الشركات البريطانية الكبرى تستعد لحرب عالمية ثالثة

العربية نت_ تستعد الشركات البريطانية الكبرى لانزلاق البلاد في مواجهة عسكرية كبرى أو حرب عالمية ثالثة، وذلك مع تصاعد وتيرة التهديدات التي تواجه القارة الأوروبية من جراء تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وكشف تقرير نشرته جريدة “ديلي تلغراف“، واطلعت عليه “العربية Business”، إن الشركات البريطانية الكبرى بدأت بشكل متزايد وملحوظ تستعد وتطلب المشورة حول ما ينبغي عليها القيام به في حال دخول بريطانيا في حرب، أو في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.

E-Bank

وقال جاستن كرامب، قائد الدبابات السابق في الجيش البريطاني الذي يدير حالياً شركة “سيبيلين” للاستشارات الاستخباراتية والأمنية، إن عملاءه يتراوحون من سلسلة متاجر بريطانية كبرى إلى عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون.

وتقول “ديلي تلغراف” إن مهمة هذه الشركة هي تقديم المشورة للشركات الكبرى حول كيفية الاستجابة، ومع تصاعد التوترات، أصبح عدد متزايد من الرؤساء التنفيذيين يطلبون منه الاتصال السريع.

وبحسب الصحيفة فإن جميع هؤلاء المدراء يضعون خططاً للاستمرار في العمل خلال زمن الحرب، حيث كان كرامب صريحاً بشكل مفاجئ بشأن أسبابهم، وقال: “قد يكون الصراع العالمي على بُعد عامين فقط”.

تابعنا على | Linkedin | instagram

ويوضح قائلاً: “نحن في عالم أكثر خطورة وتقلباً من أي شيء شهدناه منذ الحرب العالمية الثانية”.

وتابع: “هناك العديد من الأزمات التي يمكن أن تحدث، وهي جاهزة للوقوع. يريد الرؤساء التنفيذيون اختبار سيناريو الحرب، لأنهم يعتقدون أنه ذو مصداقية. إنهم يريدون التأكد من قدرة أعمالهم على تجاوز هذه البيئة”.

ويستعرض كرامب سلسلة من القضايا الدولية المشتعلة والتي قد يُشعل أي منها فتيل الحرب العالمية المقبلة، ابتداء من طموحات إيران النووية، إلى تهديدات الصين لتايوان، إلى مخططات فلاديمير بوتين لفرض نفوذ روسي في أوكرانيا وخارجها، بالإضافة إلى ازدراء دونالد ترامب للنظام الدولي القائم على القواعد التي سادت بعد أربعينيات القرن الماضي.

وفي ظل هذه الأزمات يؤكد كرامب أن التخطيط للحرب ليس مُثيراً للذعر، بل هو أمر منطقي.

وأضاف: “أسوأ سيناريو هو أن تتداخل كل هذه الأزمات في عام 2027، لديك انتخابات التجديد النصفي الأميركية، والتي ستُعقد في بداية ذلك العام، ومهما حدث، فسيكون هناك الكثير من الناس المنزعجين. إنه أيضاً الوقت الذي ستغمر فيه الاضطرابات الاقتصادية التي تحدث الآن النظام بأكمله، لذا سنشعر بآثار ذلك. ومن السابق لأوانه أيضاً أن يكون للتغيير في الموقف الدفاعي أي معنى حقيقي في أوروبا”.

ويقول إن بوتين، وشي جين بينغ رئيس الصين، يدركان تماماً كل هذا، وقد يخلصان إلى أنه يجب عليهما التحرك قبل إعادة تسليح الولايات المتحدة وأوروبا بشكل كامل في عام 2030. ويضيف: “في أذهانهم الآن، الوقت يمر”.

ويشير أيضاً إلى التدريبات العسكرية الكبرى لبريطانيا وحلف الناتو المقرر إجراؤها في عام 2027، حيث تعمل القوات الأميركية على تحقيق هدف جاهزية عام 2027 أيضاً.

وفي عام 2020، أنشأت الحكومة البريطانية لجنة التأهب الوطنية لضمان استعداد بريطانيا بشكل أفضل بكثير لمواجهة ظواهر مثل الفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي والهجمات الإلكترونية والحروب.

وحثت الحكومة البريطانية العائلات على تخزين ما يكفي من الطعام والماء لمدة ثلاثة أيام على الأقل، بالإضافة إلى مستلزمات أساسية أخرى مثل مصباح يدوي، وبنك طاقة محمول، وجهاز راديو محمول، وبطاريات احتياطية، ومعقم لليدين، ومجموعة أدوات إسعافات أولية.

وتلفت جريدة “ديلي تلغراف” الى أن بريطانيا تستعد سراً لهجوم عسكري مباشر من روسيا وسط مخاوف من عدم استعدادها للحرب. حيث طُلب من المسؤولين تحديث خطط الطوارئ التي مضى عليها 20 عاماً والتي من شأنها أن تضع البلاد في حالة تأهب للحرب بعد تهديدات الكرملين بشن هجوم. ويقول كرامب إن كل هذا دفع الشركات الكبرى إلى استنتاج أن الأزمة الدائمة هي الوضع الطبيعي الجديد.

الرابط المختصر