شركات التأمين ترفع تكاليف تغطية مخاطر الشحن.. ومخاوف من اللجوء للقائمة السوداء

سمر السيد _ تصاعدت حدة التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط اليوم الجمعة، مع انتشار أصداء الضربات الإسرائيلية على إيران، والتي ألقت بظلالها على ارتفاع أسعار عقود النفط الآجلة، فضلًا عن إثارتها تساؤلات بشأن حركة الملاحة في مضيق هرمز، في ضوء الأهمية الاستراتيجية لهذا المضيق الذي يمر عبره ما يقرب من ثلث النفط المنقول بحرًا وجزء كبير من الغاز الطبيعي المسال يوميًا.

وقال تقرير نشره موقع مارتيم قبرص، إنه على الرغم من استمرار تدفق السفن حتى الآن بالمضيق، إلا أنها تفعل ذلك بالرغم من تزايد حالة عدة اليقين.

أضاف أن شركات التأمين رفعت أقساط تأمين مخاطر الحرب على السفن التي تدخل الخليج العربي، كما يضغط مستأجرو السفن من أجل إدراج بنود معينة في عقود الشحن.

ويراجع مشغلو السفن البحرية بروتوكولات إعادة توجيه السفن، وهو اقتراح مكلف قد يضاعف أطوال الرحلات ويزيد من استهلاك الوقود، وفقا للمقالة.

واستبعدت المقالة إغلاق المضيق، مشيرة إلى أن إيران لا تحتاج إلى إغلاقه لإحداث اضطراب.

وتابعت أنه قد يدفع حادث واحد يتعلق بطائرة مسيرة أو صاروخ مضاد للسفن شركات التأمين إلى إدراج منطقة الشرق الأوسط في القائمة السوداء، مما يؤدي إلى تحويل حركة ناقلات النفط حول رأس الرجاء الصالح.

ورأت أن هذا الافتراض ليس نظريًا، فقد أدت هجمات عام 2019 على ناقلات النفط في خليج عمان إلى تعطيل التدفقات مؤقتًا ودفعت إلى ارتفاع حاد في أسعار خام برنت.

وقالت إن أسعار خام برنت ارتفعت اليوم عقب الهجوم الإسرائيلي، ليس بسبب فقدان الإمدادات بشكل مباشر، بل بسبب ارتفاع مخاطر أقساط التأمين.

ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف الشحن بشكل حاد، كما قد تتجاوز أقساط التأمين نسبة 0.5% من قيمة كل رحلة، وبالتالي ستبلغ تكلفة الرحلة الواحدة لناقلات النفط الخام العملاقة مئات الآلاف من الدولارات.

وأضافت أن خيارات إعادة توجيه السفن مكلفة أيضًا، فالتحويل حول رأس الرجاء الصالح يضيف حوالي 6000 ميل بحري وما يصل إلى 14 يومًا من وقت العبور، وبالتالي سترتفع تكاليف الوقود وطاقم السفينة تبعًا لذلك، فضلاً عن مخاطر الازدحام في الموانئ والقنوات البديلة.

ولخصت المقالة التداعيات المحتملة للضربات الإسرائيلية في عدة احتمالات أبرزها: إعادة هيكلة منظومة أمن الطاقة وإعادة النظر في التنسيق البحري.

وقالت إنّ السيناريو الأكثر رعبًا لتأثير الضربات الإسرائيلية ليس إغلاق مضيق هرمز بل الغموض الذي يكتنف هذه الخطوة، مشيرًا إلى أنه إذا خلقت إيران ما يكفي من التوتر لردع حركة الشحن دون إشعال حربٍ شاملة في المنطقة، فقد تكون النتيجة تأثيرًا مُثبّطًا طويل الأمد في حركة الملاحة في الخليج العربي.

وقد تؤثر هذه التطورات سالفة الذكر في إضعاف ثقة المستثمرين في البنية التحتية الإقليمية ويستنزف الموارد البحرية عالميًا.