما هي عليه وتمسك كل قيادة برؤيتها، ولكن من المفترض أن يكون الوضع في شريحة المشروعات الصغيرة والمتوسطة أو في المشروعات الناشئة أكثر سلاسة، فمن الممكن أن تقول لنا وضع صفقات الدمج والاستحواذ في هذه الشريحة من الشركات التي نتحدث عنها اليوم كريادة أعمال على مستوى عدد الصفقات المنفذة قياسًا بالصفقات التي يتم دراستها، وعلى مستوى سرعة التنفيذ وأخيرًا على مستوى التمويل؟

محمد عكاشة: عمليات الدمج والاستحواذ تحتاج إلى نضج كاف
محمد عكاشة: هناك نقطة مهمة أيضًا أشار حازم إليها، وهي أن الـ ecosystem ما زال جديدًا، وهو ما يحتاج إلى وقت حتى ينضج، ولذلك ما تُشيرين إليه في موضوع الدمج والاستحواذ يحتاج إلى وجود نضوج كاف مع مرور الوقت.
وأعتقد أن رائد الأعمال في مصر لم ينضج بالشكل المطلوب، فعلى سبيل المثال قد يكون من المفترض أن تندمج شركة مع شركة أخرى أو ترفض عرض استحواذ وترغب في استكمال محاولاتها إلى أن قد تنتهي إلى الفشل وضياع أموال المستثمرين، ولقد رأيت هذه النقطة في أسواق أخرى سبقتنا في هذا الإطار بدعم من نضوجها بالمقارنة مع مصر.
مسألة النضج لا يمكن اكتسابها إلا عن طريق خبرات مبنية على الفشل
وأرى أن مسألة النضج لا يمكن اكتسابها إلا عن طريق خبرات، أي يتعين وقوع فشل حتى تتعلم الناس منه، بجانب استخدام تجارب الفشل في توعية رواد الأعمال الآخرين في مسيرتهم لأخذ العبرة والحذر.
ومن الضروري تقّبل الخسائر في مرحلة ما، ولكن الأهم هو أن كل خسارة أو كل فشل يقع لا بد أن نتعلم منه جميعًا كـ ecosystem من خلال حساب الدراسة بشكل صحيح بجانب تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى الفشل.
كفاءة رأس المال من الدروس المهمة في قصص النجاح
هناك نقطة مهمة جدًّا أود أن أذكرها من أحد الدروس المهمة جدًّا في قصص النجاح، ما يسمى بكفاءة رأس المال، من خلال الإنفاق الرشيد للأموال المتاحة بما يضمن تطوير العمل دون إسراف.
ومع الأسف الشديد أرى أن هذه النقطة ما زالت موجودة في الوضع الحالي، ومن الممكن أن تؤدي إلى عزوف شريحة من المستثمرين بشكل كبير عن دخول السوق المصرية مرة أخرى، ولذلك يتعين تشجيع رواد الأعمال على سياسة الإنفاق الرشيد وإبراز قصص النجاح.
سأستخدم هنا مثالًا خاصًّا، أن شركة فوري وصلت من تقييم صفر إلى مليار دولار ثم إلى 12 مليون دولار، وفي الحقيقة أوافق تمامًا على أن الزمن مختلف والوضع أيضًا، ولكن يتعين أن يوجّه رائد الأعمال الأموال في الأولويات مع عدم أهمية المكاتب الفخمة والسفريات الكثيرة والمرتبات العالية.
الإنفاق الرشيد يمنح الشركات محل الاستحواذ أو الاندماج قيمة عالية
في المقابل، من الضروري الاستثمار في التكنولوجيا والعملاء والتسويق وفقًا لمبدأ الأولويات، وأرى أن الإنفاق الرشيد يمنح فرص نجاح أكبر في الوقت الذي يحين فيه الاستحواذ أو الدمج حينها تكتسب الشركة محل الاستحواذ أو الاندماج قيمة، لأن الأموال التي ضُخت تم صرفها بشكل متوازن.
وأعتقد أن يومًا عن يوم وشهرًا عن شهر وسنة عن سنة يحدث تطور في هذا الإطار، ولكنه ما زال غير كاف لأن سوق مصر وبالمقارنة مع أسواق أخرى قريبة مننا ما زالت غير ناضحة بالشكل المطلوب نتيجة تأخر دخولنا هذا السوق.
رضوى إبراهيم: هل نستطيع أن نقول كم عدد الصفقات الاندماج والاستحواذ التي يتم تنفيذها بالمقارنة مع الصفقات محل الدراسة أو تحت التفاوض؟
محمد عكاشة: عدد الصفقات التي يتم تنفيذها قليل جدًّا.
رضوى إبراهيم: كم هي النسبة التقديرية؟
عدد الصفقات المنفذة في مصر يمثل 1% مقابل 10% في العالم
محمد عكاشة: أعتقد 1% نظرًا لأن هناك عوامل كثيرة تتحكم في هذه العملية، ولكنني سأقول مثلًا إذا تم طرح 100 فكرة استحواذ اليوم سيتم تنفيذ عدد قليل جدًّا منهم، نتيجة عدم وجود النضج الكافي لدى الطرفين، وأؤكد أن الاستحواذ والاندماج أمر صعب في أي بلد وأي سوق وأي موقف.
رضوى إبراهيم: وعلى أي حجم.
محمد عكاشة: بالتأكيد عمليات الاستحواذ والاندماج صعبة لأن هناك تعددًا في المستثمرين والمديرين، ونسبة النجاح الطبيعية في العالم كله 10%، أما في مصر فهي أقل من ذلك بكثير نتيجة عدم نضوج رواد الأعمال.
صندوق ديسربتيك يُفضّل الاستثمار في رواد الأعمال أصحاب التجارب السابقة
وأوضح أن صندوق ديسربتيك يُفضّل الاستثمار في رواد الأعمال الذين يتم تسميتهم بـ second time founds بمعنى أنهم كان لهم تجربة سابقة قد تكون فشلت، وأرى أن فرص نجاحهم أعلى في الأغلب لأنهم على الأقل تعلموا وأصبحوا على دراية بطرق التعامل في التجربة الثانية.
وأرى أن تعدد المحاولات بمرور السنوات سيخلق عددًا كبيرًا من second time founds، ومن ثم نجد أنفسنا قطعنا شوطًا كبيرًا، وأشير إلى أن حديث حازم صحيح، ويتعين أن نبدأ.
رضوى إبراهيم: على مستوى ما تم تنفيذه وهو بنسبة 1% لو تمت مقارنته بالأسواق التي سبقتنا في هذه المجالات.. ما حجم سرعة التنفيذ؟
محمد عكاشة: سرعة التنفيذ متقاربة، لكن عدد النجاحات التي تبدأ كفكرة وتنتهي إلى نجاح الصفقة قليل.
رضوى إبراهيم: فيما يتعلق بالتمويل أود السؤال عن تفصيلة مختلفة، ما نسبة تمويل نفس الممولين لجولة جديدة؟ وهل هذا هو الأسهل أم نخاطب في كل جولة تمويلية مساهمين جددًا؟
لا بد من مخاطبة مساهمين جدد في كل جولة تمويلية
محمد عكاشة: لا بد من مخاطبة مساهمين جدد في كل جولة تمويلية، لأن المساهم الحالي وليكن صندوقًا مثلًا لديه إمكانيات محددة، وبالتالي يستطيع أن يشارك في جولة أو اثنتين، لكن لا يستطيع المشاركة في ثلاث أو أربع أو خمس جولات، ولذلك لا بد أن يكون هناك مساهمون جدد يضخون أموالًا بأحجام أكبر حتى نستطيع استكمال تمويل الشركة في مراحل مختلفة.
رضوى إبراهيم: مفهوم أن يدخل مساهم جديد، لكن فرص استمرارية مستثمر دخل في البدايات أن يستكمل نشاطه مع الشركة للوصول إلى مرحلة النضوج أكبر، وقد شاهدنا ذلك في شركة فوري مثلًا، وهناك مساهمون استمروا معها حتى مرحلة الطرح في البورصة.
إستراتيجية الصندوق ضخ الأموال على مراحل وليست مرحلة واحدة
محمد عكاشة: مضبوط، إستراتيجية الصندوق الخاص بنا هي ضخ الأموال في شركة ما على مراحل وليست مرحلة واحدة، فإذا اعتزم الصندوق ضخ مليون دولار في شركة ما، فإنه يضخ هذا المبلغ على مرحتلين أو ثلاث، لأن الصندوق يعلم أن الشركة ستحتاج إلى تمويل آخر في مرحلة جديدة، ولا بد أن نكون مستعدين وقادرين على المشاركة فيها.
من الطبيعي على أي مستثمر تقسيم التمويل المخصص لشركة ما على جولتين أو ثلاث
وبالتالي من الطبيعي على أي مستثمر أن يقسم الرقم المخصص لشركة ما على جولتين أو ثلاث، وهذا طبيعي في عرف الاستثمار، بحيث يكون الصندوق قادرًا على المشاركة في الجولة التمويلية الأخرى، من أجل منح إشارة إلى المستثمر الجديد بأن الصندوق يثق في الشركة وإمكانياتها، وإلا كيف نشجع ونطمئن المستثمرين الجدد على ضخ أموالهم في الشركة؟
رضوى إبراهيم: آخر تفصيلة في هذا الجزء، دعنا نفترض أنك تقود جولة تمويلية لأحد مشروعات ريادة الأعمال، ما الأسهل: حصول التمويل من فرد أو جهة أو شركة أو صندوق؟
محمد عكاشة: من المفترض أننا نشجع التمويل المؤسسي.
رضوى إبراهيم: أنا أتحدث عن الواقع.
تكرار المشاركة في التمويل يمنح المستثمر الجديد ثقة في الشركة وإمكانياتها
محمد عكاشة: نعم وسوف أشرح مثالًا على ذلك، منذ سنتين شاهدنا دخول أفراد لسوق التمويل عندما تم طرح شركة فوري وحققت مكاسب وغيرها، ودخلوا للسوق دون دراية كافية أو معلومات كافية عن السوق، ثم تكبدوا خسائر فيما بعد، وبالتالي شهدنا إحجامًا عن الدخول تمامًا في هذا القطاع وحدث رد فعل عكسي لهذه الهوجة التي حدثت خلال السنتين، ولذلك دائما ما نقول إن المستثمر الفرد يجب عليه أن يستثمر في قطاع يفهمه جيدا ويرى فيه تطورًا جيدًا، أو تستثمر مع شخص تعرفه وتثق فيه، وإذا لم يكن أمامك هذان الاختياران، فالأفضل أن تضع أموالك في صناديق استثمار يديرها أشخاص على كفاءة عالية، فالأمر ليس مجرد مشاهدة شركة أو قطاع يحقق مكاسب فنقوم بالاستثمار فيه، وعندما نخسر نندم على ذلك.
ولذلك من وجهة نظري، المستثمرون الأفراد عنصر مهم في التمويل لكنهم يحتاجون إلى التأني والدراسة قبل اتخاذ القرار، حتى لا يخسروا أموالهم.
ياسمين منير: لدي سؤال مرتبط بالتقييم، سمعنا في فترة من الفترات أن التقييم يتسبب في فجوة بين المستثمر وصاحب الكيان، بحيث إنه تتم المبالغة في التقييم، والمستثمر يرى أن هناك مخاطرة ويحتاج إلى التأني والتريث بشكل أكبر، هل ترى أن هذه المشكلة مستمرة أم تختفي؟
محمد عكاشة: التقييم في الأساس هو عرض وطلب، وإذا تم تقييم الشركة بمليون دولار والمستثمر أو الممول وافق على ذلك فإنها أصبحت تساوى مليون دولار، فإذا اعتقد الممولون أنها لا تساوي هذه القيمة فيمكنهم وقتها عدم المشاركة في الجولة التمويلية.
مشكلتنا في الاستثمار هي أنه عندما تظهر 4 أو 5 شركات جيدة، فإن كل التمويلات تتجه إليها، وبالتالي قيمة هذه الشركة ترتفع بشكل أكبر من الطبيعي، وبالتالي الفجوة الموجودة في السوق هى أن هناك شركات أخرى جيدة لكنها ليست من الخمسة الكبار، فهل القطاع كله سيتطور بالشركات الخمس فقط؟ بالتأكيد لا، وبالتالي لا بد أن يكون هناك توزيع للتمويلات.
ومن هنا ظهرت بعض الأفكار التي تم طرحها في هذه النقطة، بأن يكون هناك تخصص، بحيث يكون هناك توزيع للتمويلات ولا تنحصر في 4 أو 5 شركات فقط داخل القطاع الواحد.
نعود مرة أخرى إلى التقييمات، ونؤكد أنه ليس هناك مبالغة في التقييم وإنما عرض وطلب، وعندما يزيد الطلب على منتج أو سلعة معينة يرتفع سعرها على الرغم من أنها قد لا تساوي هذه القيمة المرتفعة، وهكذا مع الشركات، وبالتالي نصيحتي إلى مؤسسي الشركات هي أن تكون عاقلًا ولا تفرح كثيرًا بزيادة الطلب على شركتك، لأن أي طلب مبالغ فيه لا بد أن يأتي عليه يوم ويذهب الممولون إلى شركة أخرى أصبح عليها طلب هى الأخرى، وبالتالي التوازن مطلوب.
أحمد رضوان: دكتور هناء، نود الخروج من الحديث إلى أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، ونتحدث إلى اللجنة التي من المفترض أنها تضع مقترحات وتوصيات لإنعاش هذا القطاع، بحيث يكون أكثر تنظيمًا، لأننا نريد أن نرى هذا القطاع برؤية أفضل خلال الفترة المقبلة، بماذا توصين اللجنة؟

هناء الهلالي: كثيرون من رواد الأعمال يحجمون عن الاستثمار بسبب الخوف من الفشل
هناء الهلالي: لن أوصي اللجنة فقط، بل سأقوم بتوصية وسائل الإعلام أيضًا، لا بد من الاهتمام بتوعية المستثمرين بقطاع ريادة الأعمال وطمأنتهم، لأن كثيرًا منهم يحجم عن الاستثمار بسبب الخوف من الفشل، وبالتالي لا بد من تشجيعهم عن طريق استعراض قصص نجاح حدثت بالفعل في المجتمع، ووقتها سنجد عودة جديدة للاستثمار وبداية مشروعات جديدة بشكل طبيعي.
نحتاج من اللجنة الإسراع في التراخيص، وتوفير أماكن محددة لإنهاء التراخيص وتقديم الخدمات بسهولة في كل المحافظات، سواء الحصول على السجل التجاري أو الرخصة المؤقتة أو البطاقة الضريبية ومميزات المشروعات الصغيرة سواء في التسويق أو المعارض وغيرها .
مطلوب الإسراع في إصدار التراخيص وتوفير أماكن محددة لإنهائها وتقديم الخدمات بسهولة في كل المحافظات
مسألة التدريب أيضًا مهمة من خلال التعاون مع مؤسسات وجهات موثوقة، ومساعدة رواد الأعمال في التسويق، وخاصة التسويق الإلكتروني لتشجيعهم على تسويق وعرض منتجاتهم بشكل أفضل.
هذه الأمور أساسية، بالإضافة إلى التوعية بأهمية الدخول في مجال ريادة الأعمال وتشجيع المستثمرين على ذلك بدلًا من تخوفهم من الفشل.
التدريب من خلال التعاون مع مؤسسات وجهات موثوقة مسألة مهمة
نحتاج إلى التوعية بأهمية تقييمات المخاطر، لأنه حتى يكون هناك استدامة لرائد الأعمال فإنه يجب وجود خطة عمل صحيحة ودراسة سوق جيدة، بحيث لا يتم الدخول في مشروع بمنطقة لديها تشبع بمنتج معين، لأنه إذا قرر رائد الأعمال دخول هذه المنطقة لن يستطيع بيع منتجه.
ياسمين منير: المهندس محمد عكاشة، من وجهة نظرك ما التوصيات التي يمكن للجنة ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي أن تطلبها من اللجان الأخرى للمساعدة في مهامها وتحقيق أهدافها؟
محمد عكاشة: قطاع التكنولوجيا عابر للحدود.. ولو امتلكنا المنتج الجيد يستطيع بمفرده أن يتحرك ويصل للأسواق الخارجية
محمد عكاشة: في هذا القطاع نحن في سباق مع الدول المجاورة لنا، وحتى نكسب هذا السباق هناك 3 أمور يجب التركيز عليها. الأمر الأول: أهمية التمويل لأنه عنصر مهم جدًّا لكل الشركات بمختلف التخصصات. الثاني: توافر الكوادر ومن المهم أن تستثمر الدولة فيها، مثلما استثمرت الهند في التعليم لسنوات طويلة نتج عنها كوادر. الثالث: سرعة الإجراءات، نحن لا نريد حوافز ضريبية أو غيرها وإنما سرعة في الإجراءات ودفع قيمة هذه الإجراءات بشرط أن تكون سريعة، لأن هناك البعض ممن يقول: لماذا تمنح رواد الأعمال مميزات، ونحن نعمل في السوق منذ سنوات؟.. لا، رواد الأعمال مستعدون لدفع تكاليف أكثر طالما سيحصلون على الخدمة بشكل سريع، وذلك يكون من خلال مركز محدد للخدمات المختلفة، لأن الوقت عنصر مهم جدًّا في العملية الاستثمارية، والسباق الذي نعيشه مع الدول المجاورة حاليًا.
استثمار المؤسسات كامل أصولها يتضمن مخاطرة عالية ويجب توزيع الاستثمارات بآجال مختلفة تتناسب مع الالتزامات المستقبلية
ياسمين منير: هل هناك توصيات تريد أن تقدمها للجان الاستشارية المعنية بالتصدير وتنمية الصادرات أو الاقتصاد الكلي؟
محمد عكاشة: فيما يتعلق بجزئية التصدير، فإن صادرات الخدمات لا تحتاج إلى بنية تحتية مساعدة وinfrastructure مثل الجمارك، ولكن تحتاج إلى خلق الكوادر التي يمكن تصديرها.
أرى أن قطاع التكنولوجيا بطبيعته عابر للحدود، فمن السهل إذا ما كان لدينا المنتج الجيد الذي يمكن تصديره لدول العالم، فإن هذا المنتج يستطيع بمفرده أن يتحرك ويتعدى الحواجزcross the borders ويصل للأسواق الخارجية.
لدينا مشكلة في التسويق للسوق المصرية.. ونعم هناك عيوب ولكن توجد مميزات يجب تسليط الضوء عليها
مصر لديها اتفاقيات مع دول عديدة مثل بلدان قارة إفريقيا وغيرها، وبالتالي لا توجد لدينا حواجز تمنع تصدير التكنولوجيا لدول العالم.
هناء الهلالي: سوق تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تحتاج إلى نظرة موضوعية في مسألة سعر الفائدة
هناء الهلالي: أريد إضافة جزئية هامة للغاية، رأينا في الماضي مبادرات تمويلية خاصة بدعم أسعار الفائدة، ومعدلات الفائدة الآن عالية للغاية بالنسبة للمستفيدين من شريحة أصحاب المشروعات الصغيرة وخاصة متناهية الصغر، لأن هذا القطاع يخص المواطن الفقير في القرى والنجوع، وأنا أعلم أنها عملية صعبة ولكن هذه المبادرات كانت في السابق تشجع الكثير من الأفراد.
نحن نحتاج إلى نظرة موضوعية أيضًا لجزئية الفوائد المفروضة على تمويلات هذه المشروعات، بالطبع البنك المركزي المصري خصص 25% من محافظ البنوك لصالح المشروعات الصغيرة، ولكن إلى جانب ذلك لا بد من تدشين مبادرات تسهل وتيسر مسألة الفوائد المفروضة على تمويلات المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
مبادرات التمويل المدعومة لشريحة المايكرو ضرورية وتمس شريحة واسعة من المجتمع
رضوى إبراهيم: المبادرات أصبحت الآن من مسؤوليات مجلس الوزراء بعد الاتفاق الأخير مع صندوق النقد الدولي.
هناء الهلالي: بالضبط، ولكن حقيقة هذه المبادرات مهمة للغاية لأنها تمس شريحة كبيرة من المجتمع.
رضوى إبراهيم: بالطبع أتفق معك.. وسأنتقل بسؤالي إلى الأستاذ حازم كامل أريد منك عرض توصياتك بشكل مباشر للحكومة ومرافقها ووزارتها المختصة بقطاع الاقتصاد الرقمي أو ريادة الأعمال بافتراض أن الحكومة ستستمر في السماع إلى مجتمع الأعمال ولن تختصر الأمر بالتواصل مع اللجان الاستشارية فما هي توصياتك المباشرة؟ وعلى الجانب الآخر هل لديك نصيحة من الممكن تقديمها للجنة ريادة الأعمال تتعلق بصياغة توصياتها وما يحتاج إليه القطاع حتى يستطيع التحرك بصورة أسرع؟
حازم كامل: كوادر اللجنة الاستشارية للاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال اُختيرت بعناية كبيرة
حازم كامل: لن أختلف كثيرًا عن ما ذكره الزملاء، ويمكن القول صراحة إن الكوادر الموجودة في لجنة ريادة الأعمال اُختيرت بعناية كبيرة، ولا أقول هذا لأن المهندس محمد عكاشة يجلس معنا كضيف في صالون حابي ولكنه حقيقة.
رضوى إبراهيم: تتسم اللجنة أيضًا بأن بها تنوعًا كبيرًا.
حازم كامل: بالفعل بها تنوع كبير، وتضم قامات قادرة على تحقيق شيء وهدفها خدمة البلاد، وهذا رأيي المبني على تعامل مباشر مع أعضاء اللجنة، ولذا فلا أستطيع أن أقول إنني سأقدم توصيات للقائمين على اللجنة، أرى أن وجودهم في لجنة ريادة الأعمال بالفعل كاف لأن تكون التوصيات الصادرة عنهم جيدة.
أهمية التوعية الإعلامية بتقبل فشل التجارب والتعلم منها.. من يفشل مرة ويعترف ينجح في المحاولة اللاحقة
أحمد رضوان: تستطيع مساعدة أعضاء اللجنة.
حازم كامل: من الممكن ذكر مسألتين أولًا أتفق مع مسألة السرعة والكوادر البشرية، نحن اليوم نتحدث عن المغتربين أو العاملين بالخارج expats، أما الثانية هي هجرة العقول brain drain التي تعد خطرًا، ولكننا من ناحية أخرى، نرى أن عدد الأشخاص العائدين من الخارج repatriation مرتفع، وجزء من السبب في هذا يعود لتحسن قدرة الجهاز المصرفي، ولكن هذا يعني أيضًا أن هناك أشخاصًا كثيرين هاجروا من البلاد.
ونعود مرة أخرى للنقطة المهمة في حديثنا، وهي أنه لا بد من الاهتمام بالتدريب. وأرى أن مصر حقا تمتلك الموهبة ومن المميزات المهمة التي تمتاز بها مصر القوة البشرية man power، وبالتالي لا بد من الاستفادة منها capitalize لأقصى درجة.
القوة البشرية من المميزات المهمة لدى مصر.. ويجب الاستفادة منها لأقصى درجة عبر الاهتمام بالتدريب والتعليم وبناء القدرات
فمن المهم التدريب والتعليم وهما جزآن مهمان للغاية لأنهما القوة الأساسية لنا. ومن الممكن ألا نمتلك حجم الموارد الكافية مثل بعض البلدان المجاورة لنا، ولكننا نمتلك القوة البشرية التي أراها من الأشياء المهمة للغاية.
إذا ما اهتمت مصر حقًّا بقطاع التدريب والتعليم، لن تحدث بعدها هجرة عقول brain drain بالمعدلات القائمة حاليًا. ولكي نتلافى أثر هذه الهجرة والتي تؤثر على الداخل نحتاج إلى خلق كوادر أخرى تظهر لتعويض الفجوة التي خلفتها الكوادر التي هاجرت.
هناء الهلالي: أيضًا الاهتمام ببناء قدرات capacity building هذه الكوادر البشرية.
حازم كامل: بالضبط، الدكتورة هناء الهلالي ذكرت نقطة مهمة للغاية، وهي عدم الخوف من الفشل، والمهندس محمد عكاشة تحدث أيضًا عنها، لا بد من وجود ثقافة culture وهي عدم الخوف من الفشل. أنا أريد شخصًا يخبرني أنه فشل لأنه في حال فشل الشخص سيحاول ألا يفشل مرة أخرى وبالتالي سينجح.
خلق كيان تابع داخل الكيانات الاجتماعية لاستثمار جزء من أصولها في البورصة إحدى التجارب الناجحة على مستوى العالم
رضوى إبراهيم: نعم حال اعترافه بالفشل.. ففي حال الاعتراف فإنه لن يكررها مرة أخرى.
حازم كامل: بالضبط، لا بد من الشخص أن يعترف بهذا الأمر. لا يوجد أي مشكلة في أن يفشل أي شخص وأن يجرب وينجح بعدها مرة أخرى، مثل الطفل الذي يتعرض للوقوع، وتكون هذه بداية تعلمه كيفية المشي.
وهنا أتساءل: لماذا الخوف من الفشل! في فترة معينة كنا نسمع عن استهداف الأشخاص أن يتصدروا المراكز الأولى في كل شيء، أما نحن الآن نحب الأشخاص الذين يأتون بتجارب فاشلة ونستمع إليهم، ونقدم لهم النصيحة بكيفية النجاح.
هناء الهلالي: بالضبط هؤلاء يطلق عليهم “المتعلمون من الدروس التي يتعرضون لها في حياتهم” Lessons’ learners.
حازم كامل: بالضبط.
الحد الأدنى من تخصيص الأصول للاستثمار بالتكنولوجيا وريادة الأعمال يتراوح بين 5% إلى 10% في المؤسسات بالخارج
رضوى إبراهيم: في بداية اللقاء تحدثت عن أن هناك حاجة للتمويل وهنا يمكن القول إن المقصود التمويل الحكومي وليس المحلي، أي التمويل من الجهات التابعة للحكومة ليكون لها دور أكبر في تمويل مشروعات ريادة الأعمال؛ لأن هذا الأمر سيزيد شهية مؤسسات التمويل الدولية لتمويل مثل هذه المشروعات.
حازم كامل: ليس هذا ما قصدت بالضبط، أرى أن فكرة التمويل عادًة لا يجب أن تكون “تمويلًا حكوميًّا”، ولكن نحاول خلق مبادرات تساعد على أن يكون هناك استدامة في التمويل، وألا يقتصر الأمر على تدشين مبادرات تمويلية تتوقف بعد انتهاء مدة عملها فما نحتاج إليه حقًّا هو استدامة التمويل.
وهنا عند الحديث عن صناديق التأمينات العامة أو الخاصة أرى أنها تتضمن استدامة في التمويل، والسؤال هنا: لماذا تستثمر هذه الصناديق في هذا النوع من الأصول، لأن هذه الأصول العائد منها طويل الأجل، خاصة أن هذه الصناديق لديها التزامات قادمة في المستقبل لصالح أصحاب المعاشات المقرر أن يحصلوا على مبالغهم المالية بعد وصولهم لسن المعاش، أي بعد 30 سنة.
رضوى إبراهيم: دعنا نقول إن هناك تجارب سابقة في استخدام أموال صناديق المعاشات، جعلت هذا الموضوع حساسًا بشكل نسبي.. هل من الممكن اللجوء لهيئات اقتصادية تمتلك وفرة مالية مثل هيئة البريد؟
حازم كامل: أتفق معك، ولا أريد الحديث في مسألة حساسية استخدام أموال صناديق المعاشات، ولكن بصورة عامة عند استثمار الأصول “الأموال والاستثمارات” لفترة قصيرة الأجل هذا يمثل خطورة لأنه يتضمن تناقضًا mismatch.
الاهتمام بقطاع التدريب والتعليم وخلق الكوادر يساعد على حل مشكلة هجرة العقول
في أي مؤسسة لديها أصول أو استثمارات تقابلها التزامات مستقبلية لا بد من توظيف هذه الأصول في أشياء قصيرة الأجل short term. وهنا لا أدعي أنني على علم بمسألة تخصيص الأصول asset allocation حاليًا، أو أقول إنها خطأ ولكن أتحدث عن ضرورة ألا نخاف من هذه النوعية من التجارب فنحن لسنا الوحيدين والعالم كله يقوم بالأمر ذاته.
من الممكن أن تكون هناك تجربة سابقة غير ناجحة، وأرى أنه يجب مواجهتها وعدم الخوف منها، وأن نرى النقاط التي لم ننجح فيها ولا نكررها مرة أخرى، وما أريد قوله إن تجربة خلق كيان تابع لكيانات اجتماعية يستثمر أمواله في البورصة من أحد التجارب الناجحة في استثمار جزء -حتى لو بسيط– من الأصول.
محمد عكاشة: هناك نقطة فقط أريد إضافتها، أستاذ حازم كامل لا يقول أن نأخذ أموال التأمينات ونستثمرها، ولكنه يقول أن نخصص نسبة معينة مثل 5% ونضعها في الاستثمار، وبعد فترة نرفعها مع اكتساب الخبرة في هذا المجال، ولكن فكرة ألا تكون لك علاقة بهذا القطاع ليست فكرة حكيمة.
أي شخص يشغل منصب مدير أصول في أي مؤسسة asset manager تمتلك أصولًا أو أموالًا يضع خطة بتخصيص جزء من هذه الأصول للاستثمار على المدى القصير، وجزء منها يخصص للاستثمار على المدى الطويل، وجزء منها يكون في قطاع استثماري ذي مخاطرة عالية وجزء في قطاع يتضمن مخاطرة منخفضة.
هناء الهلالي: بحيث يكون هناك تنوع Diversification في استغلال الأصول.
محمد عكاشة: التوسع خارجيًّا بغض النظر عن السوق شيء إيجابي للشركات ويقلل المخاطر
محمد عكاشة: من الممكن القول أن يُخصص 1% من الأصول، ونخوض به تجربة استثمار الأصول، وهذه النسبة لن تؤذي المنظومة، لكن في حال نجاحها من الممكن رفعها إلى 2% و3% و4% حتى تصل إلى نسبة 5%، فنحن لا نقول خصص نسبة 100% من أصول صناديق المعاشات لاستثمارها بالكامل، هنا ستكون بالفعل مخاطرة عالية.
هناء الهلالي: لكن لا بد من تقييم الموقف الخاص بالأصول أولًا.
حازم كامل: في الخارج ومع الخبرة المكتسبة، يتراوح الحد الأدنى من تخصيص الأصول minimum allocation – سواء إن كان شركات الاستثمار الخاصةprivate equity أو الاستثمارات البديلة alternative investments – بين 5% إلى 10%، فهذا القطاع وصل لمرحلة النضوج في الاستثمارات في المجالات المختلفة.
كما أنهم لا يستثمرون فقط في الداخل بل يتجهون للاستثمار خارج أسواقهم؛ فمثلًا صناديق المعاشات pension funds الوافدة من الولايات المتحدة الأمريكية تستثمر في بلدان قارة إفريقيا.
رضوى إبراهيم: تقريبًا، أرى أن هناك إجماعًا على التوصيات المقدمة للجنة ريادة الأعمال.
حازم كامل: هناك نقطة أريد أن أؤكد عليها وهي عدم الخوف من الفشل، وهذا دور مهم أيضًا لوسائل الإعلام بأن تقوم بالتوعية بأنه لا توجد مشكلة إذا فشل أي شخص أو أي تجربة.
أحمد رضوان: الفكرة هنا أنه ربما في أسواق أخرى تكون عناصر الفشل أكثر وضوحًا مثل وجود مفاجآت مقلقة أو تغير في معدل ضريبة معينة أو تعويم للعملة. وربما هذه العناصر في السوق هنا تكون أكثر تغيرًا أو مفاجأة مقارنة بأسواق أخرى.
هناء الهلالي: هناك ظروف القوة القاهرة force majeure، والتوترات الجيوسياسية وأشياء أخرى.
أحمد رضوان: أكيد بالطبع، أحاول ذكر بعض النقاط الهامة هنا، فعند الحديث عن أهمية استقرار التمويل، يجب أن يتوافر معه عناصر مثل استقرار السياسات والتشريعات والضريبة، بالإضافة إلى توفر أجواء اقتصادية إلى حد ما تكون عناصر التنافسية فيها واضحة، وأن أعلم –كمستثمر- المنافسين لي في مجالي، وأتأكد من أن القواعد الحاكمة واحدة لنا جميعًا، ولا أتفاجأ بدخول لاعب مسيطر، أو أن تكون الحوافز المتاحة لهذا اللاعب متاحة له وليست متاحة لي. هناك الكثير من العناصر المرتبطة بالبيئة الاستثمارية أو الاقتصادية تثير مخاوف من الفشل، وربما تكون هذه العناصر التي تحدثنا عنها غير موجودة.
القضاء على مخاوف تغيير واجهة الاستثمارات بالمنطقة يبدأ بالتركيز على تهيئة جاذبية السوق
محمد عكاشة: اسمح لي أن أقول إنه لا يوجد في العالم ما يسمى بـ”البيئة المستقرة”؛ ففي أمريكا مثلًا تصدر قرارات يوميًّا، ولا يوجد في الولايات المتحدة استقرار في السياسات.
أما فيما يتعلق بمبدأ تنظيم السوق أو أنه لا توجد بها عقبات فهذا لا يحدث، فالعقبات جزء من دورة عمل رائد الأعمال، ودوره هو التغلب عليها، والناجح هو من يستطيع التغلب على التحديات، ويطوع الفرص القائمة.
هناء الهلالي: لا بد من وجود إصرار لدى رائد الأعمال.
أحمد رضوان: الفكرة هنا أقصد بها تحديدًا أنك ربما تكون في سوق تصنع المتميزين فقط، ولكننا نريد سوقًا تصنع الجيدين والجيدين جدًّا.
محمد عكاشة: أختلف معك في هذه النقطة جزئيًّا، فلنتفق أن السوق المحلية بها عيوب، ولكن لدينا نقص في التسويق لهذه السوق، هي بها عيوب ولكن يوجد بها مميزات أيضًا.
نمتلك مقومات إيجابية للغاية لا يتم تسليط الضوء عليها وتسويقها بشكل كاف
نحن نركز دائمًا على العيوب، ومن المهم القول بأن السوق على سبيل المثال 30% منها أمور جيدة و70% ليست جيدة، ومن الضروري ويجب تسويق الجزء الجيد بالسوق لتعظيم نسبته وزيادته.
هناك بلدان تستطيع تسويق نفسها بصورة جيدة، وعندما تتعامل شركاتنا معها ترى هناك صعوبات كبيرة لم تذكرها هذه البلدان عند تسويق نفسها أمام المستثمرين.
أحمد رضوان: في الفترة الأخيرة رأينا شركات مؤسسة برأسمال مصري ومستثمرين مصريين يتجهون إلى السوقين السعودية والإماراتية وتقريبًا احتلوا المرتبة الأولى في قائمة الشركات حديثة التأسيس.. هل يمثل ذلك فرصة أم تحديًا بالنسبة لسوق ريادة الأعمال في مصر؟ بمعنى هل هذا يمثل تحديًا إذا ما كان توجه الشركات إلى السوق الأسهل بالنسبة لها؟ أم ترى أنها فرصة للشركات المصرية تساعدها على التوسع وليس هروبًا أو خروجًا؟
محمد عكاشة: التوسع بصرف النظر عن اسم السوق هو شيء جيد جدًّا لأي شركة ناجحة.
أحمد رضوان: يعني ذلك أنك تراه توسعًا؟
محمد عكاشة: ما أقصده هو أن التوجه لتوسيع وتعظيم أعمال الشركة في أي دولة يعد شيئًا إيجابيًّا جدًّا، والقدرة على التوسع خارج السوق يقلل المخاطر.
النقطة التي لا بد من التفكير بها بدلًا من هذه المخاوف هي كيف يمكن تهيئة السوق الخاصة بي لتصبح جاذبة للآخرين دون النظر إلى أحد، لزيادة عدد المتعاملين والمستثمرين وعدم الوقوف على الراحلين من السوق، فإذا استقطبنا عددًا أكبر أصبحت السوق رابحة.
والسؤال هل سوقك سيئ؟! من تجارب خاصة مع شركات اتجهت إلى أسواق تمتلك إطارًا خارجيًّا لامعًا، نحن نمتلك مقومات إيجابية بالداخل ولكن لا يتم تسليط الضوء عليها.
فكرة عدم الترويج للأسواق التي يتبعها البعض حاليًا لحين ترتيب بعض الأمور الداخلية هي أمر خاطئ، الأفضل هو الترويج طالما تمتلك المقومات الإيجابية، وحتى يعلم الآخرون، وإن كان هناك جزء سيئ لن يتوقف الحديث عنه، ولكن أيضًا لا بد من إظهار الجانب الآخر.
فعلى سبيل المثال لدينا زخم في الكوادر الشابة في مصر وبنية تحتية وأساسية قوية، من المفترض الإعلان والحديث عن هذا يوميًّا والترويج له.
حازم كامل: لا يمكن اعتبار تلك الشريحة غير موجودة حتى وإن كانت غير ناضجة، نحن نرغب ونستطيع وضعه على المصاف، لأننا سوق قوية.
أحمد رضوان: وقديمة.
وجود آلية لتسريع رد أموال عمليات التصدير للشركات الصغيرة والمتوسطة
حازم كامل: نعم بالضبط وليس هذا فقط، هل تعلم لماذا لا تستطيع الشركات الصغيرة والمتوسطة التصدير لأنها تغطي السوق المحلية، وإذا قامت بالتصدير هناك عدد من التحديات التي تواجهها قد تكون هي ذاتها فرصًا أيضًا، على سبيل المثال إذا نفذ المستثمر عملية التصدير يتحصل على عائدها بعد 120 يومًا بالدولار، ما يدفعه إلى العمل داخل السوق المصرية لتجنب تجميد الأموال لفترة زمنية طويلة، فجلب النقد الأجنبي فرصة ولكن تعطل الأموال تحدي.
وإذا وجدت آلية لاستعادة أموال تلك الشركات في مدة زمنية قصيرة تشجعهم على التصدير، وعلى الرغم من أن هذا يمثل تحديًا، ولكنه يعد فرصة لجانب آخر للاستثمار وإنتاج منتج جديد للتطوير.
هذا ما يسمى ببيئة الأعمال وقدرة السوق المصرية على خلقها، ونتيجة للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية وسبقها أيضًا جائحة كورونا أدى ذلك إلى تحول نظرة الناس إلى سلبية على الرغم من وجود نجاحات وأيضا تحديات، لا أود الحديث عن إن أي كابيتال ولكننا نجحنا في التخارج بالدولار من شركة تابعة ودخل فيها مستثمرون أجانب وذلك في وسط العاصفة الاقتصادية ما يعنى أن دائمًا هناك فرص.
أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا يفضلون تجميد أموالهم لفترة تصل إلى 120 يومًا دورة العملية التصديرية
هناك أيضًا شركات عدة تعكس ذلك مثل طرح شركة فوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية، والذي تم تنفيذه وسط ظروف صعبة.
رضوى إبراهيم: فوري وإي فاينانس وهناك العديد.. ولكن هناك فترة من الحظ السيئ والتي شهدت تعاقبًا لتغييرات حادة من وجهة نظري أرى أن الاقتصاد المصري وقت جائحة كورونا يعد من أفضل الفترات أداء وسط ما ذكرته، مقارنة بأوقات أخرى كانت أسوأ من ذلك، إذ استفادت السوق المصرية من استمرار العمل وعدم التوقف وفرض الحظر الكامل كالدول الأخرى، بالإضافة إلى أن العدد الأكبر من المواطنين من شريحة الشباب، وتماسك قطاع الرعاية الصحية رغم تواضع إمكانياته مقارنة بالدول المتقدمة.
لكن دعنا نتذكر كما نتحدث هنا عن نجاح طرح شركتي فوري وإي فاينانس، فإن ما يثبت في ذاكرة الناس هو الأكثر حديثًا، ولذا يجب ذكر أن الحديث عن تأجيل برنامج الطروحات الحكومية لحين استقرار الأوضاع والوصول إلى تقييمات مناسبة وغيره له أثره.. بالتأكيد سماع ذلك على مدار أكثر من عام سيتذكره المستثمر أكثر من تذكره لطرحين ناجحين تم تنفيذهما.. لا أحد يستطيع إنكار ذلك.. هل تتفق معي؟
حازم كامل: حديثك صحيح ولكن.
رضوى إبراهيم: صفقة تمويلي سنتذكرها وأيضا في المقابل سيتطرق إلى الأذهان عدد الصفقات التي تم تعطيلها أو توقفها وفشلها بسبب اضطراب التقييمات.
حازم كامل: سأعطي لك benchmark لمدة التخارج وفقًا لما أعلنته DBI مؤخرًا والتي قالت إنها تستعد للتخارج من شركة تابعة لها خلال مدة عامين، وهذا وقت طبيعي لدورة تجهيز الشركات للتخارج منها.
التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية وجائحة كورونا حولت النظرة للسوق إلى سلبية رغم وجود نجاحات مثل طرح فوري وسط ظروف صعبة
علينا أن نعترف بهذا الأمر وهو أن التخطيط لعملية التخارج يستغرق وقتًا، فهذا كيان استثمار مباشر عالمي وكان واضحًا في إعلان خطته للتخارج من إحدى شركاته وهو يمتلك أدوات الخروج بأنه سيأخذ فترة نحو عامين، وبالتالي من غير ضروري التخوف من تأخر برنامج الحكومة المصرية للتخارج من الأصول لأنه من الطبيعي أن يستغرق وقتًا وهي لديها رغبة حقيقية وجدية في تحقيق هذا.
وعودة لبيئة الأعمال في مصر، إذا ما كنا نرغب حقًّا في زيادة حجم السوق لا بد من زيادة الـ ecosystem ليضم مديرين استثمار أجانب وعدم اقتصار السوق على مدراء الاستثمار المحليين، وهذا اجتذاب للخبرات التي تثقل السوق.
رضوى إبراهيم: بالتأكيد نعلم جدية رغبة الحكومة في التخارج ولكن لا نستطيع إغفال أن أزمة التقييمات واضطرابات سعر العملة لها دور خاص في إطار استهداف وتفضيل دخول مستثمر أجنبي عن نظيره المحلي، والذي يضع حسابات مركبة مرتبطة بتوقيت دخول الاستثمار وضخ نقد أجنبي في ظل تغييرات سوق الصرف والمفاضلة بين الدخول أو الانتظار بعض الوقت للاستحواذ على حصة أكبر بنفس المبلغ المخطط لاستثماره.. ليس شرطًا أن تكون الحكومة السبب وراء التعطيل ولكن الظروف والتحديات الاقتصادية والتي كانت تتسم بحدة لا نستطيع إغفالها أو إنكارها كانت سببًا.
حازم كامل: هذا أمر صحيحًا، ولكن دعينا نقول أن هذه التحديات هي ما سنراه خلال الفترة القادمة.
أحمد رضوان: دعونا نعود إلى أرض الواقع قليلًا.. مهندس محمد عكاشة ما هي خططك على مستوى شركتك خلال هذه الفترة وشهيتك للاستثمار؟ وما الفرص التي تنظر إليها؟
صندوق ديسربتك استثمر بشركتين للذكاء الاصطناعي واحدة منهما متخصصة في التدريب
محمد عكاشة: صندوق ديسربتك متخصص في التكنولوجيا المالية، ونستثمر في الشركات التي تعمل في هذا القطاع ونطلق عليها إما أنها Fintech صريح وبشكل واضح، أو قابلة لدخول التكنولوجيا المالية أو تعمل في قطاعات الجزء المالي مكمل لنشاطها.
اتخذنا توجهًا خلال الفترة الماضية، بالتركيز على القطاعات الإستراتيجية منها الذكاء الاصطناعي AI، واستثمرنا في شركتين واحدة منهما تقوم بتدريب الكوادر لتكون مؤهلة للعمل داخل شركات AI.
أحمد رضوان: نشاطها هو التدريب؟
محمد عكاشة: التدريب والتصدير، فهي تدرب الكوادر داخل وخارج مصر، وهذا الاستثمار يأتي تماشيًا مع توجه الدولة.
أحمد رضوان: التدريب الخاص بهم أون لاين؟
محمد عكاشة: نعم، تدريب عبر منصة رقمية، وقمنا بالاستثمار أيضًا في الزراعة والصحة.
الصندوق يمتلك استثمارات في 22 شركة حاليًا
أحمد رضوان: هل استثمرتم في التكنولوجيا المرتبطة بالزراعة؟
محمد عكاشة: نعم نتحدث هنا عن استخدام التكنولوجيا في القطاعات واستثمارات الصندوق كانت في تكنولوجيا الزراعة وتكنولوجيا الصحة.
أحمد رضوان: كم استثمارًا يمتلكه الآن صندوق ديسربتك؟
محمد عكاشة: لدينا الآن استثمار في عدد 22 شركة، والتركيز العام هو الاستثمار في شركات لديها قدرة على التوسع خارج أسواقها والتصدير، فهناك شركات تمتلك فريق عمل وعمليات داخل السوق المحلية، ولكن تبيع خدماتها للخارج.
والشيء الأخير الذي نركز عليه في إستراتيجيتنا الاستثمارية، هي الدخول في شركات جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية، من خلال تأهيلها وهيكلتها بتدريب فريق العمل وترتيب أوراقها، بحيث تكون قابلة للاستثمار فيما بعد.
أحمد رضوان: كم يبلغ تقريبًا حجم الاستثمار في الشركة الواحدة؟
محمد عكاشة: متوسط الاستثمار نحو مليون دولار، إذ يبلغ الاستثمار الواحد بين نصف مليون دولار وحتى 1.5 مليون دولار بالشركة الواحدة.
إستراتيجية استثمارات ديسربتك تركز على الشركات القادرة على التوسع والتصدير والجاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية
أحمد رضوان: هل يمتلك الصندوق حاليًا فائضًا قابلًا للاستثمار؟
محمد عكاشة: أمامنا فترة زمنية نحو عام كامل للاستثمار داخل عدد من 4 إلى 5 شركات أخرى.
أحمد رضوان: هل تلك الشركات تحت النظر حاليًا؟
محمد عكاشة: لا، لكي يقع الاختيار على 4 إلى 5 شركات، يتم النظر إلى نحو 50 شركة، لاختيار المناسب منها.
أحمد رضوان: هل قمت بصفقات تخارج؟
محمد عكاشة: قمنا بصفقة تخارج بالفعل من أحد استثماراتنا قبل نحو عامين، وكانت الحكومة ضمن المستثمرين معنا حينها عبر أحد الصناديق التابعة لها، ووقتها تم التخارج معًا وكان جيدًا، ولكن هذا التخارج لم يأخذ مساحته في أي صحيفة مقارنة بما تم نشره عند فشل إحدى الشركات وكنا أيضًا جزءًا منها.
نخطط لدخول 4 إلى 5 استثمارات إضافية خلال عام.. وانتقاؤهم يحتاج النظر في نحو 50 شركة
أقدر مدى الحاجة إلى التخديم على الخبر، ولكن ما أقصده هو إمكانية وجود تجميع للأخبار الجيدة لأنها مهمة، خاصة بالنسبة للمستثمر الذي يدرس دخول السوق وينظر في الفرص فإذا حقق ربحًا سيعود مرة أخرى وإذا خسر فلن يعود.
ياسمين منير: أحيانًا يتفق أطراف عملية التخارج في أن تكون القيمة التي يتم على أساسها التخارج غير معلنة وكذلك القيمة التي يتم استثمارها والنسب المقابلة لها أيضًا غير معلنة.. فأين قصة النجاح هنا التي يمكن أن نكتب عنها! أنا كصحفي لا أعلم ماذا أكتب؟
رضوى إبراهيم: هذا صحيح، هناك ظلم كبير لوسائل الإعلام في هذا الشق.
ياسمين منير: في صفقة التخارج من شركة تمويلي بقيت قيمة الصفقة محجوبة لولا أن أفصح عنها وزير الاستثمار وقتها في إطار أنها إنجاز محقق، وهو حقيقة إنجاز ولكن لماذا حجب المعلومات من الأساس.
حازم كامل: هذا حقيقي، ولكن لن يعلن أحد عن هذه التفاصيل.
محمد عكاشة: نعم، بالضبط.
أحمد رضوان: هل هذا يعني أن صندوق ديسربتك حاليًا النجاح بالنسبة له هو ضخ الاستثمار ثم القيام بالتخارج؟
محمد عكاشة: لا، التخارج هو الأهم.
قمنا بصفقة تخارج ناجحة قبل عامين وكانت الحكومة بين المستثمرين الذين تخارجوا معنا
أحمد رضوان: الترويج بنبرة يتخللها تباهي بغض النظر عن كونه نجاحًا أم لا.. يكون في الحالة الأولى عند الاستثمار ثم في حالة التخارج.. دعني أتوجه بسؤال ربما يعطينا مؤشرًا وسط 22 استثمارًا دخل فيهم صندوق ديسربتك كم عدد الشركات التي تحولت للربحية؟
محمد عكاشة: العديد منهم، نحو الثلث تقريبًا تحولوا إلى الربحية، والثلث الثاني في طريقه، أما الثلث الأخير لديه تحديات، ولا بد من الاعتراف بعدم قدرتنا على النجاح في جميع استثماراتنا.
أحمد رضوان: الثلث الذي تحول إلى الربحية هل تمتلك شركاته عناصر متشابهة؟ فهل نستطيع القول إن العنصر الحاكم هنا أن تلك الشركات تنتمي لمجال معين أو طبيعة الكوادر داخلها تتسم بأن تعليمها خارج مصر أو أنها تأسست بحجم أموال محدد؟
محمد عكاشة: أعتقد أن فرق العمل كانت ناضجة بشكل جيد، وتتمتع بقدرات ساهمت في تخطي التحديات الصعبة التي شهدناها خلال عامين على مستوى الاقتصاد العالمي ككل وأيضًا الاقتصاد المحلي.
ثلث الشركات التي استثمر الصندوق بها تحولت إلى الربحية والثلث الثاني في طريقه أما الثالث يواجه تحديات
مهارة رائد الأعمال هي تخطي العوائق، والشركات التي تنجح في المرور من الفترات الاقتصادية الصعبة تخرج أقوى وقادرة على الاستمرار ونستطيع أن نقول عنها إنها استثمار ناجح، ذلك إلى جانب كفاءة إدارة رأس المال ما يدعم فرص النجاح، بجانب التصدير والقدرة على التوسع في الأسواق الجانبية لتنويع مصادر الإيرادات.
أحمد رضوان: دعنا نبدأ بالجزء المتعلق بالشركات، لن أتحدث هنا عن الشركات المتجهه لتحقيق ربحية، بل عن الشركات التي أصبحت شبه متأكد أن وضعها متعثر. فما هي الأسباب الرئيسية لذلك؟
محمد عكاشة: لا يوجد سبب محدد.
أحمد رضوان: بالتأكيد هناك بعض الأمور المتشابهة؟
محمد عكاشة: دعنا نتفق على أن الشركة التي لم تنجح أو لم توفق ليس معنى ذلك أن المؤسس أو الفريق لم يبذل جهدًا، بل بالعكس، الفريق بذل مجهودًا وحاول، لكنه لم يوفق، ولأن رأس المال الجريء يدخل في مرحلة مبكرة، فهو يأخذ مخاطرة قد تنجح وقد لا تنجح، ولكن نسبة النجاح والفشل تختلف من بلد لآخر.
علي سبيل المثال في أمريكا وتحديدًا في وادي السيليكون يعتبر تحقيق شركتين من أصل 20 شركة أرباحًا مؤشرًا للنجاح، لكن هذا لا ينطبق على أسواقنا، حيث ينبغي أن تحقق ثلث الشركات على الأقل أرباحًا، أي ما يعادل 30% منها تحقق نجاحًا، وإلا فإن فرص تحقيق عائد جيد للصندوق تصبح ضعيفة.
أحمد رضوان: هدفي هنا ليس قياس مدى نجاح الصندوق بحد ذاته، بل هدفي هو قياس نظرة الصندوق للشركات التي يراها، وليس الحكم عليه بالنجاح أو الفشل.
حتي لو كانت شركة واحدة من بين 100، فهذا ليس مقياسًا على أن الصندوق على صواب، وإنما مقياسي يتعلق فقط بالأداء، وما هي العناصر التي يجب تسليط الضوء عليها كأسباب للنجاح أو الفشل لتكون بمثابة رسائل لمن يريد دخول هذه السوق؟
فشل بعض الشركات قد يرجع إلي ارتفاع مخاطر الاستثمار الجريء.. وليس لضعف قدرات فريق العمل في أمريكا
محمد عكاشة: اختر فريق إدارة جيدًا وادرس قدراته وإمكانياته وخبراته.
حازم كامل: أسباب النجاح أهم من أسباب الفشل.
محمد عكاشة: بالتأكيد.. القدرة على توفير التمويل تُعد عاملًا حاسمًا، لأن حتى أفضل فريق في العالم لن يتمكن من تحقيق أي إنجاز إذا لم يكن قادرًا على الحصول على التمويل اللازم.
يحب أن يقوم مجلس الإدارة بدور الرقابة والسيطرة، حتى إذا ما استعان بأفضل كفاءة وخبرة في هذا المجال، فلا يمكن تركه يعمل بحرية كاملة دون متابعة، ليس معني ذلك التضييق عليه، بل لضمان وجود رأي آخر يراقب ويرشد، لأن السماح له باتخاذ القرارات بدون رقابة من الوارد أن يؤدي ذلك حدوث أخطاء.
لذلك، يجب على مجلس الإدارة أن يناقش الأفكار التي تعرض عليه ويقدم النصائح، وهذا يساعد على تقليل احتمالات اتخاذ قرارات خاطئة.
هذه هي بعض النقاط الأساسية التي أنصح بها دائمًا، وأعتبرها ضرورية لأي مشروع ناجح.
ياسمين منير: قبل أن أنتقل إلى سؤال الخطط والصفقات الجديدة، أريد التحدث عن النشاط الجديد في السوق، وهو شركات ذات الغرض الخاص، هي المفترض أن تشبه الصناديق، لكنها تعتمد على سوق المال بشكل أكبر، هل تواجه تحديات مختلفة؟ وهل تتوقعون أن نرى نماذج مماثلة بشكل أكبر خلال الفترة القادمة؟ حاليًا هناك نموذج جديد نترقب مدى نجاح تجربته، ولكن بالنسبة للقواعد، فهي قديمة، وقد خضعت لتحديثات نالت استحسان الجميع… ما رأيك في ذلك؟
كل شخص لديه منظور خاص وقدرة مختلفة على إنجاح تجربته
حازم كامل: لا أستطيع الحكم بشكل قاطع، بالفعل هي أداة تمويل مهمة، لكن لا أستطيع تقييم مدى نجاح التجربة في مصر، خاصة أن التجربة نفسها واجهت تحديات في الخارج.
هذا لا يعني بالضرورة أنها ستواجه نفس التحديات هنا، لكن فعلًا لا أستطيع الحكم على هذه التجربة، وربما يستطيع شخص آخر قد يكون لديه رؤية أوضح.
بالمناسبة اختلاف وجهات النظر هنا أمر طبيعي، ولو لم يكن الأمر كذلك، لكنا جميعًا نستثمر في نفس الشركات.
وبذات الآلية، وكل شخص لديه منظور خاص وقدرة مختلفة على إنجاح تجربته، لكن فعلًا، لا أستطيع إعطاء حكم نهائي، خاصة أن التجربة واجهت تحديات في بلد نشأتها الأساسية.
ياسمين منير: تمام.. إن أي كابيتال NI Capital ما هي الاستثمارات التي تستهدفها وخطط التخارج في الفترة القادمة؟
حازم كامل: تقريبًا استثمرنا إجمالي الأموال التي نديرها، ونحن حاليًا في مرحلة التخارج من محفظةIAB التي نتولى إدارتها، ويرأس مجلس إدارتها وزير الاستثمار الأسبق أسامة صالح، إلى جانب نخبة متميزة من الأعضاء الذين نعتز بالتعاون معهم.
«إن أي كابيتال» استثمرت جميع الأموال التي تديرها وحاليًا في مرحلة التخارج من محفظة IAB
نحن حاليًا نستعد لمرحلة التخارج من إدراة الاستثمار لهذه المحفظة.
ياسمين منير: ما هو إجمالي حجم الاستثمار في المحافظ بشكل عام؟ وهل هناك عمليات تخارج؟
حازم كامل: قمنا بالاستثمار في نحو 12 شركة خلال الـ 7 سنوات الماضية، و تخارجنا من 3 شركات، شركتان منها تخارج كلي، وشركة واحدة تخارجنا منها بشكل جزئي، وذلك في مختلف القطاعات.
ياسمين منير: هل من المتوقع أن نشهد المزيد من صفقات التخارج خلال الشهور المقبلة؟
حازم كامل: نسأل الله التوفيق.
رضوى إبراهيم: سؤال ياسمين ذكرني أنه عند إتمام صفقة التخارج من شركة تمويلي رفضتم حينها الإفصاح عنها إلا بعد الإعلان الرسمي؟
حازم كامل: لا أحد يستطيع الإعلان عن صفقات تخارج قبل إتمامها.
ياسمين منير: هل هناك نية لإطلاق صندوق جديد أو استثمارات جديدة؟
حازم كامل: بالتأكيد.. وفي جميع الفرص التي تحدثنا عنها، لأننا نرى أن هناك فرصًا عديدة، وهناك توجهات واضحة لذلك، وسنعلن عنها في الوقت المناسب.
هناك بالفعل أكثر من خطوة سيتم اتخاذها في ذات السياق الذي تحدثنا عنه، بناءً على التحديات والفرص الموجودة، ولكن يجب قبل ذلك الحصول على الموافقات الخاصة بمجلس الإدارة.
«إن أي كابيتال» استثمرت في 12 شركة خلال 7 سنوات وتخارجت كليًّا وجزئيًّا في 3 منها
أحمد رضوان: ما فهمته هو أنك تستهدف استثمارات مشابهة للنموذج الذي طرحته، والتي تركز على دعم عمليات التصدير. هل هذا هو محور تركيزك؟
حازم كامل: شركات إدارة المحافظ الاستثمارية تقوم بذلك بالفعل، وهذا أمر معروف، وهو أحد منتجات شركتنا.
أحمد رضوان: ما أقصده أنه نفس الفكرة، بمعنى أنك تبحث عن احتياج ما غير موجود لتسهيل الأمور؟
حازم كامل: يتوقف ذلك على طبيعة الفرص المتاحة في السوق المصرية، والتي يمكن أن تساعد أي شخص يرغب في الاستثمار وتحقيق الأرباح.
مجال عملنا منقسم إلى جزئين: الأول هو القدرة على جذب التمويل، والثاني هو القدرة على إدارة هذه الأموال.
عملنا يرتكز على جذب التمويل وإدارته بكفاءة
بالطبع، قبل التوجه إلى المستثمرين والترويج لأي فرصة في السوق المصرية، من الضروري أن تكون هذه الفرصة واعدة وتتماشي مع التوجهات العامة للدولة.
ففي نهاية الأمر لا يمكن التحرك بعكس الاتجاه العام.
ياسمين منير: هي تعتبر ذراع الدولة بشكل أو بآخر؟
حازم كامل: بالطبع، فالأموال مصدرها الرئيسي بنك الاستثمار القومي كنواة، غير أن عملية التخارج خضعت لإعادة تنظيم.. ولكن الحمد الله نحن نعمل بنهج وفكر القطاع الخاص.
نجحنا في جذب تمويلات دولارية من خلال تخارجنا في شركة تمويلي
رضوى إبراهيم: عمومًا لديكم مسؤولية أنكم كل جنيه تقومون باستثماره من الممكن أن يجذب أمامه عوائد دولارية كبيرة.. كما أشدت حضرتك بما فعله المهندس محمد؟
حازم كامل: الحمد الله.. نجحنا في تحقيق ذلك من تخارجنا في شركة تمويلي.. بالطبع هذا أمر أضعه أيضًا في الاعتبار.
رضوى إبراهيم : بالتوفيق دائمًا.
حازم كامل: شكرًا جزيلًا.
أحمد رضوان: هل المهندس محمد يفكر في تأسيس صندوق آخر؟
محمد عكاشة: دعونا ننتظر انتهاء المرحلة الحالية أولًا، ثم نرى ما يمكن فعله لاحقًا.
رضوى إبراهيم: دكتورة هناء، نود أن نعرف خطط الشركات التي تديرينها أو تشاركين في مسؤوليتها خلال الفترة المقبلة؟
هناء الهلالي: تطوير نهج متكامل يشمل جميع جوانب التمويل متناهي الصغر
د. هناء الهلالي: سأبدأ بالتمويل متناهي الصغر Microfinance وهو المجال الذي يشكل شغفي كما تعلمون. وبإذن الله، أطمح إلى تطوير نهج متكامل يشمل جميع جوانب التمويل متناهي الصغر.
بمعنى أن يكون هناك تمويل لعملاء المشروعات متناهية الصغر في قطاعي الصحة والتأمين بحيث أستطيع تغطية هذه الشريحة من المجتمع، ولا يقتصر ذلك على منحهم قروضًا ليبدأوا مشاريعهم، بل أقدم لهم خدمات أخرى مثل تنمية القدرات والتدريب والتأهيل، أي أنظر إليهم بنظرة أشمل من مجرد تقديم قروض وتحصيلها.
رضوى إبراهيم: هل حضرتك ستقدمين هذه الخدمات تحت مظلة ذات الشركة أم من خلال شركات تابعة؟
د. هناء الهلالي: سيتم تقديم هذه الخدمة في البداية تحت مظلة نفس الشركة، بعد ذلك، سأقوم بالترويج لها من خلال شركات صغيرة ومتوسطة، ولكن قبل ذلك، سأعمل على تأسيس البنية التحتية اللازمة التي تتيح الترويج للخدمات بشكل فعّال، مع التأكد من تنظيمها وإدارتها بشكل صحيح منذ البداية.
تمويل متكامل لعملاء المشروعات متناهية الصغر يشمل الصحة والتأمين وبناء القدرات
رضوى إبراهيم: هل هناك خطط لشراء محافظ داخل السوق؟
د. هناء الهلالي: ليس في الوقت الحالي، ولكن هناك نية لإجراء عمليات توريق مستقبلًا، وهذا أمر معروف عند الوصول لحد معين ندخل في عمليات التوريق.
رضوى إبراهيم: حضرتك في معظم حديثك خلال اللقاء أظهرتِ اهتمامًا واضحًا بمعاناة المواطنين في الأقاليم والمحافظات النائية؟
د. هناء الهلالي: بالطبع.. لأنني أتساءل دائمًا: هل يملكون القدرة على سداد القرض أم الأولي بهم توفير احتياجات أبنائهم في ظل غلاء المعيشة؟
ندرس إصدار سندات توريق خلال الفترة المقبلة
رضوى إبراهيم: هل لدى حضرتك أفكار مختلفة تتماشى مع هذا الوضع؟
د. هناء الهلالي: مثلما تحدثت خلال اللقاء عن ضرورة إطلاق مبادرة تستهدف هذه الطبقة تحديدًا، من البنك المركزي والبنوك بفائدة منخفضة، إلا أنني لست متأكدة من مدى إمكانية تنفيذها فعليًّا.
ونحن نعلم أيضًا أن البنك المركزي يوجه البنوك بتخصيص 25٪ من محافظها التمويلية لهذه المشروعات.
أشعر بحيرة مستثمري الأقاليم بين سداد القروض وتلبية احتياجات أبنائهم
بالنسبة للمشروعات الصغيرة، هناك المبادرة التمويلية بفائدة 5% وهي على وشك الانتهاء، بالإضافة إلى مبادرة أخرى بفائدة 15% موجهة لقطاع الصناعة.
في حين أن قطاع التمويل متناهي الصغر ينقصه وجود مثل هذه المبادرات، وهذه الشريحة بالفعل بحاجة ماسة إلى الدعم، نظرًا لارتفاع معدلات الفائدة المفروضة عليهم بشكل كبير.
رضوى إبراهيم: شكرًا جزيلًا لحضرتك.
أحمد رضوان: هل هناك أي سؤال مهم حضراتكم ترون أننا لم نطرحه وتريدون الرد عليه؟
د. هناء الهلالي: أنتم لم تتركوا شيئًا على الإطلاق. كانت جلسة ثرية بالفعل، واستفدت منها شخصيًّا بشكل كبير.
رضوى إبراهيم: سعدنا بكم.
ياسمين منير: نحن سعدنا باللقاء وبوجود حضراتكم معنا.
أحمد رضوان: شكرًا لحضراتكم، ونأمل عند إذاعة هذا الصالون أن يكون له تأثير وردود فعل إيجابية، فيما يتعلق بالتوصيات التي عرضت والمقترحات التي تمت مناقشتها. وإلي لقاء آخر من صالون حابي.