العربية نت _ في خطوة جديدة تعكس استمرار الضغوط الداخلية، عرضت شركة جوجل على موظفين في عدة أقسام خيار “الخروج الطوعي”، مقابل تعويضات مالية، في محاولة جديدة لتقليص عدد العاملين من دون اللجوء إلى تسريحات جماعية مباشرة.
شمل العرض موظفين في وحدات المعرفة والمعلومات، والهندسة المركزية، والتسويق، والبحث، والاتصالات، وفقاً لما كشفته شبكة CNBC. وتُعد وحدة “المعرفة والمعلومات” من أهم أقسام الشركة، إذ تضم خدمات البحث والإعلانات والتجارة.

ويأتي هذا التطور في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها “جوجل” منذ تسريحها 12 ألف موظف في عام 2023، حيث باتت الشركة تفضل خيار “الاستقالات الطوعية” كوسيلة أكثر هدوءاً لتقليص التكاليف.
ورغم عدم الكشف عن عدد الموظفين المتأثرين بهذه الجولة، فإن مصادر أكدت أن العرض يشمل موظفين في قسم البحث والإعلانات، وهو ما يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها الشركة.
ويقتصر العرض الجديد على الموظفين في الولايات المتحدة، ويتزامن مع تشديد في سياسات العمل عن بُعد، حيث طُلب من الموظفين المقيمين على بُعد أقل من 80 كيلومتراً من أحد المكاتب العودة إلى نظام العمل الهجين.
وفي مذكرة داخلية، قال نيك فوكس، رئيس وحدة المعرفة والمعلومات، إن البرنامج يوفر “مسار خروج داعم” لأولئك الذين لا يشعرون بالانسجام مع استراتيجية الشركة أو يجدون صعوبة في تلبية متطلبات أدوارهم. وأضاف: “إذا كنت متحمساً لعملك وتؤدي بشكل جيد، فأنا حقاً (حقاً!) لا أريدك أن تغادر”.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواصل فيه “جوجل” ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وهو ما أكده المدير المالي، أنات أشكنازي، الذي شدد على أن خفض التكاليف سيكون أولوية في 2025.
وفي هذا السياق، تعمل الشركة على إعادة هيكلة منصتها التعليمية الداخلية، لتُركز على تدريب الموظفين على أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، بدلاً من البرامج “اللطيفة” غير الأساسية.
يبدو أن “جوجل” وجدت في برامج الخروج الطوعي بديلاً أكثر قبولاً من التسريحات المفاجئة التي أثارت غضباً واسعاً العام الماضي، حين تم فصل موظفين من دون سابق إنذار، بمن فيهم من كانوا في إجازات طبية أو أمومة.
لكن هذه العروض لا تأتي بدون شروط، إذ غالباً ما تُرفق بمطالب بالعودة إلى المكاتب، ما يضع الموظفين أمام خيارين: العودة أو المغادرة.