تداعيات الضربات الإسرائيلية.. صدمات متوقعة في التجارة والطاقة والسياحة
دول الخليج تستفيد من النفط لكنها تواجه مخاطر جيوسياسية.. وشمال إفريقيا على موعد مع صدمات اقتصادية حادة
سمر السيد_ قال محمد إبراهيم حافظ، مستشار الاستثمار الأجنبي المباشر وباحث في الجغرافيا الاقتصادية في جامعة نوتنغهام ترينت في المملكة المتحدة، إن الضربات الإسرائيلية على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية، والتي بدأت فجر اليوم الجمعة، تشكل تصعيداً دراماتيكياً من شأنه أن يؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة على الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط.
يرى الخبير الاقتصادي أن دول الخليج في وضع جيد نسبيًا لاستيعاب التداعيات الاقتصادية للضربات، ما لم تُنفذ إيران تهديدها بضرب القواعد الأمريكية التي تستضيفها.

في المقابل، من المرجح أن تواجه دول شمال إفريقيا صدمات اقتصادية حادة قد تُعطل خططها التنموية والمالية.

ارتفاع أسعار النفط
قال “حافظ” في مقالة نشرها على موقع ” fdiintelligence”، إن أحد ردود الفعل الأكثر مباشرة في الاقتصاد العالمي اتضحت في ارتفاع أسعار النفط، التي سجلت بالفعل أكبر ارتفاع يومي منذ عام 2022 ، مرجحًا استمرار هذه الوتيرة في الأسابيع المقبلة.
وأضاف أنه بينما ينعم مُصدّرو الهيدروكربونات في منطقة الخليج العربي بهذه الهبة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، إلا أنها تُشكّل خطرًا جيوسياسيًا كبيرًا، إذ تستضيف العديد من هذه الدول قواعد عسكرية أمريكية، لاسيما في ضوء تهديد إيران رسميًا بمهاجمتها.
على الجانب الآخر، ستواجه الاقتصادات المعتمدة على الواردات في شمال أفريقيا عجزًا ماليًا وتجاريًا متزايدًا، يُفاقمها ضغوط تضخمية مستمرة.
التداعيات على سلاسل التوريد
تواجه سلاسل التوريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعاني بالفعل من اضطرابات سابقة وارتفاع تكاليف الشحن، مخاطر متزايدة في الفترة الراهنة حيث يهدد هذا التصعيد طرق التجارة الرئيسية.
مستشار الاستثمار الأجنبي المباشر يرى أنه إذا تصاعد الصراع، فمن المرجح أن تستغل إيران سيطرتها على مضيق هرمز لخدمة أجندتها الحربية.
انخفاض متوقع في حركة المرور بقناة السويس
رجح محمد إبراهيم حافظ ان تشهد قناة السويس -التي تسيطر على حوالي 12% من حركة التجارة العالمية، و شهدت انخفاضًا في إيراداتها بسبب اضطرابات البحر الأحمر- مزيدًا من الانخفاض في حركة المرور إذا رفعت شركات التأمين أقساط التأمين أو تجنبت شركات النقل المنطقة تمامًا.
ولن يقتصر الأمر على تعطل الصادرات بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل إن واردات السلع الاستراتيجية، بما في ذلك القمح وزيت الطهي والمدخلات الصناعية، أصبحت الآن معرضة بشدة لصدمات الأسعار والإمدادات.
التداعيات على القطاع السياحي
لن تتوقف التأثيرات الاقتصادية المتوقعة عند قطاعي الطاقة والتجارة، بل ستمتد إلى قطاع السياحة.
يقول الخبير محمد حافظ إنه حتى لو ظلّ العنف محصورًا جغرافيًا، فإنّ احتمال نشوب حرب إقليمية كافٍ لإلغاء رحلات، وتثبيط الحجوزات المستقبلية، ودفع وزارات الخارجية في دول العالم إلى إصدار تحذيرات بشأن سفر مواطنيها لبلدان الشرق الأوسط.
وقال إنه في أسوأ الأحوال، إذا تفاقم التصعيد بين إيران وإسرائيل، ستنهار عائدات السياحة لبلدان المنطقة.
ويرى الخبير الاقتصادي أن جميع هذه التداعيات الاقتصادية الإقليمية السابقة الذكر ستُرسل إشارات سلبية للمستثمرين المحليين والأجانب، سواءً كانوا شركات جديدة أو شركات قائمة، مما قد يُسبب تأخيرًا في المشاريع المخطط لها بالمنطقة.