أحمد منصور: ارتفاع متوقع في أسعار الأسمدة وتكاليف الإنتاج الزراعي
اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية نتيجة التوترات في البحر الأحمر ومضيق هرمز
محمد أحمد _ توقّع أحمد منصور، نائب رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس مجلس إدارة شركة «أفريكانا لتصدير الحاصلات الزراعية»، أن تسهم الأزمة الإقليمية الحالية، في زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي عقب تقليص إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة نتيجة انخفاض معدلات التوريد.
وأوضح منصور في تصريحات لجريدة حابي، أن الحكومة بدأت بالفعل في تقليص كميات الغاز الموجهة لمصانع الأسمدة، بهدف الموازنة بين احتياجات الصناعة من جهة ومتطلبات إنتاج الكهرباء من جهة أخرى.

وأشار إلى أن الأزمة الراهنة ستؤثر تؤثر على حركة التجارة العالمية وبالتالي على الاقتصاد المحلي، موضحًا أن تداعياتها قد تطال بشكل مباشر قطاعي الطاقة والأسمدة، الأمر الذي سينعكس على زيادة تكاليف الإنتاج والنقل.

ونبّه إلى أن التوترات في البحر الأحمر ومضيق هرمز تؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة وناقلات البترول والغاز، ما يسبب اضطرابًا في سلاسل الإمداد العالمية ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن سواء البري أو البحري.
وأوضح منصور أن تكلفة شحن الحاويات إلى مناطق مثل ميناء جبل علي كانت تتراوح بين 4.5 إلى 5 آلاف دولار، لكن مع تعطل بعض خطوط الشحن البحري، من المتوقع أن ترتفع هذه التكاليف نتيجة اللجوء إلى الشحن البري كبديل.
وفيما يتعلق بالحلول الممكنة لتقليل تأثير الأزمة، أشار منصور إلى أن التوسع في الأسواق الإفريقية، وخاصة في شرق وغرب القارة، يمثل خيارًا إستراتيجيًا لتعويض أي انخفاض محتمل في الصادرات إلى أسواق أخرى، ونوه رئيس مجلس إدارة شركة أفريكانا للحاصلات الزراعية بأن السوق الإفريقية واعدة ولا تواجه نفس التحديات الملاحيّة التي تؤثر حاليًا على حركة الشحن في البحر الأحمر.
واردات القمح والزيت من أوكرانيا وماليزيا خارج نطاق التوترات البحرية
أكد منصور أن الصادرات الزراعية المصرية ما زالت تسير بشكل طبيعي، كما أن واردات السلع الأساسية مثل القمح والزيت، التي تأتي من دول مثل أوكرانيا وماليزيا، لا تمر عبر الممرات البحرية المتأثرة بالتوترات.
ومع ذلك، حذر من أن استمرار هذه التوترات قد يضطر الشركات إلى استخدام طرق شحن بديلة، مما سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل وبالتالي زيادة أسعار السلع.
كما لفت إلى أن بعض المحاصيل المصرية مثل البطاطس والفاصوليا البيضاء شهدت موسمًا ناجحًا هذا العام، وهو ما يمثل فرصة جيدة لتعزيز صادرات الحاصلات الزراعية في ظل الطلب المتزايد خارجيًّا.
وفيما يخص المجال الجوي المصري، قال إن حركة الطيران العابرة قد زادت بالفعل نتيجة إغلاق بعض الأجواء في المنطقة، لكنه أشار إلى أن الاستفادة الاقتصادية المباشرة من هذه الحركة تظل محدودة، إذ لا تترجم بالضرورة إلى زيادة في السياحة أو التبادل التجاري الجوي.
ويرى منصور أن التوترات المتصاعدة تشكل تحديًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، لكنها في الوقت نفسه قد تتيح فرصًا واعدة إذا جرى التعامل معها برؤية إستراتيجية، من خلال التوسع في الأسواق غير التقليدية، وتعزيز الاعتماد على الإنتاج المحلي لتقليل تأثير الأزمات الخارجية.